وَابْنُوْا مَسَـاكِنَ لِلأَيْتَامِ
ذِكْرَى ذَكَرْتُكِ عِنْدَ الذِّكْـرِ وَالْقُرَبِ ** وَحِيْنَ يَمَّمْتُ للتَّدْرِيْسِ فِي الْكُتُـبِ
ذِكْرَى ذَكَرْتُكِ وَالأَزْهَـارُ بَـاسِمَـةٌ ** وَالْوَرْدُ يَضْحَكُ وَالأَفْنَـانُ فِيْ طَرَبِ
وَالْبَحْـرُيَقْـذِفُ بـالأَمْوَاجِ مِنْ فَرَحٍ ** وَالطَّلُّ يَهْطُلُ يَاذِكْرَى مِنَ السُّحُـبِِ
هَبَّ النَّسِيْمُ عَلَى رَوْضِ الْقَصِيْدِ ضُحًى ** فَمَالَ كَالْغُصْـنِ مِنْ ذِكْرَاكِ وَاعَجَبِي
أَبْصَـرْتُ عَيْنَكِ وَالأَفْرَاحُ تَغْمُـرُهَـا ** صَفَاءُ قَلْبِـكِ كَالأَلْمَـاسِ وَالذَّهَبِ
وَقُبْلَـةٌ مِنْكِ تُهْدِيْهَـا إِلَـى شَفَتِـي ** أَلَذُّ طَعْمًـا مِـنَ الْعُنَّـابِ وَالرُّطَبِ
مَتَـى أَرَى طِفْلَتِي تَمْشِي عَلَى قَـدَمٍ ** وَتَتْـرُكَ الزَّحْفَ لا تَجْثُوْعَلَى الرُّكَبِ
مَتَـى أَرَى طِفْلَتِي تَجْرِي وَتُسْعِدُنِـي ** وَتَنْطِقُ الْحَرْفَ عِنْـدَ الْجِدِّفِي الطَّلَبِ
مَـازِلْتِ يَاطِفْلَتِي فِي الصَّمْتِ غَـارِقَةً ** مَتَى سَأَسْمَعُ صَوْتًا مِنْكِ يَسْخَـرُبِي
مَتَـى سَـأََسْمَعُ مِـنْ ذِكْرَايَ أُغْنِيَـةً ** تُزِيْلُ عَنْ كَبِـدِيْ مَا اعْتَادَ مِنْ نَصَبِ
مَتَـى سَتُتْحِفُنِـي ذِكْـرَى بِنُكْتَتِهَـا ** فَالطِّفْل نُكْتَتُـهُ أَحْلَى مِنَ الضَّـرَبِ
ذِكْرَى اعْطِفِي وَارْفُقِي قَـدْ هَدَّنِي كِبَرٌ ** لا تَهْجُرِي جَـدَّكِ الْوَلْهَانَ وَاحْتَسِبِي
تَـرَدَّدِي أَلْـفَ تَـرْدَادٍ لِـمَنِـزِلِـهِ ** فِي كُلِّ ثَانِيَـةٍ زُوْرِيْ بِـلا سَبَـبِ
أَتَهْجُرِيْـهِ وَقَـدْ هَـلَّتْ مَـدَامِعُـهُ ** خَوْفًـا عَلَيْكِ مِنَ الأَسْقَام وَالتَّعَـبِ
لِلّهِ أَنْتِ فَـمَا تَصْغِـي إِلَـى خَبَـرٍ ** إِلَيْكِ يُلْقَى وَلا تَصْـغِي إِلَى خُطَـبِِ
لَـنْ تَفْهَمِي خَبَرًا أَوْ نَـصَّ مَوْعِظَـةٍ ** وَأَنْتِ فِي السَّنَـةِ الأُولَى مِنَ الْحِقَبِ
سِـوَى أَحَاسِيْسَ فِي عَيْنَيْكِ نَقْرَؤُهَـا ** تَقُولُ حِيْنَ يُـدَقُّ الْبَابُ هَـذَا أَبِي
