تويت
يكادُ يُجمع مُعظم الرّياضيين على أن المنهجَ الإيطالي في كُرةِ القدمِ هو الأسرع
تحقيقاً للنّتائجٍ ، وهو الأكمل ، والأفضل ، وتلكَ فلسفة خاصة بالطّليان
أثبتت الأيام جدارتها وكفاءتها .
ومنهجُ الطّليان الذي أعنيهُ يقوم على أساسٍ القوّة الدّفاعيّة ، والأستبسال في
المنَاطق الخلفيّة ، ومن ثُم ضربٍ الخُصوم بالهجماتٍ المُرتدة السّريعة
وبهذه الطّريقة تألق مُنتخب إيطاليا ، لينعكس ذلك التـألق بعدَ ذلك
على الأنديةِ الإيطالية !
وبمنهجِ الطّليان أستنجدَ فريق القرن الأوربيّ ريال مدريد فاستعان بالخبير
التّدريبي فابيو كابيلوا آملين منهُ في إعادة الرّيال للطّريقِ الصّحيح بعدَ سلسلة
من النّتائجِ الهزيلة ، ومُحاولة منهُم في إبعادٍ برّشلونه عن السّيطرة المُطلقة
التي أحكمها على دوري الأسبان ، ليفعل كابيلوا المُعجزة ، ويقود الرّيال
للفوزِ بالدّوري الأسباني ، وبثّ فيه روح الحماسة ، وجدّد الفريق ، والأهم
أنهُ ( أي كابيلوا ) غرسَ بالملوكِ ثقافة الإنتصارات ، والبطولات
وأدخل برّشلونه في متاهاتٍ لا يزال يُعاني منها !
وبعدَ أن أتمّ كابيلوا مُهمتهُ على أكملِ وجه ، جاءت التّوجيهات من جهةٍ
عُليا مرّة أخرى بأن يكونَ مُديراً فنياً لمُنتخبِ إنجلترا على أملٍ أن يجدَ
الدواء المُناسب لبلدِ يملكُ دوري قوي ، وأندية تُنافس بقوّةٍ على بطولاتٍ
أوربا ، وفي المُقابل يظهرُ مُنتخبها بشكلٍ هزيل في المحافل الدّولية ولن
نستعجل نتائج عمل الإيطالي كابيلوا ، ولنتركهُ يعمل ، ويُجهز الإنجليز
بالطّريقةٍ الإيطالية ، وبعد النّتائج سنُطلق الأحكام .
ومهما يكُن من أمر ، فلستُ بحاجةٍ إلى أن أحتشدَ كُل هذا الحشد حول هذه
الجُزئيّة ، ومن أراد أن يعرف أهميّة الأسلوب الإيطالي فعليه العودةٍ إلى
مُنتخبِ ليبي الرّهيب وكيف أقتنص كأس العالم وبالأسلوب الإيطالي البحت
وإن عُدتم حينها فأمعنوا النّظر حولَ ذاك الثّعلب وما فعلهُ باستراليا وألمانيا
على التّوالي وما فعلهُ حينها هو درسُ مجانيّ للعَالمٍ أجمع ، في وقتٍ أصبح
الدّفع فيه ضرورةٍ لكُل مُقابل ، وحسب نظريّة صالح كامل !
أحبتي ..
عندما يكون قدر القوى العُظمى في كُرة القدم الأوربيّة ، والعَالميّة كميلان
ويوفنتوس ، والإنتر ، وروما ، وفيورنتينا ، ولاتسيو ، ونابولي ... الخ
من أندية النّخبة في إيطاليا هو المُنافسة على بطولةٍ واحدة ، فبالتّأكيد ستكون
المُنافسة شرسة ، وحامية وعنوانها تلكَ المُنافسة هو : التّتويج للأقوى !
الإنـتـر .. وتـرشـيـحـاتٌ مُـبـكـرة
نادي الإنتر ، بطلُ إيطاليا الأول ، أثبتَ في المواسمٍ الأخيرة بأنهُ الأفضل في سماءٍ
الكُرة الإيطاليّة ، ظهر كفريق غير قابل للكسرٍ ، فسحق الجميع ، وحقق البطولات
مراراً ، وتحقق حُلم موراتي بالفوزِ بالدّوري الذي جاهد من أجله !
ويملك الإنتر أسماءً هائلة في صفوفٍ فريقه ، أبرزها السّويدي زلتان الذي حضر في
نهاية الموسم الماضي ليحسم الأمور وهو مُصاب ، وليمنح الإنتر البطولة رقم 16
في الدّوري ، وحينها أبتسمت تلكَ الجماهير العاشقة ، وتغنّت كثيراً بفتاها
السّويدي البارع في مجالهِ .
