لماذا تعمل كوافير حريمى؟
*تقول: أعمل كوافير حريمى؛ لأنها مهنة تحتاج ذوق راقى! هل يتدنى ذوقك: عندما لا تعمل كوافير حريمى فى نهار رمضان؟!
*تقول: أعمل كوافير حريمى؛ لأثبت تفوق الرجال على النساء، حتى فى المجالات الخاصة بهن! هل التنافس يكون فى التفوق فى الطاعات، أم التفوق فى أن تثبت لإبليس أنك لعبة بيده! بتغييرك لخلق الله: بالنمص للنساء (ترقيق الحواجب)، الفلج (برد ما بين الأسنان)، الوشم (جرح جزء من البدن؛ ليسيل الدم فيُحشى كحلا ونحوه فيَخضر، ومنه رسم حسنة على الوجه، ويسمى التاتو)، الوصل (باروكة، تركيب ضفائر مصنوعة من الشعر، رموش صناعية). قال ابن مسعود (لعن اللهُ الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيراتِ خلقَ اللهِ) البخارى(4886)، مسلم(2125). قال صلى الله عليه وسلم ((لعن اللهُ الواصِلَةَ والـمُسْتَوْصِلَةَ)) البخارى(5941)، مسلم(2122). اللعن: الطرد من رحمة الله! قال عز وجل حكاية عن إبليس (وَلأمُرَنهُمْ فليُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) النساء(119). أترضى أن تكون لعبة بيد إبليس يحركها كيف شاء؟!
*تقول: أعمل كوافير حريمى؛ لأجمل النساء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم ((إن الله جميل يحب الجمال)) مسلم(91)! معناه: أن تتجمل المرأة بمفردها لزوجها، أو تجملها امرأة: لا تصف محاسن النساء للرجال، ويحرم اطلاع الرجل على عورات النساء؛ قال عز وجل ( قل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ وَيَحْفظوا فـُرُوجَهُمْ ذلِكَ أزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور(30).
*تقول: أصفف شعر النساء، فما العورة فى هذا؟! إذا كان يَحرم نظر الرجل لعورات النساء، فمن باب أولى يَحرم عليه أن يمس أى جزء من جسد المرأة، سواء كان شعرها، أو يدها، أو قدمها، أو وجهها، أو غير ذلك! قال صلى الله عليه وسلم ((لأن يُطعن فى رأس رجل بمِخيَط من حديد: خير من أن يَمَسَّ امرأة لا تحل له)) الصحيحة(226). المِخيَط من الحديد: الإبرة والمِسلة. قال الألبانى (وفى الحديث: وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له) الصحيحة( 1/448).
*تقول: لا ذنب علىَّ؛ فطبيب النساء يرى عورات النساء! طبيب النساء ضرورة: إذا لم توجد طبيبة مسلمة ماهرة، مع ضرورة أن يذهب مع المرأة للطبيـب زوجها أو مَحرمها، وهـو ضرورة؛ لإنقاذه حياة إنسانة من الموت. هل الكوافير الحريمى ينقذ امرأة من الموت؟ أم يرى عورات النساء بلا داع؟!
*تقول: لا ذنب علىَّ؛ فالنساء يأتين برغبتهن، ولم أفرض عليهن شيئا! هل تجميلكَ للنساء: يقربكَ من الله، ويدخل تحت قوله عز وجل (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) المائدة(2)؟ أم يبعدكَ عنه، ويدخل فى نهيه عز وجل (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة(2)؟!
*تقول: لا ذنب علىَّ؛ فأنـا أصفـف شعـر المحجبـات! الحجـاب لا يتجزأ: حجاب فى الشارع، حجـاب فـى المواصـلات، حجـاب فـى كل مكان، فلا يجـوز أن يطلـع رجـل علـى المـرأة، إلا زوجهـا أو أحد محارمها، وهم (أبوها، أخوها، ابنها، جدها، حفيدها، عمها، خالها، والد زوجها، ابن زوجهـا، ومثلهم مـن الرضاعـة). هـل أنت زوجها؟ أم محرمها؟ أم أجنبى عنها يَحرم عليك النظر لها، فضلا عن عدم لمس أى جزء من بدنها؟!
*تقول: أكتب على المحل: ممنوع دخول الرجال! فلماذا تتواجد بالمحل؟ أم أنك لست من الرجال؟!
*تقول: لا ذنب علىَّ؛ فغالـب الكوافيـرات الحريمـى رجـال! ابدأ بنفسك؛ قال عز وجل (وَلنْ يَنفعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظلمْتُمْ أنكُمْ فِى العَذابِ مُشْتَركُونَ) الزخرف(39).
