القاهرة - الكوفية برس - أثارت التطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية تنديد فعاليات سياسية ودينية مصرية فيما وصفوه بـ 'الانقلاب العسكري' لـ 'حزب الله' المدعوم من إيران على الدولة في لبنان، وذلك بعد سيطرته على مناطق السنة ببيروت، وهو ما يفقد سلاحه الشرعية بشكل تام.
وطالبوا بالتصدي لتأسيس إمبراطورية إيرانية شيعية في المنطقة، قبل أن تستكمل طهران حلقات الهلال الشيعي الخصيب الذي حذر منه العديد من القادة العرب خلال السنوات الأخيرة في ظل حالة التمدد الشيعي الآخذ في الاتساع.
وأكد الدكتور محمد سعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، أن 'حزب الله' ينفذ مخططا قديما بالسيطرة على لبنان، رغبة منه في إخضاع القرار اللبناني لهيمنته مستفيدا من نجاحه في مواجهة إسرائيل، معتبرا أن الأحداث الأخيرة في لبنان أكدت بما لا يدع مجالا للشك تصاعد النفوذ الشيعي بالمنطقة.
وأوضح عبد المؤمن أن 'حزب الله' سيحاول الاستفادة من التطورات الأخيرة للحصول على نصيب الأسد على الساحة اللبنانية، والعمل على إلغاء كافة التوازنات التي كرسها اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية، مؤكدا أن الحزب أطاح بنظام الشراكة السياسية اللبنانية وكرس هيمنة سوريا وإيران في لبنان.
من جانبه، اعتبر الدكتور محمد عبد المنعم البري الرئيس السابق لـ 'جبهة علماء الأزهر' أن الأحداث الأخيرة في لبنان أكدت أن ما يسمى بـ 'حزب الله' لا يعدو أن يكون عصابة طائفية تسعى لتكريس النفوذ الشيعي المنطقة، وإيجاد ما يسمى بالالتقاء الشيعي حتى لو كان ذلك على حساب الغالبية السنية في المنطقة.
وقال إن انقلاب 'حزب الله' العسكري على الدولة اللبنانية كشف عن وجهه القبيح، وأوضح بما لا يدع مجالا للشك الطابع الطائفي المتطرف لهذا الحزب الذي حاول خداع العالمية العظمي من الشعب العربي الذين أبدوا تعاطفا معه.
واتهم، 'حزب الله' بأنه ترس في الآلة الإيرانية الراغبة في استعادة النفوذ الفارسي على الدول العربية، داعيا إلى توحد العرب في مواجهة مساعي إيران 'الجهنمية' لتأسيس الهلال الشيعي الخصيب.
وقال إن ما وصفه بـ 'الطابع الدموي' لـ 'حزب الله' قضى على الشرعية المزعومة لما أطلق عليه سلاح المقاومة التي ظهرت كقوة غشوم استخدمها ضد القوى الشرعية في لبنان بدلا من إسرائيل، وفضحت الأجندة الخبيثة لهذه العصابة الطائفية، على حد تعبيره.
من ناحيته، رجح الدكتور جهاد عودة أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان أن يؤدي 'الانقلاب العسكري' الذي قاده 'حزب الله' ضد الحكومة الشرعية في لبنان إلى فتح الباب أمام تدخل دولي سيدفع الشعب اللبناني وحده ثمنه، متوقعا تصاعد التوتر خلال المرحلة المقبلة.
لكنه شدد على أن الدول العربية لن تسمح بتمدد الإمبراطورية الإيرانية خارج حدودها، حيث أنها لن تجلب معها سوى تكريس النفوذ الطائفي الشيعي، في إطار رغبتها تكرار سيناريو الهيمنة على العراق في لبنان.
وأشار عودة إلى أن مفردات اللعبة ليست كما يعتقد في يد 'حزب الله'، وهو ما سيؤكده الشعب اللبناني في حال تجاوب مع دعوة فؤاد السنيورة رئيس الوزراء للتظاهر ضد انقلاب الحزب المدعوم من سوريا وإيران.
على الجانب المقابل، يرى المستشار طارق البشري المفكر الإسلامي البارز أن الصراع في لبنان بشكل عام يدور بين قوى مؤيدة للهيمنة الأمريكية وأخرى مؤيدة للمقاومة.
من جهته، طالب الأزهر في بيان الشعب اللبناني بالابتعاد عن أي قول وفعل يؤدي إلى إشاعة الفوضى والاضطراب مما يؤدي إلى عواقب سيئة ووخيمة على لبنان.
ودعا اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم بأن يتعاونوا على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان وأن يعملوا على حل مشاكلهم بالحوار الحكيم والقول الكريم والفعل الإيجابي السليم الذي يعيد لبنان أمنه ورخائه واستقراره، متمنيا من الله أن يجنب لبنان شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء
صبراً يا بيروت
تعليق