إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف يتدبرون القرآن(موضوع يستحق التثبيت)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يتدبرون القرآن(موضوع يستحق التثبيت)

    هكذا كانوا يتدبرون القرآن :

    عن قتادة في قوله تعالى: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى [طه:2]} لا والله، ما جعله الله شقيا، ولكن جعله الله رحمة ونورا ودليلا إلى الجنة. [الدر المنثور] فتأمل الآية وتعليق هذا الإمام عليها، ثم لك أن تتعجب أن يتقلب مسلم في الشقاء وكتاب الله بين يديه...

    {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور} ومناسبة الآيتين لبعضهما أن بعثرة ما في القبور إخراج للأجساد من بواطن الأرض، وتحصيل ما في الصدور إخراج لما تكنه فيها، فالبعثرة بعثرة ما في القبور عما تكنه الأرض، وهنا عما يكنه الصدر، والتناسب بينهما ظاهر. [ابن عثيمين]

    {ويدعوننا رغبا ورهبا [الأنبياء:90]} قال الحسن البصري: دام خوفهم من ربهم فلم يفارق خوفه قلوبهم، إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجا من الله لهم، وإن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله عز وجل قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم. [الدر المنثور]

    عن ابن عباس قال: أجار الله تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة، ثم قرأ: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} قال: لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة.
    [تفسير ابن أبي حاتم]

    {إذ نادى ربه نداء خفيا [مريم:3]}
    "إخفاء الدعاء، والإسرار بالمسألة: مناجاة للرب، وإيمان بأن الله سميع، وذل واستكانة، وسنة من سنن المرسلين"
    [د.عبد الله السكاكر]

    "{إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} حفظها القرآن في ثلاثة مواضع عن نبينا صلى الله عليه وسلم لما أريد على دينه ورسالته، فما أحوج المؤمن أن يعلنها مدوية كلما أريد على دينه، أو عرضت له معصية تقطعه عن سيره إلى الله تعالى"
    [د.عمر المقبل]

    "لو لم يكن للعلم وأهله العاملين به من شرف إلا أن بركة علمهم تبقى، ويمتد أثرها حتى في عرصات القيامة، فهم شهود الله على بطلان عبادة المشركين كما في سورة النحل[27]، وشهود على منكري البعث كما في سورة الروم[55-56]" [ابن القيم]

    "سورة الكافرون فيها توحيد العبادة، وسورة الصمد فيها توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وتسميان سورتي الإخلاص؛ ولذا تشرع فراءتهما في أول يوم في سنة الفجر وفي ركعتي الطواف، وفي آخر الوتر، تحقيق للتوحيد وتجديدا له"
    [د.محمد الخضيري]

    "لما نهى الله عباده عن إتيان القبيح قولا وفعلا: {فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج [البقرة: 197]} حثهم على فعل الجميل، وأخبرهم أنه عالم به، وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة: {وما تفعلوا من خير يعلمه الله}" [ابن كثير]

    وصف الله المسجد الحرام بقوله: {الذي جعلناه للناس [الحج: 52]} "للإيماء إلى علة مؤاخذة المشركين بصدهم عنه؛ لأجل أنهم خالفوا ما أراد الله منه, فإنه جعله للناس كلهم يستوي في أحقية التعبد به العاكف فيه - أي: المستقر في المسجد - والبادي - أي: البعيد عنه إذا دخله -"
    [ابن عاشور]

    "{وتزودوا فإن خير الزاد التقوى [البقرة:197]} أمر الحجاج بأن يتزودوا لسفرهم ولا يسافروا بغير زاد, ثم نبههم على زاد سفر الآخرة وهو التقوى, فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد يبلغه إياه, فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى, فجمع بين الزادين, فذكر الزاد الظاهر والزاد الباطن"
    [ابن القيم]

    {من خشي الرحمن بالغيب [ق : 33]} "هو الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء، فيستغفر الله منها" [الفضيل بن عياض] ومما يدخل في هذا المعنى أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله: "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" أي: من تذكره لعظمة الله ولقائه، ونحو ذلك من المعاني التي ترد على القلب.
    ابن كثير_


    {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم[الجمعة : 2]} في قوله: "منهم" فائدتان:
    الأولى: أنه كأمته الأمية، لم يقرأ كتابا، ولا خطه بيمينه، ومع ذلك أتى بهذا القرآن الذي ما سمعوا بمثله، وهذا برهان صدقه.

    والثانية: التنبيه على معرفتهم بنسبه، وشرفه، وعفته، وصدقه، بل لم يكذب قط، فمن لم يكذب على الناس أفيكذب على الله؟ [ابن رجب]

    {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون[البقرة : 216]} في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب فإن الله يعلم منها مالا يعلمه العبد"
    [ابن القيم]

    - كلُّ ما ورد في القرآن "زعم" فالمراد به الكذب.
    - وكلُّ "ظن" ورد في القرآن في الآخرة أو يوم القيامة فهو يقين.

    - كلُّ ما ذكر في القرآن "رزق كريم" فالمقصود به الجنة ونعيمها. [عن كتاب كليات الألفاظ في التفسير]

    {قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به[الرعد:36]} سئل سهل التستري: متى يصح للعبد مقام العبودية؟ قال: إذا ترك تدبيره ورضي بتدبير الله فيه. [منار السالكين]

    "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" من كتب التفسير القيمة التي كتب الله لها قبولا حسنا، للعلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله: وهو تفسير يعين القارئ على استنباط الأحكام الشرعية، واستخراج القواعد الأصولية والتفسيرية.
    فمن أراد أن ينمي ملكة التدبر لديه فعليه بإدامة النظر والقراءة في هذا التفسير المبارك. [د.محمد القحطاني]

    "تأمل في قول ذي القرنين: {أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا * وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا [الكهف: 87-88]} إذ لما ذكر المشرك بدأ بتعذيبه ثم ثنى بتعذيب الله، ولما ذكر المؤمن بدأ بثواب الله أولا ثم بمعاملته باليسر ثانيا؛ لأن مقصود المؤمن الوصول إلى الجنة، بخلاف الكافر فعذاب الدنيا سابق على عذاب الآخرة".
    [ابن عثيمين]

