إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

    لا تخلو الطريق إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من مشاهد يمكن تحويلها لمصنوعات صحافية، تتيح لمن لم يزر العالم الجديد الشاسع والقارة الأوروبية الباردة تكوين انطباع عنهما.
    لا يمكن الحديث من بعيد عن الأمكنة، ولا بد من العيش فيها، والتفاعل معها وتشخيص حياتها وترفها وفنها ومناخها وحضارتها وسياستها وكل مكوناتها بالعين والقلم والأذن.

    على شرف البرنامج الـتدريبي السنوي الذي تعكف دائرة الإعلام في الأمم المتحدة تنظيمه كل عام، تعيش مجموعة من الصحافيين والصحافيات في نيويورك وجنيف وواشنطن، فيحضرون حيزاً من مداولات الجمعية العامة على هامش مناقشة ما يسمى بالحالة في الشرق الأوسط وفلسطين، ويلتقون بشخصيات سياسية ودبلوماسيين ومدراء الوكالات والمنظمات المنبثقة عن الأمم المتحدة، ويزورون مؤسسات رسمية وأهلية أمريكية، ويعيشون في ردهات الجمعية العامة لحفنة من الأسابيع، ويحيون اليوم الدولي للتضامن معهم في القاعة نفسها التي شهدت تقسيم وطنهم العام 1947.
    في النسخة التاسعة من برنامج الأمم المتحدة أفلح عشرة إعلاميين نصفهم من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، والنصف الآخر من غزة، وتركيبتهم "الجندرية" تعترف بالمناصفة بين الجنسين أيضاً، وهو الشيء الغائب الحاضر في وطنهم.

    كان لكل واحد من هؤلاء قصة وحكاية لا تخلو من إشارات، وفي أوراقهم الكثير من الهموم والآمال، وقصة كل واحد أو واحدة منهم تدلل على حالة الفلسطيني ووطنه المضطهد.

    تنحاز بدورك للكتابة عن الفن والسياسة والنساء والبيئة والتاريخ والوطن وتؤلف بين أفئدة الأحرف والعبارات لتقدما مشهداً مركباً بلقطات مقَـرِّبة من أمريكا وأوروبا.

    والبرنامج الذي لم تكن نهايته طبيعية أيضاً بالنسبة لبعضنا القادم من غزة، إذ شهدت القاهرة تمديداً إجبارياً له، كان على مقربة جنبات الجامعة العربية، حيث شرع ثلاثة منا في انتظار طال بعدد أيام إغلاق معبر رفح لأكثر من خمسين يوماً، بعد يوم واحد من وصولهم إلى القاهرة، فيما أفلحت زميلتنا مها مطر باللحظة الأخيرة قبل إقفال المعبر من المرور.


    لقطة تجريبية (بروفا):

    عيون فلسطينية في "التفاحة الكبيرة"

    أخذت طائرة "الإيرباص" تجافي الأرض وتصادق السماء في رحلة الــ 1882 ميلا من عمان إلى فرانكفورت هذه المسافة ليست بالكبيرة فهي في أسوأ الأحوال أقل من المدة التي يحتاجها أي شاب أو امرأة أو عجوز من مدن شمال الضفة إلى رام الله ، أو من غزة لجارتها رفح.

    قليلا قليلا، اكتمل عقد المغادرين، كان بوسعنا تحديد جنسيات جيراننا المؤقتين دون الحاجة لاستخدام اللغة والتخاطب، فجين فو القريب من مقعدنا صيني يدرس الرياضيات في تورنتو، يعرف القليل عن فلسطين وقوانين صراعها مع الاحتلال لكنه في الوقت نفسه يقدم وجهة نظر مختلفة للحديث عن "الجندر" في بلاده العظيمة سكانا وجغرافية فيقول إنهم يحرمون الأمهات من الاستمتاع بأمومتهن عبر تحديد النسل لاعتبارات كثيرة.

    تقارنا حالة أمهاتنا الفلسطينيات اللواتي يمنعهن الاحتلال من ممارسة حياتهن عبر تحجيم عدد أفراد الأسرة بالرصاص وقضبان الحديد.

    في السماء لا يغيب الحديث عن الأرض وشؤونها وشجونها، فجيراننا بالناحية الشمالية من الطائرة يتحدثون عن جدار الفصل العنصري وذكرياتهم في جبل أبو غنيم، فيما ينشط زميلنا علي صوافطة في إقناع جليسه الطارئ بعدالة قضيتنا ويسمعه شيئا عن غزة ورام الله.
    حتى في الأجواء سيتذكر المغادرون المستعمرات الإسرائيلية فأضواء عمان والقاهرة ونظيراتها تقودنا من علٍ لأضواء المستوطنات الظلماء.

    نصل فرانكفورت في الصباح، وتتأخر المدينة في وضع نهاية لنومها الهانئ، نبحث عن شيء من حوار لتجاوز بضع ساعات من انتظار، نفتح حديثا مع الكوافير البرازيلي الذي شد الرحال إلى لندن، فيسرنا أنه يعرف شيئا عن فلسطين وصراعها وعذابها، مثلما يتحدثون عن وانغاري ميتاي ، المرأة التي نالت النسخة الأخيرة من جوائز نوبل للسلام لحرصها وشغفها ببيئة قارتها السمراء.

    نلتقط بعد أن اكتملت مجموعتنا الأولى القادمة من الوطن عبر عمان إلى هنا، صحفاً ومجلات مستعينين بجارنا الألماني عن جريدة عملاقة تتعدى المائة والخمسين صفحة وتضم عشرة أجزاء، لكن المرأة وشؤونها لا تقدم إلا سلعة لا تخلو من عري ...

    نصعد إلى الإيرباص الثانية في الطريق إلى نيويورك ونتذكر أن تسعتنا نحن المشاركين في برنامج تدريب للصحافيين الفلسطينيين التي تنظمها دائرة الإعلام في الأمم المتحدة نحتاج إلى خارطة طريق لجمع شتاتنا، فمها مطر وهيام حسان أكرهوا على السفر إلى القاهرة والمكوث فيها بنسب متفاوته فرارا من القيود والحواجز والمفاجآت، وعرفت هبة الطحان طريقها إلى نيويورك عبر مطار اللد، فيما تأخر سفر يوسف عطوة لأسبوع بعد أن استهلكته الحواجز ليصل القاهرة، وقدم المثنى القاضي من الصين حيث يعمل.