*تسأل: هل أضيع خبرة السنوات؛ لأعمل عملا لا يليق بمكانتى الاجتماعية؟! إن المكانة الاجتماعية: أن تدعوَ الله، فيستجيبَ لدعائك، وتحسَّ بنعمة الرضا، وتدمعَ عيناك من خشية الله؛ عن سَهْل بن سعد الساعدى أنه قـال: مَـرَّ رجـل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لرجل عنده جالس ((ما رأيك فى هذا؟)) فقال: رجلٌ من أشراف (أغنياء) الناس، هذا والله حَرىٌّ إن خطب: أن يُنكحَ، وإن شَفع: أن يُشَفعَ. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم مَرَّ رجلٌ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ما رأيك فى هذا؟)) فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حَرىٌّ إن خطـب: أن لا يُنكـحَ، وإن شَفع: أن لا يُشَفعَ، وإن قال: أن لا يُسمعَ لقوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((هذا خير من ملء الأرض مثلَ هذا)) البخارى(6447). قال صلى الله عليه وسلم ((رُبَّ أشعَث مدفوع بالأبواب: لو أقسَمَ على الله لأبَرََّهُ)) مسلم(2622). قال النووى (لا قدر له عند الناس؛ فيدفعونه عن أبوابهم، ويطردونه احتقـارا له. (لو أقسَمَ على الله لأبَرََّهُ) لو حلف على وقوع شىء: أوقعه الله؛ إكراما له بإجابة سؤاله وصيانته من الحِنثِ فى يمينه؛ لعِظم منزلته عند الله، وإن كان حقيرا عند الناس) شرح النووى على مسلم(16/174-175).
*تسأل: هل أترك عملى؛ لأشحذ أو أسرق؟! بل ابحث عن عمل آخر، وليكن قلبك على يقين تام: بأن الله سيعوضك خيرا مما كنت فيه؛ قال صلى الله عليه وسلم ((إنك لن تـَدَعَ شيئا اتقاء اللهِ جل وعز: إلا أعطاكَ اللهُ خيرا منه)) أحمد(5/78)، (5/79) وصححه الأرنؤوط. وسيأتيك رزقك مباركا (بإذن الله) بلا حساب؛ قال عز وجل (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ) الطلاق(2-3). وسيأتيك رزقك(بإذن الله ) من السماء والأرض؛ قال عز وجل (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأعراف(96). وسيجعل الله لك من كل عُسْر يُسْرا؛ قال عز وجل (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أمْرِهِ يُسْرًا) الطلاق(4). أسأل الله أن يشرح صدرك للحق، وأن يجعلك الله ممن قال الله فيهم (وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنهُ فِى قلوبكُمْ وَكَرَّهَ إليْكُمُ الكُفرَ وَالفسُوقَ وَالعِصْيَانَ أولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) الحجرات(7).
*تسأل: ما شروط التوبة؟
*أولا: أن تترك هذا العمل، وتبحث عن عمل حلال.
*ثانيا: أن تندم على ما مضى، وتسأل الله المغفرة.
*ثالثا: إن فاض مال من عملك، فأحلله: كلما رزقك الله مائة جنيه حلال، تخلص من مائة جنيه من ربحك هذا: فى التشجير، الرصف، بناء مدرسة ونحوه؛ لتتخلص من المال، وليكن همك فى إنفاقه: التخلص من سُحْتٍ كان سيطوقك يوم القيامة، ولا تبن به مسجدا؛ قال عز وجل ( لَمَسْجِدٌ أسِّسَ عَلَى التقوَى ) التوبة(108). إن عجزت عن التخلص من المال: كأن يكون شقة تسكنها، أو سيارة تستعملها: فلا إثم عليك، ولا تقنط من رحمة الله؛ قال عز وجل (قلْ يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ أسْرَفوا عَلَى أنفسِهِمْ لا تَقنطوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغفِرُ الذنوبَ جَمِيعًا إِنهُ هُوَ الغفورُ الرَّحِيمُ ) الزمر(53). وإن صحت توبتك: سيبدل الله ذنوب عملك حسنات؛ قال عز وجل ( إِلا مَنْ تابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهمْ حَسَناتٍ وَكَانَ اللهُ غفورًا رَحِيمًا ) الفرقان(70). أسأل الله: أن تكونَ منهم.
اللهم اهدِ كل كوافير حريمى وكل عاصٍ مسلم لما تحب وترضى
تعليق