الطفل الفلسطيني الأسير
حكاية أخرى خلف قضبان الإحتلال
لقد نسي العالم أجمع الطفل الفلسطيني الأسير في معتقلات الإحتلال الصهيوني..وآلامه .. وعلى قدر كبرها ..وقوتها ..أسجل هنا إستغرابي لهذا الإهمال العربي والإسلامي والدولي لحقوق الطفل الفلسطيني الأسير والذي يعاني معاناة الكبار .. وقد حرم حياة الطفولة ..وهو مابين لظى نيران تحرمه طفولته ..فإما أنه يعيش بعيدا عن أمه لا يستطيع ن يحتمي بحنانها ..وإما فاقد للأمان ببعده عن والده .. أو أنه طفل ولد ولم يرى ضوء الحرية .. في زمن صدّع أهل الحقوق رؤوسنا ببياناتهم وقوانينهم .. بينما صوت صرخة طفل صغير يولد بينما والدته مكبلة اليدين يتردد بين جنبات معتقل خال من الإنسانية .. ليحرم هذا الوليد كل اشكال الحياة.. بدءا من الحليب ..ولعبة تسلي وحدته .. حتى أنه حرم من رؤية جديه .. ومنع من التعليم .
هذه هي حياة الطفل الفلسطيني الذي لم يجد للآن من يحفظ حقوقه ..ويدافع عنه ليرفع ظلم سجان محتل لم يحرم براءة الطفولة ..]
وهاهو الطفل الفلسطيني الأسير يقضي يوم طفولته 5 /4/2008م ..وراء القضبان محروم من كل مقومات الأمان والحنان .. فهاهو طفل قد ولد في المعتقل ليحرم ضوء الشمس .. ورؤية والدٍ يحتضنه بسعادة .. حُرم هذا الطفل المولود في معتقلات الإحتلال الصهيوني من أبسط مايحتاجه ويستحقه بلا ذنب إرتكبه ..
وطفل آخرأعتقل بغير ذنب سوى أنه فلسطيني يحب أرضه .. وأمه فلسطين .. ليعاني مراحل الإعتقال والإستجواب والتعرض للتهديد والتعذيب ..بل وإنه يجند في إسقاط حقير للعمل كجاسوس ضد أخوته .. وأبناء شعبه .. هذا النوع من العمل الذي يخالف كل أنواع المواثيق والمعاهدات الدولية وتخالف حقوق الطفل .
يعاني الطفل الأسير مالا يخطر على بال أحد من البشر، فليتصور كل إنسان أن إبنه الصغير محجوز وراء كتل من الجدران الإسمنتية ..بلا حياة ..بلا ضوء ..بلا هواء نظيف ..فالطفل الأسير ينام في غرفة معدومة الضرورات الإنسانية ..بل وإنه يعذب ويهدد ويتعرض لأبشع أنواع التحقيق وأكثرها خسة ودناءة وإهانة لبراءة الطفولة ..
فقد ذكر فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى : ["أن تضع طفلاً صغيراً في زنزانة لوحده لمدة أسبوع وتحقق معه على رشق دورية بحجارة وتهدده كل يوم بأنه سيغتصب، وتجبره أن يسمع ألفاظاً غاية في السوء وأن يتم إبراز أعضاء تناسلية لأطفال صغار لتجعلهم يشعروا بالرعب من فداحة المنظر، أمر لا يقوى على تحمله الكبير فما بالك بطفل صغير لم ينبت شعر وجهه ولم يشتد عوده بعد"].
بكاء العالم على شاليط وأطفال فلسطين لا بواكي لهم !!
ضج العالم ..وصرخ .. وتباكى على أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط ..وسعى العالم بجهد ونشاط كبير لا حدود له في محاولات كثيرة لإخراجه من أسره ..بينما لاأحد يتذكر انه مازال يقبع في المعتقلات الصهيونية والتي يحرسها أمثال شاليط مايزيد على 344 طفل أسير !!! ..
بينما خرج تقرير شرح مايتعرض له الطفل الفلسطيني الأسير في السجون والمعتقلات الصهيونية من إنتهاكات فاضحة فلم تلقى الإهتمام الكافي !!.
