فاروق الجفري
صحيفة الثورة اليمنية
لا شك أن كلمة (السيرك) تذكر الناس من مختلف أعمارهم بعالم عجيب وغريب حافل بالبهجة والضحك، عالم المهرجين ذوي الملابس المزركشة والألوان الصاخبة والألاعيب المرحة وفناني ألعاب الخفة وما يتميزون به من مهارة عالية والبهلوانات برشاقتهم وبقدرتهم الدقيقة على التوقيت واللاعبين على الحبل بأعصابهم الحديدية. وكلمة (السيرك) تستخدم في بعض اللغات على اعتباره شكلاً ثانوياً من أشكال الاستتعراض وإلى التشكيك في انتسابه إلى عالم الفن .
لكن الحقيقة هي أن السيرك فن قائم بذاته. فن متعدد الجوانب له تاريخه الحافل، وأصالته المميزة، وكل من شاهد عروض السيرك من مقعد قريب من الحلبة لابد أن يلاحظ أن السيرك لا يقوم كبعض الاشكال الفنية الأخرى على الإيهام وإنما يقوم على المخاطر ة..
فليس فيه من مجال لإخفاء الحقيقة فهناك تتخذ الاستعدادات لكل فقرة من فقرات العرض تحت سمع الجمهور وبصره. ويرجع تاريخ السيرك كما نعرف اليوم إلى إنجلترا في القرن الثامن عشر للميلاد حيث نشأ كأثر جانبي للفروسية ثم اتسع نطاق وفيما بعد بحيث أصبح يشمل مجموعة كبيرة من التخصصات وأشكال التعبير الدرامي والغنائى وأصبح السيرك فناً عالمياً بحق نظراً لأن الفنانين من مختلف الدول أخذوا يتعلمون أحدهم عن الآخر ويشتركون في الأداء في نطاق نفس الخيمة ولكن عالمية السيرك ترجع أيضاً أو في المقام الأول إلى أنه يقوم بطبيعته على التآخي فليس في حلبة السيرك قتال إلا إذا استهدف الضحك ولا ضحايا إلا ما كان نتيجة لحادثة.
والضحك الذي هو لغة السيرك لا وطن له والأمر نفسه يصدق على كل ما تثيره عروض السيرك في نفوس المشاهدين من إعجاب وإشفاق.