المطلقة
"ع"...شاب في مقتبل العمر..عشرون عاماً ونيف،تربى في بيئة محافظة جداً "عيب أن يلعب مع البنات" "عيب أن يسمع أغاني الحب" "السلام باليد ممنوع على أي نوع من النساء". عبد الحميد واسطة العقد،حمل اسم جده رغم أنه الأوسط لأن الجد لم يرتقِ إلى خالقه أثناء ولادة الابن الأكبر.
مثال صغير سأسوقه لكم عن الذروة،فذروة الكراهية الحقد وذروة الطود قمته وذروة الحب الهيام،إلا النار...علمونا في دراسة عن التبريد أثناء تعلمنا لطريقة اللحام بالأكسجين أن ذروة النار في وسطها وهي التي تذيب المعادن.هذا الشاب الأوسط أذابت ناره كل من حوله دون أن يقصد ذلك،فقد وصل في حبه إلى مرحلة الذروة "الهيام":
أحب مطلقة تكبره قليلاً فكان الخبر كالصاعقة قلبت البيت رأساً على عقب،يعرف أن لا أمل أن يحصل زواجٌ كهذا لكنه جازف ومهد بالتدريج قائلا إن صديقاً له يريد الزواج بمطلقة،وما إن أكمل حتى انهالت الشتائم على أهل ذلك الشاب وأن لا شرف عندهم...قال في نفسه: كيف لو قلت لهم إنني ذلك الشاب.عرض الزواج على عبد الحميد عشرات المرات،وبدأت الأم تعرض له أسماء الجميلات من "الفرفورات" "القطوفات" واللواتي "ما باس تمّن غير أمّن" لكن عبداً كان يرفض دوماً متذرعاً بعشرات الأعذار.
ذات يوم نسي عبد الحميد جواله وذهب إلى دوامه...رن الجوال فرد الأخ الأكبر، وباعتبار أن صوته يشبه صوت أخيه ظننت "..." أن "عبد" هو الذي يتكلم،فبدأت بالحديث طالبةً من عبد أن يصارح أهله أن لا عيب من زواجه بها وهي "المطلقة".
ثارت ثائرة الأخ الأكبر ومن بعده الأب والأم وهددوه جميعاً بالبراءة منه وأن زواجاً كهذا يمر فقط بعد وفاة الأب بالجلطة التي سيكون هو سببها. أدرك عبد أنه يحرث المجرّة،وأن اجتماع الشمس بالقمر لن يحصل. أشهر المخاض مرّت وولدت الحقيقة وكان لا بدّ أن يستيقظ فالأحلام أوهام.
أمّاه لقد وافقت على خيارك،اخطبي لي "؟؟؟؟" زغردت الأم لأن "؟؟؟" تنتمي إلى أسرة شريفة من أعرق الأسر في حسن تربية الأولاد، وهي قد زوّجت لهم ابنتين من بناتها ورزقتا بالبنين والبنات...كانت فرحةً من أجمل الأفراح تخللتها زجليات وزغاريد وطبول وقعها كدقات القلوب. وهكذا كان مشروع الزواج كما المقايضة "أعطيناهم وأعطونا".
أشهر قليلة مرّت بدأت بعدها "؟؟؟؟" تشعر بشرود خطيبها وأن تصرفاته وطريقة ردّه على الجوال توحي أن هناك من يملأ حياته.أعلن عبد صراحةً عن نيته فسخ الخطوبة كي لا يتمّ ذلك بعد الزواج وأنّه مقدم لا محالة على الزواج ب "..." وبدأت دموع الأب العصيّة على الظهور تضغط على قلبه،أمّا الأم فقد حفرت دموعها الساخنة أخاديد فوق الخدود.
الدولة الصغيرة "الأسرة" انقسمت وانقسام الدول يهدد بزوالها،فكلّ له رأيه ما بين مهدّد ومقرّ بواقع الحال.