فمنذ بداية انتفاضة الأقصى اعتقلت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 6 آلاف طفل فلسطيني ، ولا زالت تحتجز 344 طفلاً منهم فى ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة الأساسية،كما يوجد بين الأطفال الأسرى ممن يعانون من أمراض مختلفة نتيجة الإهمال الطبي الذي تتبعه إدارة السجون .
وتحرم سلطات الاحتلال الأطفال الأسرى من أبسط الحقوق التي تمنحها لهم المواثيق الدولية، والاتفاقيات الحقوقية ، هذه الحقوق الأساسية تشتمل على : الحق في عدم التعرض للاعتقال العشوائي، والحق في معرفة سبب الاعتقال، والحق في الحصول على محامٍ، وحق الأسرة في معرفة سبب ومكان اعتقال الطفل، والحق في المثول أمام قاضٍ، والحق في الاعتراض على التهمة والطعن فيها، والحق في الاتصال بالعالم الخارجي، والحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامة الطفل المعتقل.
معاناة لا حدود له :
يعانى الأطفال الأسرى في السجون والمعتقلات من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى، فهم يعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ونقص الملابس، وعدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، والانقطاع عن العالم الخارجي، والحرمان من زيارة الأهالي، وعدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين، والاحتجاز مع البالغين، إضافة إلى الاحتجاز مع أطفال جنائيين ، والإساءة اللفظية والضرب والعزل والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض.كما أن الأطفال محرومون من حقهم في التعلم.
و يتعرض الأطفال خلال التحقيق الى أنماط مختلفة من التعذيب والإهانة منها:
1. الضرب على جميع أنحاء الجسم وخاصة في المناطق العليا والرأس.
2. الهز بشكل متكرر، الأمر الذي يعرض الطفل الى فقدان الوعي والإغماء.
3. الشبح المتواصل وذلك بربط الأرجل والأيدي وإجبار الطفل على الوقوف او الجلوس لساعات طويلة (كما حدث مع الطفل محمود راضي عريقات سكان ابو ديس والبالغ من العمر 16 سنة والذي اعتقل في بداية شهر نيسان 2005 حيث تعرض لتعذيب وحشي وقاسي أثناء اعتقاله في مركز توقيف معالي ادوميم، حيث قام المحققين بشبحه بطريقة مقلوبة تكون اليدين إلى الأسفل والأرجل الى الأعلى لمدة طويلة، وتم ربط خصيتيه بحبل وشدها مما سبب له الاماً شديدة) .
4. الحرمان من النوم والطعام وقضاء الحاجة.
5. الإذلال والإهانة وشتم الأطفال بكلمات نابية وبذيئة وتهديدهم بالمساس بأهلهم او بيوتهم.
6. سكب الماء البارد او الساخن على الطفل أثناء التحقيق معه.
7. إرسال الطفل الى غرف العملاء لانتزاع الاعتراف منه.
8. عزل الطفل في زنزانة انفرادية والعمل على ارهاقه نفسياً وجسدياً.
ويعيش المعتقلون الأطفال ظروفاً اعتقالية سيئة للغاية من حيث:
1. حرمانهم من زيارة أهاليهم .
2. تعرضهم للضغط النفسي والجسدي الناتج عن استمرار احتجازهم.
3. حرمانهم من وصول الملابس والمواد الغذائية.
4. حرمانهم من متابعة تحصيلهم العلمي وما يترتب على ذلك من آثار نفسية ومعنوية.
5. حرمانهم من تلقي العناية الصحية المناسبة.
تعذيب الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي
يتعرض الأطفال الفلسطينيون الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية للعديد من الاعتداءات والانتهاكات، حيث تمارس إسرائيل كافة فنون وأشكال التعذيب والعنف تجاههم .
يعاني الأسرى الأطفال من الممارسات والمضايقات الإسرائيلية المتمثلة في التفتيش الليلي المفاجئ لغرفهم - وبطريقة مستفزة لهم - وإرهابهم نفسياً وعصبياً ، حيث يمارس بحقهم التعذيب الجسدي في أقبية التحقيق وتنتزع منهم اعترافات تحت التهديد والتعذيب ، وبأساليب إرهابية عنيفة كالشبح الطويل وهم مقيدو اليدين والقدمين ، وجلوس القرفصاء ، أو التعليق بسقف الغرفة ، والإجبار على حمل الأجسام الثقيلة وغيرها من الوسائل المرعبة والقاسية التي تتسبب في تحطيم وتشويه نفسيات الأطفال .
