قال النائب محمد دحلان عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح أن الانقسام الذي افتعلته حركة حماس أوقعنا وأوقع قضيتنا في مأزق كبير موضحا أن فلسطين بأكملها أصبحت اليوم على مفترق طرق وفقدت الأفق والرؤية قائلا: الدولة الفلسطينية لن تقام هذا العام والأسباب كثيرة التي تمنع ذلك.

وأوضح دحلان في حوار مع صحيفة الجريدة الكويتية أجراها معه ' الصحفي ناصر عبد الوهاب 'في القاهرة أن الوضع الفلسطيني كارثي والاحتلال يقطع في أوصال الوطن ويجعل الضفة ليست بأفضل حالا من غزة قائلا: بعد أن كنا نطالب بدولة وأرض اليوم حماس وصلت الى المطالبة فقط بوقف الاعتداءات عن غزة وهذا قمة الانهزام , ولا يحق لاحد اسقاط خيار شعبنا بالمقاومة.

ونقلت الجريدة عن دحلان التي وصفته برجل السياسة بما له وما عليه وخاض تجارب الاعتقالات في سجون الاحتلال كما تقلد المناصب في السلطة قوله: أنا لست عضوا في اللجنة التي تحضر للمؤتمر السادس ولكنه مطلوب منها ضرورة الاسراع بعقد المؤتمر وضرورة ان يكون هناك انتخابات يحكم الشارع الفتحاوي فيها من خلال صندوق الاقتراع
وفيما يلي نص المقابلة كما نشرتها صحيفة الجريدة الكويتية :

• متى يُعقد المؤتمر السادس لحركة فتح؟-ل

ست عضوا في اللجنة التي تمهد لهذا المؤتمر، ولا علاقة لي بها، وكل ما أطالب به هو أن تكون هناك انتخابات داخل الحركة وأن تعقد مؤتمرها العام السادس في أقرب فرصة. سبق أن وعد الرئيس محمود عباس (أبومازن) بعقد المؤتمر في شهر أبريل، وأنا أصدق الرئيس وأنتظر أن يفي بوعده، والكرة الآن في ملعبه هو واللجنة المركزية لحركة فتح. الحركة أصبحت حركة ضخمة بلا رأس، ورأس ضخمة بلا حركة، وهناك تدافع أجيال واضح داخل الحركة وأجيال مازالت تنتظر دورها في الحصول على الترقيات الحركية، خصوصا بعد أن تأخرت الانتخابات أكثر من عشرين عاماً، حدثت خلالها تغيرات كثيرة في الساحات الفلسطينية والإقليمية والدولية.

• هناك من يتهمك بأنك تسعى إلى الحصول على مقعد باللجنة التنفيذية للحركة؟



- أنا أعترف بذلك... ولكن هل هذه تهمة؟ أو أني أريد الحصول على ما ليس من حقي؟ أنا أريد إجراء انتخابات حرة نزيهة والفيصل بيننا هو عناصر الحركة وصناديق الاقتراع، وأعتقد أن ذلك لا يشين.

• ما أهمية هذا المؤتمر؟-


فلسطين اليوم على مفترق طرق، وكذلك حركة فتح، فالقضية الفلسطينية أصبحت بلا أفق واضح. رغم إعلان الرئيس الأميركي جورج بوش عن رغبته في قيام دولة فلسطينية مستقلة خلال هذا العام، أنا أرى أنه لن يحدث ذلك لأسباب كثيرة والإشارات واضحة وغير قابلة للإخفاء، وأنا لا أرى أن هناك شيئاً جدياً في عملية السلام بشكلها الحالي.

• لكن الأميركيين يمكنهم أن يضغطوا على إسرائيل لتقديم شيء جدي في المفاوضات؟-

أنت تقول ذلك، وأنا أسألك لماذا يقدم الإسرائيليون شيئاً لرئيس أميركي ستنتهي ولايته هذا العام؟ أليس من الأفضل تأجيل هذه التنازلات للرئيس القادم؟ ففي إسرائيل الآن رئيس وزراء ضعيف، والحكومة الإسرائيلية الحالية لن تقدم تنازلات حقيقية سواء على المسار الفلسطيني أو السوري
.• هل الحل الذي يريده بوش قريب من الحل الذي عرضه الرئيس الأميركى السابق بيل كلينتون؟-

العرض الذي قدمه كلينتون نحن بعيدون عنه كثيرا، فورقة كلينتون كانت تشير إلى سيطرة الفلسطينيين على 96 في المئة من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، مع تبادل النسبة الباقية بأراض أخرى بما يساويها في القيمة والمثل، وأعتقد أننا حالياً أبعد ما يكون عن هذا العرض، خصوصا مع تطورات الوضع على الساحة الفلسطينية.
• تقصد حالة الانقسام الفلسطيني والخلاف بين فتح وحماس؟-

طبعا، ولك أن تتخيل أننا كنا نفاوض إسرائيل في عام 2000 على أن تنسحب من الأراضي المحتلة عام 1967، بينما حركة حماس تنادي بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر من دون مفاوضات، ثم تراجعنا الا أننا في مرحلة لاحقة طالبنا إسرائيل بالعودة إلى خطوط 28 سبتمبر 2000، وحاليا تطالب حماس بمجرد وقف الاعتداءات على قطاع غزة، وهذه هي قمة الهزيمة السياسية

.• ما تقييمك للوضع الفلسطيني الداخلى حاليا؟



- الوضع كارثي، فالضفة ليست أفضل من قطاع غزة، فهناك احتلال يقطع أوصالها ويستبيحها ليل نهار ويحطم كل مقومات الحياة الإنسانية، لكن وضع أهلنا في الضفة أكثر سوءا، وعلى «حماس» أن تعترف بأخطائها بدلا من الاندفاع إلى تصدير الأزمة إلى الأشقاء في مصر، وهو ما لم يحدث من قبل، ولم يحدث عندما حوصر الرئيس الشهيد أبوعمار أن انفجرنا في وجه أهلنا في الأردن بل ضغطنا على إسرائيل وأجبرناها على فك الحصار عنه.
• مادامت عملية التفاوض غير مجدية في هذه المرحلة، فلماذا لا ينسحب الفلسطينيون منها؟-

أنا ضد ردود الفعل السلبية، نحن نحتاج إلى شيء آخر، نحتاج إلى تحديد استراتيجية واضحة خلال الفترة المقبلة، وليكن لدينا جواب عن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا لو لم يحدث تقدم في عملية السلام خلال هذا العام؟ وليكن لدينا ردود أفعال محددة وقاطعة. وسيفيدنا بشدة أن يكون لدينا شيء من الغضب، الأمر الذي يدفع عواصم العالم إلى ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل.

• ماذا تعني بشيء من الغضب... هل تقصد المقاومة المسلحة؟-

لا يمكن لأحد أن يسقط حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، وأنا أرى أن الحقوق الفلسطينية يمكن أن تعود بكثير من الحكمة وقليل من المقاومة