نعم اعلنها خضراء في الزرقاء ... هو المارد الاخضر الذي تمكن من تحقيق الثلاث نقاط في المباراة الهامة و المصيرية و التي جمعته بنظيره البقعة في الجولة قبل الاخيرة من عمر الدوري الممتاز و بهدف عالمي من امضاء الصقر محمود شلباية في الدقيقة 22 من عمر اللقاء , ليكون هذا الهدف كفيلا و كافيا لاعلان الاخضر بطلا للدوري الممتاز لهذا العام , و ليكون اللقب العاشر في تاريخه .

المباراة التي اقيمت في الساعة الخامسة مساء على ستاد الامير محمد في مدينة الزرقاء , و شهدت تواجد حضور جماهيري جيد نوعا ما , في ظل الظروف التي رافقت هذه المباراة و خصوصا بان المباراة تقام في مدينة الزرقاء و في الساعة الخامسة مساء حيث تكون معظم الجماهير ما زالت في اعمالها مما قلل من فرصة توافد عدد اكبر من الجماهير الى ارض الملعب .

بدأ المدير الفني محمد عمر لقاء اليوم منذ البداية بتعليمات مشددة للاعبين بضرورة مباغته البقعة منذ الدقائق الاولى من اللقاء فامتد الاخضر منذ البداية نحو مناطق البقعة بعد تامين المناطق الخلفية و التي شهدت مفاجأة بتواجد الكابتن فيصل ابراهيم بديلا للمحترف العراقي حيدر جبار الى جانب هيثم سمرين , في حين تم الدفع بكل من المجتهد فادي شاهين و باسم فتحي على الاطراف , و اوكلت مهمة مراقبة طلعات عامر الوريكات للمحمد جمال , الذي بذل جهودا مضاعفة في متابعة هذه التحركات و تشكيل زيادة عددية الى جانب حسن عبد الفتاح , و تناوب الثلاثي رافت علي و عامر ذيب و عيسى السباح خلق المساحات امام منطقة الجزاء اضافة الى التوغلات من اطراف الملعب و ان كان عيسى و عامر هم الاكثر تواجدا في هذه المناطق , الا ان مجريات المباراة كانت تفرض بين الحين و الاخر تبادل المراكز بين هؤلاء اللاعبين , و هدف هذا الثالوث الى تزويد راس الحربة الوحيد محمود شلباية بالكرات داخل الجزاء .

اما البقعة فقد جاء اداؤه متوازنا في بداية اللقاء من خلال تكثيف التواجد الدفاعي امام الحارس ابو خوصه من خلال الخطيب و صدقي و محمد محمود و تناوب رامي حمدان و عدنان سليمان على مراقبة توغلات عيسى و عامر من الاطراف , و هذا الاخير ارهق حمدان في الجهة اليمنى و الذي طلب المساندة في اكثر من كرة و خصوصا من لاعب قلب الدفاع محمد محمود . اما منطقة الوسط فقد اوكلت مهمة استلام الكرات الى الوريكات و تزويد كل من ابو طعيمة الخطير و ابو عواد على طرفي الملعب في سعيهم لارسال الكرات العرضية الى لاعبي الهجوم محمد عبد الحليم و احمد حتاملة .

على الرغم من الطموح الاخضر منذ بداية اللقاء بضرورة التسجيل و تمركز لاعبي الدفاع في المناطق الخلفية الا ان الخطورة الحقيقية بدأت من خلال الهجمات المرتدة التي استغلها البقعة بطريقة مناسبة و شكلت انطلاقات ابو طعيمة منذ الدقائق الاولى خطورة على مرمى شفيع فبعد محاولة تسديد الضربة الحرة المباشرة على مشارف الجزاء و خطف الكرة من قبل الذيب عامر الذي تبادل الكرة مع شلباية عكسها عرضية الى حسن عبد الفتاح سددها بيسراه قوية علت العارضة بكثير , جاءت الخطورة الحقيقية من ابو طعيمة الذي ارسل كرباجا قويا تالق شفيع في التصدي لها ليشتتها فادي شاهين بحركة مقصية , ليعود نفس اللاعب و يهيئ كرة بينية خطيرة الى عبد الحليم خرج لها شفيع بتوقيت مميز , عاد عبد الحليم و يسدد الكرة التي قطعها من فيصل بعيدة عن المرمى .
اصرار الاخضر على زيارة مرمى ابو خوصة تجسد في الدقيقة 22 من عمر اللقاء بعد ان نفذ الذيب عامر الضربة الحرة داخل الجزاء لياخذها الصقر بحركة رائعة مباشرة على يمين ابو خوصة , هدف لا يرد و لا يسجله الا مهاجم من طينة الكبار , و كان من قبلها يهيئ كرة على مشارف الجزاء لرافت الذي سددها قوية مرت بجانب العارضة . واصل الاخضر فرض افضليته على منطقة الوسط , و استمر الذيب عامر بعزف اجمل الالحان من الجهة اليمنى بارساله كرة عرضية و لا اجمل على راس حسن عبد الفتاح الذي سددها حسب الاصول مرت باعجوبة بجانب القائم الايسر لمرمى ابو خوصة . و استمر الاداء الهجومي الهادر للاخضر في ظل تناغم و ثنائيات رائعة بين لاعبي الوسط فهذه تسديدة من عامر بعد ثنائية مع حسن و تسديدة اخرى من شلباية مرت بسلام , تبعها السباح بكرة على الطاير بعد ثنائية مع شلباية علت العارضة , ليكتفي البقعة في هذه اللحظات بابعاد الكرات عن مرماه و محاولة استغلال الهجمات المرتدة التي نجح في احداها حتاملة من عكس عرضية خطيرة امام المرمى مرت من الجميع خارج المرمى .
و في الزفير الاخير من الشوط الاول كان الاخضر يتعرض لضربة موجعة بعد تعرض الصقر شلباية الى اصابة قوية لم يتوضح فيما اذا كان سيشارك في الشوط الثاني ليبقي الجماهير في حالة ترقب مع اطلاق حكم المباراة يوسف شاهين صافرته معلنا نهاية الشوط الاول .