ولم تكتف حكومة إسرائيل بهذا القدر من التعذيب بل زجت عدداً من القاصرين في قسم السجناء المدنيين "من المجرمين والمنحرفين"
الإحتلال يتجاهل حق الأطفال بالتعلم
بالرغم من أن معظم الأطفال المعتقلين هم من الطلاب إلا أن إدارة السجن تتجاهل حقهم بالتعلم فلا توفر لهم الإمكانيات ولا الظروف الملائمة لدراستهم بالرغم من أن التشريعات والقوانين الإنسانية تحرم منع الطفل من التعلم. حيث يعتبر هذا انتهاكا صارخا للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء المتعلق بالتعليم والترفيه 77. (1) تتخذ إجراءات لمواصلة تعليم جميع السجناء القادرين على الاستفادة منه، بما في ذلك التعليم الديني في البلدان التي يمكن فيها ذلك، ويجب أن يكون تعليم الأميين والأحداث إلزاميا، وأن توجه إليه الإدارة عناية خاصة (2) يجعل تعليم السجناء، في حدود المستطاع عمليا، متناسقا مع نظام التعليم العام في البلد، بحيث يكون بمقدورهم، بعد إطلاق سراحهم، أن يواصلوا الدراسة دون عناء.
استغلال الطفولة الأسيرة في أبشع صوره
هذا وقد أكد فؤاد الخفش (مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى):
[أن جهاز المخابرات الصهيوني مازال يبتدع طرق وأساليب جدية من أجل تجنيد الأطفال الأسرى "كعملاء" يعملون لصالحه، غير آبه لخسة الوسيلة أو الطريقة التي يقوم من خلالها بتجنيدهم للعمل لصالحه وتفتيت النسيج الاجتماعي الفلسطيني].
فقد عمل الكيان الصهيوني ضمن عملية مدروسة وممنهجة تجاه الأطفال الأسرى لإسقاطهم والعمل على كسر نفسية الطفل بالتهديد ..والإبتزاز من أجل إيقاعهم في وحل العمالة ..!!
وقد ذكرت تقارير إخبارية عن قيام جهاز المخابرات الصهيوني بالضغط على الأطفال الفلسطينيين الأسرى الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ 18 عاما، بأساليب وحشية من أجل إجبارهم على العمل كجواسيس . وتعتقل إسرائيل هؤلاء الأطفال أثناء انخراطهم في مقاومة الاحتلال من خلال قذف الحجارة أو رفع العلم الفلسطيني، أو المشاركة في مظاهرة على ظلم وقع عليهم.
وتستغل سلطات الاحتلال ضعف الطفل الفلسطيني الأسير، ورغبته الشديدة في الإفراج عنه ورؤية والديه وإخوانه، بالإضافة إلى جهل هذا الطفل بالقوانين والأحكام العسكرية، وتساومه على حريته أو تخفيف حكمه، أو الإفراج عنه من السجون، والمقابل أن يعمل لصالحها، ولا يطلب منه المحقق في البداية إلا نقل بعض الأخبار البسيطة".
تسبق مرحلة التهديد والضرب والصراخ، مرحلة أخرى كالقول للطفل "بأن وضع والدك المالي سيتحسن وسنعطيه تصريحا للعمل في (إسرائيل) أو السماح له بالسفر". ويحاولون إغراء هذا الطفل حسب وضع أهله ووضعه، لإسقاطه في حبال العمالة.
يوسف أصغر أسير:
الأسيرة فاطمة الزق ، قد وضعت مولودها " يوسف" ، في منتصف الليل ، في " مستشفى مئير كفار سابا " . وظروف ولادتها لم تكن أحسن حالاً من سابقاتها ، حيث تعرضت لمعاملة قاسية اثناء نقلها من السجن الى المستشفى وكانت مكبلة بالسلاسل الحديدية دون مراعاة لظروفها واحتياجاتها .
