كيف تبدأ الأشياء بالتعثر في طرق الذاكرة!!،، تنسلُ منها الصورُ كانسلالِ الأيامِ من تقاوميها،، و تعيثُ فيها رياحُ الأمسِ دون رحمة،، رائحةُ البكاء و نكايةٌ تغيبُ فتعود و تعودُ لـ تغيب،، تسكنني فأغيبُ عن الوجودِ المتسربلِ بالألوان،، تتلبسني منطقةٌ بين السوادِ و البياض،، فيلوحُ لي شوقٌ رمادي،، و شعاعُ نورٍ باهتٌ يخترقُ طرقَ الصمتِ بخُطى مترنحة الوجل،،
أنفذُ آهةً بتعب،،
و أبحلقُ في الوجوهِ المتعبة في صباحِ غائمٍ ينذرُ بـ أمطارِ الحنين،،
و فنجانُ فقدٍ لاذعِ المرارة يباغتني بخاره،،
ليلوكني ديجور الخوف على مهل،،
تلك الصورُ التي تُقبّلُ كل الأماكن التي مرت عبرها ذكراها،، تلك التي كنتُ أختلسُ فيها النظراتِ لأمي لأرتمي بعيداً عن دروسي،، التي لم تفلح يوماً لأن تهديني فرحاً شفيفاً كالذي كانت تهديني إياه هي و كراسٌ ذو أوراقٍ بيضاء و علبةُ ألوان،، لا بأس إذاً أن أنال شيئاً من غضب أمي بعد عودتي و الكثير من تهديداتها التي لم تجدي مراراً،،
هناك في فناءِ بيتها الغربي كانت تستريح حصيرتها المخططة ٌعلى الأرض،، و مذياعها الأسودُ الصغير لا يتوقف عن بصق الضجيج و الأصوات،، تنسابُ من كفها مسبحةٌ قديمةٌ ذاتَ أحجارَ كبيرة،، يمينها تحتضن فنجانَها و رائحةُ "الهيل" تسكنه،، و هي يسكنها عبقُ "الزعفران"،، أأتي إليها لاهثةً بالشوق،، أجرُ صاحبيّ الدائمين،، أرشقُ أنفاسَ الضجرِ بعيداً بعيداً و صراخُ المعلمات،، تُهدهدُ أنفاسيَ الولهى بتراحيبها التي لا تمل،، و تربتُ على ساعدِ التعبِ بحنوٍ مغدقِ الحب،، يغيبُ عني صوتُها الآتي من زمن الآفلين فجأة،، على حقيقةِ أني لم أعد أذكرهُ تماماً كما يجب،،
أرمقُ الخواءَ بعينين فارغتين،،
ينسابُ ضجيج الطالبات لسمعي بـ ملل،،
أزدري رشفةً من الفنجان،،
و يُغرقني طوفانُ الذكرى،،
صباحٌ آخر كانت فيه تلك الطفلةُ تخبأ نصفَ جذعها الخض خلف باب المجلس الكبير،، عاقدةُ الحاجبين باستغراب،، هن مجتمعاتٌ يتكلمن بهمسٍ و يتلبسهن عتمةُ ليلٍ بهيم،، و "عمتها" مشقوقةُ الخدين بماءٍ مالح،، كان الهدوء يتجمدُ في ذالك المحيط فتنتابها أسئلةٌ كثيرة،، تخرجُ تجرُ طرفَ السؤال و سنونها الثمانِ،، يرتطمُ بصرها بـ ظل متسربٍ من زاويةٍ ينزوي فيها أخوها الأكبر مطرقُ الطرفِ على حزنٍ و هي على ارتياب،،
" لقد ماتت" هذا ما قاله بصوتٍ غائب،، و عينانِ متورمتان
هي باغتها خاطرٌ غريب بتوجسٍ أرخت سُدله على عينيها الواسعتين الحائرتين،، لم تعي وقع جملته تلك بعد،، مضت أيام أخرى،، حتى أتى يومٌ مختلف انقشعت فيه الغيمة السوداء و رحلت معها رائحةُ البكاء،،
،،
