السمنة بشكل عام هي زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم الدهون، وتتراكم هذه الأخيرة نتيجة عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم، هذا ما أكده الدكتور شريف إبراهيم بكير استشاري طب الأطفال، مضيفًا أنه لكي نستطيع أن نواجه تراكم هذه الدهون لا بد من خفض معدلاتها داخل الجسم الصحي والسليم. ولابد لكي نصل إلى ذلك أن نقوم بعملية حرق أكبر للسعرات الحرارية. وعن الفرق بين زيادة الوزن والسمنة يضيف الدكتور شريف زيادة الوزن هي أن يكون معامل كتلة للجسم بين 25 إلى 30، أما السمنة هي أن يكون معامل الكتلة للجسم أكثر من 30 وتحسبت معامل الكتلة بقسم الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر. ويمكن أن يصل الإنسان إلى وزن مناسب عن طريق الإرادة وبرنامج غذائي مدروس وممارسة الرياضة بصفة مستمرة.

وعن أنواع السمنة يقول الدكتور شريف بكير إن هناك سمنة مبكرة وسمنة عند البالغين، أما السمنة عند الأطفال فهي تظهر في الأشهر الأولى من عمر الطفل، بل تبدأ منذ الثلث الأخير للحمل في أغلب الأحيان.
وإن هذه السمنة لدى الأطفال تأتي نتيجة تزايد الخلايا الدهنية حجمًا، وليس عددًا في السنة الأولى لدى الأطفال، أما عند الطفل العادي فتبدأ الخلايا الدهنية في الزيادة بعد السنة الأولى وحتى سن البلوغ.
وعن دور الأم في السمنة لدى الأطفال يقول د. شريف قد تكون بعض الأمهات البيت الرئيس لسمنة أطفالهن عن طريق الطرق الغذائية الخاطئة وكميات الطعام الزائدة عن الحاجة في السنوات الأولى من عمر الطفل.
وتوضح الدراسات أن أكثر من 70% من الأطفال ذوي السمنة المفرطة يظلون هكذا فترة الشباب وكذلك الأطفال الذين لديهم أبوين بدينين.

الأباء السبب

الدكتورة نجاة الشاعر أخصائية طب الأطفال ارجعت الأسباب الحقيقية للسمنة هي الشراهة واستهلاك الطعام بمعدل يفوق حاجة الجسم وقلة الحركة والنشاط وأيضًا الوراثة لها دور ثانوي في ذلك واضطرابات الغدد الصماء وهي أسباب نادرة وكذلك أن يكون الأبوين شرهين في تناول الطعام ويقلدهما الطفل.
وتدوق الشاعر ناقوس الخطر مؤكدة ان السمنة تزيد وتصبح عاملاً مشتركًا في العديد من الأمراض الأخرى منها مرض السكر ـ الذبحة الصدرية ـ ارتفاع مستويات الدهون في الدم وما يصاحبه من تصلب في الشرايين والإصابة بأمراض المرارة وأيضًا إرتفاع ضغط الدم.
ومن أسبابها أيضًا انتشار السمنة لدى الأطفال بشكل خاص عدم اهتمام الولدين بالناحية الغذائية للطفل وعدم الاهتمام بطعامه وأن يأكل أي شيء وكل شيء.
وتضيف أيضاً التنظيم السيئ للغذاء وتناول الطفل لكل الأطعمة دون ضوابط والوجبات السريعة التي أصبحت منتشرة في كل مكان وتناول المشروبات الغازية والحلويات والأطعمة الدسمة بكثرة وبشكل مستمر.