وهذا الموسم تعاقد الإنتر مع العبقري " مورينهو " وهو مُدرب بارع ، ومُحنك
ومُتمكن تكتيكياً ، وما كان ينقص الإنتر ليُحقق بطولات كُبرى هو تواجد مُدربين
من نوعيّة مورينهو ، وبالتّأكيد فإن قدوم مورينهو للإنتر يعني بأن الإنتر قد
زاد على قوّتهِ قوّة .
البرتغالي " الواثق " أعلن يوم قدومه بأنهُ سيعمل ، وعلى الجميع مُحاسبتهُ في
نهاية الموسم ، وبالتّأكيد فإن مورينهو سيجعل من الإنتر فريق صلب ، ذو قوّة
دفاعيّة ، وحيوية وسطيّة ، وفعاليّة هجوميّة ، تماماً كما فعلَ مع البلوز
سابقاً ، وقبلهِ بورتو .
وحظوظ الإنتر في المُحافظةٍ على لقبهِ كبيرة جداً ، فهو يملك مجموعة مُتجانسة من
اللاعبين ، وهذه المجموعة كانَ لها دوراً بارزاً في تحقيقٍ بطولات الإنتر الأخيرة
وحضوره هذا الموسم بالتّأكيدِ سيكون قوياً ، ويطمح الإنتر للتّوسعٍ على مستوى
القارة بأن يجمع الثّنائيّة الدوري ودوري الأبطال ، وما التّعاقد مع مورينهو
إلاّ دليلاً على ذلك .
رومـا .. ومـسـتـويـاتٌ بـاهـرة
الفريق الأجمل ، والأروع في سماء الكالشيو ، يؤدي بشكلٍ حيوي ، يجمعُ مابينَ
صلابة الطّليان ، ومهارة البرازيليين ، ومُتعة الأرجنتينيين !
كانَ القاسم المُشترك مع الإنتر في بطولات الموسمين الأخيرين ، فقد حقق بطولةٍ
الكأس في آخرٍ موسمين ، وضحيته الدّائمة هو الإنتر ، يومَ أن حرمهُ من الإحتفالِ
بالثّنائيّةِ وعلى التّوالي ، ونافس بقوّةٍ على دوري الموسم الفائت ، وكانت المُجريات
تؤكد فوز الذّئاب بالبطولةٍ الأغلى بعدَ بطولةٍ فابيو كابيلوا ، وباتيستوتا الشّهيرة
حينها ، إلاّ أن زلتان كانَ لهُ رأياً آخراً يومَ جاء في اليومٍ الأخير ، وحسمَ
البطولة لتستقرَ تارةً أخرى في مدينةِ ميلان .
يملكُ روما مجموعة رائعة ومُتجانسة من النّجومِ ، أبرزهُم : القائد توتي
الهداف ، وصانع الألعاب في آن معاً ، ولهُ مفعول السّحر على فرقةٍ الذّئاب
وهُناكَ الرّائع دي روسي ، وخلف كُل أولئكَ مُدرباً بارعاً ، ومُحنكاً أثبتت
الأيام بأنهُ يتقدم ، ويتطور للأفضل .
وحظوظ روما في الفوز بالدّوري قويّة جداً ، فقد حضر بقوّة قبل ذلك ، ولديه
من الخبرة في التّعاملٍ مع لقاءات الكالشيو الشيء الكثير ، ومن أجلٍ ذلك
سيعمل روما على التّخلي عن المركز الثّاني الذي أحتكروه في آخر موسمين
وسيبحثون عن مركز الأسكوتيدو .
يـوفـنـتـوس .. تـاريـخٌ ، وعـراقـة
كانَ يوفنتوس يتراجع ويجعل كُل الأندية تُعتلي الصّدارة وعلى مُختلفٍ جولات
الكالشيو وكأن المسألة لُعبة كراسي مُتحركة ، وحينها كان اليوفنتوس يُراقب
من بعيدِ ، ليأتي بشموخه المعهود في أوقاتٍ الحسم ، ويعتلي الصّدارة ، ويُحقق
البطولة تاركاً لبقيّة الأندية وهُم الخاسرون حينها شيئاً يحتفون بهِ وهو أنهُم
تصدروا ،ولكنهُم لم يُتوجوا !
وبهذه الطّريقة فقط تكونت علاقة ودٍ ، وحبٍ كبيرين بين العاشقين يوفنتوس
ومعشوقتهِ الأسكوتيدو ، ليملكَ قلوبَ عُشاقه ، وجُل عُشاق الكالشيو الذين
وقفوا حائرين أمام ذلكَ الرّقم الكبير الذي حققهُ في هذه البطولة ، ولم يزدْ
ذلك التعجب يوفنتوس إلاّ تصميماً على زيادة الفارق بينهُ وبينَ أقرب
مُنافسيه ومع مرور الزّمن .