الأسيرة فاطمة يونس الزق ( 40 عاماً ) ، هي أم لثمانية أبناء بالإضافة للمولود الجديد ، وهي من سكان مدينة غزة ، واعتقلت على حاجز بيت حانون –ايرز بتاريخ 20-5-2007، أثناء مرافقتها لابنة أختها روضة حبيب التي اعتقلت معها أيضاً ، وذلك أثناء توجهها لإجراء عملية جراحية فى أحد المستشفيات الإسرائيلية، ، وتعرضت ( الزق ) للإهانة ولصنوف مختلفة من التعذيب، وهي لا تزال موقوفة ودون محاكمة .
وبولادة " يوسف "يرتفع عدد الأطفال الذين ولدوا داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى الى ( أربعة ) وهم : وائل ابن الأسيرة المحررة ميرفت طه ، ونور ابن الأسيرة المحررة منال غانم ، وبراء ابن الأسيرة المحررة سمر صبيح ، ومن قبلهم وطن ، فلسطين ، حنين وآخرين.
هؤلاء الأطفال الذين أبصروا النور ، وأطلقوا صيحاتهم الأولي في سجون الإحتلال وعاشوا شهوراً وسنوات في الأسر مع امهاتهم ، لا بد وأن يتأثروا بالظروف المحيطة وقد تترك آثارها السلبية على نشأتهم ونموههم وسلوكهم الآني والمستقبلي ، وستبقى صور السجن والسجان والسلاسل والأقفال في مخيلتهم .
الأطفال المواليد لا يحظون برعاية صحية و معرضون للإصابة بالأمراض
هؤلاء الأطفال المواليد يحتجزون مع أمهاتهم في ظروف اعتقالية سيئة جداً ويحرمون من أبسط حقوق الطفولة، ويتعرضون لأقسى أنواع القهر والحرمان مثلهم مثل أمهاتهم الأسيرات حين قمعهن واقتحام غرفهن ورشهن بالغاز أو المياه الباردة، بالإضافة لانتشار الحشرات وندرة المياه الساخنة وانعدام التهوية، ما يعرضهم للمرض في غياب الرعاية الصحية، لافتاً إلى أنه وفي أحياناً كثيرة أقدمت إدارة السجن على مصادرة حاجياتهم الخاصة وألعابهم الصغيرة النادرة التي يدخلها لهم الصليب الأحمر، وفي أحيان أخرى تم معاقبة الأسيرات بسبب بكاء وصراخ هؤلاء الأطفال، كما يمنع الأهل من إدخال الحليب أو الفوط.
انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحقوق الأطفال ..
لم تلتزم إسرائيل يوما بمعاهدة أو حتى اتفاقية وقعت عليها بل اعتادت على إضفاء صبغة قانونية على انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني التي ترتكبها، فهي على سبيل المثال تشرع استخدام التعذيب تحت حجج وذرائع متعددة "كضرورات الدفاع"، فباعتقال الأطفال الفلسطينيين تتنكر حكومة الاحتلال للالتزامات التي تقع عليها وفقا للفقرتين أ و ب من المادة 37 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي تنص على عدم جواز تعذيب الأطفال وأن لا يحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية وأنه يجب أن يجري اعتقال الطفل أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون ولا يجوز ممارسته إلا كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة.
كما أن اعتقال الأطفال في سجون ومراكز الاعتقال داخل إسرائيل، يعني حرمانهم من لقاء أهلهم بسبب الحظر المفروض على حركة الفلسطينيين، ومنعهم من دخول إسرائيل، وهذا بحدّ ذاته يعتبر انتهاكا فاضحا لبنود اتفاقية جنيف الرابعة، وتحديدا المادة 76 التي تفيد بأنه "ينبغي احتجاز الأشخاص المحميين في البلد المحتلّ. وأن يقضوا فيه عقوبتهم إذا أدينوا".
