أتدرون ..؟؟
هناك مليارات من ( العصبونات ) تنسج شبكة مذهلة التعقيد في جمجمة كل منا .. و تنتقل نبضات عصبية و كيميائية في مسارات متداخلة بسرعة البرق .. و عندما يفكر واحدنا في جواب واحد عن سؤال ينتقيه من ملايين الاحتمالات المفتوحة ، ينسى أن دماغه ( يحتفل ) بهذا الحدث الجلل .. فتقوم قيامة الخلايا التي تفرز و تشحن .. و تفور و تغلي .. و تعطي و تأخذ .. و تستجيب و تأمر .. ثم .. ترتج الحنجرة و يتحرك اللسان ناطقاً ما قررته تلك الخلايا بعد طول عناء..
ومع أننا نفهم ذلك وندركه .. وندرك أيضاَ أن هذا (الاحتفال ) له طقوس مختلفة من شخص لأخر .. قررنا إجراء حوار مع حنكورة .. ليس للتعرف على آراءه وأفكاره .. إنما من أجل فهم ، كيف تتم مراسيم هذا الاحتفال في دماغه ؟!!
و ..
بدأنا بالسؤال : ..
- سمعنا أنك خرجت في مظاهرة ضد تصريحات خالد مشعل أطلقت فيها النار في الهواء وهتفت وشتمت وهددتّ .. هل لك أن تُحدثنا عن أكثر العبارات التي أزعجتك و أغضبتك إلى هذا الحدّ ؟..
أكثر حنكورة من التلفت حوله يمنتاً ويسارا ، أسفل وأعلى ، وبدا وكأنه ينتظر إجابة مارة في الهواء كي يلتقطها ثم يُجيب بها .. وعندما فشل في ذلك قال : ..
- أكثر اشي فقعني ، لما حكى عنا جواسيس وحرامية و ## و أولاد ## ، و انو حيدعس على رقبة أتخن واحد فينا .. واللي خلاني أخرج عن شعوري وأبطل أفهم بالمرة ، لما صار يغلط على القائد الرمز ويتف عليه ..
- برأي السيد حنكورة .. ماذا تقرأ من هذه الشتائم والتهديدات التي أطلقها مشعل ؟ ..
شعر حنكورة بالارتياح الشديد رغم انعقاد حاجبيه وادعاءه الغضب ، ثم أجاب قائلا :
- فتنة طبعاً .. هو بده الشعب يشبك في بعضه عشان سوريا وإيران يعطوه مصاري يفرقها على الحمساوية تعونه ..
- فهمنا أن مشعل يفعل ذلك من أجل المال .. ولكن في رأيك .. ما هي الفائدة التي ستعود على سوريا وإيران من فتنة واقتتال داخل الشعب الفلسطيني ؟..
صمت حنكورة وعاد ثانيةً يتلفت حوله عله يعثر على شيء ما عالق بالغبار فيُجيب به .. ولكنه هذه المرة لم يجد ، مما اضطره أن يُجيب باقتضاب : ..
- سياسة دول .. شو بعرفني !!
- طيب يا سيد حنكورة .. إن كان خالد مشعل يريد الفتنة وقد علمتم بنواياه وتأكدتم منها .. فلماذا لم تفوتوا الفرصة عليه حين خرجتم تردوا على تصريحاته بمظاهرات مسلحة تطلقون النار في الهواء تهددون وتتوعدون .. ألا ترى لو أن الجانب الاخر استخدم نفس الأسلوب وخرج في مظاهرات مماثلة مناصرة له ، أن ذلك كان سيؤدي لصدام حتمي ينتهي بالفتنة التي تحذرون منها ؟..
رفع حنكورة رأسه وأجاب بزهو القوي الواثق :
- أصلاً هم مش قدنا .. وبعدين احنا ما ضل فينا عقل بعد ما سمعنا الخطاب .. فلو كانوا خرجوا ساعتها ، معناته هم اللي بدهم الفتنة ، وهم اللي ناويين على الشر ..