دخل الفريقان في الشوط الثاني من اللقاء , و حاول شلباية التحامل على اصابته الا انه و منذ الدقيقة الاولى لم يتمكن من مواصلة اللعب ليضطر المدير الفني محمد عمر لاجراء التغيير الاول بالزج بالمحترف بامبا بديلا لشلباية , مما كان سببا في تغيير ملامح الشوط الثاني من اللقاء .
فمنذ اللحظات الاولى اندفع البقعة في سعيه لتعديل الكفة , و كاد حتاملة ان يحقق ذلك من عرضية ابو طعيمة هيأها لنفسه و سدد كرة قوية تالق شفيع في التصدي لها على حساب ركنية .
ليعود الاخضر الى المباراة و بقوة و يشن العديد من الهجمات على مرمى البقعة لم يحسن اللاعبون استغلالها فالمحترف بامبا لم يحسن استغلال عدة كرات فكرة باسم الطويلة تلقاها بامبا و سددها ضعيفة من داخل الجزاء اضافة الى الكرة التي هيأها رافت له داخل الجزاء تباطئ في التعامل معها قبل وصولها الى ابو خوصة , عاد بامبا ليرد الهدية الى رافت داخل الجزاء الا ان الخطيب ابعد شبح هدف محقق للاخضر . و على الرغم من محاولات المدرب اسامة قاسم لتعديل الكفة بتجديد الدماء في منطقة الوسط من خلال الزج بسامي ذيابات بديلا للوريكات, الا ان الاخضر استغل هذا الانفتاح في اسلوب البقعة فكانت الفرصة مواتية لاضافة الهدف الثاني سواء من الفرصة التي تحققت لحسن عبد الفتاح على مشارف الجزاء و التي بالغ في المراوغة قبل ان يسددها ضعيفة في ظل متابعة رافت و بامبا المتحفزين على حدود المنطقة , و حتى من الكرة الخطيرة جدا لرافت التي خطفها من المدافع الخطيب ليدخل خط الست ياردات و يسدد الكرة من امام فوهة المرمى تالق ابو خوصة في ابعادها الى ركنية . ليعود الكابتن اسامة قاسم للتدخل من جديد من خلال المغامرة بالزج بالمهاجم قويدر و اعادة الحتاملة الى منطقة الوسط و الاستغناء عن الخدمات الدفاعية للاعب محمد محمود , هذا التبديل و ان جاء متاخرا بعض الشيء الا انه قلب موازين المباراة في ظل تراجع الاداء الهجومي للاخضر و العودة الى المناطق الخلفية في سعيهم للمحافظة على النتيجة , لتحتبس انفاس الجماهير الخضراء في الربع ساعة الاخيرة من عمر اللقاء بعد ان دفع البقعة بثقله الهجومي نحو مرمى شفيع ,فجاءت عرضية ابو طعيمة الخطيرة نحو عبد الحليم لتشهد فدائية فادي في ابعاها كادت ان تخادع شفيع الذي سيطر عليها دفعتين . ليعود اللاعب نفسه و يهيئ الكرة الى قويدر ليتكرر المشهد من قبل الفدائي فادي شاهين مبعدا الكرة من امام المهاجم على بعد خطوات من مرمى شفيع . و مع وصول المباراة الى الدقيقة 82 و في ظل الاندفاع البقعاوي لتعديل النتيجة تخلى الكابتن محمد عمر عن الدور الهجومي للفريق في محاولة منه لتثبيت النتيجة الكفيلة بتحقيق اللقب فجاء التبديل الثاني من خلال الزج بالمدافع المحترف حيدر جبار بديلا لعيسى السباح , و الذي اثبت بانه محترف بكل معنى الكلمة فعلى الرغم من دخوله في اخر 8 دقائق من عمر اللقاء الا ان الدور الذي لعبه في المحافظة على النتيجة كان كبيرا جدا بعد ان تالق في ابعاد الكرة من حلق المرمى قبل ان تجتاز خط المرمى و ذلك بعد العرضية التي هيأها ابو طعيمة الى قويدر الذي اسقط الكرة لحظة خروج شفيع , على الرغم من ان الكرة كانت مثار اعتراض لاعبي و اداريي الاخضر باعتبار بان اللاعب قويدر كان في وضع تسلل . و ليقاتل لاعبوا الاخضر في الدقائق الاخيرة من اللقاء للمحافظة على النتيجة و هذا ما تحقق حتى صافرة النهاية التي اعلنت بدأ احتفالات الاخضر بالاحتفاظ باللقب للسنة الثانية على التوالي و احراز اللقب العاشر في تاريخه في فرحة كبيرة من عشاق و محبي الاخضر استمرت حتى ساعة متاخرة بدأت من الرزقاء و انتهت في معقل الاخضر في الوحدات .

الجهاز الفني و اللاعبون .. فور انطلاق صافرة الحكم ... و السجود شكرا لله



الحوت و الساحر في لقطة لا تحتاج الى تعليق





شلبايه نجم اللقاء

منقووووووول