حكاية أخرى خلف قضبان الإحتلال
لقد نسي العالم أجمع الطفل الفلسطيني الأسير في معتقلات الإحتلال الصهيوني..وآلامه .. وعلى قدر كبرها ..وقوتها ..أسجل هنا إستغرابي لهذا الإهمال العربي والإسلامي والدولي لحقوق الطفل الفلسطيني الأسير والذي يعاني معاناة الكبار .. وقد حرم حياة الطفولة ..وهو مابين لظى نيران تحرمه طفولته ..فإما أنه يعيش بعيدا عن أمه لا يستطيع ن يحتمي بحنانها ..وإما فاقد للأمان ببعده عن والده .. أو أنه طفل ولد ولم يرى ضوء الحرية .. في زمن صدّع أهل الحقوق رؤوسنا ببياناتهم وقوانينهم .. بينما صوت صرخة طفل صغير يولد بينما والدته مكبلة اليدين يتردد بين جنبات معتقل خال من الإنسانية .. ليحرم هذا الوليد كل اشكال الحياة.. بدءا من الحليب ..ولعبة تسلي وحدته .. حتى أنه حرم من رؤية جديه .. ومنع من التعليم .
هذه هي حياة الطفل الفلسطيني الذي لم يجد للآن من يحفظ حقوقه ..ويدافع عنه ليرفع ظلم سجان محتل لم يحرم براءة الطفولة ..]
وهاهو الطفل الفلسطيني الأسير يقضي يوم طفولته 5 /4/2008م ..وراء القضبان محروم من كل مقومات الأمان والحنان .. فهاهو طفل قد ولد في المعتقل ليحرم ضوء الشمس .. ورؤية والدٍ يحتضنه بسعادة .. حُرم هذا الطفل المولود في معتقلات الإحتلال الصهيوني من أبسط مايحتاجه ويستحقه بلا ذنب إرتكبه ..
وطفل آخرأعتقل بغير ذنب سوى أنه فلسطيني يحب أرضه .. وأمه فلسطين .. ليعاني مراحل الإعتقال والإستجواب والتعرض للتهديد والتعذيب ..بل وإنه يجند في إسقاط حقير للعمل كجاسوس ضد أخوته .. وأبناء شعبه .. هذا النوع من العمل الذي يخالف كل أنواع المواثيق والمعاهدات الدولية وتخالف حقوق الطفل .
يعاني الطفل الأسير مالا يخطر على بال أحد من البشر، فليتصور كل إنسان أن إبنه الصغير محجوز وراء كتل من الجدران الإسمنتية ..بلا حياة ..بلا ضوء ..بلا هواء نظيف ..فالطفل الأسير ينام في غرفة معدومة الضرورات الإنسانية ..بل وإنه يعذب ويهدد ويتعرض لأبشع أنواع التحقيق وأكثرها خسة ودناءة وإهانة لبراءة الطفولة ..
فقد ذكر فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى : ["أن تضع طفلاً صغيراً في زنزانة لوحده لمدة أسبوع وتحقق معه على رشق دورية بحجارة وتهدده كل يوم بأنه سيغتصب، وتجبره أن يسمع ألفاظاً غاية في السوء وأن يتم إبراز أعضاء تناسلية لأطفال صغار لتجعلهم يشعروا بالرعب من فداحة المنظر، أمر لا يقوى على تحمله الكبير فما بالك بطفل صغير لم ينبت شعر وجهه ولم يشتد عوده بعد"].
بكاء العالم على شاليط وأطفال فلسطين لا بواكي لهم !!
ضج العالم ..وصرخ .. وتباكى على أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط ..وسعى العالم بجهد ونشاط كبير لا حدود له في محاولات كثيرة لإخراجه من أسره ..بينما لاأحد يتذكر انه مازال يقبع في المعتقلات الصهيونية والتي يحرسها أمثال شاليط مايزيد على 344 طفل أسير !!! ..
بينما خرج تقرير شرح مايتعرض له الطفل الفلسطيني الأسير في السجون والمعتقلات الصهيونية من إنتهاكات فاضحة فلم تلقى الإهتمام الكافي !!.
فمنذ بداية انتفاضة الأقصى اعتقلت سلطات الاحتلال ما يزيد عن 6 آلاف طفل فلسطيني ، ولا زالت تحتجز 344 طفلاً منهم فى ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من شروط الحياة الأساسية،كما يوجد بين الأطفال الأسرى ممن يعانون من أمراض مختلفة نتيجة الإهمال الطبي الذي تتبعه إدارة السجون .
