إثنان و أربعون عاما خلو على انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، رائدة الكفاح المسلح و مفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، و صاحبة الرصاصة الأولى . حقائق قد يُختلف عليها و يُتنازع في صوابيتها و فيما إذا كانت فتح بالفعل هي مفجرة الثورة حسب قولها أم لا حسب قول خصومها ، لكنها و لاشك مثلت بسياساتها العملية و أرائها و أفكارها النضالية و توجهاتها الفلسفية ؛ مثلت شعبنا الفلسطيني و قادته في مرحلة هامة من مراحل صراعه مع العدو الإسرائيلي الغاصب .
بعد اثنتين و اربعين سنة ، يقف الكادر الفتحاوي على مفترق طرق تاريخي عليه أن يختار فيه بين يمين يقود إلى العودة إلى جذور الحركة و مبادئها الأولى التي أسست عليها ، و بين يسار يقوده إلى فتح " محدثة " لا علاقة لها بفتح الأولى ، و وقفته هذه لن تطول ، فالوقت يدهمه من حيث لا يدري ، و قطار اليسار يقترب منه رويدا رويدا ً .
و اختياره هذه المرة لا يحدد مصيره هو كشخص منفرد منعزل عن محيطه التنظيمي ، بل ان اختياره هذا سيحدد مصير فتح بأسرها ، و خياراته للاسف ليست بين خير و خير ، و ليست بين طريقين متفاوتين في الأفضلية و السبق للعمل الجهادي و النضالي ، بل بين طريق لا كلمات ٍ في قاموس سالكيه سوى كلمات المقاومة و النضال ، و طريق لا كلمات في قاموس سالكيه سوى كلمات " اللامقاومة و اللانضال "
فيا أيها الفتحاوي !!! فكر مليا ، مرة و اثنتين و ثلاثة ً ، لكن لا تطل التفكير ، فليس لديك من الوقت متسع لتفعل .!!
أما طريق اليمين ، فذاك الذي سلكه سلفكم ، من مفجري ثورتكم الأولى أمثال عبد الفتاح حمود و أبا يوسف النجار و صلاح خلف و خليل الوزير و غيرهم ممن التزموا بهذا الطريق حتى نهايته ، دافعين بذلك ضريبة التزامهم هذا من وقتهم و مالهم و دمهم و روحهم . إنه طريق الانتصار لفلسطين مهما كان الثمن ، طريق بذل النفس و المال و الولد ، طريق التضيحة و الفداء ، طريق لا مكان فيه لالتقاء مع إسرائيلي و لا مكان فيه لاعتراف بإسرائيل و لا مكان فيه للتنسيق الأمني معها ، و لا مكان فيه للجلوس إلى قادتها و لا مكان فيه للسهر على راحتها . بل هو طريق الكيد لها ، و المكر بها ، و التخطيط لضربها ، و شعار " فلسطين كل فلسطين " يعلو سمائها ، و يملأ أجوائها ..!!
و أما طريق اليسار ، فهو طريق الذين خلفوا من بعد أهل اليمين ، فأضاعوا المقاومة و اتبعوا المفاوضة فلقوا غيا ..!!
إنه طريق الاعتراف بإسرائيل ، و التسليم بها و العمل على راحتها و قتل شعب فلسطين لأجلها ، لا مكان فيه للمقاومة مهما كان شكلها ، فشرط السير فيه تركها ، طريق لا مكان فيه للوطنية أيا كان اسمها ..!!
فيا أيها الفتحاوي ؛ اختر لنفسك مسلكا من مسلكين ، ولا تحسبن أن البقاء على مفترق الطرق الذي أنت عليه الآن – إن لم تكن قد غادرته أصلا – سينفعك أو سيعفيك من تبعات وزر ما يقوم به سالكوا طريق اليسار .
و يا أيها الفتحاوي ، إني مستفسر منك قبل أن تقرر فأجب .!!
كيف تقبل لنفسك و أنت الذي نشأت على أنه لا مجال للاعتراف بإسرائيل برئيس لحركتك يعترف بها و يقر بعذابات شعبها ، و يحملها ضمنا الشعب الفلسطيني ؟! و كيف تقبل على نفسك أن تقاد من قبل رجل اعتبر الاستشهاد و التضيحة بالروح عملا حقيرا ؟! أوتحسب أنها زلة لسان ؟! لا و الله ما كانت . بل انها من صميم عقيدته و صلب مفهومه للنضال و كينونته !! فكيف يصح في حقك أن يرأسك شخص كهذا ..!!
و يا أيها الفتحاوي ، ماذا تقول فيمن قال في المقاومة قولا قبيحا و وصفها بالتجارة الخاسرة ؟! و ما شأنك يرحمك الله و قد بارت تجارة قائل القول و ربحت تجارة من خطف " الخاسرة " ؟! كيف تقبل لنفسك أن يقودك أو ينطق باسمك رجل يعتبر المقاومة عملا خاسرا ؟!