-وجهة نظر جديرة بالنظر .. لكن يقولون أنك لو سألت أبو علي شاهين عن حاله ، لأجاب بشتم حماس! .. ولو حدثت دحلان عن الفيزيا لتطاول على حماس والمجاهدين والقرآن! .. ولو ألقى عازم الأحمد خطبة في عرس لا استهزأ فيها بحماس !.. ولو غنى الطيب عبد الرحيم أغنية عاطفية ، لكانت كلماتها هجاءً في حماس !.. فلماذا برأيك لا يرد أنصار حماس على هذه الشتائم وتلك التصريحات بمظاهرات مسلحة كما تفعلون ؟..
لأول مرة منذ بداية الحوار ، يحاول حنكورة إنعاش ذاكرته قبل أن يُجيب .. ويبدو أنه وجد في أركان الذاكرة بعض العبارات كان قد عشش عليها العنكبوت ، وأخرى بدا أن عجلات الزمن دهست عليها فحولتها إلى خردة ، فأخذ يرددها قائلاً : ..
- هم مش زينا .. احنا عصبيين وثوريين .. احنا اللي بدعنا غابة البنادق .. احنا فلافسفة السلاح .. احنا ديكتاورية القرار ديمكراتية التنفيس .. ما بنعرف ننفس غير بالسلاح ..
خشينا أن يُصاب حنكورة بهستريا مزمنة تُدخله في غيبوبة طويلة بسبب المجهود الكبير الذي يبذله لإنعاش ذاكرته ، فقاطعناه بتشغيل كاسيت فيه تسجيل صوتي للخطاب الذي أزعج حنكورة ورفاقه .. وعندما استمع للخطاب كاملاً دون أن يدري من صاحبه .. سألناه :
- ما رأيك في هذا الخطاب .. هل ورد فيه ما يُزعج أو يُغضب ؟..
أجاب حنكورة على الفور وبدون تردد :..
- خطاب وطني برفع الراس ، كل كلمة فيه صحيحة .. كل الحكي اللي قاله مزبوط وتمام .. يسلم تمه ، مش زي خطاب مشعل اللي كلو شتايم !!
فاجأناه بقولنا :
- ولكن هذا الخطاب هو خطاب خالد مشعل الذي أغضبك وقلت أنه مليء بالشتائم .. والصوت الذي سمعته هو صوت مشعل نفسه .. فكيف تُغير رأيك بهذه السرعة وتصفه بالخطاب الوطني ؟..
حاول حنكورة إيجاد كلام يرد به على هذا التوضيح ، وربما تمنى لحظتها أن يكون هناك مذياع يُدير مؤشره على إذاعة الشباب ، فيجد فيها ما يُنقذه من حرجه ، وحين ضيق عليه صمت انتظار الإجابة ، أطرق طويلاً يُفكر وتركناه يفكر ويفكر ..
لكن ماذا إن أصر حنكورة على القول أنها ( عنزة و لو طارت ) ..؟؟
بالطبع نحن نحمل داخلنا موروثاً جمعياً ورثناه حين كان أجدادنا سكان كهوف و صائدي فرائس .. و نحمل أيضاً إشارات إحصائية تشعرنا بشكل ضمني عن اتجاه ( الرأي العام ) فنحاول دوماً الانسياق وراءه و ( لتقل ما يقول الجميع ) بغض النظر عن محاكمتنا العقلية و رأينا الموضوعي .
والمعنى .. إذا جلس عشرة من ( الحناكير ) و أصر تسعة منهم بشكل قاطع أنها عنزة و لو طارت ، فإن العاشر سوف يوافقهم بالتأكيد و سيراقب معهم طيران العنزة و تحليقها الرشيق ، و سيستمتع طبعاً بالعرض الجوي الذي تقدمه تلك العنزة الطائرة .
تُرى ..هل هو غبي ..؟؟
لا .. لكنه بشكل أو بآخر أوقف سلسلة التفاعلات الخلوية في دماغه و وجه كل التيارات التي تصطخب داخله باتجاه واحد فقط .. بحيث تلاشت الاحتمالات المفتوحة و تقلصت الفرص التي تتيحها له حرية اتخاذ القرار .. فيصبح الجواب على أي سؤال هو : نعم .. مثل الجميع في محيطه
الأمر كله ينضوي تحت الحاجة بالشعور للانتماء إلى الجماعة و بعدم الرغبة في النشوز عن التيار العام المسيطر ..