وتحرم سلطات الاحتلال الأطفال الأسرى من أبسط الحقوق التي تمنحها لهم المواثيق الدولية، والاتفاقيات الحقوقية ، هذه الحقوق الأساسية تشتمل على : الحق في عدم التعرض للاعتقال العشوائي، والحق في معرفة سبب الاعتقال، والحق في الحصول على محامٍ، وحق الأسرة في معرفة سبب ومكان اعتقال الطفل، والحق في المثول أمام قاضٍ، والحق في الاعتراض على التهمة والطعن فيها، والحق في الاتصال بالعالم الخارجي، والحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامة الطفل المعتقل.
معاناة لا حدود له :
يعانى الأطفال الأسرى في السجون والمعتقلات من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية، تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى، فهم يعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة، وانتشار الحشرات، والاكتظاظ، والاحتجاز في غرف لا يتوفر فيها تهوية وإنارة مناسبتين، والإهمال الطبي وانعدام الرعاية الصحية، ونقص الملابس، وعدم توفر وسائل اللعب والترفيه والتسلية، والانقطاع عن العالم الخارجي، والحرمان من زيارة الأهالي، وعدم توفر مرشدين وأخصائيين نفسيين، والاحتجاز مع البالغين، إضافة إلى الاحتجاز مع أطفال جنائيين ، والإساءة اللفظية والضرب والعزل والعقوبات الجماعية، وتفشي الأمراض.كما أن الأطفال محرومون من حقهم في التعلم.
و يتعرض الأطفال خلال التحقيق الى أنماط مختلفة من التعذيب والإهانة منها:
1. الضرب على جميع أنحاء الجسم وخاصة في المناطق العليا والرأس.
2. الهز بشكل متكرر، الأمر الذي يعرض الطفل الى فقدان الوعي والإغماء.
3. الشبح المتواصل وذلك بربط الأرجل والأيدي وإجبار الطفل على الوقوف او الجلوس لساعات طويلة (كما حدث مع الطفل محمود راضي عريقات سكان ابو ديس والبالغ من العمر 16 سنة والذي اعتقل في بداية شهر نيسان 2005 حيث تعرض لتعذيب وحشي وقاسي أثناء اعتقاله في مركز توقيف معالي ادوميم، حيث قام المحققين بشبحه بطريقة مقلوبة تكون اليدين إلى الأسفل والأرجل الى الأعلى لمدة طويلة، وتم ربط خصيتيه بحبل وشدها مما سبب له الاماً شديدة) .
4. الحرمان من النوم والطعام وقضاء الحاجة.
5. الإذلال والإهانة وشتم الأطفال بكلمات نابية وبذيئة وتهديدهم بالمساس بأهلهم او بيوتهم.
6. سكب الماء البارد او الساخن على الطفل أثناء التحقيق معه.
7. إرسال الطفل الى غرف العملاء لانتزاع الاعتراف منه.
8. عزل الطفل في زنزانة انفرادية والعمل على ارهاقه نفسياً وجسدياً.
ويعيش المعتقلون الأطفال ظروفاً اعتقالية سيئة للغاية من حيث:
1. حرمانهم من زيارة أهاليهم .
2. تعرضهم للضغط النفسي والجسدي الناتج عن استمرار احتجازهم.
3. حرمانهم من وصول الملابس والمواد الغذائية.
4. حرمانهم من متابعة تحصيلهم العلمي وما يترتب على ذلك من آثار نفسية ومعنوية.
5. حرمانهم من تلقي العناية الصحية المناسبة.
تعذيب الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي
يتعرض الأطفال الفلسطينيون الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية للعديد من الاعتداءات والانتهاكات، حيث تمارس إسرائيل كافة فنون وأشكال التعذيب والعنف تجاههم .