    "في قول موسى للخضر: {هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا [الكهف:66]} التأدب مع المعلم، وخطابه بألطف خطاب، وإقراره بأنه يتعلم منه، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه، بل يدعي أنه يتعاون هو وإياه، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جدا، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم" [ابن سعدي]

    (إنه يعلم الجهر من القول[الأنبياء:110]): "اختص الله تعالى بعلم الجهر من القول من جهة أنه إذا اشتدت الأصوات وتداخلت فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان, ولا يميز الكلام, أما الله عز وجل فإنه يسمع كلام كل شخص بعينه، ولا يشغله سمع كلام عن سمع آخر"[الوزير ابن هبيرة]

    "ذكر الله في كتابه أوقات الصلوات، تارة ثلاثة كما في: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل [الإسراء: 78]} وتارة يذكر الخمسة أوقات، فقد ذكرها أربعة في: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد في السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون[الروم: 17-18]} وقوله: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب[ق: 39]} والسنة فسرت ذلك وبينته وأحكمته" [ابن تيمية]

    تأمل هذه القاعدة جيدًا:
    "كثيرا ما ينفي الله الشيء لانتفاء فائدته وثمرته، وإن كانت صورته موجودة، ومثال ذلك: قوله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها[الأعراف:179]} فلما لم ينتفعوا بقلوبهم بفقه معاني كلام الله، وأعينهم بتأمل ملكوت الله، لم تتحقق الثمرة منها". [الألوسي]

    "الله تعالى إذا ذكر (الفلاح) في القرآن علقه بفعل المفلح" [ابن القيم]
    وليتضح كلامه - رحمه الله - تأمل أوائل سورة البقرة، فإن الله تعالى بين أن سبب فلاح أولئك المتقين هو إيمانهم بالغيب، وإقامتهم للصلاة والإنفاق مما رزقهم الله... الخ صفاتهم، وعلى هذا فقس، زادك الله فهما.

    قال الإمام أحمد: "عزيز علي أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن" [الآداب الشرعية]
    فانظر كيف تحسر هذا الإمام على من هذه حالهم؟! ولعل الإمام استنبطه من قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم[الحجر: 88]}

    "سورة المؤمنون أولها {قد أفلح المؤمنون} وآخرها: {إنه لا يفلح الكافرون}" [الزمخشري]
    فتأمل - يا عبدالله - في الصفات التي جعلت أولئك المؤمنين يفلحون، وتأمل أواخر هذه السورة لتدرك لم لا يفلح الكافرون؟!

    لفتة من عالم ناصح:
    "وإني أحثكم أيها الشباب على الحرص التام على تدبر القرآن ومعرفة معانيه؛ لأن القرآن إنما نزل ليدبر الناس آياته وليتذكروا به، إذ لا فائدة بتلاوة اللفظ دون فهمٍ للمعنى، وإذا أشكل عليكم شيء فاسألوا عنه" [ابن عثيمين]

    {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين[القصص:7]} ذكر القرطبي - في تفسيره - أن الله تعالى جمع في هذه الآية بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبشارتين، فتأملها فتح الله على قلبك.

    علق ابن تيمية على قول الله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون[الواقعة: 79]} بقوله: "كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر، فمعاني القرآن لا يذوقها إلا القلوب الطاهرة، وهى قلوب المتقين"
    [ابن تيمية]

    {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها [الكهف:49]} قال عون بن عبد الله: ضج والله القوم من الصغار قبل الكبار.
    فتأمل - وفقك الله - هذه اللفتة من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي يحتقرها كثير من الناس، مع أنها قد تجتمع على المرء فتهلكه.

    {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا [التوبة: 40]} قال الشعبي: عاتب الله عز و جل أهل الأرض جميعا - في هذه الآية - إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه. [تفسير البغوي]

    "فمن تدبر القرآن، وتدبر ما قبل الآية وما بعدها، وعرف مقصود القرآن تبين له المراد، وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج" [ابن تيمية]

    {المال والبنون زينة الحياة الدنيا [الكهف:46]} "وتقديم المال على البنين في الذكر؛ لأنه أسبق لأذهان الناس، لأنه يرغَب فيه الصغير والكبير، والشاب والشيخ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه"
    [ابن عاشور]

    نقل ابن عطية عن أبيه في تفسير قوله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا [الكهف:7]} قوله: "أحسن العمل: أخذ بحق، وإنفاق في حق مع الإيمان، وأداء الفرائض، واجتناب المحارم، والإكثار من المندوب إليه".


    قال قتادة في قوله تعالى: {ألا تطغوا في الميزان [الرحمن/8]}: "اعدل يا ابن آدم كما تحب أن يُعدل لك, وأوف كما تحب أن يُوفَى لك، فإن العدل يصلح الناس" [الدر المنثور]

    قال ابن عقيل: "من حسن ظني بربي، أن لطفه بلغ أن وصى بي ولدي إذا كبرت فقال: {فلا تقل لهما أف}" [الآداب الشرعية]
    فما أحوجنا - أهل القرآن - أن نحسن الظن بربنا مهما طال الزمن واشتدت المحن، قال تعالى - في الحديث القدسي -: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء".