    تسأل الهندي في رحلة نيويورك عن صراعنا مع الاحتلال فيخبرك بأن المسألة في فلسطين مجرد حرب أهلية أو سفيل وار .
    في ارتفاعات السماء ذات الثلاثة آلاف وسبعمائة قدم عن الأرض والمحيط تطول الرحلة لثمان ساعات وخمس وعشرين دقيقة لكنها المدة نفسها التي احتاجتها الحاجة علياء حسين وولدها سامي ذات نهار للسفر من جنين إلى رام الله حيث مستشفى الرعاية العربية لإجراء فحوصات مخبريه غير متاحة في بلدهما.

    نسترق قليلا السمع ونعثر على محطة عربية تجود بغناء شرقي في عناء السماء وينشط المغادرون في نوم مستقطع وحكايات متفاوتة عن حالهم واهتماماتهم .
    نصل مطار جون كندي الذي يذكرنا بالاغتيالات القذرة، فنمضي قليلا في التفتيش وإجراءات الأمن الكثيرة، ندرك أن أجزاء من نهارنا قد تبخر ونهبط مسرعين إلى قلب شارع رقم 45 في "منهاتن" بحثاً عن الراحة...

    في يوم الدورة الأولى يمنحنا نائب مديرها القادم من اليابان والعارف قليلا بالعربية هيرو ياكي، بطاقات دعوة لحضور حفل الأمم المتحدة لمناسبة عامها الخمسين نصل مقر الجمعية العمومية فتستقبلنا عروض لأوركسترا الكويت الوطني، وفرقة التلفزيون الكويتية نستمتع قليلا بالغناء الصامت القادم من الصحراء الثرية، لكننا لا نرى إلا أي يد خشنة مع أن المندوب الدائم لدولة الكويت نبيلة عبد الله الملا هي ذاتها الراعية للحفل إلى السكرتير العام للمنظمة كوفي عنان.

    هنا في نيويورك أو المدينة التي يطلق عليها سكانها لقب "التفاحة الكبيرة" لا يتحدثون عن "الجندر" والديمقراطية والجماعات المهمشة، فالنساء هنا يحظين بعدالة في التوظيف حتى أن جيش الأمم المتحدة الذي يقترب من الخمسة آلاف يعج بحواء، وتمارس هنا المرأة في الطوابق الـ 39 وظائف قيادية وإشرافية، في الشوارع القريبة من المبنى تقود النساء الحافلات العامة، وتمضي بعضهن الكثير من الوقت في مداعبة كلابهن والترفيه، ولا يعني ذلك أن الشوارع تخلو من متسولات.

    في الدروب الواسعة تنتشر شاشات عملاقة على عمارات شاهقة لبث الأخبار العاجلة، فتحتل أخبار الرئيس عرفات الصحية الواجهة وتتكاثر التحليلات في التلفزة الأمريكية، حتى أن محطة فوكس نيوز تقدم صورا غير بريئة وتعرض موسيقى حزن توحي وكأن الرئيس رحل عن الدنيا.
    تستوقفك الفرنسية – الأمريكية مارسيل، المرأة التي تعمل في برنامج الإعلام، فهي كتلة من النشاط تعمل من التاسعة إلى الخامسة والنصف دون انقطاع ورغم ذلك فهي متزوجة وأم لطفلين أصغرهما لم يكمل الثمانية أشهر.

    على مائدة الإفطار الرمضانية تنتشر الأحاديث الجانبية عن الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني ويبدي التونسيون والسودانيون الذين التقيناهم خوفا على الرئيس ويتمنون سلامته قبل أيام من رحيله.

    في بناية الأمم المتحدة الإنمائي حيث تلقينا شرحا عن اللاجئين ومعاناتهم يخبرونا بأن فرقة فلسطينية من الأشبال ستأتي يوم التضامن مع شعبنا نهار التاسع والعشرين من نوفمبر، نستعد لذلك ونمضي لأروقة الأمم المتحدة لاستكمال مناقشتنا السياسية والصحافية ، ونرى حجم الصور الضئيلة التي تتعرض لنكبة شعبنا، لكن الترتيبات تلغى بعد وفاة الرئيس عرفات ...


    لقطة خريفية :

    أخبار ساخنة وانتخابات فاترة

    تعتلي بنايات "التايم سكوير" دعايات انتخابية غير عشوائية تنادي بشكل غير مباشر لاختيار رئيس قادم للولايات المتحدة.
    بمقدور من يمر في شوارع المدينة ذات الأرقام 26و33و40و32و3 وسواها قراءة أخبار عاجلة ساخنة وباردة كانت تمزج بين صحة الرئيس عرفات ونفي إصابته باللوكيميا والترويج لاختيار دبليو بوش الولايات المتحدة وكذلك "الديمقراطية كاعتقاد أفضل من نموذج الحرب" ….

    في ظلمة الليل النهارية يتنكر مواطنو المدينة وسكانها قبل يوم من تحول الساعة لسباتها الشتوي، الليل وبرده لا يمنعان من الكشف عن السيقان والصدور، مثلما الانتخابات التي لا تخفف من صخب المدينة.

    على جنبات "الداون تاون" يتموضع قادمون من جنوب شرق آسيا لبيع مهاراتهم، فيجهدون في رسم الأزواج والأصدقاء من المارة ويقرأ آخرون الكف على طرائقهم، وتنهمك طائفة ثالثة في السحر والشعوذة، تقول إحداهن: نقطع المحيط بحثا عن الخبز …

    بالانتقال سريعا لمكان ثان يجلس شاب أسود البشرة، يتخذ من دلاء متواضعة كطبول فيحدث حركة غنائية لا تملأ كثيراً فراغات منهاتن الصغيرة.
    توقف حركات الشاب الموسيقية القليل من المارة ويفضل آخرون الفرار بعيدا كي لا يتورطون في دفع مبالغ مالية وإن قلت ثمنا للإعجاب.

