في تقرير صدر مؤخراً أكد بعض أساتذة الطب البيطري ان 30% من الحيوانات مصابة بالإدمان تعشق السجائر التي تعدل مزاجها وتهديء أعصابها. بينما القردة الشمبانزي تدمن الشاي وكلاب الأثرياء تدمن الخمور، يقول دكتور ربيع فايد أستاذ سلوكيات ورعاية الحيوان كلية الطب البيطري جامعة القاهرة: إن نسبة 30% غير مؤكدة إحصائياً. ولكن الحيوان في الأصل هو كائن حي لديه جهاز عصبي وأعضاء حسية مثل الإنسان. لذا فهو يتأثر ببعض المواد الكيميائية التي يطلق عليها المخدرات والمهدئات، فالحيوان بطبعه يميل إلي السلوك الحسي الطيب. كما ان الإنسان الذي يرعاه هو المسئول في المقام الأول عن تغير سلوكه أياً كانت فصيلته.


مثل إعطاء الحيوان بعض المشروبات أو تعليم الحيوان التدخين. كنوع من المكافأة علي عمل معين. طُلب منه. وبتكرار هذا يتعود الحيوان علي تعاطي مثل هذه المواد. ويربط سلوكه بهذه المكافأة. ويسمي ذلك في الحيوان بالسلوك الارتباطي الشرطي.. هذه المواد المخدرة تحتوي علي مادتي الكافيين والنيكوتين وغيرها. تؤثر علي الجهاز العصبي للحيوان كما تؤثر علي الإنسان.. ويتعود الحيوان علي نسبة معينة من هذه المواد في دمه. وبالتالي إذا نقصت هذه النسبة في الدم يحتاج إلي أخذ جرعة أخري من هذه المواد. وقد تدمن الحيوانات أيضا بسبب أخذ جرعات مخدرة متتالية وبمعدل كبير أثناء إجراء العمليات الجراحية المختلفة أو عند التوليد أو بغرض تهدئة الحيوان.

لذا ننصح باتباع السلوكيات الصحيحة في التعامل مع الحيوان وربط مكافأته عند أداء عمل معين بإعطائه الطعام المفضل بدلاً من إعطائه السجائر أو المواد المخدرة، دكتور إبراهيم محمد إبراهيم أستاذ الجراحة والتخدير والأشعة بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة والمستشار العلمي لحديقة الحيوان: هناك أبحاث علمية تؤكد أن الحيوانات. خاصة الرتبة العليا مثل الشمبانزي والنسانيس والقرود والغوريلا. عندما تتعود علي أخذ بعض المكيفات. وخاصة النيكوتين من السجائر أو بعض المكيفات مثل الشاي والقهوة. فإنها تدمنها. نظراً لتأثيرها المهديء علي التشابكات العصبية ولإحداثها تأثيراً علي المخ والأعصاب، وخاصة الشمبانزي إذا أعطاه الحارس الشاي فإنه يتعود عليه لدرجة الإدمان. وكذلك الفصيلة الخيلية مثل البغال. والحمير. والخيول قد تدمن السجائر إذا عودها صاحبها عليها حيث يضع صاحب الحيوان السيجارة المشتعلة في إحدي طاقتي الأنف ويُمسك الحيوان بها. ويقوم بسحب الدخان إلي أن تنتهي السيجارة.
كما أن بعض أصحاب الكلاب والقطط يعودون هذه الحيوانات الأليفة علي تعاطي بعض الخمور. وبهذا تدمنها. وعندما ينتهي تأثير هذه المكيفات من دمها تظهر عليها أعراض عصبية. ولا تهدأ إلا إذا أخذت جرعة من هذه المواد.

ولذلك تواجه الأطباء البيطريين مشاكل أثناء فحص هذه الحيوانات عندما تصاب بأي إصابات. وأيضاً أثناء إجراء عمليات التخدير لعمل الأشعة المطلوبة أو الفحص بالموجات فوق الصوتية أو التدخل الجراحي فإنه لا يُجدي معها عمليات التخدير العادية المتعارف عليها في حالات الحيوانات غير المدمنة. فهي تحتاج إلي جرعات إضافية. ورعاية خاصة أثناء الإفاقة من التخدير، يشير دكتور عاطف عزيز أستاذ ورئيس قسم الفسيولوجي بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة.. إلي أن الخيول تأخذ بعض المنشطات أثناء المسابقات لكي تزيد من سرعتها. فإذا زادت نسبة هذه المنشطات ربما أدمنتها. لذلك توجد رقابة علي هذه المنشطات. عن طريق إجراء اختبارات البول والدم. وإذا زادت نسبة هذه المنشطات تُفرض عقوبة علي مالكها. وإذا فاز الحصان الذي أخذ جرعة زائدة من المنشطات. تُلغي الجائزة فوراً.

ونظراً لأثر هذه المنشطات علي الحيوانات في المدي القصير فإنه يشعر بإجهاد شديد. وعلي المدي البعيد قد يصاب الحيوان بسرطان أو بتليف في الكبد. وأيضاً فشل كلوي، لذا سنطالب بفرض عقوبة السجن علي هؤلاء من ذوي القلوب القاسية، يقول د. جمال الدين عبدالحكيم أستاذ بقسم التشريح والأجنة كلية الطب البيطري جامعة القاهرة: الحيوان لا يأكل إلا ما يقدم له. ولكن المخدرات والمكيفات كلها أشياء غريبة النكهة علي الحيوان إلا إذا تم تدريبه عليها، مثلاً في حديقة الحيوان يوجد بعض القردة والشمبانزي عوّده الحارس علي شرب الشاي. وتقليد بعض حركات الإنسان وذلك من أجل الحصول علي المال من الزوار.

هناك أيضا كثير من الجمال تدمن السجائر نظراً لوجود ألفة بينها وبين صاحبها الذي علمها التدخين، وكذلك حيوانات الفصيلة الخيلية "التي تجر العربة الكارو" قد يتناول صاحبها "البوظة" وهي مادة تُصنع من تخمر الشعير لتكوين مادة كحولية. ويتناولها الحيوان وصاحبه كنوع من الألفة بينهما، وأثر هذه المواد المنبهة والمخدرة علي الحيوان يظهر في تدميرها للخلايا العصبية. فكل خلايا الجسم يُعاد بناؤها ماعدا الخلية العصبية، أما القطط فمن الصعب تأثرها بالمخدرات حتي إذا تناولت الشيكولاته بالويسكي.. نظراً لأن لديها مستقبلات حسية تقاوم المخدرات والمسكرات. والحيوانات التي تُسّمن وتؤكل لحومها لا يمكن أن تتناول مواد مخدرة نظراً لعدم وجود صداقة بينها وبين صاحبها، يقول د. ناصر حسني مدير مستشفي بروك الخيري لعلاج الحيوانات: إننا نتعامل مع الحيوانات العاملة المدمنة للتلوث والمصابة بأمراض الحوافر والجروح الناتجة عن سوء المعاملة. ولا نعرف شيئاً عن هذه الحيوانات المدللة، ولكن كل كائن حي يمكن أن يدمن إذا اعتاد علي شرب منبهات أو مخدرات.