*** مرحبا بكم من جديد ***
عرفنا كيف أن والدة نهى أصرت على تحمل تعليم بنتها وكيف هى وقفت بكل قوة فى وجه
زوجها الأستاذ غانم المفلح فى ذلك ثم أتيا بالأستاذ ضياء عبد الرحمن الذى كان مدرسا
فريدا من نوعه ولقد ساهم فى نجاح نهى نجاحا باهرا .....
لكن لم تكتمل الفرحة فقد ماتت امها فى نفس اليوم الذى برزت فيه النتائج ،،، فتعالوا بنا
نتابع أحداثالفصل الثانى من هذه القصة ( نهى والحقيقة المرة ) ...
((( الفصل الثانى )))
وما إن دخل الحاج إبراهيم غرفة الأستاذ غانم المفلح حتى أطلق هذه الكلمات البسيطة عظم الله
أجرك , شكر الله سعيك . قد أعادت الوعي مرة أخرى إلى الأستاذ غانم لأنه بدا في غيبوبة منذ سمع
صراخ ابنته المسكينة نهى والبكاء الشديد لابنه محسن بالإضافة لذلك النصيحة التي وجهها الحاج
إبراهيم له عندما قال : يا أستاذ لا بد من التحرك السريع حتى ننهي الإجراءات ومسألة الدفن والإعداد
للجنازة وتجهيز مكان العزاء وأضاف : الله يرحمها كانت أم محسن أخت فاضلة بمعنى الكلمة . قال له
الأستاذ غانم : الله يحفظك . رد الحاج وبالنسبة للأولاد يا ليتك يا أستاذ تلتفت إليهم وترعاهم وتهتم بهم
وأضاف : أنا قادم معك لننهي كل الإجراءات ولنذهب حالاً قال له الأستاذ : والله أنا لا أريد أن أسبب لك أي
تعب أو أي اجهاد يا حاج.
قال الحاج : هذا واجب علينا ولا بد أن نؤديه . في هذه الأثناء, كانت زوجة الحاج تواسي نهى وتحتضنها
وتحنو على الطفل الصغير محسن ونعم الجيرة .
وللعلم الحاج إبراهيم وزوجته لم ينجبا أي طفل وهذا كله يرجع لمشيئة الله سبحانه وتعالى , وبعد أسبوع
بالتحديد سيذهبان للمملكة العربية السعودية لتأدية مناسك الحج . وحين خرج الأستاذ من غرفة مكتبه
برفقة الحاج وجد ابنته جالسة والدموع في عينيها وكذلك نظر إلى ابنه الصغير محسن فرآه يبكي هو
الأخر وقبل أن يقول الأستاذ أي شيء ألقى السلام على زوجة الحاج وسألها عن الحال وردت : الحمد
الله , ثم أخذ ابنته وابنه وعانقهما وتنحى بهما على جنب ليقول لهما : لا تغضبا ولا تحزنا, الله عز وجل, ان
شاء الله سيصبرنا على فراقها . وهمس في أذن إبنته :مبارك نجاحك يا نهى ، سامحيني أنتِ ومحسن
وأضاف : رحيل أمكم سيبقي ذكري عطرة ولا تنسوا أن الموت علينا حق وأنتهى قائلاً : أنا سأنزل مع
عمك الحاج إبراهيم لننهي كل مسائل حالة الوفاة .
وقالت نهى : الله معكم وبالفعل سريعاً أتما كل شيء وأقام الأستاذ غانم مكان العزاء في الساحة
القريبة الممتدة والتي على بعد 20 متراً من بيت الأستاذ . وبالتحديد بعد صلاة الظهر بدأ الناس يتوافدون
لتقديم العزاء للأستاذ غانم . وفي الساعة الثانية والنصف وصل إلى مكان العزاء الأستاذ ضياء وقد مرت
من قبل حوالي سبعة شهور لم يتعرف أحدهما على الأخر بسبب الموقف المتعنت الذي ذكرناه من قبل
رغم أنهما تواجدا في الزمان والمكان كثيراً جداً طوال هذه الفترة مما دفع الأستاذ ضياء ليسأل نهى
وأمها في السابق : هو الأستاذ غانم ليس له أي صورة هنا فمن الجائز أن أقابلة في الطريق ولا أعرفه .