    في منهاتن التي لا تنام يستطيع الزائر مشاهدة خليط من شعوب الأرض فيتعرف على أصحاب الوجوه ذات البشرة الصفراء والسمراء والشقراء، ويمارس قليلا من الانحياز للجاليات العربية التي تبدو بملامح شرقية تتعامل بحذر مع نيويورك وأشيائها.
    على قارعة الطريق يتخذ الشاب المصري أشرف العفيفي القادم للولايات المتحدة منذ حفنة من السنوات، فيجهز على عربته النقالة موائد الشواء وتختلط روائح لحوم البقر والحبش بغناء كوكب الشرق التي تحاول أصوات غناء غربي الطغيان عليها.
    بعيدا عن أشرف يجلس مصطفى حسن المغربي ، فيتعرف إلينا ويشرح لنا طريقته الخاصة في تجهيز "الباربيكيو" ، يتحدث إلينا ويرحب بنا، ويطلق لنا دعوة مجانية للانضمام إليه في "عشاء قومي".

    تعيد عربات الخيول البيضاء الضخمة شيئا من التاريخ الغائب عن المدينة لكن أصوات حوافرها تكافح التغطية على كوابح المركبات وصرخات سائقيها، الحناطير في الدول الرأسمالية لها ما يميزها ولها روادها أيضا.

    يروج آخرون لأجهزة كشف الكذب، فيضعون يافطات تخبر المارة بمجانية الفحص في محاولة لإغراء الزبائن تخاطب ذاتك أيهما أكثر حاجة لأجهزة من مثل هذا الطراز؟
    تدهشك التبرعات لإنقاذ حياة أطفال تلاحقهم أنواع السرطانات القاتلة، فيثبتون على بوابة مطاعم مختارة تقويما شهريا تخصص في كل يوم منه دائرة بوسعها استيعاب نقطة نقد من عيار الربع دولار.

    في الحافلة العامة تتوقف المركبة فجأة ويسرع سائقها لثنى مقعدها الخلفي ، يأمر أحد رفاقنا بإعادة الانتشار عنه ، فنترقب لنرى أنه يخصص المكان لامرأة معاقة صعدت بعربتها إلى الحافلة .تحتاج عملية إجلاس المرأة الكثير من الدقائق في عملية احترام لإنسانية الإنسان ، وتتنمى أن تجد في بلدك حافلة تضع في حساباتها أصحاب الاحتياجات الخاصة .

    هنا كذلك تفوق المطبوعات والمواد الدعائية والإخبارية والنشرات عدد سكان وطننا المضطهد والممزق ، وتنتشر عادة القراءة التى لا تعترف بحدود العمر وأوراقه ودلالة الشيب وانحناء الظهر .

    قريبا من شارع رقم 2 نتعرف على متطوعين صينيين يجهدون في إحياء تراث بلدهم والعودة إلى جذورهم ، فيوزعون النشرات ويطلقون العنان لمبادئهم : المصداقية والشفقة والتسامح وفضح النظام وجوره وسياسته القمعية ، ولا يكاد الملل يعرف كلمة المرور إلى أجسادهم النحيلة .
    في الشارع ذاته ننظر إلى الحيز الأيسر المزدحم بالناس والساعين إلى الحياة ، وما أن نبدل زاوية نظرنا إلا ونجد شاشة ضخمة تنقل أخبارا سريعة قادمة من العراق تتحدث عن نقيض الحياة ، تقول في أعماقك هنا تنتج أساليب الحياة وهناك تسرع ثقافة الموت بنشر قواتها .

    في أحياء المدينة يرتفع منسوب تواجد المحال التجارية الفاخرة المخصصة للترويج لأطعمة الثعالب والكلاب والقطط ، مثلما تعلو كثافة مصطحبي الكلاب ومعظمهن من السيدات .

    نجادل قليلا عامل الفندق قبل يوم من سباق الرئاسة ، فيخبرنا بأن المال أهم من صناديق الاقتراع ، يصل بنا في النهاية لحقيقة أن الفرق بين الأحزاب الحاكمة الكبيرة في الولايات العظيمة وسواها لا يعدو مجرد فرق بين الكوكاكولا والبيبسى ....

    هنا لا نلاحظ وجودا للغبار على العكس من بلدنا المنهك ، وفى جانب حاويات القمامة تسيطر دعايات تجارية وتثقيفية ، ويمارسون بسرعة الحب .
    كل شيء في منهاتن وبروكلين وكوينز وسواها مكشوف ، حتى المصارف لا تمارس السرية في عملها وكذا صالونات التجميل وعلب الليل .
    حتى في الشوارع المؤهلة للولايات القريبة من نيويورك كنيوجيرسى يتحتم على السائق الذي يستخدم الشارع دفع بدل مرور والحجة هنا استعمال المعابر والجسور وتمويل نفقات إصلاحها .

    فوق نهر هنري هاستون يستلقي أكبر جسر في العالم ويمتد جسر واشنطن للميل ونصف الميل نتحدث على شرفات الجسر عن المعابر المحطمة في بلدنا وخرائط الطرق المصنوعة في هذا البلد .
    داخل نفق هنري هاستون الذي يطول لزهاء خمسة كيلو مترات تحت الماء نطلق العنان للحديث عن الممر الآمن الذي عفا عليه الدهر بين شطري وطننا ، وننتقل لصديقنا المهجري جيمس الذي يستغرب صعوبة تنقلنا بين الشمال والجنوب .

