إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

خمسـة أعــوام ومعركة" مخيـم جنيــن" لم تنتـه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خمسـة أعــوام ومعركة" مخيـم جنيــن" لم تنتـه

    أسماه شارون "عش الدبابير" ويتفاخر الفلسطينيون بتسميته عاصمة الاستشهاديين وعرين المقاومة




    خمسة أعوام ومعركة مخيم جنين لم تنته..

    الأهالي يؤكدون في ذكرى المعركة تمسكهم بعهد ومسيرة الشهداء..

    في الثالث من نيسان يتذكر أهالي مخيم جنين الذكرى السنوية الخامسة لمعركة ومجزرة المخيم، حيث تستعد كافة القوى والفصائل لإحياء المناسبة من خلال رفع الشعارات التي خطها شهداء تلك المعركة بدمائهم، والتي تعكس كما تقول أم بلال، التي عاشت المعركة، مدى إصرار شعبنا على الوحدة والتلاحم والتمسك بأن مخيم جنين عنوان الوحدة والتلاحم والنضال ضد المحتل. واتفقت القوى الوطنية والإسلامية على إحياء ذكرى المعركة في المخيم.

    ويعتبر شهر نيسان في حياة أهالي مخيم جنين عنوانا لمعاني البطولة والتضحية والتحدي التي جسدوها في المعركة الشهيرة التي قلبت حقائق التاريخ في معادلة الصراع مع إسرائيل، وبرغم ما حل بهم من دمار ومآس، فإن نيسان يحفز في أعماقهم معاني الثورة والبطولة والاستعداد للمواجهة.


    الصمود والعزيمة..

    وفي هذه الذكرى يعبر أهالي المخيم عن عزيمة قوية في مواصلة المعركة مهما كان الثمن لتحقيق الأهداف والمبادئ التي خاض في سبيلها المخيم المعركة التي اعترفت إسرائيل بشراستها وبأس المقاتلين الفلسطينيين الذين تصدوا لقواتها رغم كل الأسلحة التي استخدمها جنودها لكسر المقاومة والصمود.. ويصر الأهالي بعد خمس سنوات على ربط نيسان بالمعركة للتعبير عن قوتهم في تحدي الاحتلال، وللتأكيد على وحشية وعدوانية المحتل في قمع الفلسطينيين.

    فقوات الاحتلال التي أرسلت أفضل وحداتها المدربة لاستئصال روح المقاومة من جنين وقصفت المخيم ليلا ونهارا ودمرت مئات المنازل، فشلت في تحقيق الهدف الأول والأخير لحملة "السور الواقي" التي اخترقها استشهادي من سرايا القدس في العاشر من نيسان، والاحتلال الإسرائيلي يواصل دك المخيم وبلدوزراته، التي اشترتها أمريكا مؤخرا لاستخدامها في العراق، ما انفكت تهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها ممن رفضوا التخلي عن المقاومة والهرب من المخيم. وبينما كان آلاف الجنود يطبقون الحصار على جنين، كان راغب جرادات يخترق كل الحواجز والحدود ويفجر جسده في العمق الإسرائيلي. المعركة يشتد أوارها في المخيم وراغب يلبي صرخة المخيم ليؤكد أن إرادة الفلسطينيين هي الأقوى.



    المعركة الأسطورة..

    ورغم مرور عامين على المعركة فإن الكثير من الصور لا زالت تتكشف عن تفاصيل الصمود الأسطوري الذي خاضه رجال المقاومة من كافه الفصائل بوحدة لم يسبق لها مثيل على مدار أسبوعين..

    تلك الصور التي يتناقلها الأهالي بفخر واعتزاز كالمواطن جمال الزبيدي الذي روى أن وحدة المقاومة كانت الأساس الرئيسي في الصمود رغم اختلال ميزان القوى . ويضيف: "أحيانا لا اصدق مشاهداتي التي عشتها، فقد كانت المواجهة وجها لوجه، وكلما اشتد القصف ترتفع معنويات المقاتلين الذين رفضوا كافة الضغوط للخضوع والاستسلام، ولم يتمكن الغزاة من مغادرة دباباتهم والتحرك امتر واحد لأكثر من عشرة أيام، فالمقاومة كانت لهم بالمرصاد".

    وتقول المواطنة أم عماد: " فقد حوصر الكثير من المقاومين، وكان الإسرائيليون يتراجعون مكبدين بالخسائر.. لقد شاهدتهم يبكون ويشتمون شارون.

    أما أم علي عويس التي تعاونت مع النسوة في إمداد المقاتلين بالطعام، فقالت: "صمود المخيم كان أسطورياً، وذلك بفضل حنكة وقوة وإرادة المقاتلين الذين توزعوا في كل زاوية ونجحوا في نصب الكمائن للجنود. كانوا يدا واحدة، صوتهم وحلمهم واحد..عندما يحاصرنا الجنود ويهددون حياتنا يهاجمونهم ويعرضون حياتهم للخطر وينقذوننا".

    وتقول والدة الشهيد ناصر أبو حطب لن أنسى عندما أصيب زوجي وحاصرنا الجنود كيف هجم محمود طوالبة على الجنود وقاتلهم ثم حطم زجاج منزلنا وحمل زوجي المصاب وحملني وأنقذنا، لقد أنقذ حياتنا ولولا بطولته ورجال المقاومة لاستشهدنا تحت القصف".




    مقتل 13 جندياً..

    ويتذكر الأهالي حادثه مقتل ثلاثة عشر جندياً إسرائيلياً، ويقول أبو احمد: "حاول الجنود التقدم ونصب كمين لرجال المقاومة ولكن المقاتلين اكتشفوهم وحاصروهم واشتبكوا معهم.. كانت معركة طويلة استمرت عدة ساعات ولم تنته إلا عندما تدخلت الطائرات وقصفت الموقع 12 ساعة ومع ذلك قتل 13 جندياً من بينهم في المخيم".


    الأشبال شاركوا في المعركة..

    وفي صورة أخرى يقول الشبل حسام إن الأطفال في المخيم قاتلوا مع الرجال جنبا إلى جنب بالعبوات، وهي السلاح الأقوى الذي واجه فيه المخيم الغزاة، فقد أقام رجال المقاومة مصانع كثيرة في المخيم لتصنيع العبوات التي أطالت أمد المعركة.

    وقاتل زياد العامر قائد كتائب الأقصى ومحمود طوالبة قائد سرايا القدس ومحمود أبو حلوة قائد كتائب القسام وأبو جندل قائد الأمن الوطني الذي رفض مغادرة المخيم وكل الأبطال من كافه التشكيلات جنبا إلى جنب بإرادة واحدة أذاقت المحتلين، والكلام لحسام، طعم الهزيمة. "لم نخف.. وقاومنا وصمدنا وهزمناهم".



    صور من نيسان 2002

    وفي نيسان برزت أيضا الكثير من صور الفظائع والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في المخيم وفي مقدمتها، كما يقول إبراهيم دبابنة مدير الهلال الأحمر، منع الطواقم الطبية والإسعاف من دخول المخيم طوال المجزرة. فقد حاصروا مقر الهلال والمستشفى وأطلقوا النار علينا ومنعوا إخراج المصابين الذين نزف بعضهم حتى استشهد، وبقيت جثت الشهداء ملقاة في الشوارع..

    أما عبد الرازق أبو الهيجاء مدير المخيم آنذاك فيتذكر أن الاحتلال تعمد تدمير شبكات الكهرباء والمياه والهاتف والبنية التحتية وعزل المخيم عن العالم ومنع الأمم المتحدة والصليب والصحافة من دخول المخيم، في وقت شنت فيه قوات الاحتلال عمليات واسعة النطاق.

    وتتذكر أم علي أن الجنود اعتقلوا أبو جندل وقيدوه ثم اقتادوه إلى ساحة المخيم وأعدموه بدم بارد..

    أما فريال الشلبي فشاهدت الجنود عندما اعتقلوا زوجها وضاح وعمها وجارهم عبد الكريم السعدي والقوهم على بوابة المنزل وأطلقوا النار عليهم، فاستشهد زوجها والسعدي ونجا عمها من الموت بأعجوبة وبقيت الجثث في الشارع حتى انتهاء الحصار الذي كان مفروضاً على المخيم..

    ويتذكر مروان وشاحي أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على والدته وشقيقه في منزلهم في المخيم.. "نزفت أمي وأخي أمامنا وعجزنا عن إنقاذهم ولم يحرك العالم ساكنا لنجدتنا عندما كان الجيش يقتلنا ويحتل منازلنا ويدمرها فوق رؤوسنا".

    وتروي أم سري أن الجنود الذين احتلوا منزلها منعوها مع 40 فلسطينيا احتجزوا في غرفة صغيرة لأسبوع من الطعام والشراب، وعندما شردوهم من المخيم تفرق شمل أسرتها ولم تلتق بهم إلا بعد أسبوعين.

    وفي نيسان تكررت مآسي نكبة عام 48 التي عاشها الحاج محمد أبو خرج، ولكن أحداث نيسان كانت أكثر فظاعة وقساوة فقد قتلت شقيقته التي تعاني من إعاقة عقلية بصاروخ بينما كانت في منزلها. ويضيف: "لقد اقتحموا منزلنا واجبرونا على المغادرة.. وتفرق شمل أسرتي مرة أخرى ولاحقونا بالدبابات بالشوارع واعتقلوا جميع الشبان وأمضيت طوال أيام المجزرة مشردا في مسجد في جنين أموت كل لحظة لعجزي عن معرفه مصير أسرتي، وبقيت جثة شقيقتي في المنزل حتى تعفنت".

    ويتذكر عبد الكريم ذياب أن الدبابات والبلدوزرات بعد عجزها في اقتحام المخيم بدأت بهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها بعد أن رفضوا مغادرتها. ويقول: "حتى اللحظة لا اعرف كيف قفزت وزوجتي وأطفالي من نافذة المنزل الذي دمر لنشرد وقد اعتقلوا جميع الرجال والقونا بالشوارع واجبرونا على التعري أمام النساء.. طرد الجنود النساء خارج المخيم". وفي الطريق كانت صور مأساوية كثيرة تتحدث عنها والدة الطفل عمر حواشين الذي استشهد في أحداث المخيم، وتقول: "شاهدنا جثثاً ملقاة على جنبات الطرق.. وشاهدنا دبابة تدوس جسد الشهيد جمال الصباغ وجرحى ينزفون وهم في قبضة الجنود".


