بسم الله الرحمن الرحيم
سلام مكلل ٌ بالحب معطر بالود لك أيها القلب الرحيم وتحية عاطرة زكية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين أبدأ كلماتي , يا من أوجدني من عدم , و جعل رحلتي آية كبرى , و غرس في ذاتي عظمته , و
مزج دمائي و روحي بمحبته .
و ألبس نفسي سربال جلاله و إكرامه , حتى صارت تائهة في حبه و خاشعة في قدسه , لا تبغي حولا
عن قربه , و لا ترغب في العيش دونه .
أنّى لها أن تعيش دونه , و من ذاته تستمد وجودها , و في محراب حضرته تُعزز بنيانها .
عجز اللسان عن ذكر نعمائه و إحصائها , و ارتعش القلب خشيةً من جبروته و جلالها , و سعد الفؤاد
بفيض رحمته و اتساعها.
من حنانه أشتم نسيم الرحمة , فتسكن نفسي و يهدأ روعي , و يندثر ألم السنين , في صورة إعجاز
خالدة تبهر خُزان العلم و حُراس الحكمة . و تُجَفَّفُ دموعي و تُعالَج خواطري بمسحة من المنِّ و الدفء , لا
يدرك معناها إلا يتيما فقد الركنَ و السندَ.
و من نوره تغمرني السعادة , و تحف بي جلالة العظمة , فتجعل من ضعفي قوةٌ , و تُصيُّرُ وجداني إلى
رحلة من العروج في مقامات القدس , و ترسل بذاتي إلى ذاكرة الزمن الأول ,باعثةً في خلدي معنى
التوسط بين الأزل و العدم .
و من عطفه عليّ صنعت بيوتا من الأمل , تضللني و تمنع حرّ النار عني , و تلطف أجواء روحي حتى تصبح
هائمة في جوهر الوجود و راسية في قمة الثبات و اليقين.
و من حلمه اتخذت لنفسي زورقا أعبر به كل الموجات العالية , و أشق به أطوال البحار الشاسعة , حتى
تحولت الحياة إلى رحلة صبر و أمل بعدما كانت رحلة غصة و أسى.
و من جلاله نسجتْ لي عظمته أجنحة من الرهب , حلّقتُ بها في الآفاق , و أستعنت بها على قهر
الأعداء و مقارعة الآفات. و ما إن رفرفتْ خيّم الذّل على عروش الظالمين و نُكِّستْ رايات الطغاة.
فكلما اشتقت لعظمته نظرتُ إليها و هي تهتزُّ , فينشرح صدري و تقرّ عيني , و تغمرني سحابة الذّل ,
فتخفف عني لوعة الشوق و الوجد.
و من لطفه بنيتُ سُلما من ذهب عانق عنان الآفاق , به احتضنت ملكوت الأشياء , و صافحت ملائكة سبع
سماوات. فكان الروح الأمين سلوة لي في الأسفار , وبلسم للجراح و الأحزان. فكلما جئت زائرا وجدته و
الأنوار خلفه منتظرا القدوم , مستقبلا , تعلو محياه البسمات.
و من تسبيحه أصنع عقاقير من نور أطبب بها جراحي, و أرمم بها فلتات عظامي , فكلما لهج لساني
بذكره أزيحت غشاوة عينيا و فك رباط لساني ...
و هاهي الأرض و خيراتها شاهدة عما أودع فيها من كنوز , و محدثة عما زرع فيها من أسرار . خلقها في
أحسن صورة بمشيئته , و ناداها فأتته طائعة خاضعة , و من خشيته متذللة , و من عجزها أمام تجلي
نوره خانعة. اختبرها في ولاء خدمته , فنصبت جبالها و بسطت ذلولها و سالت بحارها , و فاضت أعماقها
خدمة و إجلالا , معلنة ولاءها و انصهارها أمام أنواره , فأختارها دون الكواكب , محطة لخلافته و مكان
لتجلي أسمائه و عظمته.
و هاهي الشمس تتلللأ بأنوارها , و تغذي الوجود بأضوائها في الستر و العلن , محتشمة في كشف
حقيقتها , فبلطف منها على الموجودات أخفت هويتها , و رحمة بالضعفاء أبطنت جوهرها , حتى أصبحت
كرة من النار تجري في الفلك سابحة , تولج النهار في الليل و تولج الليل في النهار بقدرته , بينما هي
في الأصل جزء من كلمته , و حارس من حراس أعظمِ أسمائه , من جماله البسها كسوة , فصارت منبت
لكل جمال , و منبع لكل سحر و بيان , فمنها ينبع نور الأنوار , و عند بابها وقفت الأسماء , فازت كل الفوز
يوم حُملتْ الأمانة , فقابلتها بالذل و الوفاء , حينها أدهشت كل مخلوق بقدرة إخلاصها , و طاقة صبرها ,
فصارت مضرب التضحية و الصفاء ,
سابقت الكل في التبتل إلى كلمته , و بهرت الوجود في الخنوع لوجهه , ففاضت عليها أنوار الرحمان , و
تسربلت بتجليات الديان , فجعل منها محورا للموجودات بأكملها , فباتت المخلوقات متعلقة بذاتها و
مرهونة المصير بين يديها ...