علبةُ الأوانِ ملقاةٌ بإهمالٍ على مقربةٍ من بصرها،، و تلك الأعواد التي تغريها بـ خربشةٍ أخرى على البياض ترمقها برؤوسها المدببةِ من فرجةِ علبةٌ تحتضنها،، ضمتها و ذاتُ الكراس و طفقت تسابقُ الخطى لـ حيث مرفأ الدفء يجرها الحنين،، كانت السفن قد غادرت و امتلأ ذات المرفأ بـ الخواء،، و الريح تعوي لتقتلع جذور مشاعرها فـ تنبت في تربة الوجع بذور الخوف،، رحلت الألوان بعلبتها من عين الحقيقة،، كـ رحيل حصيرتها،، ضجيج مذياعها ذاك،، كـ رحيلها هي بكل ما يسكنها من بياض،، لم تبكي أبداً و إنما جرت أذيال فاجعتها بوجل،،
صباحٌ آخر بطعم الفقد هو صباحٌ رافقتني فيه ذكراها،، و تلك الطفلة تنظر في عيني و تستجدي منهما البكاء،،
أنا العاجزةُ عن تفجير ينبوع الدموع،، كـ عجز شفاهي عن اجترار حديث النسيان،، كـ عجزي عن إيصاد الأبواب عن الأشواق و الأحزان،،
هي التي لم تعد تغريها الألوان،، و تهاب اجتماع النسوة بـ عتمةٍ و همس،، هي التي تطالبني بالكثير،، و تخشى السقوط في دائرة نهايةٍ لا تنتهي،،
أنا التي بدأت أفقد خيوط التفاصيل الصغيرة في شقوق الحياة فـ أحزن لذلك،، و كـنقطةٍ في الفراغ هي أنفاسٌ تلازمني،،
هي المقيدةُ بالدهشة،، ما تزالُ تذكرني بـ تلك التي كانت تخفي الكثير من ملامحها خلف غضبان "برقعها"،، كما يخفي رحيلها كنه أشياء كثيرة،، كـ متى تنتهي تلك الأشياء التي تصلبنا على أعمدة الذهول أمداً مديداً / بعيداً؟!،، و تخترق رصاصة النهاية رأس الخوف،، فنعود نذكرهم بكلِ تفاصيلهم الصغيرة دون شوق،، أو نرتكب غواية النسيان،، فننسى أنفسنا معهم،،
أقلب بصري بين بقايا القهوة في الفنجان و ساعة معصمي،،
أخمد حرائق الانتظار بـ ابتسامة،،
و أتوجه لـ قاعة المحاضرة،،
حتماً ستسعنا جميعاً مقاعد الرحيل،،
أنفذُ آهةً بتعب،،
و أبحلقُ في الوجوهِ المتعبة في صباحِ غائمٍ ينذرُ بـ أمطارِ الحنين،،
و فنجانُ فقدٍ لاذعِ المرارة يباغتني بخاره،،
ليلوكني ديجور الخوف على مهل،،
تلك الصورُ التي تُقبّلُ كل الأماكن التي مرت عبرها ذكراها،، تلك التي كنتُ أختلسُ فيها النظراتِ لأمي لأرتمي بعيداً عن دروسي،، التي لم تفلح يوماً لأن تهديني فرحاً شفيفاً كالذي كانت تهديني إياه هي و كراسٌ ذو أوراقٍ بيضاء و علبةُ ألوان،، لا بأس إذاً أن أنال شيئاً من غضب أمي بعد عودتي و الكثير من تهديداتها التي لم تجدي مراراً،،
هناك في فناءِ بيتها الغربي كانت تستريح حصيرتها المخططة ٌعلى الأرض،، و مذياعها الأسودُ الصغير لا يتوقف عن بصق الضجيج و الأصوات،، تنسابُ من كفها مسبحةٌ قديمةٌ ذاتَ أحجارَ كبيرة،، يمينها تحتضن فنجانَها و رائحةُ "الهيل" تسكنه،، و هي يسكنها عبقُ "الزعفران"،، أأتي إليها لاهثةً بالشوق،، أجرُ صاحبيّ الدائمين،، أرشقُ أنفاسَ الضجرِ بعيداً بعيداً و صراخُ المعلمات،، تُهدهدُ أنفاسيَ الولهى بتراحيبها التي لا تمل،، و تربتُ على ساعدِ التعبِ بحنوٍ مغدقِ الحب،، يغيبُ عني صوتُها الآتي من زمن الآفلين فجأة،، على حقيقةِ أني لم أعد أذكرهُ تماماً كما يجب،،
