[ إن أعظم ما يشد أزرك ويقوي عزمك وتنتصر على حزنك وألمكأن هؤلاء الأعداء قد بارزوا الله سبحانه بالعداوة وعطّلوا شريعته واستباحوا الديار وهتكواالأعراض وانتهكوا الحرمات مما يجعلك تتغيظ أشد الغيظ ويتمعروجهك غضباً لله ولرسوله ويعبس وجهك مكفهراًلجريمته موتمتشق سيفك صارخاً ... ملة الكفر لا نجونا إن نجوتم ]
بسم الله الرحمن الرحيم
لبست ثيابي وامتشقت سلاحي عازماً على الخروج لتفقد أخوةالعقيدة ورفقاءالجهاد والسلاح ؛ وإذا بالأخ عبد الرحمن الأنصاري يخبرني بقدوم الأسدأبي محمد اللبناني ويستأذن علي. وأبو محمد هذا أسد من أسود التوحيد وليثمن ليوث الحمى لطالما ذاد عن الإسلام بسيفه ،وخاض المعارك واقتحم الأهوال ،ولم ينثن أبداُ،صاحب عزيمة وقّادة وقلبك قلب الأسد ،شارك في معارك القائموراوةمدينتان تقعان في العراق بالقرب من الحدود السورية وغيرهماوكان معه في مقدمة الصفوف أبنه الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة رامياً به في وسط المعمعة تلفحه وابنه بوهج نارهاثابت ثبات الرجال , راسخ رسوخ الجبال لسان حاله:
[ نفسي لنفس محمد الفداء وعرضي لعرض محمد الوجاء ] صدق الله فصدقه
- نحسبه كذلك - فاصطفى الله سبحانه فلذة كبده عندما سقط صريعاً يتشحط بدمه رخيصاً في سبيل الله في معارك راوةوبكى أبو محمد ابنه بكاءً مراً , لالفقده _والله_ ولكن لعدم مرافقته إياه إلىالجنان ولازال محتسباً صابراً يقارع الكفارالذين جاسوا خلال الدياررافضاً تبعات الخزي والعارومازالوليت شعري .. يقف مثل أبي محمدبالأبواب؟فأذنت له ودخل مبتسماً كعادته لا يرفع طرفه حياءً . وعانقته وأخذتبيدهوأجلسته إلى جانبي , وتحدثنا ساعة عن تطورات العمل ومستلزماته , وعنالإخوةواحتياجاتهم [ أنصاراً ومهاجرين ] فقد كان أبو محمد المسئول العسكري للإخوة. وساحات الجهاد كأفغانستان وغيرهما. وكنت الحظ عليه _ على غير عادته _ شحوباً في وجهه وحزناً يعلو دلك الوجهالوضاءفسألته : ما بالك أبا محمد ؟ هل ثمة شيء أحزنك؟فنكسرأسه هنيهة مطرقاً, ثم رفعه فإذا عيناه تذرفان لا إله إلا الله .. ما أغلى هذه الدموع , وما أرقها حين فاضت من قلبٍ مكلوم إنها دموع .. إنهادموع ولكنها ليست كدموع سالت لفراق صديق , أو للقاء عشيق , أو لزوال نعمة , أو لحلول نعمةإنها دموع الوفاءإنها دموع الصفاء والنقاءولو بُذلت للعيون لتجود بما جادت بهعينا أبي محمد ؛ لما استطاعت أنتسخو بمثلها , فليست النائحة الثكلى كالمستأجرة
إن كنت تنوح يا حمام ألبان للبين *** فأين شاهدالأحزان
أجفانك للدموع أم أجفاني *** لا يقبل مدع بلابيان
إنها لحظات صدق عالية وشفافية عالية فاض بها قلبه فسحّت عيناه حزناًوألماًوحسرةً على وقوع رفيق دربه , وأنيس قلبه , وصاحب سره الجبل الأشم ((أبوعبد الله الراوي)) في الأسر فلطالما سارا سوياً على هذا الدرب , وكانا إخوة متحابين لا يكادان يفترقان براءة في الأخوة وطفولة في المحبة وعذوبة في المودةعندما يترائيا لك أول ما يتبادر لذهنك قوله صلى الله عليه وسلم في السبعةالذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله
[ رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقاعليه]
عينان لم تطعهما الكرى منذ ثلاث , ولم أتلذذ بطعام منذ ذاك
قالهاأبو محمدفحاولت أن أخفف عنه وأسليه بما فتح الله علي فاستأذن للخروج فقمت وعانقته مودعاًولكنه كان ليس كأي وداع ؛ وداعٌ أخذ معه قلبي وتركني حزيناً مهموماًحُبست الدمعة في عيني شاطرته الشعور وعشت معه اللحظات الأليمة لأني طالما عشت هذه اللحظات وأصبحت محطات في قطار حياتي فمنذ 14 عاماً وأنا أودع الأحباب وكم من حبيب جاءني خبر قتله في ثغر من الثغوروكم من شقيق وقع في أسيراً بين يدي كفورلا يشعر بألم فقد الأحباب إلا من لامس شغاف قلبه برد الأخوةولا يعرف ذوق الأخوة إلا من عاش لهم ...