    داخل حرم الأمم المتحدة يحكم مصممون على مسدس ضخم بالإعدام فيربطون مقدمة أداة القتل كدليل علي نزع فتيل النيران والكراهية ، والأمل بسلام فاخر بين شعوب الأرض .
    على جدران المبنى الرئيس للجميعة العامة تتموضع حفنة من اللوحات الفنية تشير لنساء وأطفال وضحايا ألغام أرضية وتخصص ردهات واسعة لهدايا الشعوب والحكومات من بين 191 دولة هي التى تشكل طيف الأمم في أصقاع الأرض .
    إيفوري أو عاج الفيلة هدية رائعة جادت بها الصين لكن ريتا جون ناشطة البيئة تقول ليتهم رفضوا استقبالها وانتصروا للفيلة .
    قبالة مبنى الأمم المتحدة تظاهر قبل أيام من الانتخابات حفنة من المعارضين للحرب جاءوا يسمعوا العالم صوتهم ، مثلما تؤكد اللوحة العملاقة الإلكترونية رقم تكلفة الحرب وهو أربع وعشرين ساعة من الصراع الديموقراطى 142829275$ والرقم يتصاعد لحظة في إثر لحظة .


    للفن لقطة أيضاً:

    حكايات متعددة ومعرض واحد

    في أعماق مقر الجمعية العامة الرئيس بقلب نيويورك التي راح الشتاء يزحف إليها يمكن للمرء في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني أن يقع في أسر معرض الفن الفلسطيني الذي يظهر هامشاً من الحلم والعذاب لشعب لا زال ينتظر الحرية الغائبة.
    الفن هنا يرتبط بعلاقة حمية بالسياسة، ليس لشغفه بها وإنما لتعبيره عن حالة الاضطهاد التي يحياها الشعب الأخير بين دول الأرض الـ 191 الرازح تحت نير الاحتلال.

    في الركن تأسر الناظر مفاتيح ذات منسوب عالٍ من الخيال، فهي رغم دلالتها لعودة اللاجئين لديارهم راحت تحمل أسماء من طراز هوليود ومصنع "كريستيانديور للأحذية" ومزرعة للنباتات ذات صيت.
    قريباً من المفاتيح ترقد خريطة للوطن الفلسطيني صنعت من حلويات ذات ألوان أربع تمثل العلم الفلسطيني، ولكن الحلويات إما مجهولة الصنع أو ذات منشأ بريطاني من ماركة "كوناكس".
    في ركن آخر يقدم الفنان شريف واكد عرض أزياء رجالية لأجساد عارية ونصف عارية تدفع من أجسادها ثمن المرور من الحواجز الإسرائيلية، في إشارة لطلب جنود الاحتلال التعسفي من الشبان الفلسطينيين الكشف عن بطونهم، ورفع ملابسهم كشرط للمرور، ويلتقط المرء كيف يرتدى أحد الشباب قميصا مقعرا يحمل عبارة: بحبك نيويورك في قلب نيويورك.
    في "تشيك بوينتس" أو نقاط التفتيش محاولة من جانب الفن لكشف فظاعات الاحتلال.
    وفي بورتريه هاني زعرب حفنة من الدلالات، فيظهر نفسه وكأنه أسير يقبع عند حاجز صار يشارك الشعب الفلسطيني في حياته.
    فوق أرض رخامية في ممر الأمم المتحدة، أختار منظمو المعرض استيراد رماد وأرض محروقة ونباتات برية من طراز النتش الشوكي، وقضبان حديدية وحجارة تشير إلى حال الأرض الفلسطينية المضطهدة وفق رؤية الفنانة حنين أبو دية.
    ينقل معن حسونة بفن إضافي طريقة الحياة في مربعات، تشير للسجون الفلسطينية الكبيرة، ويعرض رائد باشا مجموعة أطفال يبتسمون أو يتجهمون أو يضعون أصابعهم في أفواههم العارية أو يختفون وراء زرقة عيونهم فيما ملابسهم رثة غير متناسقة، وبعضهم يفضل الاختباء وراء قبعة ذات صنع رخيص.
    يستشف الزائر مئات المعاني من وراء ملامح الأطفال الذين سرقت طفولتهم.
    يصطدم المرء في ركن آخر بوجوه صنعها من الجبص الفنان واكد أبو صبيح، وتعبر عن نفسها بغير لغة، مثلما تفعل ذلك أسلاك القفص التي أبتكرها جواد المانحي.
    أما إيمان أبو حميد فتقدم في مشهد بالأبيض والأسود غنائية تردد الحنين للبرتقال والتاريخ والثورة والحدود والجدار واللجوء والرحيل ودير ياسين والكفاح والثورة والضياع والمخيم والنكبة، وتنهي الألواح المربوطة بخيوط سوداء والمتدلية من أعلى لأسفل بجدارة حملت كلمة السلام.
    تتساءل إيناس حماد في مرآتها عن اعتياديتها في النظر لنفسها في مرآة لبضع سنين، لكنها لم تستطع رؤية نفسها إلى أن نجحت في ذلك، وهذا كله يرشح بالمعنى والصور.
    وتجد أيضاً فكرة الحجاب وصورة الفتاة ذات الهيئتين، وقيم الصراع الداخلي والبحث عن الهوية.
    يعرض سليمان منصور في مجموعاته الثلاثة مشاهد عن العائلة والتقاليد وحفل الزواج، حيث الوجوه الفاترة والدلالات المشوهة والضبابية والتداخل.
    واختزلت أعمال جاد سليمان المرأة بأجزاء من الحجارة المقطعة المنفية الأطراف والحس والأنوثة والحياة والضحك والبكاء والقهر، في تعبير يغص بالدلالات، على غرار كرسي الأب الزرقاء لنبيل عناني، إذ ترحل النظرات في محاور الكرسيين الكبيرة والصغيرة والأشياء الخاصة للأب صاحب الرمزية والعالم الخاص.
    ويوصف الفنان يوسف عواد قريته بحجارتها وخشبها المتواضع وشبابيكها العشوائية وشجرها غير المثمر، لكنه غفل عن وضع إشارات للهدم والحصار التي تحياها فلسطين مقطعة الأوصال والأحلام.