غاب اليوفنتوس عاماً ثُم عاد ، وكانت العودة على مستوى تطلعات جماهيره
المُتعطشة ، بعدَ أن أحتلّ المركز الثّالث في الموسمِ الماضي ، وظهرَ بشكلٍ
تنافسي للأندية الأخرى ، فهزم الإنتر ، وميلان ، ولم يظهر بشكلٍ يؤكد بأنهُ
تأثر من هبوطهِ في عام الظّلام !
وهذا الموسم يأمل يوفنتوس بأن يكونَ مُنافساً قوياً على الكالشيو ، مُعتمداً في
المَقام الأول على نجومه : بوفون ، ودلبيرو ، وتريزجيه ... الخ من
النّجوم الذين يقودهُم الإيطالي رانييري .
رانييري لا يملكُ تاريخ إيجابي مع هذه البطولة ، فلم يسبق لهُ أن حقق الكالشيو
أو أي بطولة دوري في العَالم ، وبالتّالي فإن هذه الإشكالية هي ما يؤرق
مُشجعي اليوفي ، وتُقللّ من حُظوظ اليوفي في الفوز بلقبٍ الكالشيو !
ومهما يكُن يبقى يوفنتوس نجماً مُضيئاً في سماءٍ الكالشيو ، وهو عامل مُهم من
عواملٍ الإثارة والقوّة ، بجبروتهٍ ، وتاريخه الغير قابل للنّقاشٍ ، ومن أراد
أن يعرف أثر ، وتأثير اليوفنتوس فعليه العودة للموسم الذي هبطَ فيه
يوفنتوس وليُنظر كيفَ أصبح الكالشيو بعد أن فقدَ إثارة يوفنتوس
وكيف كان يومَ أن كان يؤدي فيه اليوفي بفعاليّة !
فـيـورنـتـيـنـا .. طـمـوحٌ ، وحـيـويـّة
قبلَ سنواتٍ ، كان باتيستوتا يقفُ في مُقدمة فريق الفيولا ، وكانَ خلفهُ حينها
الغزال البرتغالي روي كوستا ، وكانت جماهير الفيولا وقتها تحتفلُ بالأهدافِ
في اللّحظةٍ التي يُقرر فيها الغزال تمرير الكُرة للأمام ، وإن فعلها فسيدحث
الفارق ، وستهتز الشّباك ، ولستُ بجاحةٍ إلى أن أشرح كيف يتم ذلك !
كانوا يحضرون بقوّة ، ويتغلبون بالرّوح على أحوالهُم الماديّة ، فافتخرت
مدينةٍ فلورنسا بأبناءها ، وسحق فريقها جُل الأندية الأخرى ، وأمتد مدادهُم
حتّى وصلّ إلى أوربا ، وما فعلهُ فيورنتينا أبان عنفوانه يومها عُد ضرباً
من الخيالٍ ، فهزموا الأرسنال ، والمان ، وأحرجوا البرّشا في الكامب
نو في اليوم الذي أحتفل بهِ باتي قول وعلى طريقتهِ الخاصة !
كانت أيام جميلة ، ورحل الباتي قول ، والغزال ، إلاّ أن ما أحتكره الفيولا
ظلّ موجوداً حتّى بعدَ رحيل النّجوم ، فاستمرَ الفيولا يُقدم المُتعة وينشدها
بقيادة المُبدع برانديللي ، والهداف موتو ليُقدم الفيولا معزوفات هائلة كانت
كافية لأن يُسيطرَ على المركزِ الرّابع ، ويتأهل لدوري الأبطال وعلى
حساب بطل العَالم نادي الميلان .
وهذا المَوسم تعاقد الفيولا مع الهداف جيلاردينهو ، ليلحق الأخير بمُدربهٍ
الذي قدمهُ للكالشيو كهدافٍ بارع ، ومع الفيولا ، وبجانبٍ موتو ، ومن خلفهم
الرّائع برانديللي أكادُ أجزم بأن جيلاردينهو قد يعود للواجهةٍ تارةً أخرى
وسيُعيد أكتشاف نفسهُ ، وسيؤدي وأفراد فريقه بشكلِ رائع في الكالشيو
ودوري الأبطال الأوربي .
مـيـلان .. والـبـحـثُ عـن الـذّات !