و يا أيها الفتحاوي !! من الذي يدعم إسرائيل و من الذي يسلح إسرائيل ؟! و من الذي يدافع عن إسرائيل ؟! أوليست أمريكا ؟! فماذا تقول إن كانت كذلك في شخص رضيت عنه أمريكا و رضي عنه رئيسها ؟!
و يا أيها الفتحاوي !! كيف تقبل بمن يسوقك إلى طريق اليسار سوقا و هو الذي تفتح له الحدود و السدود و يسمح له بأن يصول و يجول تحت نظر جند إسرائيل و هي التي طاردت أبا جهاد في أقصى الأرض ؟! بل و أي زعيم هذا الذي لا تلاحقه إسرائيل و بل لم تلاحقه يوما ؟!
يا أيها الفتحاوي ، إن رئيسك لم يقلها سهوا ، و لم ينكرها لاحقا ، و لم يعتذر عنها ، لأنها من صميم عقيدته و مما جبل و طبع عليه ، فلا مكان للمقاومة في قاموسه ، و لا مكان للنضال بين مفرداته ، ولا أثر للتضحية بين أعماله ، و إني أعجب و الله أن يرأسك شخص مثله .
فيا أيها الفتحاوي ، أنت ما زلت قادرا ، و أن لم يكن لوقت طويل لكنك ما زلت قادرا ، فاختر لنفسك أي الطريقين ستسلك ، و لتعلم أيها الفتحاوي أن طريق اليمين طريق صعب و عسير ، فإسرائيل لن ترضى عنك حين تسلكه ، و راتبك ستفقده ، و أمنك ستعدمه ، و روحك للإسرائيلي ستصبح مطلبه . ستنام في العراء ، و ستفقد الكساء ، و لن ترى الأهل و الأصدقاء ..!!
و فيه قد تدفع روحك ثمنا ً لما صنعته ، أو حريتك ثمنا ً لما اقترفته ، فإنت في نظر إسرائيل و نظر أهل اليسار مجرم لابد و أن تعاقب ..!! لكن اعلم يا أيها الفتحاوي أن المجد لابد و أن يغرس بالدماء و يروى بالدماء لينبت و يزهر ، و أن الطريق إلى فلسطين لابد و أن تخضبها الدماء ، و طريق أهل اليمين كذلك ، أما طريق أهل اليسار فما كان يوما كذلك .
فاختر لنفسك مما هي منه ، و اعلم أني لا أنصحك حبا فيك لما أنت عليه الآن ، بل حبا فيك لما ستصبح عليه إن أخذت بنصيحتي ، و اعلم يا أيها الفتحاوي أن للدهر دورة فيها قلم يكتب ، و سيكتب لا محال عنك و عن الطريق الذي اخترت ، فأحسن الاختيار
بعد اثنتين و اربعين سنة ، يقف الكادر الفتحاوي على مفترق طرق تاريخي عليه أن يختار فيه بين يمين يقود إلى العودة إلى جذور الحركة و مبادئها الأولى التي أسست عليها ، و بين يسار يقوده إلى فتح " محدثة " لا علاقة لها بفتح الأولى ، و وقفته هذه لن تطول ، فالوقت يدهمه من حيث لا يدري ، و قطار اليسار يقترب منه رويدا رويدا ً .
و اختياره هذه المرة لا يحدد مصيره هو كشخص منفرد منعزل عن محيطه التنظيمي ، بل ان اختياره هذا سيحدد مصير فتح بأسرها ، و خياراته للاسف ليست بين خير و خير ، و ليست بين طريقين متفاوتين في الأفضلية و السبق للعمل الجهادي و النضالي ، بل بين طريق لا كلمات ٍ في قاموس سالكيه سوى كلمات المقاومة و النضال ، و طريق لا كلمات في قاموس سالكيه سوى كلمات " اللامقاومة و اللانضال "
فيا أيها الفتحاوي !!! فكر مليا ، مرة و اثنتين و ثلاثة ً ، لكن لا تطل التفكير ، فليس لديك من الوقت متسع لتفعل .!!
أما طريق اليمين ، فذاك الذي سلكه سلفكم ، من مفجري ثورتكم الأولى أمثال عبد الفتاح حمود و أبا يوسف النجار و صلاح خلف و خليل الوزير و غيرهم ممن التزموا بهذا الطريق حتى نهايته ، دافعين بذلك ضريبة التزامهم هذا من وقتهم و مالهم و دمهم و روحهم . إنه طريق الانتصار لفلسطين مهما كان الثمن ، طريق بذل النفس و المال و الولد ، طريق التضيحة و الفداء ، طريق لا مكان فيه لالتقاء مع إسرائيلي و لا مكان فيه لاعتراف بإسرائيل و لا مكان فيه للتنسيق الأمني معها ، و لا مكان فيه للجلوس إلى قادتها و لا مكان فيه للسهر على راحتها . بل هو طريق الكيد لها ، و المكر بها ، و التخطيط لضربها ، و شعار " فلسطين كل فلسطين " يعلو سمائها ، و يملأ أجوائها ..!!