أمّا الطرف الآخر،فكان النبل والأخلاق ما ميّز موقفه إذ أخبروا ذوي الخطيب المنسحب أنها فرحةٌ لديهم إذ كشف قبل فوات الأوان وأنّ أخواته "كنائنهم" سيبقين معزّزات مكرّمات.
بدأت محاولة إعادة الابن الأوسط إلى جادة الصواب،تطوّع الأب وذهب إلى "المطلقة" وبدأ النقاش:
الأب: أرجوكِ ابتعدي عن ولدي فقد دمّرت أسرتين معاً
"...": لماذا يا عمّي؟ "يقاطعها مهدّداً بالانصراف إذا لفظتها" ماذا جنيت؟
الأب: لأنك مطلّقة ولأنك سبب في إنهاء علاقته بخطيبته
"...": هو لا يحبها وأنا لست سبباً،ثمّ أن زواجي الذي دام أقل من شهر لا يعيبني وإنّني كنت مكرهة.
"طال النقاش ساعات عاد بعدها الأب وقد حصد سنابل فارغة"..في الطرف الآخر بدأت الأم محاولة استخدام ذكائها لثني ابنها،دعته إلى الغداء ووضعت له حساءً ومجموعة من الملاعق عليها بقايا طعام "لغاية في نفس يعقوب" لكن ابنها فاقها دهاءً فغسل الملاعق وأكل بها وقال لأمّه بأنّ المطلّقة ليست فضلات الآخرين،وقال لها بأنّ الرسول عليه الصلاة والسلام علّمنا فلم يكن بين زوجاته سوى السيدة عائشة بنتاً عذراء...ثمّ أردف قائلاً:
لماذا عندما يكون الحديث عن رجل تزوّج سابقاً تغضّون الطرف...تعود الأمّ للبكاء..يقرّرالأب طرده خارج المنزل ويبقي أمله مشروعاً بالعودة عندما يتوب عن جريمته...ويترك "المطلقة".
ممدوح حميد محسن
"ع"...شاب في مقتبل العمر..عشرون عاماً ونيف،تربى في بيئة محافظة جداً "عيب أن يلعب مع البنات" "عيب أن يسمع أغاني الحب" "السلام باليد ممنوع على أي نوع من النساء". عبد الحميد واسطة العقد،حمل اسم جده رغم أنه الأوسط لأن الجد لم يرتقِ إلى خالقه أثناء ولادة الابن الأكبر.
مثال صغير سأسوقه لكم عن الذروة،فذروة الكراهية الحقد وذروة الطود قمته وذروة الحب الهيام،إلا النار...علمونا في دراسة عن التبريد أثناء تعلمنا لطريقة اللحام بالأكسجين أن ذروة النار في وسطها وهي التي تذيب المعادن.هذا الشاب الأوسط أذابت ناره كل من حوله دون أن يقصد ذلك،فقد وصل في حبه إلى مرحلة الذروة "الهيام":
أحب مطلقة تكبره قليلاً فكان الخبر كالصاعقة قلبت البيت رأساً على عقب،يعرف أن لا أمل أن يحصل زواجٌ كهذا لكنه جازف ومهد بالتدريج قائلا إن صديقاً له يريد الزواج بمطلقة،وما إن أكمل حتى انهالت الشتائم على أهل ذلك الشاب وأن لا شرف عندهم...قال في نفسه: كيف لو قلت لهم إنني ذلك الشاب.عرض الزواج على عبد الحميد عشرات المرات،وبدأت الأم تعرض له أسماء الجميلات من "الفرفورات" "القطوفات" واللواتي "ما باس تمّن غير أمّن" لكن عبداً كان يرفض دوماً متذرعاً بعشرات الأعذار.
ذات يوم نسي عبد الحميد جواله وذهب إلى دوامه...رن الجوال فرد الأخ الأكبر، وباعتبار أن صوته يشبه صوت أخيه ظننت "..." أن "عبد" هو الذي يتكلم،فبدأت بالحديث طالبةً من عبد أن يصارح أهله أن لا عيب من زواجه بها وهي "المطلقة".