وَرُبَّـمَـا لَبِسَتْ أُمٌّ عَـبَـاءَتَـهَـا ** فَتَدْمَـعُ الْعَيْنُ يَا ذِكْرَى مِنَ الْغَضَبِ
وَطَـارِقٌ يَخْتَفِيْ مِنْ خَلْـفِ أَعْمِـدَةٍ ** فَتَبْحَثِيْـنَ وَرَاءَ الْبَابِ وَالْحُجُـبِ
فَـإِنْ ظَفِرْتِ بِـهِ اسْتَأْنَسْتِ يَا قَمَرِي ** فَـأَنْتِ تَـوَّاقَـةٌ لِلْمَـزْحِ وَاللَّعِبِ
ذِكْرَى خَيَالُكِ فِـي نَوْمِـي يُؤَانِسُنِي ** كَأَنَّهُ مُنْتَقَى مِـنْ شِعْـرِنَا الْعَـرَبِ
أَبِيْتُ أُنشِـدُ أَشْـعَـارًا مُنَسَّـقَـةً ** عَلَى خَيَالِكِ أَشْـدُوْهَا مَعَ الشُّهُبِ
وَإِنَّ طَيْفَكِ يَـاذِكْـرَى لَيُسْعِـدُنِـي ** كَأَنَّـهُ رَوْضَـةٌ غَنَّـاءَ مِـنْ عِنَبِ
فَـلا إِخَـالُـكِ إِلا الْوَرْدَ مُزْدَهِـرًا ** بِخَاطِرِيْ يَا ابْنَةَ الأَمْجَـادِ وَالْحَسَبِ
فَأَنْتِ فِي الـرُّوْحِ وَالأَحْشَاءِ سَـاكِنَةٌ ** وَسَاكِنُ الرُّوْحِ وَالأَحْشَاءِ لَـمْ يَغِبِ
وَهَكَذَا جَـدُّ ذِكْرَى كَـانَ ذَا وَلَـهٍ ** بِحُبِّ ذِكْرَى كَحُبِّ الْمَالِ وَالنَّشَبِ
غَنَّى الْقَصَائِدَ فِي ذِكْرى وَأَنْشَدَ هَـا ** وَمَرَّ دَهْرٌ فَمَاتَ الْجَـدُّ مِثْـلُ أَبِي
وَإِذْ بِذْكَرَى تُغَنِّي الشِّعْـرَ حِيْنَ غَدَتْ ** ذِكْـرَى مُتَوَّجَةً بِـالْعِلْـمِ وَالأَدَبِ
تَذَكَّرَتْ جَدَّهَـاالْمَرْحُـوْمَ فَـانْبَعَثَتْ ** دُمُوْعُ ذِكْرَى عَلَى الْخَدَّيْنِ كَالسُّحُب
وَكَمْ دَعَتْ رَبَّهَـا تَرْجُـوْهُ مَغْفِـرَةً ** لِجَدِّهَا الشاعِرِالْمَـدْفُوْنِ فِي رَجَـبِِ
هَذِي الْقَصَائِدُ بَعْـدَ الْمَوْتِ خَالِـدَةٌ ** فَكَيْفَ بِالْعِلْـمِ وَالآدَابِ وَالْقُـرَبِ
تَسَارَعُوْا وَاكْتُبُـوْا عِلْمًـا وَمَعْرِفَـةً ** وَابْنُوْا الْمَسَاجِدَ قَبْلَ الْمَوْتِ وَالْعَطَبِ
وَابْنُوْا مَسَـاكِنَ لِلأَيْتَامِ كَـمْ سَتَرَتْ ** عِمَارَةٌ بُنِيَـتْ مِـنْ سَـادَةٍ نُجُـبِ
وَمَا غَرَسْتُمْ مِنَ الأَخْلاقِ فِـي أُمَـمٍ ** إِلاَّ نَجَوْتُمْ غَدًا مِنْ وَطْـأَةِ الْكُـرَبِ
فَلا بَقَـاءَ عَلَى دُنْيَـا وَهَـلْ بَقِيَتْ ** آبَـاؤُنَا بَيْنَ دُنْيَا الْـهَمِّ والـنَّصَبِ