    يغرق المعرض في تضاريس الشعب الفلسطيني، ويسير في اتجاهات قراءة الوجوه وتجاعيدها وملامحها المسروقة.
    يروي سليمان منصور وقد بدا الشيب يحتل قطاعات من رأسه الحديث، فيقول المعرض من إنتاج جيل الشباب، الذي استطاع سرقة الجمهور وتنال ثقته، فلغة الفن عالمية و لم تعد مركزة بالسياسة.
    ويرى أن الفن الممتلئ بالدلالات يمكنه خدمة القضية الفلسطينية، مثلما يفعل السياسيون وملفاتهم.
    ويضيف، تحدث الفنان هاني زعرب المولود في رفح والساكن لرام الله عن مأساته الشخصية وحصار شعبة في الوقت نفسه، فاستطاعت لوحته تتبع المأساة الإنسانية.
    ويعتقد أن اللوحات التي استطاعت الوصول لمنهاتن بسهولة أكبر من تنقلها بين رام الله وغزة، من الممكن أن تكون تحمل تأييداً أو نقداً أو تعبيراً عن فكرتها كضحية.
    يتابع: الجزر الأكبر من الفنانين المشاركين في المعرض عملوا معاً في أكاديمية نرويجية، نحلم بأن ننشئ واحدة مثلها في فلسطين.
    يقول منصور الذي رأى النور العام 1947، وقبل سنة واحدة من نكبة الشعب الفلسطيني، أن المعهد الذي درس فيه والذي يحمل اسم "بيتسئال إل"، أوجدته الحركة الصهيونية العام 1905، قبل قيام الدولة اليهودية وتأسيس جامعتها العبرية.
    ولعل الحرص الإسرائيلي على افتتاح كلية للفنون قبل قرن من الزمان، قوبل بـحظر على مؤسسات فلسطينية شبيهة في الفترة التي سبقت قيام السلطة الفلسطينية، والسر في ذلك كون الفن يعبر عن الذات ويعمق الارتباط بالأرض.
    ونال منصور جائزة فلسطين للفنون العام 1998، والجائزة الكبرى في منالي القاهرة الدولي.
    يمزج الفن بالسياسة دائماً، وحتى عندما تقدم شاب لخطبة ابنته الطبيبة ، كان سؤاله لوالدتها: هل يسكن قبل جدار الفصل العنصري أم بعده!!


    لقطة خضراء:

    أوراق بيئية وشتاء حار

    بعد أن أقلعنا من مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية صوب فرانكفورت في ألمانيا، بدأت عملية إعادة ترتيب الأوراق تتخذ مساراً خاصاً، فهنا لا بد من تدوين عدد كبير من الإشارات ذات الصلة ببيئتنا وبكوكبنا.
    بدون أدنى شك سينفق الصحافي وسواه وقتاً طويلاً في الحديث عن الحال البائس لبيئتنا، فالاحتلال أسرف في استهداف الغطاء الأخضر الذي يحيط بوطننا الممزق.
    ستكون أول الإشارات قبل التخلي عن أخفض بقعة في الدنيا، حيث استراحة أريحا متعلقة بالمناخ القائظ في أواخر الخريف، والأمر كجرس إنذار يتصل بحكايتنا مع التصحر، وبدء زحف الصيف نحو الشتاء.

    تتحدث والطبيب المتجه من بلدته في غرب رام الله حمزة محمد عن الغبار الذي يجعلك تفكر ألف مرة قبل اختيار لون الحذاء والملبس الذي ستنحاز إليه على امتداد نهارك، فيخبرك أن القاهرة تبكي الغبار والتلوث.
    ترتقي قليلاُ لمرتفعات غرب عمان المولودة من سبعة جبال، فتشعر بفارق مناخي كبير، لكنك لا تكف عن توجيه أسئلة كثيرة للسائق بأنه يدرك التلوث الحاصل من عوادم المركبات ويتمنى أن يأتي اليوم الذي نعامل فيه بيتنا بلطف وأخلاق.
    أبو العبد، الساكن في أربد منحدر في أصله من سهل بيسان، ويدرك أهميه التنوع المناخي في بلده الممنوع عليه دخولها.

    في السماء بين عمان ومطار فرانكفورت تسأل جارك المؤقت الراحل من بلده الصين إلى كندا حيث يمارس تدريس الرياضيات، عن الفرق الكامن بين بكين وأوتاوا على صعيد البيئة، يرد عليك بأن المسألة لا تعنيه كثيرا، فربما الأرقام لا تصادق البيئة.
    ما أن نهبط لمطار ألمانيا، حيث أنفض معرض فرانكفورت الدولي للكتاب إلا ونبحث عن الفرق، هنا في أرضية المطار حيث أنفقنا ثلاث ساعات بانتظار "لوفتهانزا" جديدة تؤهل لنيويورك، تشاهد أربع أنواع من حاويات القمامة تحاذي بعضها بعضا، والمسـألة هنا تصنيف النفايات لفئات في المرحلة التمهيدية لمعالجتها والتخلص منها بشكل متزن وسلمي للبيئة.

    تتعرف لكوافير الشعر القادم من البرازيل صوب لندن، فيخبرك بأن البيئة مهمة له، لكن تجار المخدرات العصابات والفساد الحكومي والكرة الساحرة ومنافسات كأس العالم مسألة أهم في بلاده.
    مع ارتفاع الطائرة في أفق ألمانيا الباردة، إلا ويشرع المغادر من بلد محطم الشوارع ومغبر ومنتهك بيئياً، بمشاهدة الفرق، وتنهال عليه الأمنيات بالتعرف ذات نهار لبيئة سالمة مصانة الجانب.

    في الطريق إلى نيويورك، تقرأ تحليلاً عن سر تفوق الأحزاب الخضراء في القارة الأوروبية وتراجعها في الولايات المتحدة، التي كانت تستعد لجولة جديدة من ممارسة الحرب الديمقراطية، ورالف نادر أحد المرشحين الثلاثة الذي يركز على جودة البيئة في بلد رأسمالي صناعي.
    الفارق الرئيس وفق رمزي جودة، الصيدلاني، هو أن الخضر في أمريكا لا يملكون الكثير من المال، وفي عصر العولمة تتلاشى المفاهيم ذات الصلة بالبيئة، لأنها تتعارض ومصالح الشركات العملاقة.