هل هو نوع من النفاق إذاً ..؟؟
لا أعتقد .. فحنكورة لا يتصرف بشكل واع إرادي .. هو مجرد آلة تسيرها قوة مجهولة خارجية توحي .. و داخلية تنفذ .. لقد تلاشى وعيه ( الذاتي ) و اندمج تماماً في اللاوعي الجمعي الذي قد يجعل من أبو هلال أسود القلب كأبو خوصة و من المجحوم موسى عرفات ملاكاً و من كلمات الطيب عبد الرحيم ألحاناً عذبة جميلة ..
هو مستلم باسترخاء تام لما يُبثّ في إذاعة الشباب ، وتلفزيون فلسطين ، والإشاعات المدبجة في مقالات صحفية أو على مواقع الانترنت .. هو مشدوه ومأخوذ ومسلوب العقل والإرادة بانفعال أبو علي شاهين الذي لا يدري سببه ، وبحكمة دحلان التي لا يفهم منها شيئا ، وسفسطائية نبيل شعث اللبرالية المعقدة ، حين يشاهدهم على شاشات الفضائيات ..
ولأنه لا يعرف ما الذي يقصدونه ، وماذا يريدون بالضبط .. تداخلت المرئيات في نظره .. و تشابكت الحوادث في ذاكرته .. و زالت حدود الأشياء في قلبه .. ثم تماهى الكل مع البعض ، فأصبح عمل خلايا ونبضات الدماغ أمرٌ شاقّ ومرهقّ للغاية ، فاتخذ قراراً بعدم استخدمها ، حتى أضحتّ تلك الخلايا مجرد كائنات طفيلية دبقة ، خمدت على أثرها تلك النبضات و أصبحت مجرد تيار ضعيف واهن .. قد ينشط .. قدّ! .. حين تأتيه الأوامر ..
لكنه نشاط المصعوق الذي يُضر نفسه قبل أن يضر غيره !!
هناك مليارات من ( العصبونات ) تنسج شبكة مذهلة التعقيد في جمجمة كل منا .. و تنتقل نبضات عصبية و كيميائية في مسارات متداخلة بسرعة البرق .. و عندما يفكر واحدنا في جواب واحد عن سؤال ينتقيه من ملايين الاحتمالات المفتوحة ، ينسى أن دماغه ( يحتفل ) بهذا الحدث الجلل .. فتقوم قيامة الخلايا التي تفرز و تشحن .. و تفور و تغلي .. و تعطي و تأخذ .. و تستجيب و تأمر .. ثم .. ترتج الحنجرة و يتحرك اللسان ناطقاً ما قررته تلك الخلايا بعد طول عناء..
ومع أننا نفهم ذلك وندركه .. وندرك أيضاَ أن هذا (الاحتفال ) له طقوس مختلفة من شخص لأخر .. قررنا إجراء حوار مع حنكورة .. ليس للتعرف على آراءه وأفكاره .. إنما من أجل فهم ، كيف تتم مراسيم هذا الاحتفال في دماغه ؟!!
و ..
بدأنا بالسؤال : ..
- سمعنا أنك خرجت في مظاهرة ضد تصريحات خالد مشعل أطلقت فيها النار في الهواء وهتفت وشتمت وهددتّ .. هل لك أن تُحدثنا عن أكثر العبارات التي أزعجتك و أغضبتك إلى هذا الحدّ ؟..
أكثر حنكورة من التلفت حوله يمنتاً ويسارا ، أسفل وأعلى ، وبدا وكأنه ينتظر إجابة مارة في الهواء كي يلتقطها ثم يُجيب بها .. وعندما فشل في ذلك قال : ..
- أكثر اشي فقعني ، لما حكى عنا جواسيس وحرامية و ## و أولاد ## ، و انو حيدعس على رقبة أتخن واحد فينا .. واللي خلاني أخرج عن شعوري وأبطل أفهم بالمرة ، لما صار يغلط على القائد الرمز ويتف عليه ..