    حصيلة..

    فشل الاحتلال في السيطرة على المخيم ورفض الأهالي الخروج دفعهم لهدم أكثر من 504 منازل تم مسحها عن الوجود، واعتقال جميع الشبان من سن 15-50 عاما، وبذلك انتهت المعركة التي بلغ عدد شهدائها 63 شهيدا، إضافة لعشرات الجرحى، أما القتلى من الجانب الإسرائيلي وبحسب الاعترافات الرسمية فكان 32 جنديا إضافة لعشرات الجرحى.


    المقاومــــــة لـــــن تستسلم..

    في نيسان لم يسلم فلسطيني في المخيم من الأذى والقمع ومع ذلك سرعان ما استعادت المقاومة قوتها وأعادت ترتيب صفوفها رغم استشهاد ابرز قادتها ومقاتليها، واعتقال من نجا من الموت. وتشكلت مجموعة المقاومة الموحدة التي ضمت الأجنحة العسكرية للجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى وكتائب القسام والتي نفذت عمليات مشتركة وخاضت معارك ضد الاحتلال، ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي حتى اليوم من دخول المخيم دون استخدام الدبابات وبتغطيه من الطائرات. فمع كل عملية توغل هناك مواجهة واشتباكات.. ومع ذلك وفي نيسان "فإن المقاومة تصر على استمرار المعركة".

    ويقول أبو مجاهد قائد سرايا القدس معركة مخيم جنين لم تنته وإرادتنا أقوى من الاحتلال والمجازر.. وقال إبراهيم جبر، من قادة حماس الذين اعتقلوا خلال المعركة وأفرج عنه مؤخرا، إن الوحدة كانت سلاح المعركة، ولن ننسى الشهداء.




    الصمـــــــود

    أهالي المخيم الذين رفضوا المساعدات الأمريكية رغم معاناتهم، واستمرار تشردهم مع التأجيل والمراوغة المستمرة في عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال.. ورغم حملات المداهمة والتنكيل والهدم التي لم تتوقف، لا زالوا يلتفون حول المقاومة.

    خالد الفايد الذي استشهد شقيقاه في المعركة يقول: "بعد عامين ما زال المخيم صامدا قويا. لم ولن ينالوا منه، يتميز بوحدة أهله، وعزة نفسهم واستعدادهم للتضحية.. المواطنون في المخيم لن يفرطوا بقضيتهم وان خذلهم العالم ولن يتنازلوا عن حلم أبنائهم الذين استشهدوا في نيسان وقبل وبعد ذلك".

    أما زوجه الشهيد زياد العامر: "فتقول في ذكرى المعركة نوجه رسالة واحدة للعالم الذي وافق على طلب إسرائيل بإلغاء إرسال بعثة التقصي للمخيم، لسنا بحاجة لكم ما دام الشهداء ينيرون لنا الطريق.. للمخيم رسالة واحدة: صمود، مقاومة، تحد وبطولة ومعركة مستمرة حتى النصر أو الشهادة".

    أما زوجة الشهيد محمود طوالبة فقالت: بعد كل تلك الملاحم والتضحيات لم يتبق لنا خيار سوى الثبات والتماسك والإصرار على المقاومة حتى يزهر نيسان ويعطينا الكرامة والحرية وبعد خمس سنوات لا زال مخيم جنين صامدا مقاوما مجاهدا ولن يستسلم.


    عاصمـــة الاستشهادييـــــن

    في ذلك المخيم يتفاخر الفلسطينيون ببطولاتهم وبما قدموه من تضحيات ومقاومة جعلت شارون يطلق على مخيمهم عش الدبابير ولكنهم يصرون على تسميته بحزام النار وعاصمة الاستشهاديين وعرين المقاومة الذي لن يهزم..





    مــوقع عرب 48
    لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
    أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
    فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
    ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله


  • #2
    صور للمخيم أثناء الاجتياح .. لا تنســـــــى!!!



    قال شهود العيان بأن الجثة المتفحمة للشهيد أشرف أبو الهيجا رحمه الله أحد أبطال التصدي في المخيم


    الشهيد أبو جندل رحمه الله بعد اغتياله



    لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
    أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
    فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
    ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

    تعليق


    • #3
      ضفيرة يسرى
      اشتد القصف نهار الجمعة الخامس من نيسان،كانت عائلة أبو فرج في الطابق السفلي بينما يسرى في الطابق العلوي وفجأة دوى انفجار صاروخ،وبدا واضحا أنه سقط في الطابق العلوي ... تسلل الشاب مفيد لتفقد عمته يسرى،لمحها من بعيد وارك أنها استشهدت، لم يستطع التقدم إليها، حيث كانت تفصله عنها مسافة مكشوفة تقع في مرمى القناص المتمركز في البيت المجاور، وظل الوضع على هذا النحو أربعة أيام، حتى دخل الجيش إلى المنزل،واقتاد مفيد معه حيث احتجز ضمن جموع الشباب في سالم.لم يستطع أحد الوصول إلى الطابق العلوي إلا بعد رحيل الجيش عن المنطقة ..توافد نفر من الناس إلى تفقد ما تبقى من الغرفة... كانت هنالك بطانية ملفوفة وقد وضعت عليها طوبة "بلوك" وعندما فتحوها وجدوا يسرى مقطعة وبدون ضفيرة، وبعد أيام ،تم العثور على اصبع وضفيرة ، كانت ضفيرة يسرى!!!!!!!



      لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
      أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
      فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
      ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

      تعليق


      • #4
        مجازر الصهاينة في جنين


        ((1))

        إعدام مدني:


        تقول رائدة زوجة جمال الصباغ:وصل الجيش والدبابات حول منزلنا ثم اقتحموه،وكان ذلك في الوقت الذي شرع فيه زوجي "جمال" بالصلاة ،ولم يكن مسلحاً، كما لم يكن في البيت سلاح، أمروه بالخروج لكنه قال "أمهلوني حتى أكمل الصلاة" ... أصر الجند على خروجه في الحال وعندما دخل في جدال معهم أصبحوا عنيفين للغاية وأجبروه على الخروج....اعتقدت رائدة التي احتجزت في إحدى غرف البيت الداخلية ومنعت من الحركة أن زوجها اعتقل،وظلت تعد الساعات حتى يسمح لها بالاطمئنان عليه، وعندما سنحت لها الفرصة بالخروج، سمعت الحقيقة التي أفجعتها..وتروي أم علي عويس، بقية القصة فتقول:رأيته يخرج من البيت أمام الجنود.. طلبوا منه خلع سترته،فشرع في ذلك متباطئا فما كان منهم إلا أن أطلقوا النار عليه مباشرة..وقد ظلت جثته ملقاة قرب البيت والدبابات تدوسها روحه وجيئة، حتى تقطعت إلى أشلاء لكننا تمكنا من معاينة الوجه والتأكد من أنه جمال الصباغ....

        (2))

        الدجاج يأكل لحمهم.


        أكثر من رواية تحدثت عن بشاعة ما خلفه جيش الاحتلال، وما تسبب به من مأساة إنسانية... بعد أن منع إسعاف الجرحى، ومنع نقل الجثث أو دفنها، حتى تلك التي كانت في الشارع الرئيسي للمخيم...ونقلت الروايات مشاهدات للحيوانات والطيور وهي تنبش الجثث، لا سيما المجروحة.وقالت نوال محمد خليل أنها شاهدت بأم عينها "أمامها" الدجاج والحمام الزاجل وهو ينقر الأجساد المبتورة ويأكل من لحمها من موضع البتر!!!!!!!!وتحدثت نوال بألم شديد قائلة : رأيت الطيور تفعل ذلك بأشخاص أعرفهم ... أشخاص كنت قد رأيتهم قبيل يوم أو يومين من الاجتياح وهم يموجون بالحيوية والنشاط... كان مشهداً أليماً لا أعتقد أنني سأكون قادرة على نسيانه"



        ((3))

        وضعوا الألغام في المنازل قبل انسحابهم

        أمضى الجيش زهاء أسبوع بعد انتهاء العمليات العسكرية.. وكان في الأثناء يقوم بعدة مهام غير واضحة، باستثناء مهمة تفتيش البيوت، وبعد انسحابه توالت التباليغ عن وجود ألغام متفجرة في البيوت، وقد أشاع الإسرائيليون بعد ذلك أن المسلحين هم الذين ملئوا المخيم بالألغام......

        يقول جميل نايف الصويص:
        كانت لعبتهم مكشوفة و غبية!! إن كل فرد من أفراد المخيم يميز بين ألغام المقاومة البسيطة والمصنعة يدويا، وبين ألغامهم المتقنة والمصنعة في مشاغل حربية...

        ويضيف جميل الذي يقطن في حارة الدمج...
        كنا قد هربنا إلى منطقة البساتين ورمانة بعد أن فجر الجنود البيت ووضعوا فيه القناصة..

        مكث القناصة نحو عشرة أيام وعندما علمنا أنهم خرجوا عدنا إلى البيت أنا وشقيقي تشرع بإخراج إناء شاهدت جسما غريبا قربه.. أدركنا أنه جسم مريب فخرجنا من البيت فوراً، وفيما بعد حضر الخبراء الأجانب وفككوا الألغام...

        أما نجية ابنه عم عبد اللطيف الفنيري والتي استشهد شقيقها علام، فقد كان قدرها مختلفا...

        اضطرت نجية وعائلتها إلى الخروج من البيت، بعد ما اشتدت الخطورة عليهم، ومكثوا خارجة أكثر من عشرة أيام علموا خلالها أن الجيش دخل البيت للبحث عن علام الذي كان قد استشهد، وبعد انسحاب الجيش بيومين عادوا إليه... وصلت نجية الباب أولا وعندما فتحته.. انفجرت بها قنبلة يدوية كان الجنود ... قد فخخوا بها الباب أصيبت نجية في ذراعها ونقلت إلى المستشفى ........