    تقرأ في أروقة الأمم المتحدة، حيث نشارك في دورة للصحافيين الفلسطينيين، عن الاتفاقات التي أبرمتها المنظمة الدولية ومدى مساعدتها في تخفيض المطر الحمضي في أوروبا وأمريكا الشمالية، وحدّت من التلوث البحري على نطاق العالم، وسعيها عبر مراحل لإنهاء إنتاج الغازات المدمرة لطبقة الأوزون المحيطة بالكرة الأرضية.
    وتعرف إن المنظمة أنفقت 6 بلايين دولار سنويا على الأنشطة التنفيذية من أجل التنمية للبرامج الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية لمساعدة بلدان العالم، وهذا يمثل مجرد (0.75) (أقل من واحد في المائة) من النفقات العسكرية العالمية التي تتجاوز 800 بليون دولار.
    تحاول نسج قصص عن وكالات المنظمة الدولية المتخصصة ذات الصلة بالبيئة كمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمنظمة البحرية الدولية.

    ليس بعيداً من مقر الأمم المتحدة تتصاعد بين الفينة والأخرى أعمدة دخان من مصنع عملاق، ولكن ذلك لا يلفت الأنظار.
    هنا أيضاً يقللون من عوادم المركبات، فالمترو الذي أطلق قبل قرن من الزمن بالتمام والكمال يقلل من عوادم السيارات.
    في شارع استوريا بقلب كوينز العربية في نيويورك، تسخر مطولاًً كون أحد المقاهي المصرية تمنع التدخين وتسرف في استخدام النرجيلة.
    لكن إياد الأسعد الشاب الفلسطيني الأمريكي يرى أن البيئية في الولايات المتحدة بخير، فإذا ما ألقت الشرطة القبض على أحد السابقين وبرفقته طفله دون الثامنة عشرة فإنها تأخذه منه.
    هنا أيضاً تصنف القمامة ومن يخالف يدفع 500 دولارا غرامة لذلك التصرف، وكذا إن وجدت نفايات أمام المنازل والمتاجر. تقفل أوراقك وتحزم أمتعتك وتتمنى ….


    لقطة ناعمة:

    يوميات نسوية في الأمم المتحدة


    رويداً رويداً، راحت خطواتنا تقترب من مقر المنظمة الأممية، في قلب منهاتن التي تشكل واحدة من أربع جزر رئيسة تتربع عليها المدينة الأغلى في العالم.
    للوهلة الأولى تستقطبك جدارية كبيرة تسمح للنساء حول العالم من ممارسة حضورهن، فتتحدث أفغانيات بلغة الصورة عن معاناتهن، ويمكن أيضا اشتقاق معاناة نساء بفعل الألغام التي تحصد حياة الآلاف من الأبرياء حول العالم

    في قسم هدايا الشعوب المقدمة إلى الجمعية العامة من حكومات الأرض، يتعرف الزائر على لوحات فلسطينية تتحدث عن حكاية اللجوء والتشرد، فتشاهد الخيمة ويتفاعل الحاضرون مع دلالاتها، وبالانتقال خطوات إلى الأمام تشاهد بعض ما يطرق جدران ذاكرة اليابانيين من كارثتي هيروشيما وناغازاكي التي عصفت بالشعب الياباني العام 1945.
    تتحدث زائرة يابانية عن الضحايا وتقول إن غالبيتهم من النساء، فهن إما ضحايا أو أمهات وأخوات لمن فارقوا الحياة بشكل صناعي. وهذا بالضبط ما تخبرك به لوحة ضخمة قررت التأكيد على أن 80% من ضحايا الألغام هم من المدنيين، الأمر الذي يؤكد على حقيقة أن نساء الأرض يدفعن الضريبة على الحياة بأشكال مختلفة، وبالطبع للدموع تمثيل قوي وكذا الدماء.

    في حفل يوم السادس والعشرين من نوفمبر حيث جادت الفرقة الوطنية الكويتية للموسيقى وفرقة التلفزيون بالألحان لمناسبة يوم الأمم المتحدة والمفاجأة أن مندوبة الكويت الدائمة لدى المنظمة الدولية، نبيلة عبد الله الملا هي التي رعت إلى جانب الأمين العام الاحتفال من دون أن تتمكن الأيادي الناعمة من التعبير عن صوتها، كما لا يعترف به في صناديق الاقتراع.

    نلتقي في اليوم الثاني من برنامج التدريب الإعلامي الذي تنظمه للسنة الثامنة على التوالي دائرة الإعلام، بالمسؤولة عن موقع الأمم المتحدة الإلكترونيٍ سعاد سومريني، فتحدثنا عن برنامجها ونشأة موقع الأمم المتحدة قبل حفنة من السنوات بالفرنسية والإنجليزية، قبل أن يعترف بالعربية وثلاث لغات أخرى رسمياً.
    تبدي سعاد المصرية الأصل، مقداراً من الحنين للقاء صحافيين وصحافيات قادمون من الأراضي المحتلة، وتجد الفرصة مناسبة للتعبير عن مشاعرها تجاهنا.
    وفي اليوم نفسه نلتقي بمدير قسم الاتصال الاستراتيجي، سوزان مرخام ورئيسة قسم السلام والأمن سوزان منويل، نحاورهن ونسعى لفهم دور منظمة طالما توجه إليها اتهامات بالعجز، ونبرز لها كوننا نحن الأكثر تضرراً من ترهل الأمم المتحدة، التي قسمت وطننا ومنحت شطراً منه لدولة صارت تتحدى الشرعية الدولية.
    ننتقل لشطر آخر من المكان ونستمع لحديث مسؤولة برنامج التعليم الثانوي، ماريا لويسا التي تشير لمحاولات إطارها الانتصار لتعليم المرء حول العالم.
    نستمع لمادة فيلمية تلخص السيرة والمسار للبرنامج، وننحاز رغم عجزنا على فهم لغات مجهولة لحركات الوجه ونقرأ البؤس بإمعان في وجوه المهمشين.

