في هذا الخضم الهائل من الأحداث التي تنقل إلينا عبر الهواء وعبر الأثير.. وعلي صفحات الجرائد.. لا نجد أنفسنا إلا كالحجارة التي لا تحس ولا تشعر ولا تعي بما حولها.
فهل نحن حقا كالحجارة..؟؟ هل ماتت أحاسيسنا ومشاعرنا الإنسانية التي تعبر عنا وعن كل شيء يدور في دواخلنا من غضب وقهر وحزن وألم..؟؟
عشرات الصور اليومية تطالعنا بها نشرات الأخبار وشاشات التلفاز.. لجثث شابة وبريئة.. وعمليات قمع وقتل ومجازر يشيب لها العاقل والمجنون.. ومع ذلك نواصل المشاهدة.. ونواصل البحث عن قنوات أخري ومصادر أخري تجرعنا من هذه الأحداث الجسيمة التي لا ترحم صغيراً ولا كبيراً.. بينما عيون العالم وعواطفها قد وضعت بين الصناديق الحديدية الصلبة.. ووضعت عليها مجموعة من الأقفال المتحجرة التي لا يمكنها أن تنكسر.. ولا حتي بالليزر والاشعاع النووي.
منذ متي.. ونحن نري المشيعين يصرخون ويضربون وجوههم.. ورؤسهم عرض الحائط.. بينما أوراق اللعب تدور بيننا وأسعار الأسهم والبضائع الجديدة فوق شفاهنا.. وبين أحاديثنا المتكررة..؟؟
لقد ماتت مشاعرنا.. وماتت أحاسيسنا وعواطفنا التي كانت تتأجج في كل مناسبة وكل ذكري بالهتاف والنداء.. وما عادت إلي الوجود أبداً..
فالآخرون الذين يسقطون علي الأرصفة وفوق الأسفلت.. وبين المدافع والرشاشات.. لا يعيشون في أجسادنا.. ولا نحن أيضا نعيش في أجسادهم.. لسنا نعرفهم.. ولا نعرف أسماءهم.. ولا يمتون إلينا بصلة قرابة أو رحم.. ولن نفكر يوما بأن نطرق عليهم أبواب بيوتهم لنسأل عن أحوالهم.. إذا ما لنا ولهم.. من يعيش.. فإنما يعيش لنفسه فقط..
ومن يموت فإنما يموت عن نفسه فقط.. وعجلة الحياة لاتزال تدور.. وسوف تظل تدور.. حتي لو هدمت البلدوزرات كل المساكن التي يقطنها سكان الأحياء والضواحي والمدن.. وحتي لو فجر الانتحاريون في كل لحظة شوارع المدن وأسواقها ومدارسها.. وحتي لو سقطت القنابل العنقودية في وسط البيوت وغرف نوم الأطفال والمواليد..
لا يهم.. ما دمنا لا نسمع أزيز الرصاص.. ولا تهزنا أصوات الانفجارات.. ولا تصل إلي دورنا برك الدماء التي تسيل بين البيوت والشوارع والطرقات.. وما دمنا نحصل علي كل ما نريده وما نحتاج إليه وما لا نحتاج إليه من سلع غذائية وتموينية واستهلاكية.. ومياه نقية.. وكهرباء مستمرة دون انقطاع.. وخدم وسائقين وعمال وفنيين في الوقت الذي نريده دون أن توقفنا دورية عسكرية.. ودون أن نضطر لأن نتوقف أمام طوابير التفتيش العسكري.. التي تلقي بطعامنا وملابسنا فوق التراب دون رحمة أو وازع ضمير..
ودون أن نضطر لأن يقتحم أحد الجنود مخادعنا في أوقات النوم والراحة.. وهم يلوحون ببنادقهم ورشاشاتهم فوق رؤوسنا.. حتي نضطر للبوح بمانعرفه وما لا نعرفه رفقا بأولئك الصغار الذين يرتجفون خوفا تحت رائحة البارود.