        وفي بيت أبو صبحي الدمج أخرج الخبراء الأجانب لغم أفراد كان الجيش قد وضعه على شاشة الباب العلوية...

        ولم يتوقف الأمر عند تلغيم البيوت، بل تم تلغيم الركام أيضا إذ انفجر لغم تحت قدم الطبيب المتطوع وائل العمري "من قرية صندلة"، في اليم الأول من بدء إزالة الأنقاض...

        وأكد أحد خبراء تفكيك الألغام أن كل ما ينفجر هو من صنع الجيش، لأن المقاومين لم يكونوا قادرين على صناعة ألغام الضغط واللمس المتطورة، وتفخيخهم اعتمد على الفتيلة والأسلاك التي تحتاج إلى وصل البطاريات...
        لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
        أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
        فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
        ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

        تعليق


        • #5
          مجرمين ولصوص أيضا!


          ((4))

          نهبوا النقود ومصاغ النساء....

          وصلت إلى الجهات المعنية في جنين عشرات التباليغ عن أعمال سرقة ونهب قام بها الجنود الإسرائيليين، لاسيما في الأيام الأخيرة التي تلت انتهاء العمليات العسكرية.... ويقول الشيخ حسين الذي يعمل خبازا في حارة الدمج......

          كنا ستين نفراً في البيت المكون من طابقين، حيث خصصنا معظم الطابق الأرضي كفرن لصنع الكعك... ولقد استطعت خلال الأيام الأولى من الاجتياح أن أزود الجيران بالطحين والكعك الذي أخبزه، ولكن في اليوم التاسع من الاجتياح وبعد بدء عمليات المداهمة والتفتيش ضربوا الفرن بقذيفة انيرجا، ثم دخلوا من الأبواب ، بعد أن حطموها بالمهدات وشرعوا بتفتيش البيت، ولما لم يجدوا مطلوبين قاموا بتحطيم كل ما طالته أياديهم... من أثاث وأجهزة كهربائية... حصرونا في إحدى الغرف،، ثم استولوا على كل ما وجدوه من نقود ومصاغ نساء، وحتى علب السجائر؟؟..... لقد سرقوا من بيتي عشرة آلاف شيكل ومصاغاً بقيمة خمسة آلاف دينار، كنت أخرتها لتطوير المخبز....

          لقد قلت هذا لكل الذي قابلتهم... من زوار المخيم،،، ينبغي أن يعلم العالم أن هؤلاء الجنود ليسوا قتلة فحسب، بل لصوصاً أو (حرامية) أنا لم أسمع بحياتي عن جيش يسرق حتى علب السجائر!!!!!!!!!!


          ((5))

          رائد فقهاء: وجدت قدم طفل و كتفاً محروقة

          في تمام الثانية من ظهر يوم الأربعاء المواقف 16/4/2002 توجهت مع عدد من المتطوعين في لجان الإغاثة الطبية في مقر الجمعية الخيرية إلى المخيم، بدأنا نبحث عن الجثث وأثناء تجوالي قال لي بعض سكان المخيم انه يوجد جثة لشهيدة في الطابق الثالث في منزل يقع في حارة الحواشين، وفور ذلك صعدنا إلى الطابق الثالث حيث رأيت جثة لسيدة وقد استطعت تحديدها من وجود أساور في اليد اليمنى وملامح أنثى، وكانت هذه السيدة في وضعية صعبة للغاية حيث أن وجهها كان محترقاً تماماً وكان بجانب الجثة فتحة في الأرض قطرها حوالي 45 سم وعلى ما يبدو أنه بفعل صاروخ طائرة دخل من النافذة, واستمريت أنا وزملائي بعد ذلك بالبحث وقد وجدت قدم طفل وكتفا ويوجد بهما حروق وقد نقلناها إلى مستشفى جنين الحكومي.............



          ((6))

          كل حزام مشبوه...

          أسهم الإرباك والخوف الذي سيطر على الجنود الإسرائيليين خلال عمليات الاجتياح وتفتيش البيوت في سقوط أناس ليس لهم أدنى علاقة بكل ما يدور...
          ففي الحي الغربي أخرج الجنود صبيا وشبا ورجلا من أحد البيوت إلى الخارج، ووقفوا قبالتهم في وضع تأهب ثم طلبوا منهم الكشف عن بطونهم وكان بينهم عبد الكريم يوسف السعدي "22 عاماً" الذي يعمل في مجال التنظيف...

          رفع عبد الكريم قميصه وكان يرتدي مشدا حزاما طبيا لآلام الظهر " وصرخ عليه الجندي طالبا منه فك الحزام، ويبدو أن الشاب ارتبك في فكه نتيجة الخوف فما كان من الجندي إلا أن أصلاه مع الصبي بالرصاص، واستشهدا على الفور، روى هذه الواقعة كثير من شهود العيان، حيث أن المكان الذي جرت فيه كان يتواجد حوله نساء ورحال من الذين تم إخراجهم من بيوتهم....

          كما رويت أحداث عن نساء تعرضن لإطلاق النار، حيث كن يخبئن مصاغا أو نقودا حول خصورهن، نتيجة خوفهن من تعرض البيوت للتفتيش والسرقة، وبالتالي كان الجنود يشكون في أمر هؤلاء النسوة...
          لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
          أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
          فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
          ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

          تعليق


          • #6
            ((7))

            فدوى الجمال (أول شهيدة في جنين


            ليس من قصة أشد أثر على النفس والوجدان من قصة فدوى الجمال.. كانت فدوى فتاة مؤمنة خلوقة تعمل متطوعة فيسلك التمريض ولها شقيق " شوقي" كان قد استشهد عام 1994م عند حاجز باقة.

            قدمت فدوى من مخيم نور شمس قرب طولكرم، ووصلت جنين قبيل عشرة أيام من الاجتياح، حيث تقيم شقيقتها المتزوجة (رفيدة) ... بقصد زيارتها وبدافع الشوق لها وللأولاد، لاسيما أن تزورا الأقرباء، لا يتم إلا بأوقات متباعدة وبظروف بالغة التعقيد نظراً لإغلاق المدن، وللحواجز التي يقيمها الجيش على الطرقات، ومع إحساسها بقرب الاجتياح قررت أن تمكث لتساعد أهل المخيم، الذين كان يتوقع لهم أن يتعرضوا لمحنة قاسية...

            في الساعة السابعة من مساء الثلاثاء – قبيل بضع ساعات من بدء الاجتياح توجهت فدوى إلى مستشفى جنين، أحضرت منه كمية من الضمادات وأدوات الإسعاف، كي تزود به المشفى الميداني الذي أعد سلفا في المخيم، وكانت فدوى قد عزمت على العمل متطوعة في هذا المشفى الذي لم يكن يبعد عن بيت شقيقتها أكثر من مأتي متر، من الجانب الجنوبي للمخيم...

            كان الوقت الثالثة والنصف فجراً، أي بعد ساعة فقط من بدء الاجتياح، حيث سمع صراخ شاب أصيب في الحارة، خرجت رفيدة من البيت مسرعة لإنقاذه وكانت الممرضة فدوى ما تزال في الداخل تشرع في ارتداء ملابس التمريض البيضاء، وأمام البيت وقبل أن تصل رفيدة إلى موقع الشاب كان قناص إسرائيلي حاقد متمترسا في مسجد عمر بن الخطاب الملاصق للبيت، يعاجلها برصاصة في أعلى الفخذ.....

            سمعت فدوى صرخة شقيقتها، فخرجت من البيت مسرعة وكانت بملابس التمريض فوجدتها ملقاة على بعد ثلاثة أمتار من الباب الخارجي وما أن حاولت إسعافها حتى عاجلها نفس القناص برصاصتين، واحدة في القلب والثانية في الخاصرة فارتمت على الفور في حضن شقيقتها المصابة...

            في الأثناء كان تيسير (زوج رفيدة) يخرج من الباب، وهناك شاهد الاثنتين، وعندما اقترب يسأل عن فدوى قالت رفيدة ( نطقت بالشهادتين وأغلقت عينيها على حضني).

            لم يكن أمام تيسير إلا إنقاذ زوجته الجريحة أولا ، لاسيما أنها ساعدته في التحرك وعندما أصبح في حلق الباب الخارجي، لاحظ شيئا معدنيا قادما من اتجاه المسجد ويطير في الهواء نحوهما، وأدرك أنه قنبلة يدوية... سقطت القنبلة في أعلى الباب ولحسن الحظ ارتدت إلى الخارج في نفس اللحظة التي كان فيها تيسير يرد الباب، ودوى انفجارها......


            يقول تيسير:سحبت زوجتي إلى داخل البيت وبقيت فدوى ملقاة في الخارج ولم أستطع فعل شيء... لقد أراد القناص قتل ثلاثتنا.......

            ((8))

            فرمت جثته الدبابة..

            كمال الزغير رجل معوق عقليا وجسديا، ساقه قدره أن يكون متواجدا في محطة وقود يمتلكها شقيقه في المنطقة الصناعية ومع بداية اجتياح الجيش، ولم يكن شقيقه معه في ذلك الوقت..

            مكث كمال الملقب" كيمو" في غرفة المحطة ومن قبيل الاحتياط يبدو أن أحد العمال كان ثبت على كرسيه علماً أبيض، تحسبا من أنه قد يقدم على التحرك من الغرفة، وبالفعل حصل في اليوم الثالث من منع التجوال ما كان في الحسبان، فقد خرج كمال من الغرفة في كرسيه لحاجة ما ولم يكن يدرك أو يعلم خطورة ما يفعل وما أن أصبح في منتصف الشارع حتى أطلقت عليه إحدى الدبابات وابلا من الرصاص عيار"500" فقتل على كرسيه على الفور...

            يقول شهود عيان راقبوا ما جرى من أحد البيوت:
            ظل كمال ميتا على كرسيه في منتصف الشارع بعضا من الوقت إلى أن مرت مجنزرة وصدمت جثته فانقلبت مع الكرسي،، وبقيت الجثة يومين آخرين بينما الدبابات تمر عنها وتدوسها بالجنازير حتى أصحت أشلاء مفرومة...