أخاك أخاك إن من لا أخا لهُ *** كساعٍإلى الهيجاء بغير سلاح
فما طابت الدنيا إلا بهم *** وما زانت الليالي إلابنورهم
فكم من أخ فارقني منذ سنين مازالت حسرته في قلبي ففجعت بموت والدتي _ رحمها الله _ مؤخراً وكانت من أحب الناس إلي ولكن _ علم الله _ أن مصيبتي بـ أبي عبيدة عبد الهاديدغلس كانت أشد وقعاً على نفسي من وفاة حنونتي فكلما ذهب بعضهم ذهب بعضي كيفلا !! وهم اليد والمعصم كيف لا !! وهم السمع والبصركيف لا !! وهم وهم رأى أحد إخواني في منامه [ أن أحدى يدي شلّت ] ولم يخبرني بذلك إلابعد مقتل [ أبي البراء فيصل المطيري رحمه الله ] فعلم أنالرؤياقد وقعت فقصّها عليأمسكت قلمي وعزمت أن أخط مداده على ورقي متجلداًصابراًمذكراً أبا محمدوإخوانه قائلاً
[ اصبر أبا محمد فوالله الذي نفسي بيده إني أرى بشائر النصر تلوحوإني لأرى الظفر قادم كما يعقب الليلا لنهار وما فقد الأحبة إلا دليل صدق الطريق فأيما فئة مؤمنة قامت تقاتل لنصرة هذاالدين فجادت بأبنائها فإنما هيتزكية لهذه الفئةوهل يقوم الدين ويستوي عوده ويطلع فجرةوتشرق شمسه إلا بدماء أبنائهأبا محمد .. ]
إن الحرب بيننا وبينهم سجالين الون منا وننال منهم فبالأمس مزقنا أجسادهم وتناثرت أشلاؤهم في مواطن عديدةوأصابهم في مقتل ومازالوا يلعقون جراحهم أبا محمد .. إننانقاتل لأجل الله فهذه الآلام والجراحات هي أوسمة شرف نعتز بها ونفخرف أي شيءأعظم من أننا جنود للتوحيد وحراس للعقيدةفالله مولانا ولا مولى لهم أبامحمد .. إن أعظم ما يشد أزرك ويقوي عزمك وتنتصر على حزنكوألمك أنهؤلاء الأعداء قد بارزوا الله سبحانه بالعداوة وعطّلواشريعته واستباحوا الديار وهتكوا الأعراض وانتهكواالحرمات مما يجعلك تتغيظ أشد الغيظ ويتمعر وجهك غضباً لله ولرسوله ويعبس وجهك مكفهراً لجريمته موتمتشق سيفك صارخا ملة الكفر لا نجونا إن نجوتم فالطريق طويل والدرب شائك ولا بد منتكاليففرضى الله عز وجل مهره الدماء والنفوسوالغاليوالنفيس وكل ما تلاقيه من مصائب وبلاءات ومحن إذا مُـزجت في ذات الله استحالت إلىشهدٍحلوفوالله يا أبا محمد.. لا طاب العيش إلا بمقارعة هؤلاءالطواغيت وإنني كلما أتذكر أنني ماضٍ إلى ربي يوما ًوأنا أرجو أن يدخلني جنته بمن هو كرمهوأن ذلك اليوم سيكون آخر فصل من فصول مرا غمتي لأعداءاللهوأنالحرب بيني وبينهم قد وضعت أوزارها وحطت رحالهاأصابني هم وحزن _ علم الله _ فوالله إن لذة حربهم وبغضهم وعداوتهم _ لأجل ربي _ لا تعد لهالذةفاصبر أبا محمدفما عهدتك إلا صابراً ولا يضيرك كيدهم وليكن لسان حالنا....