أرمقُ الخواءَ بعينين فارغتين،،
ينسابُ ضجيج الطالبات لسمعي بـ ملل،،
أزدري رشفةً من الفنجان،،
و يُغرقني طوفانُ الذكرى،،
صباحٌ آخر كانت فيه تلك الطفلةُ تخبأ نصفَ جذعها الخض خلف باب المجلس الكبير،، عاقدةُ الحاجبين باستغراب،، هن مجتمعاتٌ يتكلمن بهمسٍ و يتلبسهن عتمةُ ليلٍ بهيم،، و "عمتها" مشقوقةُ الخدين بماءٍ مالح،، كان الهدوء يتجمدُ في ذالك المحيط فتنتابها أسئلةٌ كثيرة،، تخرجُ تجرُ طرفَ السؤال و سنونها الثمانِ،، يرتطمُ بصرها بـ ظل متسربٍ من زاويةٍ ينزوي فيها أخوها الأكبر مطرقُ الطرفِ على حزنٍ و هي على ارتياب،،
" لقد ماتت" هذا ما قاله بصوتٍ غائب،، و عينانِ متورمتان
هي باغتها خاطرٌ غريب بتوجسٍ أرخت سُدله على عينيها الواسعتين الحائرتين،، لم تعي وقع جملته تلك بعد،، مضت أيام أخرى،، حتى أتى يومٌ مختلف انقشعت فيه الغيمة السوداء و رحلت معها رائحةُ البكاء،،
،،
علبةُ الأوانِ ملقاةٌ بإهمالٍ على مقربةٍ من بصرها،، و تلك الأعواد التي تغريها بـ خربشةٍ أخرى على البياض ترمقها برؤوسها المدببةِ من فرجةِ علبةٌ تحتضنها،، ضمتها و ذاتُ الكراس و طفقت تسابقُ الخطى لـ حيث مرفأ الدفء يجرها الحنين،، كانت السفن قد غادرت و امتلأ ذات المرفأ بـ الخواء،، و الريح تعوي لتقتلع جذور مشاعرها فـ تنبت في تربة الوجع بذور الخوف،، رحلت الألوان بعلبتها من عين الحقيقة،، كـ رحيل حصيرتها،، ضجيج مذياعها ذاك،، كـ رحيلها هي بكل ما يسكنها من بياض،، لم تبكي أبداً و إنما جرت أذيال فاجعتها بوجل،،
صباحٌ آخر بطعم الفقد هو صباحٌ رافقتني فيه ذكراها،، و تلك الطفلة تنظر في عيني و تستجدي منهما البكاء،،
أنا العاجزةُ عن تفجير ينبوع الدموع،، كـ عجز شفاهي عن اجترار حديث النسيان،، كـ عجزي عن إيصاد الأبواب عن الأشواق و الأحزان،،
هي التي لم تعد تغريها الألوان،، و تهاب اجتماع النسوة بـ عتمةٍ و همس،، هي التي تطالبني بالكثير،، و تخشى السقوط في دائرة نهايةٍ لا تنتهي،،
أنا التي بدأت أفقد خيوط التفاصيل الصغيرة في شقوق الحياة فـ أحزن لذلك،، و كـنقطةٍ في الفراغ هي أنفاسٌ تلازمني،،
هي المقيدةُ بالدهشة،، ما تزالُ تذكرني بـ تلك التي كانت تخفي الكثير من ملامحها خلف غضبان "برقعها"،، كما يخفي رحيلها كنه أشياء كثيرة،، كـ متى تنتهي تلك الأشياء التي تصلبنا على أعمدة الذهول أمداً مديداً / بعيداً؟!،، و تخترق رصاصة النهاية رأس الخوف،، فنعود نذكرهم بكلِ تفاصيلهم الصغيرة دون شوق،، أو نرتكب غواية النسيان،، فننسى أنفسنا معهم،،
أقلب بصري بين بقايا القهوة في الفنجان و ساعة معصمي،،
أخمد حرائق الانتظار بـ ابتسامة،،
و أتوجه لـ قاعة المحاضرة،،
حتماً ستسعنا جميعاً مقاعد الرحيل،،
تعليق