            لم لملمة بقايا الجثة،، وما نزال بقايا كرسيه وعلمه الأبيض في المكان!!!

            هذا كان خارج المخيم، أما بداخله فقد داست الدبابات العديد من الجثث التي كانت متروكة في الشوارع، مما أدى إلى تقطعها إلى أشلاء تناثرت على الأجناب كما شوهدت ذراع شهيد عالقة في محور عجلات الدبابة...
            لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
            أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
            فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
            ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

            تعليق


            • #7
              (9))

              الشهيد رقم 42!!!!!!

              انضمت هالة جبر الطالبة في قسم المحاسبة بجامعة النجاح إلى جمعية الهلال الأحمر حيث تقول: كانت بي رغبة شديدة للتطوع في خدمة المجتمع المحلي وخلال اجتياح الجيش الصهيوني كنت على رأس عملي في جمعية الهلال الأحمر، لم تكن من سكان المخيم ولكنني علمت أن شقيقي جابر"22 عاما دخل المخيم متطوعا مع بداية الحصار، لم يكن يملك سلاحا، وعلمت فيما بعد أنهم زودوه ببندقية كلاشينكوف، وكنت أدعو الله أن ينجيه طيلة أيام القتال ،، أنا أحبه كثيرا،، لقد كان الأكبر بين أشقائي والأكثر وسامة، وكان يتحمل إعالة أسرتنا المكونة من أربعة أنفار بعد وفاة والدي.....

              مكثت في الجمعية طيلة فترة الاجتياح ورفضت العودة إلى بيتي رغم نداءات أمي المتكررة، فقد كان مجرد وجود شقيقي تحت النار في المخيم يدفعني إلى البقاء،، لاسيما أن المعية تقع على حدود المخيم..

              لم نكن نستطيع فعل شيء إلا القليل، فقد منعوا سيارات الإسعاف التابعة لنا من التحرك... لم يكن لدينا أي جريح، وعلمنا أنهم يمنعون نقل الجرحى،، ورحت أتخيل هؤلاء الجرحى وهم ينزفون حتى الموت وفكرت أن شقيقي قد يكون واحدا منهم،،، وفعلا كان ، علم بذلك زملائي ولكنهم أخفوا الخبر عني، علموا أن شقيقي ينزف في إحدى البنايات ولا أحد يتمكن للوصول إليه...

              عندما أرخى الجيش قبضته عن المخيم، بدنا بالتحرك لم يكن هناك إلا القلة من الجرحى، فكنا نعمل على إخراج الجثث من تحت الأنقاض، وكنت قلقة للغاية من عدم العثور على شقيقي، الذي قد يكون شهيدا تحت الأنقاض أو معتقلا أو فارا...

              يوم السبت 20/4/2002 وصلنا بلاغ في السادسة مساء بأن هناك جثة تحت الأنقاض سيجري إخراجها، فأسرعنا إلى المكان، وكان ينتابني إحساس غريب، بدأت أحضر نفسي لخب استشهاده وقلت "أن يكون شهيدا بين أنقاض المخيم خير من أن يكون الجيش قد دفنه في مكان بعيد"..

              عندما وصلنا وشاركنا في رفع الأنقاض كان الظلام قد بدأن يعم، شاركت في نبش التراب بيدي، وكانت دقات قلبي تتسارع كلما ظهر جزء من الجثة،، ولم تنجح في إخراجها إلى بعد ثالث ساعات حيث كان الركام ثقيلا، وكانت أدواتنا بسيطة جداً....

              وضعت الجثة على النقالة وحملت أحد أطرافها إلى سيارة الإسعاف وجلست قبالتها،،، وطيلة الطريق من المخيم إلى المستشفى كنت أحدق فيها وأقول يرحمه الله " أنه الشهيد رقم 42 فقد كنا ندون أرقام الشهداء أولا بأول، حسب وقته اكتشاف جثثهم...

              وصلنا المستشفى وتجمع حولنا عدد كبير من الناس الذين فقدوا أعزاءهم ولم يتعرف أحدهم إلى الجثة كونها كانت مشوهة وقد ضاعت معالمها بعد أحد عشر يوما من بقائها تحت التراب، لكنها بدت جثة شاب في كل الأحوال، وخطر في بالي أن أنبش جيبها الخلفي، ولما فعلت وقعت يدي على الهوية فأخرجتها وحين حدقت بها شعرت أن الزمن يتوقف...

              قال زملائي أنهم سألوني" ما بك" فأجبت بهدوء "إنه شقيقي جابر" واحتضنته بين ذراعي...

              يقول أحد المقاومين الذي نجو من المعركة: جاءنا جابر في اليوم الأول من الاقتحام فوجئنا به وطلبنا منه أن يعود لاسيما أنه كان يعيل أسرته من عمله ، كان شابا لطيفا وغير مبال لاستعمال السلاح، لكنه رفض وقال إنه سيشارك في صد الهجوم ولو بسكين،،، لم يكن جابر يقدر على شراء قطعة سلاح.......

              في النهاية وأمام إصراره أعطيناه بندقية من طراز "كلاشينكوف" وعندما أصيب ظل ينزف ثلاثة أيام دون إسعاف، وفيما بعد هدم البيت ودفن جابر جريحا تحت الركام...
              لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
              أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
              فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
              ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

              تعليق


              • #8
                المطلوب رقم واحد




                كيف أصبح محمود مطارداً؟!!

                لعدة أشهر خلت من عمر الانتفاضة حرص محمود على عدم الظهور العلني وتابع نشاطه السري دون علم أحد ممن هم حوله، حتى أنه لم يكن يشارك بالمسيرات… لكن أهله فوجئوا عندما تم نشر أخبار مفادها أن محمود طوالبه مسؤول الجهاد الإسلامي يجند «منتحرين» لتنفيذ عمليات في داخل (إسرائيل)، وذلك بعد اعتقال شاب من قرية الهاشمية خلال محاولته تفجير نفسه قرب العفولة، وفي التحقيق الذي أجري معه اعترف ذلك الشاب أن محمود طوالبه قد جنده؛ ودربه؛ وسلمه حزاماً ناسفاً… ولم يعلق محمود يومها على تلك الأخبار، لكن تصرفاته وتحركاته تغيرت، خاصة وأن وسائل الإعلام بدأت تردد اسمه كثيرا، وقد وضعت أجهزة الأمن الصهيونية اسمه على رأس قائمة المطلوبين، خاصة بعد تنفيذ صديقه أسامة أبو الهيجاء ورفيقه علاء الصباح أول عملية استشهادية لسرايا القدس في الضفة خلال الانتفاضة، وهي التي تم تنفيذها في مدينة الخضيرة المحتلة، وقد اتهمته (إسرائيل) بالوقوف وراء العملية…

                ..وقد أقام محمود علاقة مميزة مع أسامة أبو الهيجاء (الاستشهادي الأول في مخيم جنين) حيث كان جارا قريبا بالنسبة لمحمود، فكانا يدرسان معا، ويذهبان إلى المدرسة معا... كانا لا يفترقان عن بعضهما بعضاً إلا عند النوم، كما أنهما اشتركا في تصنيع المواسير معا، وكان حديثهما ينصب دوما على مقاومة اليهود.

                سألت سماح كيف عرفت أن زوجك مطلوب لقوات الاحتلال الصهيوني؟

                ابتسمت وحدقت طويلا في صورة محمود وقالت: عندما نشروا بعض صور المطلوبين في الصحافة والتلفزيون تعرفت على صورة محمود على الفور… أتذكر تلك اللحظة جيدا… كنت أنا ومحمود نتابع التلفزيون عندما قال المذيع أن طوالبه هو المطلوب رقم (1) لإسرائيل، وأنه هو ومرداوي من أخطر مطلوبي الجهاد الإسلامي لإسرائيل… عندها ضحك مطولا… فقلت له بغضب: يقولون عنك بأنك «أخطر مطلوب» وأراك بعد ذلك تضحك؟... فقال لي: رقم واحد مثل رقم ألف... لن يقصروا عمري بيوم واحد... إنهم ضعفاء، لن يغيروا حرفا في كتاب قدري ومصيري، وليس هناك من يموت قبل موعده بساعة...

                وكان يردد: إن خشينا اليهود فالله أحق أن نخشاه...

                بعد ذلك تغير نهج حياتي حيث بدأ محمود يمارس دوره الجهادي بشكل علني رافضا العيش هاربا... وقد أصر على مواصلة المعركة والحياة مع أسرته... وبإذن الله وفضله فقد تمكن محمود من إفشال 4 محاولات لاغتياله... الأولى يوم أن اغتالوا الشهيد معتصم الصباغ؛ فنجا محمود يومها من الموت بأعجوبة… والثانية عندما قصفوا سيارة قرب المقاطعة لأنهم اعتقدوا بوجوده داخلها… والثالثة بتفجير سيارة كان محمود يقف بقربها، وقد استشهد يومها الشهيد عكرمة استيتي ومجدي الطيب وكلاهما من كتائب شهداء الأقصى… أما المحاولة الرابعة لاغتياله فقد تمت عندما كان في سجن السلطة في نابلس، حيث قام الإسرائيليون بقصف السجن… وقد نجا محمود من الموت بأعجوبة.. فوهب حياته للجهاد وأصبح أكثر استعدادا للتضحية والعطاء والمقاومة.

                الوداع الأخير

                تواصل زوجة محمود شهادتها عن زوجها، هذا الشاب الذي أحسن الاختيار، والذي فضل الجهاد على التقاعس، والتعب على الراحة والدعة... محمود الذي فضّل الآخرة على الدنيا، واختار أن يبحث عن الشهادة في سبيل الله إلى أن لقيها!!...

                تقول سماح: في الليلة التي سبقت الاجتياح حضر محمود للبيت وودعني وأطفالي... يومها شاهدت معه ثلاثة أحزمة ناسفه... حينها لفّ أحدها حول جسده وضحك... فما كان مني إلا أن ابتسمت وقلت له: والله لايق عليك يا شيخ محمود... ردّ عليّ: سأفجرهم بها!!...