يعاني الأسرى الأطفال من الممارسات والمضايقات الإسرائيلية المتمثلة في التفتيش الليلي المفاجئ لغرفهم - وبطريقة مستفزة لهم - وإرهابهم نفسياً وعصبياً ، حيث يمارس بحقهم التعذيب الجسدي في أقبية التحقيق وتنتزع منهم اعترافات تحت التهديد والتعذيب ، وبأساليب إرهابية عنيفة كالشبح الطويل وهم مقيدو اليدين والقدمين ، وجلوس القرفصاء ، أو التعليق بسقف الغرفة ، والإجبار على حمل الأجسام الثقيلة وغيرها من الوسائل المرعبة والقاسية التي تتسبب في تحطيم وتشويه نفسيات الأطفال .
ولم تكتف حكومة إسرائيل بهذا القدر من التعذيب بل زجت عدداً من القاصرين في قسم السجناء المدنيين "من المجرمين والمنحرفين"
الإحتلال يتجاهل حق الأطفال بالتعلم
بالرغم من أن معظم الأطفال المعتقلين هم من الطلاب إلا أن إدارة السجن تتجاهل حقهم بالتعلم فلا توفر لهم الإمكانيات ولا الظروف الملائمة لدراستهم بالرغم من أن التشريعات والقوانين الإنسانية تحرم منع الطفل من التعلم. حيث يعتبر هذا انتهاكا صارخا للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء المتعلق بالتعليم والترفيه 77. (1) تتخذ إجراءات لمواصلة تعليم جميع السجناء القادرين على الاستفادة منه، بما في ذلك التعليم الديني في البلدان التي يمكن فيها ذلك، ويجب أن يكون تعليم الأميين والأحداث إلزاميا، وأن توجه إليه الإدارة عناية خاصة (2) يجعل تعليم السجناء، في حدود المستطاع عمليا، متناسقا مع نظام التعليم العام في البلد، بحيث يكون بمقدورهم، بعد إطلاق سراحهم، أن يواصلوا الدراسة دون عناء.
استغلال الطفولة الأسيرة في أبشع صوره
هذا وقد أكد فؤاد الخفش (مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى):
[أن جهاز المخابرات الصهيوني مازال يبتدع طرق وأساليب جدية من أجل تجنيد الأطفال الأسرى "كعملاء" يعملون لصالحه، غير آبه لخسة الوسيلة أو الطريقة التي يقوم من خلالها بتجنيدهم للعمل لصالحه وتفتيت النسيج الاجتماعي الفلسطيني].
فقد عمل الكيان الصهيوني ضمن عملية مدروسة وممنهجة تجاه الأطفال الأسرى لإسقاطهم والعمل على كسر نفسية الطفل بالتهديد ..والإبتزاز من أجل إيقاعهم في وحل العمالة ..!!
وقد ذكرت تقارير إخبارية عن قيام جهاز المخابرات الصهيوني بالضغط على الأطفال الفلسطينيين الأسرى الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ 18 عاما، بأساليب وحشية من أجل إجبارهم على العمل كجواسيس . وتعتقل إسرائيل هؤلاء الأطفال أثناء انخراطهم في مقاومة الاحتلال من خلال قذف الحجارة أو رفع العلم الفلسطيني، أو المشاركة في مظاهرة على ظلم وقع عليهم.
وتستغل سلطات الاحتلال ضعف الطفل الفلسطيني الأسير، ورغبته الشديدة في الإفراج عنه ورؤية والديه وإخوانه، بالإضافة إلى جهل هذا الطفل بالقوانين والأحكام العسكرية، وتساومه على حريته أو تخفيف حكمه، أو الإفراج عنه من السجون، والمقابل أن يعمل لصالحها، ولا يطلب منه المحقق في البداية إلا نقل بعض الأخبار البسيطة".
تسبق مرحلة التهديد والضرب والصراخ، مرحلة أخرى كالقول للطفل "بأن وضع والدك المالي سيتحسن وسنعطيه تصريحا للعمل في (إسرائيل) أو السماح له بالسفر". ويحاولون إغراء هذا الطفل حسب وضع أهله ووضعه، لإسقاطه في حبال العمالة.