منقول
ذِكْرَى ذَكَرْتُكِ عِنْدَ الذِّكْـرِ وَالْقُرَبِ ** وَحِيْنَ يَمَّمْتُ للتَّدْرِيْسِ فِي الْكُتُـبِ
ذِكْرَى ذَكَرْتُكِ وَالأَزْهَـارُ بَـاسِمَـةٌ ** وَالْوَرْدُ يَضْحَكُ وَالأَفْنَـانُ فِيْ طَرَبِ
وَالْبَحْـرُيَقْـذِفُ بـالأَمْوَاجِ مِنْ فَرَحٍ ** وَالطَّلُّ يَهْطُلُ يَاذِكْرَى مِنَ السُّحُـبِِ
هَبَّ النَّسِيْمُ عَلَى رَوْضِ الْقَصِيْدِ ضُحًى ** فَمَالَ كَالْغُصْـنِ مِنْ ذِكْرَاكِ وَاعَجَبِي
أَبْصَـرْتُ عَيْنَكِ وَالأَفْرَاحُ تَغْمُـرُهَـا ** صَفَاءُ قَلْبِـكِ كَالأَلْمَـاسِ وَالذَّهَبِ
وَقُبْلَـةٌ مِنْكِ تُهْدِيْهَـا إِلَـى شَفَتِـي ** أَلَذُّ طَعْمًـا مِـنَ الْعُنَّـابِ وَالرُّطَبِ
مَتَـى أَرَى طِفْلَتِي تَمْشِي عَلَى قَـدَمٍ ** وَتَتْـرُكَ الزَّحْفَ لا تَجْثُوْعَلَى الرُّكَبِ
مَتَـى أَرَى طِفْلَتِي تَجْرِي وَتُسْعِدُنِـي ** وَتَنْطِقُ الْحَرْفَ عِنْـدَ الْجِدِّفِي الطَّلَبِ
مَـازِلْتِ يَاطِفْلَتِي فِي الصَّمْتِ غَـارِقَةً ** مَتَى سَأَسْمَعُ صَوْتًا مِنْكِ يَسْخَـرُبِي
مَتَـى سَـأََسْمَعُ مِـنْ ذِكْرَايَ أُغْنِيَـةً ** تُزِيْلُ عَنْ كَبِـدِيْ مَا اعْتَادَ مِنْ نَصَبِ
مَتَـى سَتُتْحِفُنِـي ذِكْـرَى بِنُكْتَتِهَـا ** فَالطِّفْل نُكْتَتُـهُ أَحْلَى مِنَ الضَّـرَبِ
ذِكْرَى اعْطِفِي وَارْفُقِي قَـدْ هَدَّنِي كِبَرٌ ** لا تَهْجُرِي جَـدَّكِ الْوَلْهَانَ وَاحْتَسِبِي
تَـرَدَّدِي أَلْـفَ تَـرْدَادٍ لِـمَنِـزِلِـهِ ** فِي كُلِّ ثَانِيَـةٍ زُوْرِيْ بِـلا سَبَـبِ
أَتَهْجُرِيْـهِ وَقَـدْ هَـلَّتْ مَـدَامِعُـهُ ** خَوْفًـا عَلَيْكِ مِنَ الأَسْقَام وَالتَّعَـبِ
لِلّهِ أَنْتِ فَـمَا تَصْغِـي إِلَـى خَبَـرٍ ** إِلَيْكِ يُلْقَى وَلا تَصْـغِي إِلَى خُطَـبِِ
لَـنْ تَفْهَمِي خَبَرًا أَوْ نَـصَّ مَوْعِظَـةٍ ** وَأَنْتِ فِي السَّنَـةِ الأُولَى مِنَ الْحِقَبِ
سِـوَى أَحَاسِيْسَ فِي عَيْنَيْكِ نَقْرَؤُهَـا ** تَقُولُ حِيْنَ يُـدَقُّ الْبَابُ هَـذَا أَبِي