لا فائدة.. هكذا.. وقفنا أعواما من الصمت.. حداداً علي مشاعرنا التي ما عادت تتحرك.. وما عادت تنطق.. وما عاد لها وجود..
مشاعرنا تلك التي تخبرنا عن انسانيتنا.. وعن الشبكة العصبية المعطلة والتي تتغلغل تحت جلودنا وفي أوردتنا.. والتي أصبحت تتورم نتيجة العطل الذي أصابها ببلادة الإحساس.. أقصد بموت الإحساس.. ولا نري من ذلك الورم وذلك العطب إلا تلك اللامبالاة المزمنة..
والتي لن يفيدها أي دواء أو علاج.. فالميت لا يمكن احياؤه من جديد إلا بمعجزة من الله سبحانه وتعالي.. ونحن بانتظار هذه المعجزة الشافية.. والتي يمكنها أن تعيدنا إلي سابق عهودنا الماضية.. وتعيد إلينا مشاعرنا.. أحاسيسنا.. وإنسانيتنا المفقودة منذ عقود طويلة من الزمان.. فمتي يتم ذلك يا تري....؟؟؟؟
.....من إختياري لكم...
تعليق :-
هل نحن فعلا بإنتظار المعجزة لحدوث ذلك ؟ أم أننا نملك حقيقة التحكم بإحياء
هذة المشاعر والأحاسيس نحو ما يدور حولنا ؟ .
هذة البلادة التى تملكتنا في كل شئ حولتنا إلى أجسام فقط تتحرك على هذة البسيطة
وإني لأرى نفسي إذ تغيرت في كثير من أحوالها ودون ان أشعر , وكم كنت اتسائل
ما هو السبب ؟ ولا زلت أجهل ذلك فعلا . فقط أدعوا الله عزوجل أن يعود إلي ما
سلبه الدهر مني , إن رؤية هذا الواقع المرير فعلا لحالتنا الإنسانية لهو ما يدمي
القلب فعلا والمصيبة الأكبر أن ترى هذا الداء يستشري في أواصل المجتمع
دون وعي منا....وأعود إلى تساؤل المقالة الأخير...فمتي يتم ذلك يا ترى ؟
فهل نحن حقا كالحجارة..؟؟ هل ماتت أحاسيسنا ومشاعرنا الإنسانية التي تعبر عنا وعن كل شيء يدور في دواخلنا من غضب وقهر وحزن وألم..؟؟
عشرات الصور اليومية تطالعنا بها نشرات الأخبار وشاشات التلفاز.. لجثث شابة وبريئة.. وعمليات قمع وقتل ومجازر يشيب لها العاقل والمجنون.. ومع ذلك نواصل المشاهدة.. ونواصل البحث عن قنوات أخري ومصادر أخري تجرعنا من هذه الأحداث الجسيمة التي لا ترحم صغيراً ولا كبيراً.. بينما عيون العالم وعواطفها قد وضعت بين الصناديق الحديدية الصلبة.. ووضعت عليها مجموعة من الأقفال المتحجرة التي لا يمكنها أن تنكسر.. ولا حتي بالليزر والاشعاع النووي.
منذ متي.. ونحن نري المشيعين يصرخون ويضربون وجوههم.. ورؤسهم عرض الحائط.. بينما أوراق اللعب تدور بيننا وأسعار الأسهم والبضائع الجديدة فوق شفاهنا.. وبين أحاديثنا المتكررة..؟؟
لقد ماتت مشاعرنا.. وماتت أحاسيسنا وعواطفنا التي كانت تتأجج في كل مناسبة وكل ذكري بالهتاف والنداء.. وما عادت إلي الوجود أبداً..
فالآخرون الذين يسقطون علي الأرصفة وفوق الأسفلت.. وبين المدافع والرشاشات.. لا يعيشون في أجسادنا.. ولا نحن أيضا نعيش في أجسادهم.. لسنا نعرفهم.. ولا نعرف أسماءهم.. ولا يمتون إلينا بصلة قرابة أو رحم.. ولن نفكر يوما بأن نطرق عليهم أبواب بيوتهم لنسأل عن أحوالهم.. إذا ما لنا ولهم.. من يعيش.. فإنما يعيش لنفسه فقط..