    "قد لا تختم الآية الكريمة بأسماء الله الحسنى صراحة، ولكن قد تذكر فيها أحكام تلك الأسماء، كقوله تعالى - لما ذكر عقوبة السرقة، فإنه قال في آخرها -: (نكالا من الله، والله عزيز حكيم [المائدة:38])، أي: عز وحكم فقطع يد السارق، وعز وحكم فعاقب المعتدين شرعا، وقدرا، وجزاء". [ابن سعدي]

    (فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة [المدثر/50-51]) "فشبه هؤلاء في إعراضهم ونفورهم عن القرآن بحمير رأت أسودا، أو رماة ففرت منهم، وهذا من بديع القياس والتمثيل، فإن القوم في جهلهم بما بعث الله به رسوله كالحمير، وهي لا تعقل شيئا، فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء" [ابن القيم]

    "الحنف" ميل عن الضلال إلى الاستقامة، كقوله تعالى عن الخليل عليه السلام: (قانتا لله حنيفا [النحل/120])، أما "الجنف" فهو ميل عن الاستقامة إلى الضلال، كقوله تعالى في شأن الوصية: (فمن خاف من موص جنفا [البقرة/182]).
    [الراغب الأصفهاني]

    المتدبر لمناسبة مجيء سورة الشرح بعد "الضحى" ينكشف له كثير من المعاني المقررة في السورة، ومنها ما في قوله: (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا) فمجموع السورتين يعطيان مثالا حيا لتقرير هذه السنة، فسورة الضحى تمثل جوانب العسر التي عانها نبينا عليه السلام؛ ليعقبها جوانب اليسر في "الشرح" حتى إذا انتهى المثل، يأتي التعقيب بأن مجيء اليسر بعد العسر سنة لا تتخلف.
    [د.فلوة الراشد]

    "سورة النحل افتتحت بالنهي عن الاستعجال، واختتمت بالأمر بالصبر، وسورة الإسراء افتتحت بالتسبيح، وختمت بالتحميد".
    [السيوطي]

    في قول امرأة إبراهيم: (عجوز عقيم[الذاريات/29]) "فيه حسن أدب المرأة عند خطاب الرجال، واقتصارها من الكلام على ما تحصل به الحاجة؛ فلم تقل: أنا عجوز عقيم، واقتصرت على ذكر السبب الدال على عدم الولادة، ولم تذكر غيره، وأما في سورة هود فذكرت السبب المانع منها ومن إبراهيم وصرحت بالعجب. [ابن القيم]


    "ثلاث سور تجلت فيها عظمة وقوة الخالق سبحانه، تفتح الأبصار إلى دلائل ذلك في الكون القريب منا، من تدبرها حقاً، شعر ببرد اليقين في قلبه، وأدخل عظمة الله في كل شعرة من جسده: (الرعد، فاطر، الملك). [د.عصام العويد]

    "إن أمة الإسلام - في كثير من مواقعها وأحوالها - تحتاج إلى أن تراجع نفسها في موقفها من قرآن ربها؛ فإن كثيراً منهم يجهلون أن للقرآن العظيم تأثيرا حقيقيا في حياتهم المعاشية والمدنية، يتشككون ويترددون في أثره في تحقيق السعادة المنشودة في الدين والدنيا معا".
    [د.صالح ابن حميد]

    "(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) الهداية تشمل: هداية العلم، وهداية العمل، فمن صام رمضان وأكمله، فقد منّ الله عليه بهاتين الهدايتين، وشكره سبحانه على أربعة أمور: إرادة الله بنا اليسر، وعدم إرادته العسر، وإكمال العدة، والتكبير على ما هدانا، فهذه كلها نِعَم تحتاج منا أن نشكر الله بفعل أوامره، واجتناب نواهيه".
    [ابن عثيمين]

    قيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن؟ فقال: أستغفر الله؛ لأني إذا ختمته ثم تذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت، فأعدل إلى الاستغفار والتسبيح.

    "الاستغفار بعد الفراغ من العبادة هو شأن الصالحين، فالخليل وابنه قالا - بعد بناء البيت -: (وتب علينا) وأمرنا به عند الانتهاء من الصلاة: (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله) وبينت السنة أن البدء بالاستغفار، وكذا أمرنا به بعد الإفاضة من عرفة، فما أحوجنا إلى تذكر منة الله علينا بالتوفيق للعبادة، واستشعار تقصيرنا الذي يدفعنا للاستغفار. [د.عمر المقبل]

    يزداد التعجب ويشتد الاستغراب من أناس يقرؤون سورة يوسف ويرون ما عمله أخوته معه عندما فرقوا بينه وبين أبيه، وما ترتب على ذلك من مآسي وفواجع: إلقاء في البئر، وبيعه مملوكًا، وتعريضه للفتن وسجنه، واتهامه بالسرقة.. بعد ذلك كله يأتي منه ذلك الموقف الرائع: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم).. يرون ذلك فلا يعفون ولا يصفحون؟ فهلا عفوت أخي كما عفى بلا من ولا أذى؟ ألا تحبون أن يغفر الله لكم؟". [أ.د. ناصر العمر]

    فتدبر القرآن إن رمت الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآن
    [ابن القيم في النونية]

    "تأمل هذا التاريخ: (من 1 - 29 رمضان)!
    كم قرأت وسمعت فيه من الآيات..؟

    والسؤال: كيف كان أثر القرآن على قلبك وسلوكك وأخلاقك؟

    إن كان قلبك في آخر الشهر كما هو في أوله فهذه علامة خلل..

    فبادر بإصلاحه؛ فالمقصد الأعظم من نزول القرآن صلاح القلب".
    [د. عبد الرحمن الشهري]

    "لما افتخر فرعون بقوله: (وهذه الأنهار تجري من تحتي) عذب بما افتخر به فأغرق في البحر!
    وعاد عذبت بألطف الأشياء - وهي الريح - لما تعالت بقوتها، وقالت: (من أشد منا قوة)؟". [ابن عثيمين]

    "كرم الرب يتجاوز طمع الأنبياء فيه - مع عظيم علمهم به - فهذا زكريا لهج بالدعاء ونادى: (رب لا تذرني فردا) فاستجيب له وجاءته البشرى فلم يملك أن قال: (أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر!).. فلله ما أعظم إحسان ربنا! وما أوسع كرمه! فاللهم بلغنا - برحمتك - فوق ما نرجو فيك ونؤمل". [إبراهيم الأزرق]


    كان الحسن البصري يردد في ليلة قوله تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)! فقيل له في ذلك؟! فقال: إن فيها لمعتبرا، ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر!