ثارت ثائرة الأخ الأكبر ومن بعده الأب والأم وهددوه جميعاً بالبراءة منه وأن زواجاً كهذا يمر فقط بعد وفاة الأب بالجلطة التي سيكون هو سببها. أدرك عبد أنه يحرث المجرّة،وأن اجتماع الشمس بالقمر لن يحصل. أشهر المخاض مرّت وولدت الحقيقة وكان لا بدّ أن يستيقظ فالأحلام أوهام.
أمّاه لقد وافقت على خيارك،اخطبي لي "؟؟؟؟" زغردت الأم لأن "؟؟؟" تنتمي إلى أسرة شريفة من أعرق الأسر في حسن تربية الأولاد، وهي قد زوّجت لهم ابنتين من بناتها ورزقتا بالبنين والبنات...كانت فرحةً من أجمل الأفراح تخللتها زجليات وزغاريد وطبول وقعها كدقات القلوب. وهكذا كان مشروع الزواج كما المقايضة "أعطيناهم وأعطونا".
أشهر قليلة مرّت بدأت بعدها "؟؟؟؟" تشعر بشرود خطيبها وأن تصرفاته وطريقة ردّه على الجوال توحي أن هناك من يملأ حياته.أعلن عبد صراحةً عن نيته فسخ الخطوبة كي لا يتمّ ذلك بعد الزواج وأنّه مقدم لا محالة على الزواج ب "..." وبدأت دموع الأب العصيّة على الظهور تضغط على قلبه،أمّا الأم فقد حفرت دموعها الساخنة أخاديد فوق الخدود.
الدولة الصغيرة "الأسرة" انقسمت وانقسام الدول يهدد بزوالها،فكلّ له رأيه ما بين مهدّد ومقرّ بواقع الحال.
أمّا الطرف الآخر،فكان النبل والأخلاق ما ميّز موقفه إذ أخبروا ذوي الخطيب المنسحب أنها فرحةٌ لديهم إذ كشف قبل فوات الأوان وأنّ أخواته "كنائنهم" سيبقين معزّزات مكرّمات.
بدأت محاولة إعادة الابن الأوسط إلى جادة الصواب،تطوّع الأب وذهب إلى "المطلقة" وبدأ النقاش:
الأب: أرجوكِ ابتعدي عن ولدي فقد دمّرت أسرتين معاً
"...": لماذا يا عمّي؟ "يقاطعها مهدّداً بالانصراف إذا لفظتها" ماذا جنيت؟
الأب: لأنك مطلّقة ولأنك سبب في إنهاء علاقته بخطيبته
"...": هو لا يحبها وأنا لست سبباً،ثمّ أن زواجي الذي دام أقل من شهر لا يعيبني وإنّني كنت مكرهة.
"طال النقاش ساعات عاد بعدها الأب وقد حصد سنابل فارغة"..في الطرف الآخر بدأت الأم محاولة استخدام ذكائها لثني ابنها،دعته إلى الغداء ووضعت له حساءً ومجموعة من الملاعق عليها بقايا طعام "لغاية في نفس يعقوب" لكن ابنها فاقها دهاءً فغسل الملاعق وأكل بها وقال لأمّه بأنّ المطلّقة ليست فضلات الآخرين،وقال لها بأنّ الرسول عليه الصلاة والسلام علّمنا فلم يكن بين زوجاته سوى السيدة عائشة بنتاً عذراء...ثمّ أردف قائلاً:
لماذا عندما يكون الحديث عن رجل تزوّج سابقاً تغضّون الطرف...تعود الأمّ للبكاء..يقرّرالأب طرده خارج المنزل ويبقي أمله مشروعاً بالعودة عندما يتوب عن جريمته...ويترك "المطلقة".
ممدوح حميد محسن
تعليق