وكان الرد منهما :يا أستاذ ضياء هذا ما يريده ولا تشغل بالك في هذه المسألة .
أما اليوم فهاهو الأستاذ ضياء قد أدرك ملامحه جيداً وهمس في نفسه: أكيد الأستاذ غانم سيكون أول
المتقبلين للعزاء والمنطق الواضح والغير معقد يقول : هذا . وما أن وضع كل منهما يده في يد الأخر بدأ
المشهد يستفز بعض المعزيين القريبين منهما لأن
الأستاذ غانم لم يرد على الجملة التقليدية للعزاء والتي أدلي بها الأستاذ ضياء وبالتحديد كانت هي
( عظم الله أجرك ) يا أستاذ غانم ولقد كان بدلاً من الرد المعتاد أن وجه له بصوت مسموع سؤالاً تطفلياً
ليس مكانه أو أوانه وهو ، من أنت ؟
رد عليه الأستاذ ضياء : أنا مدرس ابنتك نهى وبسرعة فائقة , قال الأستاذ غانم : حقاً أنا سعيد برؤيتك .
وفي هذه اللحظة شعر الأستاذ ضياء بأن الأستاذ غانم منافق مما دفعة ليقول : هذا ليس مكان للتحيات
والسلامات الحارة يا أستاذ ,دعنا من ذلك واجلس حتى نستمع لآيات القرآن الكريم.
هنا وقف الأستاذ غانم بطريقة مستغربة وبلا مبالاة . موجهاً القول للمعزين : يا جماعة أعرِّفكم بالأستاذ
ضياء مدرس أول في المواد الفلسفية وعلم النفس ثم استدار إلى الأستاذ ضياء : أكيد سنتعاون معاً
وأضاف :كل الطلاب الذين يحصلون عندي مادة اللغة الانجليزية سأجعلهم يحصلون عندك دروساً في
المواد الفلسفية . هنا قال له الأستاذ ضياء : أرجوك أنا أرى , أن نجلس في منتهى الهدوء قبل أن
تقدمني لكل المعزيين ، يا أستاذ هذا ليس معقول فلنترحم على زوجتك وأضاف : أريد أن أعرف منك إذا
لم يكن لديك مانع سبب وفاتها . قال الأستاذ غانم : لا أخفي عليك أنها كانت من مرضى السكر ورغم ذلك
لم تمتنع عن عمل وأكل الحلويات و الجاتوهات فقد كانت تستمتع بذلك وطالما نصحتها وأبديت لها تخوفي
وتحذيري ومراراً قلت لها أن تحد من عمل الحلوى . قدر الله وما شاء فعل .
هنا قال الأستاذ ضياء : الله يرحمها وحقيقة كنت أتساءل كثيراً عن الأنواع المختلفة التي كانت تقدمها لي
مع الشاي أثناء محاضراتي مع نهى ثم تفوه بكلمات لها شأن ومدلول خاص ( أكيد الله يسبب الأسباب ) (
وتعددت الأسباب والموت واحد ) وبعد مرور ثلاثة أرباع الساعة استأذن الأستاذ ضياء على وعد أن يتصل
بغانم من خلال الرقم التليفوني الذي أعطاه إياه .
وعاد الأستاذ ضياء إلى منزله في تل السلطان هناك كان ينتظره بعض الطلاب الجدد أمام مدخل البيت ,
فقال لهم نصف ساعة أطلبها منكم حتى أهيئ المكان وأجهزه وأغير قميصي هذا من أجل أن نبدأ أول
محاضراتنا . في الحقيقة كان كل شيء مهيأ وعلى ما يرام لكنه كان يريد بجانب تغيير القميص أن يتناول
بعض الطعام من أجل أن يزداد تركيزاً
وهكذا انشغل في متابعة المحاضرات يومياً سواء في منزله أو في الجمعية .