- برأي السيد حنكورة .. ماذا تقرأ من هذه الشتائم والتهديدات التي أطلقها مشعل ؟ ..
شعر حنكورة بالارتياح الشديد رغم انعقاد حاجبيه وادعاءه الغضب ، ثم أجاب قائلا :
- فتنة طبعاً .. هو بده الشعب يشبك في بعضه عشان سوريا وإيران يعطوه مصاري يفرقها على الحمساوية تعونه ..
- فهمنا أن مشعل يفعل ذلك من أجل المال .. ولكن في رأيك .. ما هي الفائدة التي ستعود على سوريا وإيران من فتنة واقتتال داخل الشعب الفلسطيني ؟..
صمت حنكورة وعاد ثانيةً يتلفت حوله عله يعثر على شيء ما عالق بالغبار فيُجيب به .. ولكنه هذه المرة لم يجد ، مما اضطره أن يُجيب باقتضاب : ..
- سياسة دول .. شو بعرفني !!
- طيب يا سيد حنكورة .. إن كان خالد مشعل يريد الفتنة وقد علمتم بنواياه وتأكدتم منها .. فلماذا لم تفوتوا الفرصة عليه حين خرجتم تردوا على تصريحاته بمظاهرات مسلحة تطلقون النار في الهواء تهددون وتتوعدون .. ألا ترى لو أن الجانب الاخر استخدم نفس الأسلوب وخرج في مظاهرات مماثلة مناصرة له ، أن ذلك كان سيؤدي لصدام حتمي ينتهي بالفتنة التي تحذرون منها ؟..
رفع حنكورة رأسه وأجاب بزهو القوي الواثق :
- أصلاً هم مش قدنا .. وبعدين احنا ما ضل فينا عقل بعد ما سمعنا الخطاب .. فلو كانوا خرجوا ساعتها ، معناته هم اللي بدهم الفتنة ، وهم اللي ناويين على الشر ..
-وجهة نظر جديرة بالنظر .. لكن يقولون أنك لو سألت أبو علي شاهين عن حاله ، لأجاب بشتم حماس! .. ولو حدثت دحلان عن الفيزيا لتطاول على حماس والمجاهدين والقرآن! .. ولو ألقى عازم الأحمد خطبة في عرس لا استهزأ فيها بحماس !.. ولو غنى الطيب عبد الرحيم أغنية عاطفية ، لكانت كلماتها هجاءً في حماس !.. فلماذا برأيك لا يرد أنصار حماس على هذه الشتائم وتلك التصريحات بمظاهرات مسلحة كما تفعلون ؟..
لأول مرة منذ بداية الحوار ، يحاول حنكورة إنعاش ذاكرته قبل أن يُجيب .. ويبدو أنه وجد في أركان الذاكرة بعض العبارات كان قد عشش عليها العنكبوت ، وأخرى بدا أن عجلات الزمن دهست عليها فحولتها إلى خردة ، فأخذ يرددها قائلاً : ..
- هم مش زينا .. احنا عصبيين وثوريين .. احنا اللي بدعنا غابة البنادق .. احنا فلافسفة السلاح .. احنا ديكتاورية القرار ديمكراتية التنفيس .. ما بنعرف ننفس غير بالسلاح ..
خشينا أن يُصاب حنكورة بهستريا مزمنة تُدخله في غيبوبة طويلة بسبب المجهود الكبير الذي يبذله لإنعاش ذاكرته ، فقاطعناه بتشغيل كاسيت فيه تسجيل صوتي للخطاب الذي أزعج حنكورة ورفاقه .. وعندما استمع للخطاب كاملاً دون أن يدري من صاحبه .. سألناه :
- ما رأيك في هذا الخطاب .. هل ورد فيه ما يُزعج أو يُغضب ؟..
أجاب حنكورة على الفور وبدون تردد :..
- خطاب وطني برفع الراس ، كل كلمة فيه صحيحة .. كل الحكي اللي قاله مزبوط وتمام .. يسلم تمه ، مش زي خطاب مشعل اللي كلو شتايم !!
