الحواد ث التاريخية التي اصابت الحجر الاسود

--------------------------------------------------------------------------------

--------------------------------------------------------------------------------

لقد جرى على الحجر الأسود عدة حوادث خلال الازمنة المتقدمة، اثرت فية بتصدع وتكسر ونحو هذا،
وحفظه الله في كل ذلك ، حتى كان من ايات الحجر وخواصة : حفظ الله له من الضياع منذ ان هبط الى ادم
علية السلام الى ماشاء الله .

وهذه بعض الحوادث التي اصابت الحجر

1- اثر الحريق الذي اصاب البيت على الحجر :

اصاب البيت الحرام حريقان : الاول : في عهد قريش قبل الاسلام ، فاحترق الحجر الاسود ، واشتد سواده .

والثاني : في الاسلام ، في عصر عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، حين حاصره الحصين بن نمير الكندي ،
فاحترقت الكعبة المشرفة ، واحترق الحجر الاسود ، فتفلق ثلاث فلق ، حتى شد شعبة ابن الزبير بالفضة ، فكان
ابن الزبير اول من ربط الركن الاسود .

(( وفي عهد امير المؤمنين هارون الرشيد كانت الفضة التي على الحجر الاسود قد رقت وتزعزعت عن محلها
حتى خافو ا على الركن ان ينقض ، فلما اعتمر هارون الرشيد عمرتة امر باصلاحه وأمر بالحجارة التي بينها الحجر الاسود فثقبت بألماس من فوقها وتحتها ثم افرغ فيها بالفضة ، وهي الفضة التي عليها اليوم ))


2-ذكر خبر القرامطة في اخدهم للحجر الاسود :

ثم وقعت حادثة القرامطة في المسجد الحرام ، وهي حادثة مشهورة ، والقرامطة تنسب الي رجل من سواد الكوفة
يقال له ( قرمط ) دعا الى الزندقة والكفر الصريح وهم من الباطنية وقتلة المكتفي بالله العباسي .

وكان من القرامطة عدو الله ملك البحرين ابو طاهر القرمطي سليمان ابن ابي سعيد الذي تولى العدوان على
بيت الله الحرام ففي سنة 317هجرية لم يشعر الناس يوم الاثنين يوم التروية – وقيل : يوم السابع من
ذي الحجة – الا قد وافاهم عدو الله ابو طاهر القرمطي في تسعمائة من اصحابة ، فدخلوا المسجد الحرام
واسرف هو واصحابة في قتل الحجاج في الحرم ، وردم بهم زمزم ، كما قتل غيرهم في سكك مكة وماحولها
زهاء ثلاثين الفا ، وفعل افعالا منكرة .

ثم جاء الى الحجر الاسود ، فضربة بدبوس فكسرة ثم قلعة بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لاربع عشرة ليلة
خلت من ذي الحجة وانصرف الى بلد هجر ( البحرين ) وحمل معه الحجر ، يريد ان يجعل الحج عنده ،
لكنه خاب وخسر كما خاب قبلة ابرهة الاشرم .

قيل انه هلك في نقل الحجر الاسود . وبقى موضع الحجر الاسود من الكعبة المعظمة خاليا ، يضع الناس
في ايديهم لتبرك الى حين رُد الى موضعة من الكعبة المشرفة ، وذلك يوم االثلاثاء يوم النحر فرده
سنبر بن الحسن القرمطي حيث وافى به مكة فأظهره بفناء الكعبة ومعه أمير مكة ، وكان الحجر
ضبات فضة قد عُلمت علية من طولة وعرضة تضبط شقوقا حدثت علية بعد قلعة وأحضر جصا
يشد به فوضع سنبر القرمطي الحجر بيده وشده الصانع بالجص وقال سنبر لما رده : اخدنا بقدرة الله
ورددناه بمشيئة الله وكان مدة كينونته عند القرمطي واصحابة اثنتين وعشرين سنة الا اربعة ايام .




اقتباس من كتاب ( فضل الحجر الاسود ومقام ابراهيم علية السلام)