و أما طريق اليسار ، فهو طريق الذين خلفوا من بعد أهل اليمين ، فأضاعوا المقاومة و اتبعوا المفاوضة فلقوا غيا ..!!
إنه طريق الاعتراف بإسرائيل ، و التسليم بها و العمل على راحتها و قتل شعب فلسطين لأجلها ، لا مكان فيه للمقاومة مهما كان شكلها ، فشرط السير فيه تركها ، طريق لا مكان فيه للوطنية أيا كان اسمها ..!!
فيا أيها الفتحاوي ؛ اختر لنفسك مسلكا من مسلكين ، ولا تحسبن أن البقاء على مفترق الطرق الذي أنت عليه الآن – إن لم تكن قد غادرته أصلا – سينفعك أو سيعفيك من تبعات وزر ما يقوم به سالكوا طريق اليسار .
و يا أيها الفتحاوي ، إني مستفسر منك قبل أن تقرر فأجب .!!
كيف تقبل لنفسك و أنت الذي نشأت على أنه لا مجال للاعتراف بإسرائيل برئيس لحركتك يعترف بها و يقر بعذابات شعبها ، و يحملها ضمنا الشعب الفلسطيني ؟! و كيف تقبل على نفسك أن تقاد من قبل رجل اعتبر الاستشهاد و التضيحة بالروح عملا حقيرا ؟! أوتحسب أنها زلة لسان ؟! لا و الله ما كانت . بل انها من صميم عقيدته و صلب مفهومه للنضال و كينونته !! فكيف يصح في حقك أن يرأسك شخص كهذا ..!!
و يا أيها الفتحاوي ، ماذا تقول فيمن قال في المقاومة قولا قبيحا و وصفها بالتجارة الخاسرة ؟! و ما شأنك يرحمك الله و قد بارت تجارة قائل القول و ربحت تجارة من خطف " الخاسرة " ؟! كيف تقبل لنفسك أن يقودك أو ينطق باسمك رجل يعتبر المقاومة عملا خاسرا ؟!
و يا أيها الفتحاوي !! من الذي يدعم إسرائيل و من الذي يسلح إسرائيل ؟! و من الذي يدافع عن إسرائيل ؟! أوليست أمريكا ؟! فماذا تقول إن كانت كذلك في شخص رضيت عنه أمريكا و رضي عنه رئيسها ؟!
و يا أيها الفتحاوي !! كيف تقبل بمن يسوقك إلى طريق اليسار سوقا و هو الذي تفتح له الحدود و السدود و يسمح له بأن يصول و يجول تحت نظر جند إسرائيل و هي التي طاردت أبا جهاد في أقصى الأرض ؟! بل و أي زعيم هذا الذي لا تلاحقه إسرائيل و بل لم تلاحقه يوما ؟!
يا أيها الفتحاوي ، إن رئيسك لم يقلها سهوا ، و لم ينكرها لاحقا ، و لم يعتذر عنها ، لأنها من صميم عقيدته و مما جبل و طبع عليه ، فلا مكان للمقاومة في قاموسه ، و لا مكان للنضال بين مفرداته ، ولا أثر للتضحية بين أعماله ، و إني أعجب و الله أن يرأسك شخص مثله .
فيا أيها الفتحاوي ، أنت ما زلت قادرا ، و أن لم يكن لوقت طويل لكنك ما زلت قادرا ، فاختر لنفسك أي الطريقين ستسلك ، و لتعلم أيها الفتحاوي أن طريق اليمين طريق صعب و عسير ، فإسرائيل لن ترضى عنك حين تسلكه ، و راتبك ستفقده ، و أمنك ستعدمه ، و روحك للإسرائيلي ستصبح مطلبه . ستنام في العراء ، و ستفقد الكساء ، و لن ترى الأهل و الأصدقاء ..!!
و فيه قد تدفع روحك ثمنا ً لما صنعته ، أو حريتك ثمنا ً لما اقترفته ، فإنت في نظر إسرائيل و نظر أهل اليسار مجرم لابد و أن تعاقب ..!! لكن اعلم يا أيها الفتحاوي أن المجد لابد و أن يغرس بالدماء و يروى بالدماء لينبت و يزهر ، و أن الطريق إلى فلسطين لابد و أن تخضبها الدماء ، و طريق أهل اليمين كذلك ، أما طريق أهل اليسار فما كان يوما كذلك .
فاختر لنفسك مما هي منه ، و اعلم أني لا أنصحك حبا فيك لما أنت عليه الآن ، بل حبا فيك لما ستصبح عليه إن أخذت بنصيحتي ، و اعلم يا أيها الفتحاوي أن للدهر دورة فيها قلم يكتب ، و سيكتب لا محال عنك و عن الطريق الذي اخترت ، فأحسن الاختيار
تعليق