الضفة الغربية- استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخرون برصاص الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد في مواجهات عنيفة شهدها عدد من محافظات الضفة الغربية المحتلة، ورأى المحلل السياسي الفلسطيني بلال الشوبكي في التضامن الجماهيري بالضفة مع غزة والاشتباكات مع قوات الاحتلال مؤشرا على أن "الضفة ستكون على أبواب انتفاضة ثالثة إذا استمر التصعيد الإسرائيلي".
وقالت مصادر طبية وإعلامية متطابقة لـ"إسلام أون لاين.نت": إن الشاب عرفات الخواجا (20 عاما) استشهد في المواجهات التي شهدتها قرية نعلين غرب مدينة رام الله، عقب مسيرة نظمها أهالي القرية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي.
وأضافت المصادر أن العشرات من المواطنين اشتبكوا مع جنود الاحتلال المتمركزين قرب جدار الفصل العنصري، ورشقوا الجنود بالحجارة؛ مما أسفر عن إصابة 6 فلسطينيين.
شاهد:
صورة فجرت الغضب الشعبي
شارك:
ماذا تتوقع من الحكام؟ وكيف تنصر غزة؟
هل ترى أي فائدة من قمة عربية بشأن غزة؟
رام الله..
وعلى صعيد التضامن الشعبي مع غزة، تواصلت في رام الله لليوم الثاني على التوالي الاحتجاجات المنددة بالعدوان الإسرائيلي.
ولبى مئات المواطنين في رام الله ظهر اليوم دعوة وجهتها القوى الوطنية والإسلامية للمشاركة في المسيرة الاحتجاجية بالمدينة.
واحتشد المتظاهرون في ميدان المنارة، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، ولافتات تستنكر الصمت العالمي إزاء هذه "المجازر".
وعقب المسيرة، التي شارك بها مئات المواطنين، توجه العشرات من الشبان نحو حاجز قلنديا الإسرائيلي، الفاصل بين رام الله والقدس؛ مما أسفر عن اندلاع مواجهات مع جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز، ورشق المواطنون هؤلاء الجنود بالحجارة والزجاجات الفارغة، بحسب شهود عيان.
ورد الجنود بإطلاق قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي على المواطنين؛ وهو ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق.
القدس والخليل و..
وفي مخيم شعفاط بالقدس المحتلة خرج المئات من الشبان في مظاهرات تندد بالعدوان، ورشق المحتجون قوات الاحتلال بالحجارة؛ مما أسفر عن إصابة جندي.
كما أسفرت المواجهات، التي شارك فيها عشرات المواطنين في مدينة الخليل جنوب الضفة، عن إصابة مستوطنة بالحجارة من قِبل المتظاهرين.
وفي مدينة نابلس شمال الضفة شارك العشرات من المواطنين والشخصيات السياسية في المسيرة الاحتجاجية التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية بالمدينة.
وردد المتظاهرون هتافات منددة بالعدوان الإسرائيلي، ودعوا إلى إنهاء الانقسام السياسي في الشارع الفلسطيني.
وأسفرت المواجهات مع قوات الاحتلال في قرية عزون قرب مدينة قلقيلية عن إصابة اثنين من الصحفيين الفلسطينيين.
ونظم فلسطينيون بمدن وبلدات الضفة إضرابا عاما، خاصة في القطاع التجاري، تضامنا مع غزة.
وتنفيذا لقرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، شل إضراب عام البلدات العربية اليوم، تنديدا بالجرائم الإسرائيلية، وأغلقت المحال التجارية والمدارس ومختلف المؤسسات أبوابها.
واندلعت اشتباكات داخل الخط الأخضر في قرى أم الفحم وكفر كنا بين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي.
قيادة العمل اليومي
في سياق متصل، عقدت قوى وطنية وإسلامية اجتماعا طارئا في مدينة رام الله اليوم لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي، وأعلنت تشكيل ما أطلقت عليه "قيادة العمل اليومي" لـ"رفع مستوى المعركة والمقاومة مع الاحتلال لأقصى درجاتها وللتفاعل مع جماهير الشعب التي نزلت إلى الشوارع".
ولفتت هذه القوى في بيان لها إلى أنه: "ستبقى هذه القيادة باستنفار كامل حسب مقتضيات المعركة"، ودعت الجماهير الفلسطينية إلى رفع أعلام فلسطين فقط والأعلام السوداء في جميع فعالياتها في جميع مناطق الضفة.
وأضافت أن "قيادة العمل اليومي ستعمل مع مؤسسات المجتمع المدني وجميع لجان مقاومة الاحتلال وفك الحصار، ومقاومة جدار الفصل العنصري بشكل يومي دونما أي كلل نحو دحر الاحتلال".
انتفاضة ثالثة
تعليقا على هذا التضامن، رأى المحلل السياسي بلال الشوبكي في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "إسرائيل أرادت توجيه ضربات لغزة بشكل منفرد، منطلقة من اعتقاد خاطئ بأن حالة الانقسام السياسي قد تحول دون تعاطف الضفة مع غزة".
و"لكن ما يجري الآن من ردة فعل جماهيرية في مدن الضفة، كما يؤكد الشوبكي، قد يدفع الشارع الفلسطيني إلى الالتئام، ليتجاوز كل توقعات المراقبين، ويثبت أنه على أبواب انتفاضة ثالثة".
وشدد على أن "ما جرى على الأرض في الضفة من رد فعل جاء عكس توقعات الاحتلال؛ مما يؤكد بشكل قاطع خطأ الاعتقاد بإمكانية فصل الضفة عما يجري في غزة".
يذكر أن الانتفاضة الثانية، انتفاضة الأقصى، اندلعت في سبتمبر عام 2000 بعد دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إريل شارون إلى باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له.
أما الانتفاضة الأولى، المعروفة بانتفاضة الحجارة، فاندلعت في ديسمبر 1987 بعد يوم من دهس شاحنة يقودها إسرائيلي من "أشدود" سيارة يستقلها عمال فلسطينيون من بلدة جباليا؛ مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين.
تعليق