في وجودهٍ إثارة ، ولإنتصاراتهِ إنارة ، وفي هيئته هيبة ، ولخُصومه منه
ريبة ، ولجمهوره معهُ وقفه ، ولنجومهٍ بالملاعبٍ سطوة ، يملكُ تاريخ
حافل بالإنجازات ، ومواقف ردد معها الغير الآهات !
أنهُ الميلان ، بطل أندية العَالم ، الباحث عن نفسهٍ محلياً ، كان لهً مع
الكالشيو حكايات وحكايات ، ويبقى الأبرز .. يومَ أن توّج وبدون
خسارة ، وكان ذلكَ في موسمِ فابيو كابيلوا ، وفان باستن الشّهير
يومَ أن فتكَ الإثنان بأنديةٍ الكالشيو مراراً ، وحينما أراد كالياري وقتها
عمل المُعجزة التي عجز عنها كبار الكالشيو ، وتقدم على الميلان
بهدف ، كانت الإشارة من كابيلوا لباستن ، وفي ظرف 18 دقيقة سجل
فان باستن هاترك قضى بهِ على النّادي المُضيف ، وأما سرّ تلكَ
الإشارة فهو الشّيء الوحيد الذي لم نعرفهُ رُغم مرور 16 عاماً على
تلكَ الحادثة !
ميلان غابَ عن المُنافسةِ في الموسمين الأخيرين ، وسيغيب هذا الموسم
عن بطولتهِ المُحببة " دوري الأبطال " ليُدركَ مسئوليه خطورة
وضع الفريق ، فسارعوا بتعزيز الفريق بصفقاتٍ أبرزها : التّعاقد
مع السّاحر البرازيلي " رونالدينهو " الذي تأمل منهُ جماهير
الميلان في إعادةٍ الفريق للواجهة كما فعلها سابقاً مع البرّشا يومَ أن
قادهُ لتحقيق الدّوري مرّتين ، ودوري الأبطال .
وبالرّغمِ من تخلّص الفريق من مُهاجمه جيلاردينهو إلاّ أن الفريق يملك
خيارات أخرى ، أبرزها اليافع باتو الذي أظهر تجانس رائع الموسم
الماضي ، وقدّم نفسهُ كهداف بارع في اللّقاءات القليلة التي أداها مع
الرّوزينيري بالرّغم من تعرضه للإصابة التي أبعدتهُ كثيراً ، وحدث
ذلكَ أمام الفيولا يوم أن دخلَ وسجلَ ، وخرجَ مُصاباً .
ويقود الفريق المُدرب آنشيلوتي ، وهو مُدرب قادر على قيادةٍ الفريق إلى
تحقيق الكالشيو ، ويملك أسماء كبيرة ، وحلول كثيرة أبرزها : الرّائع
كاكا ، والمايسترو بيرلو ، وسيدورف ، وإنزاجي ، ونيستا ... الخ
من النّجوم ، ويبقى الميلان أحد أبرز المُرشحين جنباً إلى جنبٍ مع
غريمهٍ وجاره الإنتر .
خُـطـوط تـواصـل سـالـكـه
- إثارة ، وقوّة الكالشيو لا تقتصر على الأنديةِ الآنفة الذّكر ، بل هُناك
نادي لاتسيو ، ونابولي ، وسامبدوريا ، وغيرها من الأنديةِ القويّةِ على
أرضها ، بالتّالي فإن هذه الأندية تُشكل عائقاً للأندية الكبيرة في
حلّها وترحالها .
- الإنتر ، والميلان هُما المُرشحين الأبرز للفوز بلقبٍ هذا العَام ، كون
الإنتر ملكَ عقلاً تدريبياً فريداً ، وزادَ إنضمام روني من حُظوظ الميلان
وسيكون التّصادم بين العملاقين مُبكراً في الجولةٍ الخامسة .
- مورينهو كسبَ الرّهان في البرتغال ، وإنجلترا ، والآن يعيشُ تجربة
جديدة مع الإنتر الإيطالي ، فأعلن أهدافهُ مُبكراً ، ومارسَ مع خُصومه
نفسٍ ما كان يُمارسه في بلاد الإنجليز فأشعل الحرب باكراً .
- وبدورهِ فإن الميلانيين يُعوّلون على الثّلاثي البرازيلي : كاكا ، وروني
وباتو الأمل بإعادةٍ بريق الثلاثي الهولندي سابقاً ، فنظريّة المُثلثات أثبتت
نجاحها مع الرّوزينيري ، كيفَ لا ؟ وهي ميلانيّة الصّنعة !
- خروج المُتألق مانسيني من روما هي خسارة كبيرة على مُحبي هذا
الفريق ، فطالما كان النّجم الأبرز مع توتي في الموسمين الأخيرين
وكان يظهر كثيراً كهداف ومُنقذ للفريق .
تعليق