    "تأمل قوله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) وما فيها من تربية الذوق والأدب في الكلام، إضافة إلى ما في اللباس من دلالة (الستر، والحماية، والجمال، والقرب).. وهل أحد الزوجين للآخر إلا كذلك؟ وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أثرا كما يشير إلى ذلك البدء بضميرها (هن)". [د. عويض العطوي]

    "من تدبر القرآن طالبا الهدى منه؛ تبين له طريق الحق". [ابن تيمية].
    وكلمةهذا الإمام جاءت بعد سنين طويلة من الجهاد في سبيل بيان الحق الذي كان عليه سلف هذه الأمة، والرد على أهل البدع، فهل من معتبر؟

    ذكر ابن كثير أن بعض الشيوخ قال لفقيه: أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب حبيبه؟ فلم يجب! فتلا الشيخ: (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم)؟ علق ابن كثير قائلا: "وهذا الذي قاله حسن"

    "تفرق القلوب واختلافها من ضعف العقل، قال تعالى: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شتى) وعلل ذلك بقوله: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ)، ولا دواء لذلك إلا بإنارة العقل بنور الوحي؛ فنور الوحي يحيي من كان ميتا، ويضيء الطريق للمتمسِّك به".
    [الأمين الشنقيطي]

    "بعض المسلمين يعرفون القرآن للموتى، فهل يعرفونه للأحياء؟ وهل يعرفونه للحياة؟ إن القرآن للحياة والأحياء، إلا أن الأحياء أبقى وأولى من الأموات، والاهتداء بالقرآن في مسارب الحياة أحق من مقابر الأموات (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ؟!}".
    [د.سلمان العودة]

    التأمل في الأسماء الحسنى التي تختم بها الآيات الكريمة من مفاتيح فهم القرآن وتدبره، ومثاله: قوله تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة/118] فلم تختم الآية بقوله: (الغفور الرحيم)؛ لأن المقام مقام غضب وانتقام ممن اتخذ إلها مع الله، فناسب ذكر العزة والحكمة، وصار أولى من ذكر الرحمة". [ابن سعدي]


    "وليس في القرآن لفظ إلا وهو مقرون بما يبين به المراد، ومن غلط في فهم القرآن فمن قصوره أو تقصيره ". [ابن تيمية]

    "مع أهمية حفظ القرآن الكريم، إلا أننا نجد أمراً غريباً في عالمنا الإسلامي، حيث إن فيه مئات الألوف من المدارس التي تعتني بحفظ القرآن، على حين أننا لا نكاد نجد مدرسة واحدة متخصصة بتدبره وفهمه والتفكر فيه".
    [أ.د.عبدالكريم بكار]

    قال عباس بن أحمد في قوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا..الآية[العنكبوت/69])، قال: الذين يعملون بما يعلمون، نهديهم إلى ما لا يعلمون.
    [اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي]

    "تدبر قوله تعالى: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ[النساء/102]) حيث قال: (لهم) مما يدل على أن الإمام ينبغي أن يعتني بصلاته أكثر؛ لأنه لا يصلي لنفسه، بل يصلي لمن خلفه من المأمومين أيضا".
    [د.عبدالرحمن الدهش]

    في قوله تعالى: (رب اشرح لي صدري ...) إلى قوله: (كي نسبحك كثيرا [طه/25-33])، وقوله: (فهب لي من لدنك وليا يرثني [مريم/5-6]) أدب من آداب الدعاء، وهو نبل الغاية، وشرف المقصد، وقريب منه قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اشف عبدك فلانا، ينكأ لك عدوا، ويمشي لك إلى صلاة).
    [د.محمد الحمد]

    لو سألت أي مسلم: أتؤمن بأن القرآن هدى، ونور، ورحمة، وشفاء، وحياة للقلب؟ لأجابك - وبلا تردد -: نعم! ولكنك تأسف إذا علمت أن الكثير من المسلمين لا يعرف القرآن إلا في "رمضان"! فهو كمن يعلن عن استغنائه عن هدى الله، ونوره، ورحمته، وشفائه، وحياة قلبه أحد عشر شهرا! (د.عمر المقبل)

    "فوالله الذي لا إله إلا هو! ما رأيت - وأنا ذو النفس الملأى بالذنوب والعيوب - أعظم إلانة للقلب، واستدرارا للدمع، وإحضارا للخشية، وأبعث على التوبة، من تلاوة القرآن، وسماعه".
    [عبدالحميد بن باديس]

    قال ابن مسعود: (اقرؤوا القرآن وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة) فمما يعين على قراءة "التدبر" المحركة للقلوب أن يكون حزب القارئ (وقت القراءة) لا (مقدار القراءة)، فمثلاً: بدلا من تحديد جزء يوميا، يكون نصف ساعة يوميا؛ لئلا يكون الهم آخر السورة. [عبدالكريم البرادي]

    "إذا كان كلام العالم أولى بالاستماع من كلام الجاهل، وكلام الوالدة الرؤوم أحق بالاستماع من كلام غيرها، فالله أعلم العلماء وأرحم الرحماء، فكلامه أولى كلام بالاستماع والتدبر والفهم". [الحارث المحاسبي]

    عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَرَأَ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ*حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ)، فبكى، ثم َقَالَ: يَا مَيْمُونُ! مَا أَرَى الْمَقَابِرَ إِلا زِيَارَةً، وَلابد لِلزَائِرِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ في الجنة أو النار!
    [تفسير ابن أبي حاتم ، الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا]

    شأن أهل الإيمان مع القرآن: "(وإِذا تليت عليهم آَياته زادتهم إيمانا[الأنفال/2])؛ لأنهم يلقون السمع، ويحضرون قلوبهم لتدبره، فعند ذلك يزيد إيمانهم؛ لأن التدبر من أعمال القلوب؛ ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه، أو يتذكرون ما كانوا نسوه، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير، أو وجلا من العقوبات، وازدجارا عن المعاصي".[السعدي]

    "ذكر ابن أم مكتوم في قصته في سورة عبس بوصفه (الأعمى) ولم يذكر باسمه؛ ترقيقا لقلب النبي عليه؛ ولبيان عذره عندما قطع على النبي حديثه مع صناديد مكة؛ وتأصيلا لرحمة المعاقين، أو ما اصطلح عليه في عصرنا بذوي الاحتياجات الخاصة".
    [د. محمد الخضيري]

    ما الذي جعل العلامة الشنقيطي يقول عن هذه الآية: (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون[الروم/7]): "يجب على كل مسلم أن يتدبر هذه الآية تدبرا كثيراً، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس"؟
    الجواب في قوله - رحمه الله -: "لأن من أعظم فتن آخر الزمان - التي ابتلي بها ضعاف العقول من المسلمين - شدة إتقان الإفرنج لأعمال الدنيا، مع عجز المسلمين عنها، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال على الحق، وأن العاجز عنها ليس على حق، وهذا جهل فاحش، وفي هذه الآية إيضاح لهذه الفتنة، وتخفيف لشأنها، فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه، وأحسن تعليمه!"