                وككل شهيد صدق الله فصدقه الله... لم يلتفت محمود وراءه، لم يلتفت إلى الدنيا بزخرفها، حتى الأهل والبنين لم يلتفت إليهم في اللحظات الأخيرة من رحلته المتعبة... تقول زوجته: في زيارته الأخيرة لنا رأيته يحمل ثلاثة أحزمة ناسفة، لم يكثر من الكلام في ذلك الوقت، وكل ما فعله هو أنه قبل أطفاله.. وقال: حملة اليهود هذه ستكون مختلفة عن المرات السابقة.. إنهم قادمون لهدف كبير هذه المرة... إنهم يسعون للقضاء علينا، لكننا لن نستسلم... سنقاومهم بقدر ما نستطيع... هكذا كتب الله علينا.. ألا نشمتهم فينا...

                وتواصل سماح حديثها: شعرت أن محمود يكتب الفصل الأخير من حياته بيديه... كانت كلماته كأنها الوداع الأخير الذي لا لقاء بعده وقد أيقن هو بهذا وتقبله برضا وصبر...

                تمالكت أعصابي، تقول سماح، وطلبت منه أن يحمل ابننا عبد الله الذي لم يكن عمره قد تجاوز الشهر... حمله محمود بتأثر، وقبله بحنان... ثم حمل صغيرتنا «دعاء» ونظر إليها نظرات طويلة.. قلت له وأنا موقنة بأنه يودعها الوداع الأخير: توكل على الله يا رجل... لك ولنا الله... وطلبت منه أن يسامحني فسامحني ، وطلبت منه أن يدعو لي الله أن يصبرني على تحمل مسؤولية تربية أولادنا تربية صالحه وأن أعلمهم أفضل تعليم... كانت أمنيته أن تنال إبنتنا «دعاء» ما تتمناه... وأن تصبح طبيبة أطفال... وأن يتخرج عبد الله من كلية الشريعة...

                سامحني الله ،تواصل سماح، فعندما شاهدني على تلك الحال لم يتمالك نفسه فبكى، وبدأ يدعو الله لي بأدعية لم اسمعها منه من قبل؛ ثم قال لي: كوني على العهد يا سماح، فالقوات الإسرائيلية قادمة للمخيم، لكن بأعداد كبيرة هذه المرة... لقد وعد الله المجاهدين بالنصر أو الشهادة، وما أظن إلا أنها الشهادة هذه المرة... فلا تحزني، واحفظي الوصية...

                قال ما قاله ثم سار عدة خطوات قليلة، وما لبث أن رجع... فبادرته بالقول: يحفظك الله... أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه... توكل على الله يا محمود فهو حسبك وهو نعم الوكيل...

                ..ذهب محمود وعاد عدة مرات وكأن شيئا يجذبه... وفي إحدى المرات قالت له ابنتنا «دعاء»: قبلني يا أبي مثلما تقبلني كل مرة... وهنا لم يتمالك نفسه، فحملها وعانقها بحرارة... مما زاد في ألمي وأنا أرقبه يعتصر شوقا لنا وهو ذاهب ويعلم أنه لن يعود إلينا إلا شهيدا!..

                بعد أن قبل محمود صغاره خرج، إلا أنه عاد للمرة الأخيرة، فودعني، وقد نظرت إليه وهو يضع يده على زر التفجير في الحزام الذي كان يحمله على وسطه، وقلت له: حافظ على نفسك يا محمود... «دير بالك على حالك». فرد علي بالقول: توكلي على الله..

                وانطلق ولم أشاهده طوال المعركة إلا مرة واحدة ومن مسافة بعيدة وقضيت الوقت أدعو الله له.. حتى جاءني نبأ استشهاده... في البداية بكيت ورفضت أن أصدق ذلك، ولكني تذكرت محمود وكلماته؛ فتغلبت على حزني وألمي..

                أتذكر اليوم لحظاته الأخيرة لكنني لست نادمة على أن كنت زوجة لرجل اختار الشهادة على كل ما عداها… إنني فخورة بزوجي الشهيد، رغم أن محمود كان يملأ علينا البيت، كان للحياة معنى وطعم إلى جانب محمود.. لقد كان لي بمثابة الأب والأم والأخ والزوج والحياة، لذلك سأتابع إنجاز الأهداف التي وضعها نصب عينه في حياته وخلال مسيرته الطويلة، سأمنح أطفاله كل الحب والحنان… أتذكر كلماته وهو يودعنا: إن الله معنا ولن يضيعنا أبدا.. سيسهل لنا دربنا، وسيمنحنا العزيمة على تجاوز الصعاب...

                وتواصل سماح زوجة محمود وصف الأيام الأخيرة في حياتها: لست نادمه على شيء، لقد نال أمنية غالية وعزيزة على قلبه، وأتمنى لو كان لدي ولدان شابان ليحملا راية أبيهما وبندقيته.. وأقول لأم وزوجة كل شهيد: لا تبكوا على الأبطال فمنزلتهم ومكانتهم عند الله كبيرة، وسنلقاهم في الجنة إن شاء الله... وعلى كل امرأة فلسطينية أن تكون الخنساء...

                هذا هو محمود الذي أحب الشهادة والشهداء، هذا هو محمود الذي عاش الشهادة أمنية، إلى أن ألحقه الله ،بفضله، في زمرة الشهداء الخالدين... وهذا هو محمود الذي ترك ذرية صالحة، محمود الذي كان يتبرع بغالبية راتبه للفقراء والمحتاجين... هذا الرجل ترك زوجة صالحة تبرعت بهدية الرئيس صدام حسين وقيمتها 25 ألف دولار تبرعت بالمبلغ بكامله لصالح الفقراء والمحتاجين. وكأنها تريد أن تقول لمحمود: نحن على دربك حتى نلقاك في جنان الخلد إن شاء الله!!.

                لقاءات يجمعها الحب!!


                فيما يلي ننقل للقراء الأعزاء عددا من اللقاءات مع من عرفوا محمود عن قرب، عرفوه فأحبوه بعد أن احترموا فيه نبل أخلاقه... وكان بعضهم مقربا منه بحكم الصلات العائلية، بينما كان آخرون مجرد أناس عاديين التقوا به في أزقة المخيم... لكنهم جميعا أحبوه من أعماق قلوبهم ، تلك القلوب التي سيظل محمود فيها إلى أن يلحقوا به في جنات الخلد إن شاء الله.

                اللقاء الأول: مع والد الشهيد

                قبل أن أبدأ أسمي الله وأشكره بأن جعلني والد شهيد... وأشكره لأنه جعلني والد شهيد مثل محمود، عرف كرجل صالح في حياته وحفظ له الناس طيب الذكر بعد استشهاده...

                إسمي احمد محمد خليل طوالبه، ولدت بتاريخ 2-11-1950 وذلك في مدينة جنين؛ لأسرة فلسطينية لاجئة، أسرة فلسطينية أفقدتها النكبة واللجوء كل ما كانت تملكه من متاع الحياة... ووالدي محمد طوالبه ينحدر من قرية «نورس» المحاذية لبلدة «صندلة» والقريبة من مدينة جنين، وقد شرد والدي مع آلاف الفلسطينيين ممن تشردوا على أيدي العصابات الصهيونية وبتحالف بريطانيا مع التخاذل العربي.. حيث كانت نتيجة ذلك التحالف نكبة عام 1948، وقد اقتحمت العصابات الصهيونية قريتنا؛ حيث بدأت بقتل وطرد الناس فتوجه والدي إلى جنين، ليبدأ رحلة اللجوء هو وأسرته المكونة من خمسة أفراد.. وفي عام 1955 إنتقل والدي من مدينة جنين إلى مخيمها، حيث لا زلنا نقيم ونتمسك بحق العودة لأراضينا المغتصبة والتي لن نتنازل عنها أو نفرط بذرة من ترابها...

                ويواصل والد محمود شهادته: تلقيت دراستي في مدرسة وكالة الغوث الدولية في مخيم جنين؛ لكنني تركت المدرسة منذ كنت في الصف الخامس الابتدائي، والتحقت بالعمل لمساعدة والدي في إعالة أسرتنا الكبيرة، حيث كانت ظروفنا صعبة وبائسة، وقد تفتحت عيناي على الدنيا لأرى مناظر البؤس، ومآسي حياة اللجوء.. فقد أقامت أسرتنا في بيت بسيط كان عبارة عن «خشة» صغيرة تتكون من غرفة واحدة جدرانها من الطين وسقفها مغطى بألواح الزينكو.. بالإضافة إلى مطبخ صغير.. وككل البيوت الفلسطينية التي كان يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيون فقد كان بيتنا يخلو من الماء أو الكهرباء، وكان يفتقر إلى المرافق الصحية؛ فأقيمت حمامات جماعية لخدمة بيوت متعددة في المخيم..

                ويواصل والد محمود شهادته:... يصعب علي أن أجد الكلمات المناسبة لوصف واقع حياتنا في ذلك الوقت، ففي مثل تلك الظروف كان المخيم يمثل البؤس بعينه، حيث كان يفتقر لكل مقومات الحياة... كانت شوارعه تعيسة، ولا يوجد فيه مستشفى وإنما عيادة صحية صغيرة تابعة لوكالة الغوث.. وقد بدأت أعمل في كل مهنة شريفة تتاح لي وذلك لمساعدة والدي الذي عمل آنذاك في بيع الخضار على عربة متنقلة، وقد تمكن بالكاد من توفير أدنى مستلزماتنا فانضممت إليه وعملت معه.

                وسط هذه الظروف الصعبة، يواصل والد محمود شهادته، تزوجت عام 1971 من تفاحة احمد محمد وهي مواطنة من قرية «مركة» القريبة من جنين، وبدأنا رحلة الحياة معا.. وعندما تزوجت كان عمري 23 عاما، وقد تأخر زواجي بسبب ظروف الحياة البائسة في المخيم، وبعد زواجي انتقلت للعمل في محل للخضار في مدينة حيفا براتب بائس. وقد رزقت بعد عام من زواجي بابنتي البكر «ظريفة»، ثم تبعتها «ميسون» و«محمد» و«محمود» و«رائد» و«مراد» و«علاء» و«خليل» و«عبد الله».. وقد بدأت حياتي بالسكن في بيت من الطين سقفه خشب قصيب ويتكون من غرفتين ومطبخ... لم استسلم لظروف الحياة الصعبة، وتمكنت خلال عملي من توفير مبلغ من المال اشتريت به منزلاً صغيرا في حي الحواشين.