ومن يموت فإنما يموت عن نفسه فقط.. وعجلة الحياة لاتزال تدور.. وسوف تظل تدور.. حتي لو هدمت البلدوزرات كل المساكن التي يقطنها سكان الأحياء والضواحي والمدن.. وحتي لو فجر الانتحاريون في كل لحظة شوارع المدن وأسواقها ومدارسها.. وحتي لو سقطت القنابل العنقودية في وسط البيوت وغرف نوم الأطفال والمواليد..
لا يهم.. ما دمنا لا نسمع أزيز الرصاص.. ولا تهزنا أصوات الانفجارات.. ولا تصل إلي دورنا برك الدماء التي تسيل بين البيوت والشوارع والطرقات.. وما دمنا نحصل علي كل ما نريده وما نحتاج إليه وما لا نحتاج إليه من سلع غذائية وتموينية واستهلاكية.. ومياه نقية.. وكهرباء مستمرة دون انقطاع.. وخدم وسائقين وعمال وفنيين في الوقت الذي نريده دون أن توقفنا دورية عسكرية.. ودون أن نضطر لأن نتوقف أمام طوابير التفتيش العسكري.. التي تلقي بطعامنا وملابسنا فوق التراب دون رحمة أو وازع ضمير..
ودون أن نضطر لأن يقتحم أحد الجنود مخادعنا في أوقات النوم والراحة.. وهم يلوحون ببنادقهم ورشاشاتهم فوق رؤوسنا.. حتي نضطر للبوح بمانعرفه وما لا نعرفه رفقا بأولئك الصغار الذين يرتجفون خوفا تحت رائحة البارود.
لا فائدة.. هكذا.. وقفنا أعواما من الصمت.. حداداً علي مشاعرنا التي ما عادت تتحرك.. وما عادت تنطق.. وما عاد لها وجود..
مشاعرنا تلك التي تخبرنا عن انسانيتنا.. وعن الشبكة العصبية المعطلة والتي تتغلغل تحت جلودنا وفي أوردتنا.. والتي أصبحت تتورم نتيجة العطل الذي أصابها ببلادة الإحساس.. أقصد بموت الإحساس.. ولا نري من ذلك الورم وذلك العطب إلا تلك اللامبالاة المزمنة..
والتي لن يفيدها أي دواء أو علاج.. فالميت لا يمكن احياؤه من جديد إلا بمعجزة من الله سبحانه وتعالي.. ونحن بانتظار هذه المعجزة الشافية.. والتي يمكنها أن تعيدنا إلي سابق عهودنا الماضية.. وتعيد إلينا مشاعرنا.. أحاسيسنا.. وإنسانيتنا المفقودة منذ عقود طويلة من الزمان.. فمتي يتم ذلك يا تري....؟؟؟؟
.....من إختياري لكم...
تعليق :-
هل نحن فعلا بإنتظار المعجزة لحدوث ذلك ؟ أم أننا نملك حقيقة التحكم بإحياء
هذة المشاعر والأحاسيس نحو ما يدور حولنا ؟ .
هذة البلادة التى تملكتنا في كل شئ حولتنا إلى أجسام فقط تتحرك على هذة البسيطة
وإني لأرى نفسي إذ تغيرت في كثير من أحوالها ودون ان أشعر , وكم كنت اتسائل
ما هو السبب ؟ ولا زلت أجهل ذلك فعلا . فقط أدعوا الله عزوجل أن يعود إلي ما
سلبه الدهر مني , إن رؤية هذا الواقع المرير فعلا لحالتنا الإنسانية لهو ما يدمي
القلب فعلا والمصيبة الأكبر أن ترى هذا الداء يستشري في أواصل المجتمع
دون وعي منا....وأعود إلى تساؤل المقالة الأخير...فمتي يتم ذلك يا ترى ؟
تعليق