يوسف أصغر أسير:
الأسيرة فاطمة الزق ، قد وضعت مولودها " يوسف" ، في منتصف الليل ، في " مستشفى مئير كفار سابا " . وظروف ولادتها لم تكن أحسن حالاً من سابقاتها ، حيث تعرضت لمعاملة قاسية اثناء نقلها من السجن الى المستشفى وكانت مكبلة بالسلاسل الحديدية دون مراعاة لظروفها واحتياجاتها .
الأسيرة فاطمة يونس الزق ( 40 عاماً ) ، هي أم لثمانية أبناء بالإضافة للمولود الجديد ، وهي من سكان مدينة غزة ، واعتقلت على حاجز بيت حانون –ايرز بتاريخ 20-5-2007، أثناء مرافقتها لابنة أختها روضة حبيب التي اعتقلت معها أيضاً ، وذلك أثناء توجهها لإجراء عملية جراحية فى أحد المستشفيات الإسرائيلية، ، وتعرضت ( الزق ) للإهانة ولصنوف مختلفة من التعذيب، وهي لا تزال موقوفة ودون محاكمة .
وبولادة " يوسف "يرتفع عدد الأطفال الذين ولدوا داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي خلال انتفاضة الأقصى الى ( أربعة ) وهم : وائل ابن الأسيرة المحررة ميرفت طه ، ونور ابن الأسيرة المحررة منال غانم ، وبراء ابن الأسيرة المحررة سمر صبيح ، ومن قبلهم وطن ، فلسطين ، حنين وآخرين.
هؤلاء الأطفال الذين أبصروا النور ، وأطلقوا صيحاتهم الأولي في سجون الإحتلال وعاشوا شهوراً وسنوات في الأسر مع امهاتهم ، لا بد وأن يتأثروا بالظروف المحيطة وقد تترك آثارها السلبية على نشأتهم ونموههم وسلوكهم الآني والمستقبلي ، وستبقى صور السجن والسجان والسلاسل والأقفال في مخيلتهم .
الأطفال المواليد لا يحظون برعاية صحية و معرضون للإصابة بالأمراض
هؤلاء الأطفال المواليد يحتجزون مع أمهاتهم في ظروف اعتقالية سيئة جداً ويحرمون من أبسط حقوق الطفولة، ويتعرضون لأقسى أنواع القهر والحرمان مثلهم مثل أمهاتهم الأسيرات حين قمعهن واقتحام غرفهن ورشهن بالغاز أو المياه الباردة، بالإضافة لانتشار الحشرات وندرة المياه الساخنة وانعدام التهوية، ما يعرضهم للمرض في غياب الرعاية الصحية، لافتاً إلى أنه وفي أحياناً كثيرة أقدمت إدارة السجن على مصادرة حاجياتهم الخاصة وألعابهم الصغيرة النادرة التي يدخلها لهم الصليب الأحمر، وفي أحيان أخرى تم معاقبة الأسيرات بسبب بكاء وصراخ هؤلاء الأطفال، كما يمنع الأهل من إدخال الحليب أو الفوط.
انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحقوق الأطفال ..
لم تلتزم إسرائيل يوما بمعاهدة أو حتى اتفاقية وقعت عليها بل اعتادت على إضفاء صبغة قانونية على انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني التي ترتكبها، فهي على سبيل المثال تشرع استخدام التعذيب تحت حجج وذرائع متعددة "كضرورات الدفاع"، فباعتقال الأطفال الفلسطينيين تتنكر حكومة الاحتلال للالتزامات التي تقع عليها وفقا للفقرتين أ و ب من المادة 37 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل التي تنص على عدم جواز تعذيب الأطفال وأن لا يحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية وأنه يجب أن يجري اعتقال الطفل أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون ولا يجوز ممارسته إلا كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة.
كما أن اعتقال الأطفال في سجون ومراكز الاعتقال داخل إسرائيل، يعني حرمانهم من لقاء أهلهم بسبب الحظر المفروض على حركة الفلسطينيين، ومنعهم من دخول إسرائيل، وهذا بحدّ ذاته يعتبر انتهاكا فاضحا لبنود اتفاقية جنيف الرابعة، وتحديدا المادة 76 التي تفيد بأنه "ينبغي احتجاز الأشخاص المحميين في البلد المحتلّ. وأن يقضوا فيه عقوبتهم إذا أدينوا".
تعليق