أخواني أخواتي نحنوا في كفوف الراحة
وأخوننا في فبسطين في عذاب لا يعلمهم الله
لا تنسوهم من الدعاء الدعاء
تحياتي /
همس الخيال
سلام مكلل ٌ بالحب معطر بالود لك أيها القلب الرحيم وتحية عاطرة زكية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أين أبدأ كلماتي , يا من أوجدني من عدم , و جعل رحلتي آية كبرى , و غرس في ذاتي عظمته , و
مزج دمائي و روحي بمحبته .
و ألبس نفسي سربال جلاله و إكرامه , حتى صارت تائهة في حبه و خاشعة في قدسه , لا تبغي حولا
عن قربه , و لا ترغب في العيش دونه .
أنّى لها أن تعيش دونه , و من ذاته تستمد وجودها , و في محراب حضرته تُعزز بنيانها .
عجز اللسان عن ذكر نعمائه و إحصائها , و ارتعش القلب خشيةً من جبروته و جلالها , و سعد الفؤاد
بفيض رحمته و اتساعها.
من حنانه أشتم نسيم الرحمة , فتسكن نفسي و يهدأ روعي , و يندثر ألم السنين , في صورة إعجاز
خالدة تبهر خُزان العلم و حُراس الحكمة . و تُجَفَّفُ دموعي و تُعالَج خواطري بمسحة من المنِّ و الدفء , لا
يدرك معناها إلا يتيما فقد الركنَ و السندَ.
و من نوره تغمرني السعادة , و تحف بي جلالة العظمة , فتجعل من ضعفي قوةٌ , و تُصيُّرُ وجداني إلى
رحلة من العروج في مقامات القدس , و ترسل بذاتي إلى ذاكرة الزمن الأول ,باعثةً في خلدي معنى
التوسط بين الأزل و العدم .
و من عطفه عليّ صنعت بيوتا من الأمل , تضللني و تمنع حرّ النار عني , و تلطف أجواء روحي حتى تصبح
هائمة في جوهر الوجود و راسية في قمة الثبات و اليقين.
و من حلمه اتخذت لنفسي زورقا أعبر به كل الموجات العالية , و أشق به أطوال البحار الشاسعة , حتى
تحولت الحياة إلى رحلة صبر و أمل بعدما كانت رحلة غصة و أسى.
و من جلاله نسجتْ لي عظمته أجنحة من الرهب , حلّقتُ بها في الآفاق , و أستعنت بها على قهر
الأعداء و مقارعة الآفات. و ما إن رفرفتْ خيّم الذّل على عروش الظالمين و نُكِّستْ رايات الطغاة.
فكلما اشتقت لعظمته نظرتُ إليها و هي تهتزُّ , فينشرح صدري و تقرّ عيني , و تغمرني سحابة الذّل ,
فتخفف عني لوعة الشوق و الوجد.
و من لطفه بنيتُ سُلما من ذهب عانق عنان الآفاق , به احتضنت ملكوت الأشياء , و صافحت ملائكة سبع
سماوات. فكان الروح الأمين سلوة لي في الأسفار , وبلسم للجراح و الأحزان. فكلما جئت زائرا وجدته و
الأنوار خلفه منتظرا القدوم , مستقبلا , تعلو محياه البسمات.
و من تسبيحه أصنع عقاقير من نور أطبب بها جراحي, و أرمم بها فلتات عظامي , فكلما لهج لساني
بذكره أزيحت غشاوة عينيا و فك رباط لساني ...
و هاهي الأرض و خيراتها شاهدة عما أودع فيها من كنوز , و محدثة عما زرع فيها من أسرار . خلقها في
أحسن صورة بمشيئته , و ناداها فأتته طائعة خاضعة , و من خشيته متذللة , و من عجزها أمام تجلي
نوره خانعة. اختبرها في ولاء خدمته , فنصبت جبالها و بسطت ذلولها و سالت بحارها , و فاضت أعماقها
خدمة و إجلالا , معلنة ولاءها و انصهارها أمام أنواره , فأختارها دون الكواكب , محطة لخلافته و مكان
لتجلي أسمائه و عظمته.
و هاهي الشمس تتلللأ بأنوارها , و تغذي الوجود بأضوائها في الستر و العلن , محتشمة في كشف
حقيقتها , فبلطف منها على الموجودات أخفت هويتها , و رحمة بالضعفاء أبطنت جوهرها , حتى أصبحت
كرة من النار تجري في الفلك سابحة , تولج النهار في الليل و تولج الليل في النهار بقدرته , بينما هي
في الأصل جزء من كلمته , و حارس من حراس أعظمِ أسمائه , من جماله البسها كسوة , فصارت منبت
لكل جمال , و منبع لكل سحر و بيان , فمنها ينبع نور الأنوار , و عند بابها وقفت الأسماء , فازت كل الفوز
يوم حُملتْ الأمانة , فقابلتها بالذل و الوفاء , حينها أدهشت كل مخلوق بقدرة إخلاصها , و طاقة صبرها ,
فصارت مضرب التضحية و الصفاء ,
سابقت الكل في التبتل إلى كلمته , و بهرت الوجود في الخنوع لوجهه , ففاضت عليها أنوار الرحمان , و
تسربلت بتجليات الديان , فجعل منها محورا للموجودات بأكملها , فباتت المخلوقات متعلقة بذاتها و
مرهونة المصير بين يديها ...
أخواني أخواتي نحنوا في كفوف الراحة
وأخوننا في فبسطين في عذاب لا يعلمهم الله
لا تنسوهم من الدعاء الدعاء
تحياتي /
همس الخيال
تعليق