فاجأناه بقولنا :
- ولكن هذا الخطاب هو خطاب خالد مشعل الذي أغضبك وقلت أنه مليء بالشتائم .. والصوت الذي سمعته هو صوت مشعل نفسه .. فكيف تُغير رأيك بهذه السرعة وتصفه بالخطاب الوطني ؟..
حاول حنكورة إيجاد كلام يرد به على هذا التوضيح ، وربما تمنى لحظتها أن يكون هناك مذياع يُدير مؤشره على إذاعة الشباب ، فيجد فيها ما يُنقذه من حرجه ، وحين ضيق عليه صمت انتظار الإجابة ، أطرق طويلاً يُفكر وتركناه يفكر ويفكر ..
لكن ماذا إن أصر حنكورة على القول أنها ( عنزة و لو طارت ) ..؟؟
بالطبع نحن نحمل داخلنا موروثاً جمعياً ورثناه حين كان أجدادنا سكان كهوف و صائدي فرائس .. و نحمل أيضاً إشارات إحصائية تشعرنا بشكل ضمني عن اتجاه ( الرأي العام ) فنحاول دوماً الانسياق وراءه و ( لتقل ما يقول الجميع ) بغض النظر عن محاكمتنا العقلية و رأينا الموضوعي .
والمعنى .. إذا جلس عشرة من ( الحناكير ) و أصر تسعة منهم بشكل قاطع أنها عنزة و لو طارت ، فإن العاشر سوف يوافقهم بالتأكيد و سيراقب معهم طيران العنزة و تحليقها الرشيق ، و سيستمتع طبعاً بالعرض الجوي الذي تقدمه تلك العنزة الطائرة .
تُرى ..هل هو غبي ..؟؟
لا .. لكنه بشكل أو بآخر أوقف سلسلة التفاعلات الخلوية في دماغه و وجه كل التيارات التي تصطخب داخله باتجاه واحد فقط .. بحيث تلاشت الاحتمالات المفتوحة و تقلصت الفرص التي تتيحها له حرية اتخاذ القرار .. فيصبح الجواب على أي سؤال هو : نعم .. مثل الجميع في محيطه
الأمر كله ينضوي تحت الحاجة بالشعور للانتماء إلى الجماعة و بعدم الرغبة في النشوز عن التيار العام المسيطر ..
هل هو نوع من النفاق إذاً ..؟؟
لا أعتقد .. فحنكورة لا يتصرف بشكل واع إرادي .. هو مجرد آلة تسيرها قوة مجهولة خارجية توحي .. و داخلية تنفذ .. لقد تلاشى وعيه ( الذاتي ) و اندمج تماماً في اللاوعي الجمعي الذي قد يجعل من أبو هلال أسود القلب كأبو خوصة و من المجحوم موسى عرفات ملاكاً و من كلمات الطيب عبد الرحيم ألحاناً عذبة جميلة ..
هو مستلم باسترخاء تام لما يُبثّ في إذاعة الشباب ، وتلفزيون فلسطين ، والإشاعات المدبجة في مقالات صحفية أو على مواقع الانترنت .. هو مشدوه ومأخوذ ومسلوب العقل والإرادة بانفعال أبو علي شاهين الذي لا يدري سببه ، وبحكمة دحلان التي لا يفهم منها شيئا ، وسفسطائية نبيل شعث اللبرالية المعقدة ، حين يشاهدهم على شاشات الفضائيات ..
ولأنه لا يعرف ما الذي يقصدونه ، وماذا يريدون بالضبط .. تداخلت المرئيات في نظره .. و تشابكت الحوادث في ذاكرته .. و زالت حدود الأشياء في قلبه .. ثم تماهى الكل مع البعض ، فأصبح عمل خلايا ونبضات الدماغ أمرٌ شاقّ ومرهقّ للغاية ، فاتخذ قراراً بعدم استخدمها ، حتى أضحتّ تلك الخلايا مجرد كائنات طفيلية دبقة ، خمدت على أثرها تلك النبضات و أصبحت مجرد تيار ضعيف واهن .. قد ينشط .. قدّ! .. حين تأتيه الأوامر ..
لكنه نشاط المصعوق الذي يُضر نفسه قبل أن يضر غيره !!
تعليق