    تأمل قوله تعالى: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) فإذا كان الخليل طامعا في غفران خطيئته، غير جازم بها على ربه، فمن بعده من المؤمنين أحرى أن يكونوا أشد خوفا من خطاياهم". [الإمام القصاب]

    "ومن أصغى إلى كلام الله، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعقله، وتدبره بقلبه، وجد فيه من الفهم، والحلاوة، والهدى، وشفاء القلوب، والبركة، والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام؛ لا نظماً، ولا نثرا".[ابن تيمية]

    قال وهب بن منبه - في قوله تعالى : (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون
    [لأعراف/204]) -: "من أدب الاستماع سكون الجوارح، والعزم على العمل: يعزم على أن يفهم، فيعمل بما فهم".

    قال تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) أي: خائفة، يقول الحسن البصري: "يعملون ما يعملون من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم، إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا".
    [تفسير الطبري]

    كثير من الناس لا يفهم من الرزق - في قوله تعالى : (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب[الطلاق/2-3]) - إلا الرزق المالي ونحوه من المحسوسات، ولكن تأمل ماذا يقول ابن الجوزي: "ورزق الله يكون بتيسير الصبر على البلاء". [صيد الخاطر]

    ليكن همك مافي الآيه من دلالات دون النظر إلى أخر الصفحات.


    شاهد سحرة موسى عصاه وهي تلقف ما يأفكون {فألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين}[الشعراء:46]، فكان ما هم عليه من العلم بالسحر -مع كونه شرا- سببا للفوز بالسعادة؛ لأنهم علموا أن هذا الذي جاء به موسى خارج عن طوق البشر، ولم يحصل هذا الإذعان من غيرهم ممن لا يعرف هذا العلم من أتباع فرعون، وإذا كانت المهارة في علم الشر قد تأتي بمثل هذه الفائدة، فما بالك بالمهارة في علم الخير؟! [الشوكاني]



    قوله تعالى: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} [هود:71] استدل بهذه الآية على أن الذبيح إسماعيل، وأنه يمتنع أن يكون إسحاق؛ لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب، فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير، ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده؟!، ووعد الله حق لا خلف فيه، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه، ولله الحمد. [ابن كثير]


    {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات} [التوبة:79] هكذا المنافق: شر على المسلمين، فإن رأى أهل الخير لمزهم، وإن رأى المقصرين لمزهم، وهو أخبث عباد الله، فهو في الدرك الأسفل من النار. والمنافقون في زمننا هذا إذا رأوا أهل الخير وأهل الدعوة، وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قالوا: هؤلاء متزمتون، وهؤلاء متشددون، وهؤلاء أصوليون، وهؤلاء رجعيون، وما أشبه ذلكم من الكلام". [ابن عثيمين]


    قال تعالى: {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} [آل عمران:103] ثم قال في آية بعدها: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} أي: كما عرفتم النعيم والكمال بعد الشقاء والشناعة، فالأحرى بكم أن تسعوا بكل عزم إلى انتشال غيركم من سوء ما هو فيه إلى حسنى ما أنتم عليه.[ابن عاشور]


    {قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به[الرعد:36]} سئل سهل التستري: متى يصح للعبد مقام العبودية؟ قال: إذا ترك تدبيره ورضي بتدبير الله فيه. [منار السالكين]


    تأمل كيف قرن الله بين أكل الطيبات وعمل الصالحات في قوله تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} [المؤمنون:51] فأكل الحلال الطيب مما يعين العبد على فعل الصالحات، كما أن أكل الحرام أو الوقوع في المشتبهات, مما يثقل العبد عن فعل الصالحات.
    [فهد العيبان]


    انظر إلى قوله تعالى: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون}[التوبة:92] أترى أن الله يهدر هذا اليقين الراسخ؟ وهذه الرغبة العميقة في التضحية؟ إن النية الصادقة سجلت لهم ثواب المجاهدين؛ لأنهم قعدوا راغمين.
    [محمد الغزالي]


    أمر الله عباده أن يختموا الأعمال الصالحات بالاستغفار، فكان صلى الله عليه و سلم إذا سلم من الصلاة يستغفر ثلاثا، وقد قال تعالى: {والمستغفرين بالأسحار}[آل عمران:17] فأمرهم أن يقوموا بالليل ويستغفروا بالأسحار، وكذلك ختم سورة (المزمل) وهي سورة قيام الليل بقوله تعالى: {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}.
    [ابن تيمية]


    تأمل قوله تعالى: {ألم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى}[الضحى:6-9] فلم يقل: فآواك, فهداك, فأغناك؛ لأنه لو قال ذلك لصار الخطاب خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس الأمر كذلك، فإن الله آواه وآوى به، وهداه وهدى به، وأغناه وأغنى به. [ابن عثيمين]


    تأمل هذه الآية: {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} [فاطر:11] قف قليلا، وتفكر: كم في هذه اللحظة من أنثى آدمية وغير آدمية؟ وكم من أنثى تزحف، وأخرى تمشي، وثالثة تطير، ورابعة تسبح، هي في هذه اللحظة تحمل أو تضع حملها؟! إنها بالمليارات! وكل ذلك لا يخفى على الله تعالى! فما أعظمه من درس في تربية القلب بهذه الصفة العظيمة: صفة العلم. [د.عمر المقبل]


    أليس من الغبن العظيم أن يقرأ الإنسان القرآن سرا وجهارا، وليلا ونهارا، أزمنة مديدة، وأياما عديدة، ثم لا تفيض عيناه من الدمع؟ والله تعالى يقول: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا} [الإسراء:107-109]. [صالح المغامسي]