    يوم السابع والعشرين من أكتوبر نلتقي مراسلة وكالة الأنباء السعودية في الأمم المتحدة لوريا أنجيلا، التي تشير لنا لحكاية عملها، ونقدم لها شرحاً عن الحال الفلسطيني المحاصر، وننقل لها بعض من الفظائع التي تحدث بعيداً عن عدسات الصحافة.
    نجتمع حول طاولة مستديرة أخرى ومسؤولة في برنامج تطوير الخدمات وحملات الاتصال براجاتي باسكالي، نسألها عن الفئات التي تستهدفها، ونعنى كثيراُ بطرائق التقييم ومراقبة الأداء بعد أن غزتنا موجات التفنن في البحث عن بنود التفافية لبعثرة المنح والهبات والمساعدات.
    في إحدى قاعات الجمعية العامة، تترأس لويسا فريتشت جلسة إطلاق مشروع حقوق الإنسان، نستمع لمداخلات الكثير من الوفود ويسحرنا الأداء السريع الذي قامت به لويسا.

    نبحر ونحن نجاور النهر الذي تتربع على جنباته البناية الأممية المستطيلة، في حديث مع مسؤولة في قسم عمليات حفظ السلام سوسن أليا، التي تتحدث عن الثمن الكبير الذي تقدمه الإنسانية بفعل الحرب، نحاورها ونتعرف على حال الأرض وصراعاتها.
    بخلاف البرنامج، يبدل اللقاء بالمديرة المساعدة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتقرير التنمية البشرية، ريما خلف، بزميلها، فهي بدلت جدول عملها في رحلة عمل للعاصمة عمان حيث كانت ترأس وزارة التخطيط الأردنية.
    نتعرف من مدير برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني أن التاسع والعشرين من تشرين الثاني، أو يوم التضامن مع شعبنا، سيحيا من قبل فرقة الفنون الفلسطينية.

    في الثامن من نوفمبر، نلتقي ومديرة البرنامج العربي في صندوق الأمم المتحدة للسكان لينا موسى، فتشير لنا لحجم المعاناة الذي يقع على نساء الدنيا، وتتحدث عن الضحايا الفلسطينيات للحصار، نقتطع القليل من الوقت ونشاهد فيلم "ولادات على الحواجز" للمخرجة علياء أرصغلي، وتقول لنا إن الفيلم استطاع أن يقدم كوثيقة تشهد على القمع المنظم الممارس ضد الفلسطينيات.
    وتقول وفقاً للإحصاءات إن 56 امرأة توفين عند الحواجز الإسرائيلية لحظة المخاض.
    تنحاز الفرنسية مارسيل للفيلم وتتحدث عن الألم الذي ينتج في لحظة بحث الأم عن وليدها، فتجده قد فارق الحياة بسبب جندي.
    يتحدث حميد عبد الجابر مدير القسم العربي في إذاعة وتلفزيون الأمم المتحدة، عن الحال العراقي، فيخلط عاطفته بموقعه الرسمي عندما يتحدث عن حكاية تفجير مقر الأمم المتحدة بالعراق، حيث كان يعمل نائباً للناطق الرسمي عندما غادر المبنى قبل ثلاث ساعات من تفجيره، حيث قدمت الفلسطينية رهام الفرا للعمل مكانه، وقبل أن تستلم عملها في اليوم التالي سقطت وممثل الأمم المتحدة في العراق سيرجيو ديميلو ورفاقه.
    تختلط أحزان الأمريكية إليزابيث ديسمثيا الصامتة وهي تترقب بحذر جديد الأخبار المتصلة بحياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بسرعة بحث الفرنسية مارسيل عن جديد الأنباء المتضاربة القادمة من المشفى العسكري في بلدها، وتتمنى أن لو يتوقف ضخ الشائعات حول وفاة الرئيس، لكن أمنيتها سرعان وما تبخرت يوم الحادي والعشرين من تشرين الثاني.


    لقطات متحررة:

    تمثال وحريتان ودلالات......

    راحت سفينة " تيرسيل" البيضاء تشق خطاها في المحيط الأطلسي في رحلة الوصول لجزيرة حوفيرنسر، قبل الانطلاق يمكن استقبال العديد من الإشارات الفردية والجماعية المتشعبة، فكل الساعين لهذه الرحلة يضعون نصب أعينهم الوصول للتمثال الأشهر في العالم أو تمثال الحرية الذي قدمه الشعب الفرنسي لنظيره الأمريكي ذات يوم من العام1876: يتسابق حشد من أمم الأرض لابتياع تذاكر الرحلة القصيرة وينتظرون الدور للصعود إلى طبقات مركبة المحيط، الكل هنا تقريباً بدل زوايا الرؤية الخاصة به من تمثال الحرية البعيد نسبياً لتلك العجوز المحمولة على عربة رباعية، فهي كما علق فرنسي قريب منا تريد التمتع بالحرية قبل منيتها.

    في المكان أيضاً يمتلك كل واحد من المنطلقين للتمثال تفسيرا لسبب الزيارة، بين اللهو وركوب البحر والتمتع بدخول تمثال عملاق كان الوصول إليه مهمة مستحيلة قبل أغسطس من العام الحالي، وهذا ما تحفظه الفرنسية مارسيل عن ظهر قلب، أيضاً يسير الطفل كريستوفر الأمريكي الأشقر وكأنه المكتشف الجديد لبلاده بخطى بطيئة صوب التمثال الأخضرـ الذي يظهر فتاة تحمل شعلة بيمينها وتنظر صوب أرجاء من منهاتن ونيوجيرسي وسواها....

    على ظهر السفينة لم يمنع المنظر الخلاب أعضاء الوفد الإعلامي الفلسطيني المشارك في التدريب الإعلامي الذي تعقده الأمم المتحدة من تفسير قيمة الحرية وقراءة ما وراء التمثال الجميل: هنا يشعر القادم من غزة بما يفقده ويرفع يده كصاحبة الحرية فيما يده الأخرى على قلبه لأن معبر رفح مقفل وذلك يعني أن العودة ورغم كونها بعيدة المنال تحتاج للدخول في تكهنات وتوقعات كثيرة، ومثل هذا الشعور يستلقي في أعماق يوسف عطوة ومها مطر وألفت الحداد وهيام حسان، أما القادمون من الضفة الغربية والقدس فتمنينا لو أن نرى في بلدنا المحاط بأسوار ومعازل تمثالا للحرية الغائبة ـ بدلا من مشاهدة جدران وأسلاك شائكة، فعلي صوافطة وربى رجب وهبة الطحان والمثنى القاضي يتمنون أن تتذكرهم الحرية ذات نهار...