وبعد عدة أيام قرر الاتصال بوالد نهى كما وعده وبالفعل طلب الرقم وهو متردد للغاية والأستاذ ضياء لم
ولن ينسى ما فعله غانم من عدم الترحاب به واستقباله عندهم لأنه هذا هو التصرف الطبيعي الذي يجب
أن يقوم به صاحب أي بيت اذا جاءه ضيف فما بالك وهو يدخل عنده لأول مرة كما أنه لم يعرفه من قبل
حتى يمل منه ويضجر, مثلاً باعتباره كضيف ثقيل وهمس في نفسه سامحه الله . وها هي نهى ترد على
الهاتف بدلاً من والدها السلام عليكم مين ؟ , وعليكم السلام ، كيف حالكِ يا نهى , ما هي أخبارك
طمئنيني عليكي , أي كلية سوف
تدخلين ؟ فإذا بها ترد : كيف صحتك يا أستاذ ؟ رد هو : الحمد لله . وقالت : تستاهل الحمد
يا أستاذ حقاً أنا شاكرة لك لأنك ساعدتني على النجاح وعلى فكرة أنا سوف ألتحق بكلية العلوم . قال
لها : رائع وبالتوفيق ثم أضاف : والدك طلب مني أن أتصل به , هل هو موجود ؟ قالت : نعم لكنه نائم , حالاً
سوف أوقظه لكن أسمعني يا أستاذ أنا أتمنى أن تتعاون معه , أكيد ستكون هناك استفادة كبيرة
لحضرتك , لحظة . وفي أقل من دقيقة ذهبت نهى لتوقظ والدها . قائلة له : الأستاذ ضياء على الهاتف .
وبسرعة نهض ورد : مرحبا كيف حالك يا أستاذ , أنا أرجو منك أن تشرفني غداً الساعة العاشرة
صباحاً حتى أعرفك على عائلات بإذن الله سوف تقوم بتدريس أبنائها وأضاف أنا سأنتظرك . إلى اللقاء .
مع السلامة يا أستاذ غانم . سلمك الله يا أستاذ ضياء وبالفعل كان اللقاء بينهما أمام مدخل البيت حيث
كان ينتظره الأستاذ غانم والذي بدوره قال للأستاذ ضياء : لم أحب أن نضيع وقتاً هّيا بنا
وذهبا معاً وعرّفه الأستاذ غانم على عائلات كبيرة تأبى أن تعلم أبناءها في أي درس خاص خارج
البيت كما أن هذه العائلات سخية العطاء ولا يهمها أي نقود أو مبالغ المهم أن يتعلم أبناءها ويتفقوا على
زملائهم من العائلات الأخرى .
وبين هذه العائلات الكبيرة توجد مراهنات وتحديات من أجل أن يتفوق ابن هذه العائلة على ابن عائلة
كبيرة أخرى أو تفوق إحدى بناتهن على زميلة لها من عائلة أخرى ولقد رتبت المواعيد و أصبح الأستاذ
ضياء يتردد على هذه المنازل مستقلاً إحدى سيارات الأجرة لبعد المسافات بالنسبة للبيت الذي سيعطى
فيه الدرس سواء في حي الجنينة أو وسط البلد أو في حي الشابورة .
وبعد أن تيسرت الأحوال المادية معه قرر أن يتزوج وقد أخبر أخت له أكبر منه في العمر عن هذه الرغبة
وطلب منها أن تبحث له عن عروس من عائلة طيبة وبالفعل تمكنت من إيجاد عروس اسمها غادة العريبي
وقد أنهت دراستها الجامعية وتعيش مع أسرتها بعد أن رفض والدها ألا تعمل حِرصاً عليها من المضايقات
التي قد تصادفها في الطريق من مواصلات أو معاكسات وكذلك أثناء العمل من مشاكل روتينية من خلال
أرباب العمل أو الزملاء والزميلات ألخ ..... وقد كانت أسرتها مكونة من أربعة أشخاص هي ووالدتها
ووالدها الحاج خلف العريبي تاجر الأدوات الصحية المشهور و أخوها نور ملازم أول في الأمن الوطني .
ولقد تلقت نهى ووالدها الأستاذ غانم دعوة من الأستاذ ضياء لحضور حفل زواجه وبالفعل كان حفل زواج
رائع لم نشهد مثله من قبل . وذهبت نهى برفقة والدها وأخيها الصغير محسن ليهنئوا الأستاذ .