[ اللهم خُذ من دمائنا حتى ترضى اللهم خُذ من دمائنا حتى ترضىا للهم خُذ من دمائنا حتى ترضىاللهم من بطون السباع وحواصل الطيرواسلم لأخيك] ....
كتبه [ شهيد الأمة أبو مصعب الزرقاويرحمه الله]
فجر الجمعة 1 جمادى الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
لبست ثيابي وامتشقت سلاحي عازماً على الخروج لتفقد أخوةالعقيدة ورفقاءالجهاد والسلاح ؛ وإذا بالأخ عبد الرحمن الأنصاري يخبرني بقدوم الأسدأبي محمد اللبناني ويستأذن علي. وأبو محمد هذا أسد من أسود التوحيد وليثمن ليوث الحمى لطالما ذاد عن الإسلام بسيفه ،وخاض المعارك واقتحم الأهوال ،ولم ينثن أبداُ،صاحب عزيمة وقّادة وقلبك قلب الأسد ،شارك في معارك القائموراوةمدينتان تقعان في العراق بالقرب من الحدود السورية وغيرهماوكان معه في مقدمة الصفوف أبنه الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة رامياً به في وسط المعمعة تلفحه وابنه بوهج نارهاثابت ثبات الرجال , راسخ رسوخ الجبال لسان حاله:
[ نفسي لنفس محمد الفداء وعرضي لعرض محمد الوجاء ] صدق الله فصدقه
- نحسبه كذلك - فاصطفى الله سبحانه فلذة كبده عندما سقط صريعاً يتشحط بدمه رخيصاً في سبيل الله في معارك راوةوبكى أبو محمد ابنه بكاءً مراً , لالفقده _والله_ ولكن لعدم مرافقته إياه إلىالجنان ولازال محتسباً صابراً يقارع الكفارالذين جاسوا خلال الدياررافضاً تبعات الخزي والعارومازالوليت شعري .. يقف مثل أبي محمدبالأبواب؟فأذنت له ودخل مبتسماً كعادته لا يرفع طرفه حياءً . وعانقته وأخذتبيدهوأجلسته إلى جانبي , وتحدثنا ساعة عن تطورات العمل ومستلزماته , وعنالإخوةواحتياجاتهم [ أنصاراً ومهاجرين ] فقد كان أبو محمد المسئول العسكري للإخوة. وساحات الجهاد كأفغانستان وغيرهما. وكنت الحظ عليه _ على غير عادته _ شحوباً في وجهه وحزناً يعلو دلك الوجهالوضاءفسألته : ما بالك أبا محمد ؟ هل ثمة شيء أحزنك؟فنكسرأسه هنيهة مطرقاً, ثم رفعه فإذا عيناه تذرفان لا إله إلا الله .. ما أغلى هذه الدموع , وما أرقها حين فاضت من قلبٍ مكلوم إنها دموع .. إنهادموع ولكنها ليست كدموع سالت لفراق صديق , أو للقاء عشيق , أو لزوال نعمة , أو لحلول نعمةإنها دموع الوفاءإنها دموع الصفاء والنقاءولو بُذلت للعيون لتجود بما جادت بهعينا أبي محمد ؛ لما استطاعت أنتسخو بمثلها , فليست النائحة الثكلى كالمستأجرة
إن كنت تنوح يا حمام ألبان للبين *** فأين شاهدالأحزان
أجفانك للدموع أم أجفاني *** لا يقبل مدع بلابيان
إنها لحظات صدق عالية وشفافية عالية فاض بها قلبه فسحّت عيناه حزناًوألماًوحسرةً على وقوع رفيق دربه , وأنيس قلبه , وصاحب سره الجبل الأشم ((أبوعبد الله الراوي)) في الأسر فلطالما سارا سوياً على هذا الدرب , وكانا إخوة متحابين لا يكادان يفترقان براءة في الأخوة وطفولة في المحبة وعذوبة في المودةعندما يترائيا لك أول ما يتبادر لذهنك قوله صلى الله عليه وسلم في السبعةالذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاظله
[ رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقاعليه]
عينان لم تطعهما الكرى منذ ثلاث , ولم أتلذذ بطعام منذ ذاك
قالهاأبو محمدفحاولت أن أخفف عنه وأسليه بما فتح الله علي فاستأذن للخروج فقمت وعانقته مودعاًولكنه كان ليس كأي وداع ؛ وداعٌ أخذ معه قلبي وتركني حزيناً مهموماًحُبست الدمعة في عيني شاطرته الشعور وعشت معه اللحظات الأليمة لأني طالما عشت هذه اللحظات وأصبحت محطات في قطار حياتي فمنذ 14 عاماً وأنا أودع الأحباب وكم من حبيب جاءني خبر قتله في ثغر من الثغوروكم من شقيق وقع في أسيراً بين يدي كفورلا يشعر بألم فقد الأحباب إلا من لامس شغاف قلبه برد الأخوةولا يعرف ذوق الأخوة إلا من عاش لهم ...