    نرى الكندي القادم في رحلة عائلية التمثال ولا يمنعه المكان الساحر من تقديم صورة رائعة لشراكة زوجية راقية، فهو الذي شرع في تبديل حفاظات ابنته الصغيرة، فيما زوجته تمتع ابنتيها في سحر الحرية.
    تقتحمك فكرة تسبق قليلاً يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، فتفترض لو أن أطفالاً من وطننا الممزق صعدوا السفينة وسألهم أي قادم من ماليزيا كالذي يعتقد أن فلسطين إيران: ما الذي يرمز إليه المجسم الكبير الذي يحمل اسم الحرية...

    ليس بعيداً عن التمثال، راح الطفل" إروا" ابن الثالثة يملأ قطار "الصاب وي" شغباً، تارة يتمرد على حضن والده، وأخرى يحاول تسلق قضبان القطار السريع، تقترب من والد الطفل وتسأله عن صغيره، تصافح الطفل تستفز براءته بسؤال عن لون عيونه، تخبره عن لون عيونه، يرد عليك بلغته العذبة "بلو"، تحاور ثانية والده، فتقول له ماذا لو حكمت براءة أطفالنا العالم يرد إليك كلماته، بالطبع لن تكون هناك مجازر ولا حروب ولا دماء.

    في المترو ذاته المتجه لاختراق شارع 42 يتذكر صديقك وليد اللوح مترو القاهرة وذاك اليوم الذي أكره على دفع غرامة مالية لأنه صعد في العربة المخصصة للنساء كونه يجهل بقوانين المترو في القاهرة.
    يضحك وليد وهو يراقب سيدات منهاتن وفتياتها بالقول كل واحدة تنشغل بما يعنيها فمنهن من يسرفن في استخدام أدوات التجميل وتقرأ طائفة ثانية منهن الصحف والمجلات وتؤثر أخريات محادثة أصدقائهن أو أزواجهن، وتنحاز فئات أخرى للصمت.

    نودع المترو فنصطدم بعازف آسيوي راح يبعث الحياة لأدوات موسيقية خشبية، وقلبه ينظر إلى الكرماء والسميعة علهم يغدقون عليه بأوراق من ذات فئة أوراق الدولار الواحد.
    تتسلل للعازف طفلة بريئة تمنحه ورقة نقدية والفرح يملئ وجهها، فتتمنى أن يحظى أطفالنا بأصوات موسيقى عذبة بدلا من الرصاص الأعمى والطيران الذي لا يكف عن استهداف سمائنا أو الدبابات التي تملأ أرضنا شغبا وموتاً.
    محمود الأسعد الفلسطيني القادم قسراً من بلدته المدمرة قالونيا "قرب القدس"، فهو الذي حرم من العيش في بلده وتقاذفته الظروف العصيبة إلى العالم الجديد أمريكا.
    لازالت ذاكرة أبو إياد تحفل بمحطات كثيرة من بلده، مثلما يحتفظ لسانه بلهجة محلية متقنة الصنع، ولم تذهب "إنجليزيات" أمريكا حنينه للممارسة ما اعتاد عليه من كرم وبشاشة وجه وطيب خلق.
    يعود أبو إياد إلى العام 2001 حيث عاد برفقة زوجته التي تكالبت عليها أوجاع السرطان في وداع شبه رسمي لبلدهما وما تبقى لهما من أقارب، غير أن زوجته فارقت الحياة قبل فترة قصيرة من العودة إلى كوينز.
    كان حلم الأسعد إطلاق جمعية لمساعدة السقماء الذين طاردتهم اللعنة ذاتها التي اختطفت زوجته من الدنيا. لكن الرياح تجافي رغبة قبطان البحر.
    لأولاد أبو إياد الستة حكاية لا تختلف كثيرا عن حنان والدهم لمسقط الرأس المسلوب، فيتمنون أن لو بقيت أحلامهم قائمة في قالنويا المدمرة.
    بكل تأكيد إن زيارة أبو إياد لتمثال الحرية ستعيد فتح الحنين إلى قلبه، ولن يتمكن من تحقيق أحلامه في إضاءة الشعلة التي تستقطب أنظار السائحين من كل أقطاب الأرض، ومع ذلك فهو ينعم هنا بالحرية.

  • #2
    رد: كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

    يسلموو للمقال

    دمت بود
    شكراً أخي أبو حميد ع التوقيع ..


    -)( أموت وسلاحي بيدي , ولا أحيا وسلاحي بيد عدوي )(-

    تعليق


    • #3
      رد: كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

      --------------------------------------------------------------------------------

      يسلموو للمقال

      دمت بود

      تعليق


      • #4
        رد: كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

        يسلمووووو دياتك خيو على الموضوع

        لا عدمنا جديدك



        يسلمو دياتك خيو أبو حميد على التوقيع النايس


        تعليق


        • #5
          رد: كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

          يسلموووووووووووووووووووو

          تعليق


          • #6
            رد: كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

            سلمت الأيادي أخي


            مشكور كثير


            على المقال الطيب




            تحيتي








            لك في صمتي كلام !!

            ،



            تعليق


            • #7
              رد: كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

              يسلمو على الطرح المميز


              دمت بود

              الروح الهادئة

              تعليق


              • #8
                رد: كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

                ايش هدا


                هدا مش موضوع

                هدي جريده


                ههههههههههههههههههه




                كنفوش يرحب بكم

                GH


                3 4 1

                تعليق


                • #9
                  رد: كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

                  يسلمووو عالمقال اخي


                  تحيتي
                  لا حُزن سَيتملكني بعدكَ وَ لا خواء
                  سيستوطنني بِ فراقكَ !
                  كبرتّ كثبراً على حزنكَ ورثائكَ ،
                  كبرت أكثر مماتتصور =) !

                  تعليق


                  • #10
                    رد: كلوس آب) فلسطيني (1-3) ...

                    مشكور أخي ع الموضوع

                    دُمت

                    تعليق

                    يعمل...
                    X