وَرُبَّـمَـا لَبِسَتْ أُمٌّ عَـبَـاءَتَـهَـا ** فَتَدْمَـعُ الْعَيْنُ يَا ذِكْرَى مِنَ الْغَضَبِ
وَطَـارِقٌ يَخْتَفِيْ مِنْ خَلْـفِ أَعْمِـدَةٍ ** فَتَبْحَثِيْـنَ وَرَاءَ الْبَابِ وَالْحُجُـبِ
فَـإِنْ ظَفِرْتِ بِـهِ اسْتَأْنَسْتِ يَا قَمَرِي ** فَـأَنْتِ تَـوَّاقَـةٌ لِلْمَـزْحِ وَاللَّعِبِ
ذِكْرَى خَيَالُكِ فِـي نَوْمِـي يُؤَانِسُنِي ** كَأَنَّهُ مُنْتَقَى مِـنْ شِعْـرِنَا الْعَـرَبِ
أَبِيْتُ أُنشِـدُ أَشْـعَـارًا مُنَسَّـقَـةً ** عَلَى خَيَالِكِ أَشْـدُوْهَا مَعَ الشُّهُبِ
وَإِنَّ طَيْفَكِ يَـاذِكْـرَى لَيُسْعِـدُنِـي ** كَأَنَّـهُ رَوْضَـةٌ غَنَّـاءَ مِـنْ عِنَبِ
فَـلا إِخَـالُـكِ إِلا الْوَرْدَ مُزْدَهِـرًا ** بِخَاطِرِيْ يَا ابْنَةَ الأَمْجَـادِ وَالْحَسَبِ
فَأَنْتِ فِي الـرُّوْحِ وَالأَحْشَاءِ سَـاكِنَةٌ ** وَسَاكِنُ الرُّوْحِ وَالأَحْشَاءِ لَـمْ يَغِبِ
وَهَكَذَا جَـدُّ ذِكْرَى كَـانَ ذَا وَلَـهٍ ** بِحُبِّ ذِكْرَى كَحُبِّ الْمَالِ وَالنَّشَبِ
غَنَّى الْقَصَائِدَ فِي ذِكْرى وَأَنْشَدَ هَـا ** وَمَرَّ دَهْرٌ فَمَاتَ الْجَـدُّ مِثْـلُ أَبِي
وَإِذْ بِذْكَرَى تُغَنِّي الشِّعْـرَ حِيْنَ غَدَتْ ** ذِكْـرَى مُتَوَّجَةً بِـالْعِلْـمِ وَالأَدَبِ
تَذَكَّرَتْ جَدَّهَـاالْمَرْحُـوْمَ فَـانْبَعَثَتْ ** دُمُوْعُ ذِكْرَى عَلَى الْخَدَّيْنِ كَالسُّحُب
وَكَمْ دَعَتْ رَبَّهَـا تَرْجُـوْهُ مَغْفِـرَةً ** لِجَدِّهَا الشاعِرِالْمَـدْفُوْنِ فِي رَجَـبِِ
هَذِي الْقَصَائِدُ بَعْـدَ الْمَوْتِ خَالِـدَةٌ ** فَكَيْفَ بِالْعِلْـمِ وَالآدَابِ وَالْقُـرَبِ
تَسَارَعُوْا وَاكْتُبُـوْا عِلْمًـا وَمَعْرِفَـةً ** وَابْنُوْا الْمَسَاجِدَ قَبْلَ الْمَوْتِ وَالْعَطَبِ
وَابْنُوْا مَسَـاكِنَ لِلأَيْتَامِ كَـمْ سَتَرَتْ ** عِمَارَةٌ بُنِيَـتْ مِـنْ سَـادَةٍ نُجُـبِ
وَمَا غَرَسْتُمْ مِنَ الأَخْلاقِ فِـي أُمَـمٍ ** إِلاَّ نَجَوْتُمْ غَدًا مِنْ وَطْـأَةِ الْكُـرَبِ
فَلا بَقَـاءَ عَلَى دُنْيَـا وَهَـلْ بَقِيَتْ ** آبَـاؤُنَا بَيْنَ دُنْيَا الْـهَمِّ والـنَّصَبِ
منقول
تعليق