    كان هرم بن حيان يخرج في بعض الليالي وينادي بأعلى صوته: عجبت من الجنة كيف نام طالبها؟ وعجبت من النار كيف نام هاربها؟ ثم يقول: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون}[الأعراف:97]


    {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات}[البقرة:126] تأمل التلازم الوثيق بين الأمن والرزق، وبين الخوف والجوع, تجده مطردا في القرآن كله، مما يؤكد أهمية ووجوب المحافظة على الأمن؛ لما يترتب على ذلك من آثار كبرى في حياة الناس وعباداتهم, واستقرارهم البدني والنفسي، وأي طعم للحياة والعبادة إذا حل الخوف؟ بل تتعثر مشاريع الدين والدنيا، وتدبر سورة قريش تجد ذلك جليا.
    [أ.د.ناصر العمر]


    في قوله تعالى: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا}[الكهف:11] خص الآذان بالذكر هنا؛ لأنها الجارحة التي منها يأتي فساد النوم، وقلما ينقطع نوم نائم إلا من جهة أذنه، ولا يستحكم النوم إلا من تعطل السمع. [القرطبي]


    قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب: اعلم أرشدك الله لطاعته, أن مقصود الصلاة وروحها ولبها هو إقبال القلب على الله تعالى فيها, فإذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لا روح فيه, ويدل على هذا قوله تعالى: {فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون} [سورة الماعون:4، 5].


    {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}[البروج:10]، قال الحسن رحمه الله: انظروا إلى هذا الكرم والجود، هم قتلوا أولياءه وأهل طاعته، وهو يدعوهم إلى التوبة!

    {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق} [الفرقان:20] هذا يدل على فضل هداية الخلق بالعلم، ويبين شرف العالم الداعي على الزاهد المنقطع, فإن النبي صلى الله عليه وسلم كالطبيب، والطبيب يكون عند المرضى، فلو انقطع عنهم هلك [ابن هبيرة]


    {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [المطففين:15]، قال الحسين بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته. [تفسير البغوي]

    في قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين}[النساء:69] قدم الله تعالى الرسول، ثم قدم السعداء من الخلق بحسب تفاضلهم، فبدأ بالنبيين وهم أقل الخلق ثم الصديقين وهم أكثر، فكل صنف أكثر من الذي قبله، فهو تدرج من القلة إلى الكثرة ومن الأفضل إلى الفاضل. [د.فاضل السامرائي]


    قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} [العنكبوت:69] علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.[ابن القيم]


    قوله تعالى: {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض} [التحريم:3] فيه جواز إسرار بعض الحديث للزوجات، وأنه يلزمهن كتمانه، وإذا أذنب أحد في حقك فلك أن تعاتبه؛ ولكن ينبغي عدم الاستقصاء في التثريب وذكر الذنب.
    [د.محمد الخصيري]


    في قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} [آل عمران:32] عبر بلفظ الاتباع دلالة على التقرب؛ لأن من آثار المحبّة تطلّب القرب من المحبوب، وعلق محبة الله تعالى على لزوم اتباع الرسول، لأنه رسوله الداعي لما يحبه. [ابن عاشور]


    التحذير من الذنب وسببه واضح في كتاب الله, كما في قوله تعالى: {يا أيها اللذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا}[الحجرات:12]، فانظر لهذا الترتيب: إذا ظن الإنسان بأخيه شيئا تجسس عليه؛ فإذا تجسس صار يغتابه.
    [ابن عثيمين]


    قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك} [الشرح:4]، قال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله!


    قال ابن رجب: إذا ذاق العبد حلاوة الإيمان ووجد طعمه وحلاوته ظهر ثمرة ذلك على لسانه وجوارحه، فاستحلى اللسان ذكر الله و ما والاه، وأسرعت الجوارح إلى طاعة الله، ويشهد لذلك قوله تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا} [الأنفال2]


    خطب حذيفة بن اليمان بالمدائن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: {اقتربت الساعة وانشق القمر}، ألا وإن الساعة قد اقتربت، ألا وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق، ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق.


    في قوله تعالى عن المنافقين: {كأنهم خشب مسندة} [المنافقون4]، شبهوا بالخشب لذهاب عقولهم، وفراغ قلوبهم من الإيمان، ولم يكتف بجعلها خشباً، حتى جعلها مسندة إلى الحائط، لأن الخشب لا ينتفع بها إلا إذا كانت في سقف أو مكان ينتفع بها، وأما إذا كانت مهملة فإنها مسندة إلى الحيطان أو ملقاة على الأرض. [أبو حيان]


    العارف إنما يشكو إلى الله وحده, وأعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس، فهو يشكو من تقصيره الذي كان من أسباب تسليط الناس عليه، ناظر إلى قوله{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}{وما أصابك من سيئة فمن نفسك}{قل هو من عند أنفسكم} فيعود إلى نفسه فحاسبها، ويرى مواطن الزلل فيها فيصلحها.
    (ابن القيم، بتصرف)


    {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} [ق:37] من يؤتى الحكمة وينتفع بالعلم على منزلتين: إما رجل رأى الحق بنفسه فقبله واتبعه؛ فذلك صاحب القلب، أو رجل لم يعقله بنفسه، بل هو محتاج إلى من يعلمه ويبينه له ويعظه ويؤدبه؛ فهذا أصغى فألقى السمع وهو شهيد، أي حاضر القلب. [ابن تيمية]


    إذا عبر عن شيء بأحد أجزائه فهذا دليل على أنه ركن فيه ومن هنا أخذت ركنية الركوع والسجود في الصلاة من قوله: {يا أبها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} [د.محمد الخضيري].