                ... على مرّ الأيام لم يتغير الحال بنا كثيرا، بل إن ازدياد عدد أفراد العائلة ألقى بمزيد من الالتزامات المعيشية على كاهلي، فسافرت لعمان بحثا عن عمل، وعملت في محطة الفوسفات بأجر زهيد؛ مما زاد من ألمي وحزني لأن عملي الجديد لم يغير من واقع حياة أسرتي نحو الأفضل، وفي يوم من الأيام قرأت إعلانا في الصحف عن وجود أماكن عمل بأجور ممتازة في ليبيا؛ فسافرت وأقمت هناك ستة شهور، وتركت أسرتي في مخيم جنين.

                وقد واجه والد محمود طوالبه المزيد من الصعوبات في رحلة الشقاء والبحث عن العمل. ويضيف: عملت في عدة مهن، لكن الراتب لم يكن مناسبا؛ فحزمت حقائبي وعدت لأسرتي وأقمت معها.. خلال ذلك وفي عام 1979 رزقت بإبني محمود، إلا أن الظروف لم تتغير وحياتنا ازدادت شقاء... وفي عام 1981 رحلت مع زوجتي وأطفالي للأردن حيث أمضيت هناك عاما كاملا في عمان، ولأن وضعنا لم يتحسن فقد عدنا للمخيم؛ وبدأت بالعمل في عدة ورشات في فلسطين المحتلة عام 1948، وصممت على أن ينال أبنائي قسطا وافرا من التعليم لأعوضهم عما حرمت منه، وفرحت كثيرا عندما شاهدت محمد ومحمود يدرسون بجد واجتهاد، وكنت أطلب من محمود الحفاظ على دراسته ليصبح طبيبا أو مهندسا، فكان يرد علي بالقول: أريد أن أكبر لأصبح مقاتلا لتحرير أرضنا وشعبنا... ومنذ صغره تميز محمود عن أقرانه بأخلاقه العالية، وحسن المعشر... فحظي بمحبة الصغير والكبير وكل من عرفه.

                ويواصل والد محمود: منذ كان صغيرا عرف محمود الطريق إلى الله، فكان لا يصلي إلا في المسجد، ويحب قراءة القرآن وحفظه، وقد حزنت كثيرا عندما صمم على ترك المدرسة والالتحاق بالعمل وذلك لمساعدتي في إعالة الأسرة.. وقد طلبت منه عدة مرات التمسك بالتعليم إلا أنه تأثر كثيرا بما كنا نعايشه من هموم ومشاكل وحياة بائسة.. وقد أصر محمود على مشاطرتي وشقيقه محمد المسؤولية، فعمل في عدة أعمال، وكان يساهم، مثلي تماما، في تأثيت البيت وتوفير مستلزمات أشقائه.. وكان لا يبخل علينا بشيء، بل يعمل ويسلم والدته كل قرش ويرفض أن يحتفظ بأية مبالغ لنفسه، وكان يطلب من والدته الاستجابة لطلبات أشقائه.

                ويتحدث والد محمود عن علاقته بولده فيقول: كانت علاقتي بمحمود مميزة.. فكان نعم الابن المخلص الحنون الذي لم يشكُ ولم يتألم يوما، بل كان دائم الحلم باليوم الذي ترتاح فيه أسرتنا من المعاناة، وعندما كنت أحدثه عن أرضنا وبيتنا المغتصب ومجازر العدو التي ارتكبها عام النكبة كان يغضب ويتأثر كثيرا ويقول: المجزرة المستمرة ستتوقف، وسنحرر كل ذرة من ترابنا...

                كذلك فقد كان محمود من أوائل شباب الدعوة الإسلامية الذين أخذوا على عاتقهم نشر الإسلام بروحه السمحة في أوساط الشباب، وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى والثانية شارك محمود شعبه في مسيرة الجهاد، وعندما علمتُ أنه مطلوب لقوات الاحتلال طلبت منه الحذر، فرد عليّ قائلا: كل فلسطيني مطلوب للعدو وعلينا أن نقاتل ونجاهد ونقاوم، والله معنا ولن يضن علينا بفضله، إننا طلاب شهادة قبل أن نكون طلاب نصر... وعندما لمست روح الإصرار والتحدي لديه تركته ولم أراجعه مرة أخرى.. وكان قلبي ولساني يدعوان له بالسلامة والتوفيق والنصر.

                لقد كان محمود دائم الحديث عن الشهادة ويتلو علينا السور القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على الجهاد وتبرز مكرمة الشهيد ومنزلته الكبرى، وقد سمعته عدة مرات يدعو الله أن يرزقه الشهادة في سبيل الله... لقد كان ابني تقيا، ورعا، زاهدا في الدنيا وزينتها، وقد كان يوزع المواد التموينية على الجميع وينسى بيته، وعندما يحضر رفاقه بعض المساعدات لأسرته كان يرفضها رغم أن وضع الأسرة لا يختلف عن وضع بقية الأسر إن لم يكن أسوأ، ورغم الحاجة الماسة لأسرته فقد كان يحملها ويوزعها على المحتاجين.

                ويواصل والد محمود طوالبه الحديث عن ابنه الشهيد محمود إنسانا ومجاهدا فيقول: برز حب محمود لشعبه وإيمانه بقضيته وبالجهاد حينما قام بإرسال أخيه مراد لتنفيذ عملية استشهادية، وعندما سألته: كيف ترسل أخاك؟! خاطبني قائلا: أخي ككل أبناء فلسطين، هو ليس أفضلهم، لكنه واحد منهم، ولقد استجبت له حينما طلب الشهادة ورغب في الجنة، حيث انطلق بعد أن ودعني ولكن مشيئة الله كانت أن يكتشف أمره ويعتقل في حيفا.

                وعن تجربة اعتقال محمود يقول والده: بعد أسبوع من المقاومة داهمت قوات الاحتلال المنزل الذي كنا نقيم فيه، فاعتقلوني مع جميع الشبان المتواجدين في المنزل، واقتادوني إلى منطقة الساحة وعندما عرفوا شخصيتي بدأ أحدهم بالصراخ: إنه والد طوالبه... فغضب أحدهم ووضع سلاحه في رأسي وهو يقول: ستموت كما يقتل ابنك الإسرائيليين... إلا أن أحد الجنود أمسك به وأبعده عني.. وقال له بالعبرية: لا تطلق النار فكل الاحترام لهذا الشخص. وهنا قام الجنود بتفتيشي ثم قيدوني واقتادوني إلى مركز الإدارة المدنية في سالم؛ وهناك نقلت لقسم التحقيق فقابلت عدداً من ضباط المخابرات الذين استجوبوني بشكل مهين حول محمود ونشاطاته، وقد قاموا بحرماني من الطعام والنوم.

                بعد يومين طلبني ضابط المخابرات وقال لي: إبنك محمود قتل... قتله الجيش في المخيم!!... فأدركت عندها أنها كذبة من كذباتهم... يحاولون بها خداعي، فتمالكت أعصابي ولم أهتم بما يقوله لي... فغضب الجندي وصرخ: أليس محمود ابنك؟ فقلت: نعم.. قال: كيف تنجب قاتلا مثله؟... فرددت: الله أراد ذلك له ولي!!... فقال: صحيح الله أراد... لكن أنت من رباه على حب قتل اليهود... أحب أن أبشرك ،قال الجندي، بأن محمود مات... محمود لم يعد موجوداً... فقلت له ببرود أعصاب: إذا كان محمود قد استشهد فالله أحق به وهو سيرحمه... عندها غضب الجندي وشتمني، وهددني بقتل جميع أفراد أسرتي... ولم يكن منهم إلا أن نقلوني إلى أقبية التحقيق في سجن عوفرة، وقد أمضيت 19 يوما معتقلا في ظروف صعبة، فالحياة في السجن قاسية، وزادها قسوة أنهم وضعونا في بركسات زينكو، ومنعونا من الاستحمام، وعاملونا بوحشية، فضلا عن وجبات الطعام السيئة التي قدمت لنا، والتي كانت عبارة عن نصف حبة بندورة وقطعه من الخبز الجاف لا تكفي لشخص واحد، فكيف بهم وهم يطلبون منا قسمتها على أربعة أشخاص؟!... هذا إضافة إلى عزلنا عن المحيط الخارجي، ومنعنا من مقابلة الصليب الأحمر أو الالتقاء بالمحامين أو بأسرنا.

                وحول استشهاد محمود يتحدث والده بألم: لقد قاد محمود المعركة البطولية في مخيم جنين واستبسل في المقاومة والتصدي للغزاة، وقد شاهدته لآخر مرة يوم الاثنين (اليوم السادس للمعركة) وذلك عندما اشتد القصف، وقد شعرت بقلق شديد على ابني؛ فخرجت لمعرفة أخباره وبعد بحث استمر لعدة ساعات شاهدته في حي جورة الذهب، وقد كان يرتدي زيا عسكريا؛ ويعتمر خوذة؛ ووضع على جسده حزاما ناسفا وبيده سلاحه.. وقد أقبل عليّ فقبلني وقبل يدي وسألني عن زوجته وأطفاله؛ ثم جلس معي لمدة خمس دقائق فقط، طلب مني خلالها الدعاء له.. فكتمت قلقي وخوفي حتى لا أوثر على معنوياته ودعوت له.

