قصة طفلة اسمها غزة

كان يا مكان وذلك منذ عام
طفلة شامخة جميلة اسمها غزة
تلعب مرحة هنا وهناك
بين المروج والروابي الشامخات
تلعب وتلعب حتى تتعب
فتركض جارية وترتمي في أحضان أمها
المثقلة بالهموم المليئة بأحزان الأيام
ترتمي على صدرها باسمة الثغر أبية جميلة البسمات
تأخذ طاقتها من الحنان وتعود لتلعب بين البحر والشطئان
لكن البريئة الطاهرة نقية القلب
لم تلحظ ولم تشعر بعين حاقدة حاسدة ترقبها منذ زمان
عين كرهتها
كرهت فرحتها
ضحكتها ..... بسمتها
براءتها..............................طهارتها
أبت إلا أن تلوث ثوبها تخدش عفتها
تذيقها مرارة الحرمان
لعبت غزة هرولت بين الحقول
تنسمت عبيرا النرجس والحنون
رسمت بيدها معالم السنين
فجأة لا تعلم ماذا حدث!!!!!!!!!!
أظلمت الدنيا ............
اختفى الوجود...............
وقف الزمان.............
تاهت في المكان............
وانتشر اللون الأحمر وغطى كل الألوان
ذعرت غزة خافت هرولت هنا وهناك
بحثت ...وصرخت ..... نادت
لكن المسكينة لم يسمعها من في المكان
كأنها صمت الآذان
ارتعدت غزة خافت ........... استكانت
ذابت ...... واختفت بالظلام
انتظرت الأم أن تأتيها غزة بعد تعب
لتلتمس من صدرها الحنان....
انتظرت ..... انتظرت
لم تأتي غزة محملة بالزنابق وعبق الزمان
هرولت الأم باحثة .......تصرخ غزة
غزة.....غزة.......غزة
تساءلت أين ذهبت .... أين تاهت
بكت الأم ..... وبكت
لكن غزة اختفت
صرخت الأم صرخة ملتاعة اااااااه يا غزة
اااااه يا غزة عمري
سلبوك مني .....
أبعدوك عني....
ألا يكفيني ما تجرعته من الآم الأيام
الم أذق ما يكفي من مر وهجر وحرمان
آه ....آه .. يا غزة ضاع الحب والامان
آه ..... آه صرخت الأم صرخة عالية ملتاعة
لكنها غير يائسة....
صرخة متأملة...
سأجدك يا غزة سأبحث عنك
لن اسمح لهم عن حضني ان يبعدوك
أن يسلبوك طهارتك..... براءتك ...
طفولتك......
سأجدك وأضمك إلى قلبي لأسقيك
ما شئت من الحنان
سأجدك واقطع أوصال من دمروك
من عبثوا ببراءتك .... وسفكوا دمك
سأجدك يا غزة هذا عهد قطعته على نفسي
والعهد لا يخونه الأبطال