الكل على شاكلته الرجال والشباب والأولاد بالمصافحة والنساء عموماً بلا مصافحة فقط منهن خالته و
عمته و أمه و أخته وأخيراً جدته هن اللائي صافحناه باليد وقمن بتقبيل زوجته . لقد كانت لحظة مميزة
وفريدة من نوعها حين تم كتب الكتاب بعد أن دفع مهر عروسه لينتقل من رحلة العزوبية إلى براثن
الزوجية ومن ثم ألبس عروسه الشبكة وألبسته هي بدورها دبلة وخاتم من الفضة وعندما تقدمت نهى
لتبارك له ولعروسه رآها نور والذي كان واقفاً في محاولة منه لإدخال الحلوى والبيبسي والكولا من
خلال بعض الصبية لأنه في الغالب عادة الأعراس كما تعلمون أن يكون الرجال المدعوين في ناحية في
قاعة ما وعلى العريس أن يتركها للحظات ويتجه إلى قاعة أخرى مكتظة بالنساء ليرى عروسه فهو لن
يرى من كل النساء إلا عروسه فقط فكل تفكيره يكون متجه لهذه العروس التي أكمل معها نصف دينه
وكيف سيكون الحال في دنياه الجديدة التي يدخلها لأول مرة وهل سيوفق أم لا ثم يخرج العريس ويعود
لقاعة الرجال لتلقى التهنئة والتبريكات الخ ....
أنا في اعتقادي ومن واقع تعايشي مع أحداث هذه القصة أن الله سبحانه وتعالى قدّر لنور أن يرى نهى
بإحساس مليء بالإعجاب وبانبهار زيّنه حسن الخلق مما أضفى ظِلاً مشعاً في منتهى الرقة عليه وكم
كان يتمنى أن يطيل النظرة لكن غلب على ظنه حرمانية ذلك إلا أن نهى لم تنتبه أن أ حداً ما يلاحظها أو
يشاهدها أو يراقبها على سبيل حصر هذه اللحظات وليس على سبيل اختلاس النظرات .
وانتهى حفل الزفاف ..
و قضى نور أمسيته في التفكير فيها كإنسانة محترمة غير متبرجة ترتدي زياً إسلامياً جميلاً فقد كانت
ترتدي جلباباً متموجاً بين الأزرق والبنفسجي ومنديلاً متموجاً بنفس اللونين ومرت بضعة أيام بعد هذه
الليلة ونهى لا تدرى ما الذي تخبئه لها مباغتات القدر.
ولقد كان زواج الأستاذ ضياء موفقاً وحمد الله حمداً كثيراً وما زال يقدر النعمة التي وهبه الله سبحانه
وتعالى إياها ألا وهي زوجته التي تتمتع بأخلاق عالية ومتميزة وبإحساس مرهف ليس له مثيل
وبالمناسبة عندما ذهب نور وأسرته وكذلك عمته وابنتها الصغيرة لتهنئتهما عقب ليلة الزفاف انتهز الفرصة
لتواجده وطلب من زوج أخته أن يحدثه في أمر ما على انفراد بينما الأسرة منشغلة في الاطمئنان على
ابنتها .
ولقد قال له الأستاذ ضياء : خير , أراك تريد أن تسألني عن شيء . هنا قال له
نور : بالفعل , أنا أريد أن أسألك عن آنسة جاءت في العرس لتبارك لكما ولقد رأيتها بالمصادفة وأعتقد
أنها
إحدى تلميذاتك . هنا سأله الأستاذ عندما رأيتها هل كانت واقفة أم جالسة . قال له : لقد كانت واقفة
وعموماً كانت القاعة مليئة بالنساء وكانت ترتدي جلباباً بين الأزرق والبنفسجي قال الأستاذ : لقد عرفتها
وأضاف : أنها احدي تلميذاتي ووالدها الأستاذ غانم المفلح مدرس اللغة الانجليزية ثم سأل بتلقائية : ما
هي الحكاية يا نور ؟
وطلب منها أن تبحث له عن عروس من عائلة طيبة وبالفعل تمكنت من إيجاد عروس اسمها غادة العريبي
وقد أنهت دراستها الجامعية وتعيش مع أسرتها بعد أن رفض والدها ألا تعمل حِرصاً عليها من المضايقات
التي قد تصادفها في الطريق من مواصلات أو معاكسات وكذلك أثناء العمل من مشاكل روتينية من خلال
أرباب العمل أو الزملاء والزميلات ألخ ..... وقد كانت أسرتها مكونة من أربعة أشخاص هي ووالدتها
ووالدها الحاج خلف العريبي تاجر الأدوات الصحية المشهور و أخوها نور ملازم أول في الأمن الوطني .