                ويتحدث والد محمود عن مشاركة ابنه في جميع معارك المخيم وقتاله ببسالة ويواصل القول: (شاهدته دوما يحمل سلاحه ويقاتل طلبا للشهادة، وفي الاجتياح الأخير مرّ بالقرب من المنزل الذي كنا نقيم فيه بعد تعرض منزلنا للعدوان والقصف، حينها أسرعت نحوه وعانقته وقبلته، وقد كان ذلك في اليوم الثاني للمعركة، حيث طلبت منه الحذر، فشد على يدي وقال لي (إن الله معنا فارضَ عني يا والدي؛ وادعُ لي بالنصر أو الشهادة…) فضممته لصدري؛ وقلت له: (الله يرضى عليك ويحميك) وانطلق كالريح.. حيث شاهدته يتجول من موقع لآخر يتفقد المقاتلين ويوفر مستلزماتهم من سلاح وذخيرة وتموين. وقد أبلغنا رفاق محمود أنه خلال المعركة كان يُكبّر بشكل دائم، ويحثّ المقاتلين على قائلا لهم: (تقدموا يا إخوتي؛ فمفاتيح الجنة بأيديكم).

                ويتحدث والد محمود كيف أنه انتقل من بيته إلى المخيم رغم القصف وذلك للتحقق مما سمعه من نبأ استشهاد محمود فيقول: رغم الظروف الصعبة والحصار والحظر والقصف إلا أنني حضرت للمخيم حيث علمت باستشهاده، وقد بدأنا نقلق قلقا من نوع آخر… إذ بدأنا نقلق على مصير جثته الطاهرة، وقد عثر أبناء المخيم على جثة محمود أشلاء ممزقه تحت أنقاض أحد المنازل في جورة الذهب، كنت اقف إلى جوار طواقم البحث والإغاثة أثناء إخراج الجثة، لقد شعرت حينها بمدى حبي لابني الذي آثر الآخرة على الأولى… لقد شعرت أثناء إخراج الجثة بأن محمود ينظر إلى ويحدق بي… وبصراحة كنت قد دعوت الله أن يرزقه عمرا مديدا ليواصل جهاده ضد الاحتلال، لكن إرادة الله شاءت… ونعم الإرادة إرادة الله.

                ويواصل: حزنت على محمود لكنني لم أبكِ ولم أجزع... بل استقبلت النبأ بالقول «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» اللهم ارحمه، وتقبل شهادته، واجعله لنا شفيعا يوم القيامة... وقد كان أول شيء فعلته هو أنني عانقت طفليه، وقلت في نفسي: لقد كانت الشهادة بالنسبة له أمنية حققها الله له... اللهم تقبل منه الشهادة، وتقبل منه صالح العمل... اللهم إنني قد رضيت عن محمود فارضَ اللهم عنه، وهو من لقن قساة القلوب دروسا لن ينسوها... اللهم إنا نعاهدك أن نمضي على دروبهم شهداء....

                شهادة الشقيق الأكبر

                يبلغ محمد طوالبه الثامنة والعشرين من العمر، وهو الشقيق الأكبر لمحمود، متزوج ويقيم مع عائلته في مخيم جنين، وقد ساهم منذ الصغر مع والده في تربية أشقائه، وقد درس حتى الصف الثاني الإعدادي، إلا أنه ترك المدرسة ليعيل أسرته. حيث يقول: عشنا حياة بسيطة في المخيم وفي ظل معاناة هائلة، وقد عملنا أنا و محمود في حسبة جنين حيث لم يتجاوز محمود حينها الثانية عشرة من العمر، وقد كنت يومها في السادسة عشرة، أما والدنا فكان يعمل في تجارة الخضار..

                ويواصل: لقد كانت حياة المخيم يومها قاسية، وكانت الظروف المعيشية متدنية بشكل عام، وغالبا ما كان والدي يعاني من الخسارة بسبب ركود الحال… يومها كنا نسكن في حارة الحواشين، وقد تميز محمود يومها بتطلعاته الطموحة، وقد تمتع بأخلاق عالية، كان مراعيا للآداب العامة في كل شأن من شؤونه، سواء في عمله، أو ملبسه أو سلوكه… كان يحب التعامل مع من كان أكبر منه سنا، ليتعلم ويستفيد منهم في حياته وسلوكه.

                وحول علاقته بمحمود يضيف: لم نكن مجرد إخوة، بل أصدقاء كذلك، كنا نعمل، ندرس نلعب معا… وكثيرا ما كنا نشتري هدايا لشقيقاتنا نتقاسم ثمنها معا، وذلك لندخل الفرحة لقلوب الصغار؛ ونعوضهم عما حرمتنا منه الحياة وظروف القهر والتشرد والاحتلال. أما عن الوضع التعليمي لمحمود في المدرسة فقد كان جيدا بشكل عام، لكنه ترك الدراسة في الصف الثالث الإعدادي، وبدأ رحلة الشقاء والمعاناة في مجال القصارة في داخل فلسطين المحتلة عام 1948.

                لقد تعددت هوايات محمود، يواصل أخوه محمد، فمن صيد الطيور والحيوانات البرية، إلى تصنيع المصائد، ثم قام بعمل خرطوش لا زلنا نحتفظ به حتى اليوم!!.

                أما عن علاقته الأسرية فقد كانت قائمة على الود والمحبة، حيث تميز بقلبه الكبير، وبحنوه على الضعفاء والمحرومين، وقد كان يحب مساعدة الآخرين ولو على حساب حاجاته ومتطلباته، ولدى حصوله على راتبه كان يسأل، على الفور، عن نواقص ولوازم البيت ويساهم في توفيرها.

                وخلال عمله في ورشة القصارة في الناصرة والعفولة لدى مقاول فلسطيني حرص محمود على أن يبث، من خلال عمله، روح الوعي بالإسلام بين رفاقه في العمل، وإخراجهم من ظلمة الضلال إلى نور الهداية والإسلام.

                وعن أولى مشاركاته في العمل الوطني يتحدث أخوه محمد: عندما اندلعت الانتفاضة الأولى كان عمر محمود 8 سنوات، ومع ذلك فقد شارك، ككل فلسطيني، في المواجهات والمسيرات والفعاليات، وتعرض للاعتقال في سن 12 سنة خلال مظاهرات طلابية، فبينما كان محمود يتصدى لقوات الاحتلال بالحجارة اعتقله الجنود المحتلون، حيث أمضى فترة في السجن، حيث أثرت هذه الأحداث على شخصيته كثيرا، فازدادت رغبته في محاربة القتلة المجرمين.
                لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
                أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
                فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
                ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