عادات غذائية خاطئة

وعن أهم الخطوات اللازمة لتجنب الأطفال أمراض السمنة تقول الدكتورة نيفين أحمد المليجى أخصائية طب الأطفال، إن مرض السمنة أصبح من الأمراض العصرية خاصة لدى الأطفال، وأصبح ذا أهمية كبيرة لأن هؤلاء الأطفال هم المستقبل، وظهرت السمنة وكثرت نتيجة للأسلوب الغذائي الخاطئ وتناول المشروبات وغيرها، وأيضًا منذ البداية للطفل مثل الرضاعة الخطأ وبكثرة كلما يبكي الطفل فلا بد من إرضاعه، وأيضًا طعامه منذ الصغر واعتماده على العصير والمعلبات والمشروبات الغازية وغيرها من الوجبات الجاهزة التي تؤثر بشكل كبير في هذه العملية، هذا بالإضافة إلى العملية الوراثية في أحد الأبوين، وعن أهم وسائل تجنب هذه الظروف يجب إعطاء الطفل العصائر الطبيعية في فترة ما بعد الرضاعة بشكل يومي، وعدم ترك الطفل يتناول الشكولاتة والحلويات بكثرة شديدة بين الوجبات الغذائية الرئيسة، ويجب إرضاع الطفل رضاعة طبيعية وابعاده عن الألبان الجافة والصناعية.
إضافة قليل من زيت الزيتون للطعام لكل أفراد الأسرة أيضًا من الأشياء الخاطئة وهي أن الطفل يأكل طعام الكبار نفسه مع أن جسمه يحتاج إلى أطعمة مختلفة بالنوع وطريقة الطهي عن الكبار وهو ما يجب أخذه في الاعتبار.
وأيضاً يجب التركيز في طعام الطفل يوميًا على نوع من البروتين مثل اللحم والجبن والألبان وغيرها بهذا يمكن أن نقلل من انتشار السمنة لما لها من آثار مهمة وكبيرة ومؤثرة على الأطفال.

ضغوط نفسية

تختتم د. أميرة شمس الدين – أستاذة الأمراض الباطنة بجامعة الإسكندرية أن الضغوط النفسية التي تواجه الطفل الذي يعاني من السمنة المفرطة تعتبر أيضًا مشكلة، وهي كثيرًا ما تتضمن سخرية زملائه منه. وتضيف قائلة: "هؤلاء الأطفال يكونون دائمًا في حالة اختبار، سواء في المدرسة أو في النوادي حيث يطلب منهم ممارسة رياضات وألعاب ليست لديهم اللياقة لممارستها. كذلك هناك العديد من المواقف الأخرى التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال وتشعرهم بخطأ ما، على سبيل المثال عندما يخرجون لشراء ملابس ولا يجدون مقاسهم، …الخ." كآباء وأمهات يجب أن تقوموا بمساندة أطفالكم معنوياً وفى الوقت نفسه تشجعونهم على أن يكونوا أكثر صحة. إليكم بعض الاقتراحات:
* تأكدا من أن طفلكما يعرف ويعي تمامًا أنه محبوب ومقبول بغض النظر عن وزنه، هذا مهم للغاية بالنسبة إلى تقديره لذاته وثقته بنفسه.
* استمعا إلى ما يضايق طفلكما بخصوص وزنه، فقد يحتاج لأن يتحدث معكما عن شيء حدث له في المدرسة مثل أن يكون قد سخر منه أحد زملائه بسبب وزنه. في مثل هذه الحالات سيحتاج الطفل للتحدث مع شخص يحبه ويفهم مشكلته.
* تكلما مع طفلكما بصراحة وبشكل مباشر عن وزنه دون إصدار أحكام. لا تخافا من مواجهة مشكلة طفلكما، فبفتح الموضوع ستستطيعان في النهاية معرفة مشاعر طفلكما تجاه نفسه ويمكنكم إيجاد حلول معاً.