    {أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا} [الكهف:71] هنا ملمح لطيف: فموسى عليه السلام قال: لتغرق أهلها، ولم يذكر نفسه ولا صاحبه، رغم أنهما كانا على ظهر السفينة؛ لأن هذه أخلاق الأنبياء: يهتمون بأوضاع الناس أكثر من اهتمامهم بأنفسهم، عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين. [د.عويض العطوي]


    قوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} [القلم:51] أي يعينونك بأبصارهم، بمعنى يحسدونك؛ لبغضهم إياك.. وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل. [ابن كثير]


    قوله تعالى: {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم} [الملك:22] شبه الكافر في ركوبه ومشيه على الدين الباطل بمن يمشي في الطريق الذي فيه حفر وارتفاع وانخفاض، فيتعثر ويسقط على وجهه، كلما تخلص من عثرة وقع في أخرى. [حاشية الجمل]


    {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله} [آل عمران:101] في الآية دلالة على عظم قدر الصحابة، وأن لهم وازعين عن مواقعة الضلال: سماع القرآن، ومشاهدة الرسول عليه السلام، فإن وجوده عصمة من ضلالهم. قال قتادة: أما الرسول فقد مضى إلى رحمة الله، وأما الكتاب فباق على وجه الدهر. [ابن عاشور]


    من أوضح ما يكون لذوي الفهم: قصص الأولين والآخرين، قصص من أطاع الله وما فعل بهم، وقصص من عصاه وما فعل بهم. فمن لم يفهم ذلك ولم ينتفع به فلا حيلة فيه. كما قال تعالى: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص}[ق:36] ولهذا قال بعدها: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} [ق:37].[محمد بن عبدالوهاب]


    {ثم استوى على العرش}[السجدة:3]، يقرن الله تعالى استواءه على العرش باسم (الرحمن) كثيرا؛ لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها. والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم، كما قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} [الأعراف:56]، فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات، فلذلك وسعت رحمته كل شيء.[ابن القيم]


    في قول إبليس: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} علق الشنقيطي على ذلك فقال: بل الطين خيرٌ من النار؛ لأن طبيعة النار الخفة والطيش والإفساد والتفريق، وطبيعة الطين الرزانة والإصلاح، تودعه الحبة فيعطيكها سنبلة، والنواة فيعطيكها نخلة، فانظر إلى الرياض الناضرة وما فيها من الثمار اللذيذة، والأزهار الجميلة، والروائح الطيبة؛ تعلم أن الطين خير من النار. [أضواء البيان]


    إذا تأملت قوله تعالى: {ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين} [النمل:15] بدا لك فضل العلم على كثير من نعم الحياة، قال السبكي: "فإن الله آتى داوود وسليمان من نعم الدنيا والآخرة ما لا ينحصر، ولم يذكر من ذلك – في صدر الآية – إلا العلم؛ ليبين أنه الأصل في النعم كلها". أ.هـ
    فيا من أنعم الله عليه بسلوك سبيل العلم، لا زلت تفضل بعلمك أقواما، فاشكر الله على ذلك، وقل كما قالا: (الحمد لله الذي فضلني.)[إبراهيم الأزرق]


    {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} [النازعات:46] تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ألا إنها الحماقة الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى! [سيد قطب]


    إن تحويل القرآن إلى ألحان منغومة فحسب، يستمع إليه عشاق الطرب، هو الذي جعل اليهود والنصارى يذيعون القرآن في الآفاق، وهم واثقون أنه لن يحيي موتى! [محمد الغزالي]


    إن المؤمنين قوم ذلت - والله - منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى، وهم - والله - أصحاب القلوب، ألا تراه يقول: {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} [فاطر:34] والله لقد كابدوا في الدنيا حزنا شديدا، والله ما أحزنهم ما أحزن الناس، ولكن أبكاهم وأحزنهم الخوف من النار. [الحسن البصري]


    ومن أعجب ما ظاهره الرجاء وهو شديد التخويف، قوله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} [طه:82] فإنه علق المغفرة على أربعة شروط، يبعد تصحيحها. [ابن قدامة]


    من تأمل قوله تعالى - في خطاب لوط لقومه -: {أليس منكم رشيد}؟ [هود:78] أدرك أن إدمان الفواحش - كما أنه يضعف الدين - فهو يذهب مروءة الإنسان، ويقضي على ما بقي فيه من أخلاق ورشد. [د.عمر المقبل]


    ضرب الله مثل الذي لا ينتفع بما أوتي: بالحمار يحمل أسفارا، ولعل من حكم ذكر هذا المثل في سورة الجمعة ألا يكون حظُّ الخطيب والمأموم من خطبة الجمعة كحظهما قبلها!


    قال ابن هبيرة عند قوله تعالى: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}[الكهف:39]: "ما قال: (ما شاء الله كان) أو (لا يكون)، بل أطلق اللفظ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن" [ذيل طبقات الحنابلة]


    {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} [البقرة:74]، فائدة تشبيه قسوة القلب بالحجارة مع أن في الموجودات ما هو أشد صلابة منها: هي أن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار ذاب، بخلاف الحجارة. [ابن سعدي]


    الأمن: الطمأنينة مع زوال سبب الخوف كقوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}، والأمنة: الطمأنينة مع وجود سبب الخوف كقوله تعالى: {إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به}
    [كتاب لطائف قرآنية]



    {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون:9] في ذلك تحذير من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر ربهم، إذ هذه علامتهم، ولذا فإن كثرة ذكر الله أمان من النفاق، والله تعالى أكرم من أن يبتلي قلبا ذاكرا بالنفاق، وإنما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل. [ابن القيم]


    {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} [ق:37] من يؤتى الحكمة وينتفع بالعلم على منزلتين: إما رجل رأى الحق بنفسه فقبله واتبعه؛ فذلك صاحب القلب، أو رجل لم يعقله بنفسه، بل هو محتاج إلى من يعلمه ويبينه له ويعظه ويؤدبه؛ فهذا أصغى فألقى السمع وهو شهيد، أي حاضر القلب. [ابن تيمية]


    ورد ذكر الانتقام في سياق عداوة الكفار للمسلمين وحربهم لهم في أكثر من موضع، كما في قوله تعالى: {هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله}[المائدة:59]، وقوله تعالى: {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}[البروج:8]، وهذا يدل على قسوة الحرب وعنفها وعدم إنسانيتها. [د. صلاح الخالدي]


    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن المرء قد ينسى بعض العلم بالمعصية، وتلا قوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به} [المائدة:13]


    كل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل، وكذلك كل مذنب ذنبا، وهو معنى قوله تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} [النساء:123] وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله، فظن أن لا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة! [ابن الجوزي]