                تعليق


                • #9
                  جنين عاصمة الإستشهاد والمقاومة



                  عاصمة المقاومة والاستشهاد جنين

                  خاض ويخوض الكيان الصهيوني حرباً ضارية ضد الشعب الفلسطيني، إلا أنه لم يستطع ،في أي وقت، أن يكسر إرادة الصمود والتحدي لدى شعبنا البطل، بل انتقل الشعب الفلسطيني بأسره من مرحلة الانتظار إلى مرحلة الفعل. وقد شكل صمود المجاهدين في مخيم جنين علامة فارقة في مرحلة الجهاد والمقاومة التي ينتهجها الشعب الفلسطيني وقواه المجاهدة. فعلى الرغم من هول وبشاعة ما تعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في جنين ونابلس وبيت لحم ورام الله، إلا أن هذا العدو لم يتمكن من كسر إرادتنا، وقد فشل بالتالي من تحقيق هدفه المعلن ألا وهو وقف الهجمات الاستشهادية والعمليات النوعية في عمق كيانه سواء في حيفا أو في القدس وفي كامل التراب الفلسطيني في غزة والضفة.
                  وككل محتل غاصب، يعيش على دماء الأبرياء، ويصنع من مجازره جسراً للعبور إلى نصر موهوم، نفذ جيش الاحتلال مجازر عديدة في مخيم جنين، شكلت عنواناً جديداً إضافياً على بربريته ولا إنسانيته ولكن هذا الإجرام لم يفلح في كسر إرادة الشعب المقاوم بل إن جيش العدو حشر في جنين فبدا في حجمه الطبيعي، وظهر للعالم في كامل بربريته وهمجيته، وقد تحطمت أسطورة الجيش النبيل الذي لا يقهر!، وتبعثرت مقولة «طهارة السلاح» التي طالما تفاخر بها على العالم ، فظهر كجيش قاتلٍ للنساء والأطفال، هذا إلى ما بدا على ذلك الجيش من علائم الهزيمة، حيث تجندل جنوده صرعى كمائن المجاهدين ورصاصهم القليل، فأصبح مخيم جنين أسطورة المقاومة، ولعنة ستطارد المحتلين حتى يرحلوا عن أرض فلسطين.
                  بعض بطولات جنين
                  وسيكتب التاريخ قصة البطولة التي تخيرت لنفسها أشرف مكان… وكتبت نفسها بحروف من تضحية ومجد وشهادة، إنها قصة جنين، وأزقة جنين، التي لازالت قصصها مخبوءة بين تلافيف مؤامرة شريرة اشترك فيها الكثير من الأعداء وبعض ممن بدوا وكأنهم أصدقاء، فهل كانت جنين شريرة في عيون أولئك حتى يأتلفوا ضدها في هذا الائتلاف العجيب، حتى المجزرة التي تمت هناك محوا آثارها وشهدوا وأقسموا أنها لم تحدث قط!!!
                  وأيا كان الواقع الذي تحكمه اليوم أمريكا ، وأيا كان العالم الذي تحكم فيه إسرائيل أمريكا، إلا أن هذا كله لا يمكنه أن يخفي معالم البطولة التي رسمها ذلك المخيم وأبناؤه وبناته الطيبون، الذين سيبقون مثالا للعزة والكرامة وإرادة الصمود، والتي استطاعت أن تقهر الأعداء وإن لم تستطع أن تهزمهم لكن إلى حين. وهو القهر الذي بدا واضحا في تعليقات سياسييهم، وخطته أقلام كتابهم… حيث لم يمتلكوا إلا أن يسلموا ببطولات المجاهدين، والتي سنستعرض بعضاً منها فيما يلي:
                  * (10/4/02) قالت إذاعة الاحتلال الصهيوني أن عدد الصامدين من المقاتلين في مخيم جنين لا يتجاوز مائة شخص مسلحين بأسلحة فردية، وعبوات متفجرة تزن الواحدة منها مائة كيلو غرام. وأضافت الإذاعة الصهيونية: «على الرغم من ثمانية أيام من المعارك المتواصلة والقصف بالمروحيات والدبابات، وهدم المنازل فلم يتمكن الجيش الإسرائيلي من إنهاء المقاومة في المخيم، والتي انحصرت في مساحة بسيطة وسط المخيم» وللعلم فإن مساحة مخيم جنين لا تتجاوز 600 متر مربع.
                  * (10/4/02) أعلن قائد ما يسمى بالمنطقة الوسطى اللواء إسحاق إيتان بأن مئات الفلسطينيين يتحصنون في مخيم جنين بقيادة كبار رجال الجهاد الإسلامي في المنطقة محمود طوالبه، وثابت مرداوي، والشيخ علي الصفوري. وأضاف إيتان: «إن هذه قاعدة للمخربين الانتحاريين». مضيفاً: «إن المخيم عاقد العزم على القتال حتى النهاية».
                  * (10/4/02) كتب زئيف شيف وهو الخبير والمحلل الاستراتيجي في صحيفة هآرتس «من الواضح أن مخيم اللاجئين جنين يرى استعدادات كبيرة وشاملة عشية إمكانية أن يعود الجيش إلى المكان. والنواة الصعبة للمسلحين الفلسطينيين في المخيم كانت منظمة الجهاد الإسلامي التي قرر عناصرها القتال حتى الرصاصة الأخيرة، ولن يستسلموا».
                  وقد صدقت تحليلات شيف، لأن محمود طوالبه (قائد سرايا القدس)، رفض الاستسلام، وقاتل حتى الرصاصة الأخيرة، حيث كان قد استدرج جنود العدو إلى منزله في المخيم بتاريخ (6/4/02) وعندما اقتحموا المنزل فجره بهم، مما أوقع العديد منهم بين قتيل وجريح، وذلك قبل أن يستشهد بتاريخ (10/4/02).
                  * ومن حكايات البطولة حول مخيم جنين وأبنائه الأبطالً أن دبابة صهيونية كانت قد تحصنت بجوار مسجد مخيم جنين الكبير وسيطرت على الساحة الرئيسية للمخيم، وكانت تطلق نيرانها طوال الوقت، مما أدى إلى استشهاد عدد من أبناء المخيم، فتطوع مقاوم لإعطابها فدخل في إحدى فوهات التصريف الصحي ومعه خمسون كيلو غرام من المتفجرات، ليخرج من أخرى قريبة من الدبابة ثم أشعل العبوة، وأعطب الدبابة!!. ويفيد المواطنون أن الجنود بقوا محصورين في الدبابة لأكثر من ثلاث ساعات وهم يخشون الخروج.
                  * ويروي أحد أبناء المخيم أن المقاومين قتلوا كولونيل في الجيش الصهيوني أمام منزل ماريا في المخيم، وقد أمطره المقاتلون الفلسطينيون إلى أن خرّ صريعاً ولم يجرؤ أحد من الجنود على حمله أو إسعافه، وبقي صريعا على الأرض ينزف رغم أنه قائد الوحدة.
                  * وتقول سيدة كانت محاصرة في بيتها إن الجنود الصهاينة الذين تمركزوا على مدخل منزلها سمعت تذمرهم عندما كان يشتد رصاص المجاهدين، وأنهم كانوا يشتمون شارون كلما انفجرت عبوة بالقرب منهم. ويؤكد المقاومون أن خسائر العدو كانت كبيرة جداً ولم تظهر لوسائل الإعلام، ففي اليوم الأول من الاجتياح أعطب المجاهدون ثلاث دبابات، أحرقوها بالكامل والجنود بداخلها. كما قتل المجاهدون في منطقة الجابريات ما يقرب من خمسة إلى سبعة جنود إلا أن العدو لم يعترف بذلك.
                  رغم الجراح …
                  لازال المخيم يبتسم!!!
                  من وسط الجراح النازفة خرج اللاجئون الفلسطينيون في مخيم جنين من بين ركام الدمار الصهيوني وثنايا المجزرة الوحشية أكثر قوة ووحدة وتلاحما واستعدادا للتضحية والبذل والعطاء، وبقدر أكبر من الثورة والسخط والغضب والاستنكار للموقف العربي والدولي، وبينما كان أهالي المخيم يصبون جام غضبهم ولعناتهم على زعماء العرب المتخاذلين المستسلمين، كانت أم علي ومعها عدد من ماجدات المخيم يؤكدن أن الاستثناء الوحيد في هذا الغضب الساطع هو الشهداء وفي مقدمتهم محمود طوالبه، والسبب كما تقول هند ع. (65 )عاما (والتي هدم منزلها المكون من 3 طبقات) أن هؤلاء الشهداء والقائد طوالبه هم المجاهدون الحقيقيون الذي لم يتخلوا عنا ولم يفرطوا بنا أو يساوموا أو يتآمروا على شعبنا، وأضافت وهي تقبل صورته بحرارة وتمسح الدموع من عينيها: (جميع القادة تآمروا علينا، ورضخوا لأمريكا وإسرائيل، لكن الشهداء لم يخونوا شعبهم، الشهداء وطوالبه رفضوا التخاذل والرضوخ ووقفوا مع شعبهم، لذلك كله فإن البشر والشجر والحجر في فلسطين ينحني إجلالا وإكبارا لهؤلاء المجاهدين الذين رسموا فلسطين في قلوبهم وضمائرهم وجعلوا قضيتها قبلتهم الأولى والأخيرة.)
                  نفس الموقف يتردد على لسان كل فلسطيني في المخيم الذي صمد في وجه أعتى حرب عدوانية صهيونية، وبينما يتسابق الشبان والأطفال لتزيين واجهات المنازل والشوارع بصور الشهداء بفخر واعتزاز، ويرفعون صور طوالبه لأنه كان من أبرز رموز المقاومة، ويعيش في قلب وضمير كل فلسطيني في المخيم الذي استمد الصمود من صمود مقاتليه..
                  أما والدة الشهيد محمد عمر حواشين الذي اغتالته قوات الاحتلال في اليوم الأول من الاجتياح الغاشم للمخيم وفي اليوم السابع قامت بهدم منزلها وتشريدها فتقول: سنرفع صور كل الشهداء، وطوالبه بشكل خاص، سنرفعها في كل بيت، وفوق أنقاض كل منزل يهدمه المحتلون، لنؤكد أن شعبنا سيواصل التحدي، وتعلم الدرس من ملحمة البطولة في مخيم جنين فمنهم نستمد الإرادة والصمود، وسبب تقديرنا لطوالبه أنه القائد الذي لم يتمترس إلا في خندق الجهاد والمقاومة، لم يتراجع أو يتلون كغيره، ويكفي أن أقول إن ولدي الشهيد كان يردد مع أقرانه في آخر لحظات حياته «يا طوالبه يا حبيب اقصف دمر تل أبيب».
                  وبينما كانت طواقم الإغاثة تواصل رفع الأنقاض تسلق الطفل ضياء عويس أنقاض منزلهم المدمر وهو يحمل صورة شهيد، في منظر أثار جماهير المحتشدين في المخيم ووسائل الإعلام التي راقبت ذلك الطفل الفلسطيني الذي يتسلق منطقه الخطر والجميع يتساءل عن صاحب الصورة، وفيما كتم العديدون أنفاسهم قلقا على حياة الطفل؛ وصل ضياء لقمة ركام البيت ورفع إشارة النصر؛ ثم نصب الصورة التي كانت للشهيد طوالبه وعدد من المقاتلين على أنقاض المنزل وهو يبتسم، وفي اليوم التالي تسابق أطفال وشبان المخيم لتقليد ضياء والصقوا العشرات من صور طوالبه ورفاقه على امتداد واجهات المخيم، كرسالة وفاء وتقدير لرمز المقاومة والصمود الذي وقف بصلابة في المعركة. وأكد رياض (وهو أحد سكان المخيم) أنه يرفض تعليق صور أخرى غير صور الشهداء، لأن الجميع خذلوا شعبنا وتآمروا عليه أما الشهداء فبقوا معنا ولا نبالغ إذا قلنا أننا شعرنا بوجوده معنا في معركتنا.
                  وتروي الطفلة سماهر عيسى خالد أن الجنود لدى اقتحامهم منزلها استشاطوا غضبا عندما شاهدوا صورة طوالبه تزين واجهة المنزل؛ فمزقوا الصورة؛ وكسرّوا محتويات المنزل؛ وهددوا بنسفه فوق رؤوس أصحابه، لكن تلك التهديدات لم تخف سماهر؛ التي بدأت بجمع الصورة الممزقة وإعادة ترتيبها ولصق أجزائها، ونصبها مكانها وفي اليوم التالي توجهت إلى جنين وأحضرت صورة جديدة لطوالبه علقتها في صدر المنزل غير آبهة بتهديدات وإرهاب الجنود، وقالت: ستبقى هذه الصورة تزين قلوبنا وعقولنا ومنازلنا؛ فمنها نستمد قوة الصمود والتحدي.
                  لن ولن ولن يحدث هدوء في فلسطين لسبب واحد هو:
                  أن المدافعة بين اهل الحق واهل الباطل سنة ربانية ولن تجد لسنة الله تبديلا
                  فأين ستفرون من قدركم الذي كتبه الله عليكم يا اهل الحق والدين
                  ليس امامكم الا مجاهدة المرتدين بكل قوة وليروا فيكم بأسا شديدا،والا فنحن لسنا من اهل الدين ،ونحن معهم سواء والعياذ بالله

                  تعليق


                  • #10
                    يسلمو أختي على جهودك

                    ربنا يقدم الي فيه الخير للجميع

                    و يصلح حال كل المسلمين

                    تقبلي مروري بصفحتك

                    دمت بود

                    احترامي

                    .,

                    سـ أكْتفي بـ الصّمْت و حسبْ !

                    ,.

                    تعليق


                    • #11
                      تواريخ لا تزال من باطن قلوبنا


                      محفوره بالدم

                      مشكوره لما تقدمين اختي


                      كان الله بالعون

                      تعليق

                      يعمل...
                      X