أخاك أخاك إن من لا أخا لهُ *** كساعٍإلى الهيجاء بغير سلاح
فما طابت الدنيا إلا بهم *** وما زانت الليالي إلابنورهم
فكم من أخ فارقني منذ سنين مازالت حسرته في قلبي ففجعت بموت والدتي _ رحمها الله _ مؤخراً وكانت من أحب الناس إلي ولكن _ علم الله _ أن مصيبتي بـ أبي عبيدة عبد الهاديدغلس كانت أشد وقعاً على نفسي من وفاة حنونتي فكلما ذهب بعضهم ذهب بعضي كيفلا !! وهم اليد والمعصم كيف لا !! وهم السمع والبصركيف لا !! وهم وهم رأى أحد إخواني في منامه [ أن أحدى يدي شلّت ] ولم يخبرني بذلك إلابعد مقتل [ أبي البراء فيصل المطيري رحمه الله ] فعلم أنالرؤياقد وقعت فقصّها عليأمسكت قلمي وعزمت أن أخط مداده على ورقي متجلداًصابراًمذكراً أبا محمدوإخوانه قائلاً
[ اصبر أبا محمد فوالله الذي نفسي بيده إني أرى بشائر النصر تلوحوإني لأرى الظفر قادم كما يعقب الليلا لنهار وما فقد الأحبة إلا دليل صدق الطريق فأيما فئة مؤمنة قامت تقاتل لنصرة هذاالدين فجادت بأبنائها فإنما هيتزكية لهذه الفئةوهل يقوم الدين ويستوي عوده ويطلع فجرةوتشرق شمسه إلا بدماء أبنائهأبا محمد .. ]
إن الحرب بيننا وبينهم سجالين الون منا وننال منهم فبالأمس مزقنا أجسادهم وتناثرت أشلاؤهم في مواطن عديدةوأصابهم في مقتل ومازالوا يلعقون جراحهم أبا محمد .. إننانقاتل لأجل الله فهذه الآلام والجراحات هي أوسمة شرف نعتز بها ونفخرف أي شيءأعظم من أننا جنود للتوحيد وحراس للعقيدةفالله مولانا ولا مولى لهم أبامحمد .. إن أعظم ما يشد أزرك ويقوي عزمك وتنتصر على حزنكوألمك أنهؤلاء الأعداء قد بارزوا الله سبحانه بالعداوة وعطّلواشريعته واستباحوا الديار وهتكوا الأعراض وانتهكواالحرمات مما يجعلك تتغيظ أشد الغيظ ويتمعر وجهك غضباً لله ولرسوله ويعبس وجهك مكفهراً لجريمته موتمتشق سيفك صارخا ملة الكفر لا نجونا إن نجوتم فالطريق طويل والدرب شائك ولا بد منتكاليففرضى الله عز وجل مهره الدماء والنفوسوالغاليوالنفيس وكل ما تلاقيه من مصائب وبلاءات ومحن إذا مُـزجت في ذات الله استحالت إلىشهدٍحلوفوالله يا أبا محمد.. لا طاب العيش إلا بمقارعة هؤلاءالطواغيت وإنني كلما أتذكر أنني ماضٍ إلى ربي يوما ًوأنا أرجو أن يدخلني جنته بمن هو كرمهوأن ذلك اليوم سيكون آخر فصل من فصول مرا غمتي لأعداءاللهوأنالحرب بيني وبينهم قد وضعت أوزارها وحطت رحالهاأصابني هم وحزن _ علم الله _ فوالله إن لذة حربهم وبغضهم وعداوتهم _ لأجل ربي _ لا تعد لهالذةفاصبر أبا محمدفما عهدتك إلا صابراً ولا يضيرك كيدهم وليكن لسان حالنا....
[ اللهم خُذ من دمائنا حتى ترضى اللهم خُذ من دمائنا حتى ترضىا للهم خُذ من دمائنا حتى ترضىاللهم من بطون السباع وحواصل الطيرواسلم لأخيك] ....
كتبه [ شهيد الأمة أبو مصعب الزرقاويرحمه الله]
فجر الجمعة 1 جمادى الأولى
تعليق