مرحلة حرجة

السمنة اذن مرحلة حرجة من مراحل العمر مثل مرحلة الطفولة لا تكون ميزة كما يعتقد بعضهم. إذا كان لديكما شك في أن طفلكما يعاني من سمنة مفرطة ولكن لستما متأكدين، فمن الأفضل اللجوء لاستشارة إخصائى. غالباً ما يقوم الطبيب بحساب نسبة طول الطفل إلى وزنه، ثم يتم بعد ذلك مقارنة النتيجة بجدول النمو - فى الجزء الخاص بعمر طفلك ونوعه - وذلك لكي يتم تحديد درجة السمنة إن وجدت. بعد ذلك يتم عمل بعض الفحوصات لتحديد سبب السمنة، ثم يقوم الطبيب بوصف خطة تغذية معينة للطفل. في كل الحالات حتى لو لم يكن طفلك سمينًا، يجب أن تكون من أولى أولوياتكم أن يكون نظامكم الغذائي متوازنًا.
و لتجنب الإصابة بالسمنة المفرطة والحفاظ على التغذية السليمة ينصح الاطباء الوالدين
* بتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة بانتظام في النادي أو الحديقة حيث يستطيع اللعب والجري بحرية مع بقية الأطفال.
والحرص على تناول الوجبات مجتمعين معًا على مائدة الطعام بقدر الإمكان، وتجنب الأكل أمام التليفزيون.
والاكثار من الوجبات الخفيفة الصحية مثل الفواكه والخضروات الطازجة، العصائر الطازجة، الزبادى، الجبنة قليلة الدسم، فتناول هذه المأكولات أفضل من تناول "البمبون" والشوكولا.

اما عن المفهوم الحديث لعلاج السمنة بحسب الدكتورة صفاء الحسين توفيق فهو الوصول إلى الوزن الصحي، وهو الوزن الذى يحافظ على صحة المريض، ويجنبه الإصابة بالأمراض المصاحبة للسمنة مثل السكر وإرتفاع ضغط الدم ... بصرف النظر عن الوزن المثالي ولكل فرد مدى من المقادير للوزن الصحي يعتمد على معامل كتلة الجسم.
ويعتمد برنامج علاج السمنة على ثلاثة محاور رئيسة:
-نظام غذائي منخفض السعرات
-زيادة النشاط الرياضي.
-ممارسة أسلوب حياة صحي
وتعتمد برامج تخفيض الوزن على خفض المتناول من السعرات الكلية وعلى الأخص السعرات الناتجة من المواد الدهنية مع مراعاة التوازن الغذائي، وذلك باتباع نظام الهرم الغذائي الذي يوفر جميع مجموعات الطعام الأساسية.
كما تستعمل بدائل الأطعمة في تخطيط أنظمة غذائية مختلفة وتحتوي على وحدات من مجموعات الطعام الأساسية.
تناول يوميًا النشويات الغنية بالألياف الغذائية كالخبز الأسمر والبليلة، الخضروات بكمية أكبر من الفواكه، الألبان، واعتدل في كمية ما تتناوله من اللحوم، وقلل من الدهون، واحرص على ممارسة الرياضة لتحتفي بوزن صحي ورشيق.

ولتقليل الدهون في الطعام، يراعى أن يتم اختيار طرق طهي صحية كالشوي والسلق.
وتناول الألبان وكذلك منتجات الألبان كالزبادى والجبن خالية أو منزوعة الدسم.
ونزع الدهن والجلد من اللحوم والطيور والأسماك مع اختيار الأنواع القليلة الدهن.
دور الأسرة في تنمية السلوكيات الصحية.
وتشكل الأسرة متمثلة في الوالدين دورًا مهمًا في تنشئة الأولاد وتنمية سلوكياتهم الصحية وحيث أنهم يمثلون القدوة التى يسير على نهجها الأولاد فى حياتهم ولذا ينصح:
- أن يجتمع جميع أفراد الأسرة على المائدة، وتقديم الخضروات والفواكه، وتناول الطعام الصحي مما يجعل من الوجبة الغذائية درسًا عمليًا في التربية الغذائية.
- تخصيص وقت لأفراد الأسرة ولو بسيط لممارسة الرياضة المنظمة وذلك لتنمية السلوكيات الصحية والبعد عن الكسل والخمول، كالقيام بزيارة الحدائق والمتنزهات، أو المشي، أو المشاركة في أي لعبة رياضية.
وعدم استخدام الطعام كمكافأة أو كعقاب. أحيانًا تستخدم الأمهات "حبة البونبون" كوسيلة لمكافأة الأطفال وهذا يجعل الأطفال يتعلقون بها أكثر بما يفاقم المشكلة بدلاً من حلها .