ضحي / ضح ... لكن لمصلحتك
كثيراً ما نسمع في حياتنا البعض وهم يتذمرون ويبكون ويتحسرون طويلاً...
لأنهم ضحوا وبذلوا من أجل غيرهم ثم لم يجدوا ممن ضحوا لأجلهم سوى الجحود والنكران..
( أمهات ... زوجات .. أخوات .. صديقات ... ) وغيرهم كلهم محبطين وحزينين
إنه بالفعل أمر مؤلم .. أن تبذل الكثير وتضحي .. وتؤثر على نفسك..
من أجل شخص تحبه.. سواء أكن أبنا أم زوجاً أم أختاً أم صديقة ً أم أخاً أم صديقاً
ثم تمر الأيام .. فلا تجد من هذا الشخص أي تقدير لما فعلته لأجله ..
فهو ينسى كل ما قمت به .. ويفضل نفسه عليك .. بل ربما واجهك بخيانة أو غدر ..
كثير منا يبكي ويعتقد أنه جرح.. و أن أحداً لم يقدر تضحيته وحبه ,,,
ولكن ...
الحقيقة التي نسوها.... للأسف...
هو أنهم حين ضحوا للآخرين ... كانوا ينتظرون مقابلا ً ...
نعم ...
إنهم لم يضحوا في الحقيقة ..
بل قدموا معروفاً ثم جلسوا ينتظرون معروفا ً بالمقابل ... أليس كذلك ؟؟
ولو لم يفكروا بهذه الطريقة ..
لما تحطموا ... ولما شعروا بالحزن الشديد ...
لو كانوا قد قدموا المعروف بنية خالصة .. لأنفسهم ... لينالوا رضا الله سبحانه وتعالى ...
لما بكوا واهتموا للجحود ...
لو كانوا قدموا التضحيات ... لأنهم يعلمون أن المقابل هو من عند الله وحده يوم الحساب ....لما تحسروا لأنهم لم يجدوا مقابلاً من البشر ...
تذكروا قول المؤمنين الصالحين ﴿ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً ﴾ الإنسان 9
حتى الشكر والثناء والدعاء لا يطلبونه ممن أحسنوا إليهم ...
إنما يحسنون لوجه الله وطلباً لرضاه يوم الحساب ...
حتى تكون أقوى في تحمل شدائد الحياة ..
تذكر دائماً أن كل ما تقدمه للآخرين ليس لأجلهم ..
لأنه لا يوجد إنسان يستحق أن تضحي من أجله هو ...ليس طلبا ً لحبهم ...
بل لأجلك أنت ..
لمصلحتك أنت ... نعم ...
طلبا ً للأجر والمثوبة لك من الله ...
ومهما غدروا ... وجرحوا ... و أساؤوا ... إليك ...
ابتسم ... لأن مكافأتك ليست منهم ... بل هي محفوظة عند الله .. إن شاء الله
﴿ وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير ٍ يوف إليكم و أنتم لا تظلمون ﴾
البقرة 272
تعليق