    قوله تعالى: {وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون} [العنكبوت:13] بيان لما يستتبعه قولهم ذلك في الآخرة من المضرة لأنفسهم بعد بيان عدم منفعته لمخاطبيهم أصلا، والتعبير عن الخطايا بالأثقال للإيذان بغاية ثقلها وكونها فادحة. [الألوسي]


    هذه المشاركة من انتقاء إحدى الأخوات:
    في قوله تعالى: {الزجاجة كأنها كوكب دري}[النور:35] شبه الله تعالى الزجاجة بالكوكب، ولم يشبهها بالشمس والقمر؛ لأن الشمس والقمر يلحقهما الخسوف، والكواكب لا يلحقها الخسوف. [تفسير البغوي]


    في قوله تعالى: {قال رب احكم بالحق} [الأنبياء:112]: المراد منه: كن أنت - أيها القائل - على الحق؛ ليمكنك أن تقول: احكم بالحق، لأن المبطل لا يمكنه أن يقول: احكم بالحق! [ابن هبيرة]


    {حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا} [يوسف:110] هذه الآية تجعل الداعية يترقب الخروج من الضيق إلى السعة، مبشرة بعيشة راضية، ومستقبل واعد، رغم المحن القاسية، والظروف المحيطة؛ فالحوادث المؤلمة مكسبة لحظوظ جليلة من نصر مرتقب، وثواب مدخر، وتطهير من ذنب، وتنبيه من غفلة، وكل ذلك خير، فـ(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير)، فلماذا اليأس والقنوط؟
    [أ.د.ناصر العمر]


    عن الضحاك في قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل... الآية} [الحشر:21]، قال: لو أنزل هذا القرآن على جبل فأمرته بالذي أمرتكم به وخوَّفته بالذي خوفتكم به إذا لخشع وتصدع من خشية الله، فأنتم أحق أن تخشوا وتذلوا وتلين قلوبكم لذكر الله. [الدر المنثور]


    {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد} [المائدة:1] فتأمل - أيها المؤمن - في سطرين فقط، وفي آية واحدة: نداء وتنبيه، أمر ونهي، تحليل وتحريم، إطلاق وتقييد، تعميم واستثناء، وثناء وخبر، فسبحان من هذا كلامه!
    [د.عويض العطوي]


    صيغة الاسم تفيد الثبات والدوام, وصيغة الفعل تفيد التجدد والاستمرار, ومن لطائف هذا التعبير قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}[الأنفال:33] فجاء الفعل (ليعذبهم) لأن بقاء الرسول بينهم مانع مؤقت من العذاب, وجاء بعده بالاسم (معذبهم)؛ لأن الاستغفار مانع ثابت من العذاب في كل زمان.
    [د.فاضل السامرائي]



    {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون} [الأنعام:110] دلت هذه الآية على الإنسان إذا علم الحق ولم يذعن له من أول وهلة، فإن ذلك قد يفوته والعياذ بالله. [ابن عثيمين]


    في قوله تعالى في أول سورة الفجر: {هل في ذلك قسم لذي حجر} أي: عقل، فنأخذ منها معنى يحسن التنبيه إليه: وهو أن القرآن يخاطب العقول، وبالتالي فلا تناقض بين هداية القرآن ودلالة العقل، بل العقل الرشيد الصادق لا تخطئ دلالته، ولهذا أحالنا القرآن عليه: {لقوم يعقلون}، {لقوم يتفكرون}.
    [د.سلمان العودة]


    قوله تعالى: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} [هود:71] استدل بهذه الآية على أن الذبيح إسماعيل، وأنه يمتنع أن يكون إسحاق؛ لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب، فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير، ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده؟!، ووعد الله حق لا خلف فيه، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه، ولله الحمد. [ابن كثير]





    هكذا فهموا القرآن فماذا فهمنا نحن فهمنا الدنيا فقط وأعرضنا عن الأخرة أنظر ماذا قال تعالى[{يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}

    أكثر الناس لاعلم له إلا بشؤون الدنيافهو ذكي في تحصيلهاغافل عما ينفعه في الآخرة


    قال الحسن:بلغ والله من علم أحدهم بالدنيا أنه ينقد الدرهم فيخبرك بوزنه ولايخطئ ولايحسن أن يصلي


    ومن البلية أن ترى لك صاحبا*في صورة الرجل السميع المبصر


    فطن بكل مصيبة في ماله*وإذا يصاب بدينه لم يشعر]


    فلماذا لانتأمل ونتدبر مانقرأه؟





    منقووووووول

  • #2
    رد: كيف يتدبرون القرآن(موضوع يستحق التثبيت)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا امين

    ونور صدورنا واجعله حجتنا لنا لا عينا

    وازقنا تلاوته اناء الليل واطراف النهر

    امين

    وبارك الله فيك



    اســألكــم الــــــدعـــاء

    تعليق


    • #3
      رد: كيف يتدبرون القرآن(موضوع يستحق التثبيت)

      اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه

      بارك الله فيك أخي وجزاك الله خيرا

      ولكن أخي الموضوع مكرر إلآ انك أضفت اليه ماهو

      مفيد وأهم

      عن قتادة في قوله تعالى: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى [طه:2]} لا والله، ما جعله الله شقيا، ولكن جعله الله رحمة ونورا ودليلا إلى الجنة. [الدر المنثور] فتأمل الآية وتعليق هذا الإمام عليها، ثم لك أن تتعجب أن يتقلب مسلم في الشقاء وكتاب الله بين يديه... {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور} ومناسبة الآيتين لبعضهما

      تعليق


      • #4
        رد: كيف يتدبرون القرآن(موضوع يستحق التثبيت)







        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


        َأشْـهَــدُ أَنَّ لا إله إلا الله وَ أشْهــدُ أن مُحَمــداً رَسُـــول الله

        تعليق


        • #5
          رد: كيف يتدبرون القرآن(موضوع يستحق التثبيت)


          \\

          اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا

          بارك الله فيك أخي

          تـ ح ـيتي





          شـ ـفـ ـآفـ ـيـ ـة رـوـوـوح

          [ .. H .. ]


          تعليق

          يعمل...
          X