ولقد تلقت نهى ووالدها الأستاذ غانم دعوة من الأستاذ ضياء لحضور حفل زواجه وبالفعل كان حفل زواج
رائع لم نشهد مثله من قبل . وذهبت نهى برفقة والدها وأخيها الصغير محسن ليهنئوا الأستاذ .
الكل على شاكلته الرجال والشباب والأولاد بالمصافحة والنساء عموماً بلا مصافحة فقط منهن خالته و
عمته و أمه و أخته وأخيراً جدته هن اللائي صافحناه باليد وقمن بتقبيل زوجته . لقد كانت لحظة مميزة
وفريدة من نوعها حين تم كتب الكتاب بعد أن دفع مهر عروسه لينتقل من رحلة العزوبية إلى براثن
الزوجية ومن ثم ألبس عروسه الشبكة وألبسته هي بدورها دبلة وخاتم من الفضة وعندما تقدمت نهى
لتبارك له ولعروسه رآها نور والذي كان واقفاً في محاولة منه لإدخال الحلوى والبيبسي والكولا من
خلال بعض الصبية لأنه في الغالب عادة الأعراس كما تعلمون أن يكون الرجال المدعوين في ناحية في
قاعة ما وعلى العريس أن يتركها للحظات ويتجه إلى قاعة أخرى مكتظة بالنساء ليرى عروسه فهو لن
يرى من كل النساء إلا عروسه فقط فكل تفكيره يكون متجه لهذه العروس التي أكمل معها نصف دينه
وكيف سيكون الحال في دنياه الجديدة التي يدخلها لأول مرة وهل سيوفق أم لا ثم يخرج العريس ويعود
لقاعة الرجال لتلقى التهنئة والتبريكات الخ ....
أنا في اعتقادي ومن واقع تعايشي مع أحداث هذه القصة أن الله سبحانه وتعالى قدّر لنور أن يرى نهى
بإحساس مليء بالإعجاب وبانبهار زيّنه حسن الخلق مما أضفى ظِلاً مشعاً في منتهى الرقة عليه وكم
كان يتمنى أن يطيل النظرة لكن غلب على ظنه حرمانية ذلك إلا أن نهى لم تنتبه أن أ حداً ما يلاحظها أو
يشاهدها أو يراقبها على سبيل حصر هذه اللحظات وليس على سبيل اختلاس النظرات .
وانتهى حفل الزفاف ..
و قضى نور أمسيته في التفكير فيها كإنسانة محترمة غير متبرجة ترتدي زياً إسلامياً جميلاً فقد كانت
ترتدي جلباباً متموجاً بين الأزرق والبنفسجي ومنديلاً متموجاً بنفس اللونين ومرت بضعة أيام بعد هذه
الليلة ونهى لا تدرى ما الذي تخبئه لها مباغتات القدر.
ولقد كان زواج الأستاذ ضياء موفقاً وحمد الله حمداً كثيراً وما زال يقدر النعمة التي وهبه الله سبحانه
وتعالى إياها ألا وهي زوجته التي تتمتع بأخلاق عالية ومتميزة وبإحساس مرهف ليس له مثيل
وبالمناسبة عندما ذهب نور وأسرته وكذلك عمته وابنتها الصغيرة لتهنئتهما عقب ليلة الزفاف انتهز الفرصة
لتواجده وطلب من زوج أخته أن يحدثه في أمر ما على انفراد بينما الأسرة منشغلة في الاطمئنان على
ابنتها .
ولقد قال له الأستاذ ضياء : خير , أراك تريد أن تسألني عن شيء . هنا قال له
نور : بالفعل , أنا أريد أن أسألك عن آنسة جاءت في العرس لتبارك لكما ولقد رأيتها بالمصادفة وأعتقد
أنها
إحدى تلميذاتك . هنا سأله الأستاذ عندما رأيتها هل كانت واقفة أم جالسة . قال له : لقد كانت واقفة
وعموماً كانت القاعة مليئة بالنساء وكانت ترتدي جلباباً بين الأزرق والبنفسجي قال الأستاذ : لقد عرفتها
وأضاف : أنها احدي تلميذاتي ووالدها الأستاذ غانم المفلح مدرس اللغة الانجليزية ثم سأل بتلقائية : ما
هي الحكاية يا نور ؟
لمراجعة الفصل الأول
تعليق