بالرغم من أن كتابة الآيات القرآنية وبعض الحكم الدينية على السيارات
يختلف حوله العلماء وهل هو صحيح من الجانب الشرعي أم خطأ، بسبب
ما تتعرض له السيارة من أتربة أو أوساخ وغسلها بماء يمكن أن لا يكون
طاهرا، إلا أن من يقوم بهذا العمل مؤمن بما هو مكتوب وبما يدعو إليه
من فضائل يجب التمسك بها في كل وقت وفي كل ظرف.
وكم نرى من آيات قرآنية وأدعية مكتوبة على السيارات من مثل:
لا تنسوا ذكر الله، الله أكبر والحمد لله، وما شاء الله لا قوة إلا بالله
وغيرها من الكلمات والأدعية الطيبة، ولكن ما يغيظ هنا هو أن بعض
أصحابها أو سائقيها ونقول بعض - حتى لا نتهم بالتعميم - لا يعملون بما
يكتبونه على سياراتهم وأقصد في مجال احترام الطريق وعدم التجاوزات
وإيذاء الآخرين الذين من حقهم استخدام الطريق ماداموا
يلتزمون بحاراتهم ودون جور منهم.
وقد أفاض العلماء في بيان آداب الطرق أو فقه الطريق تبعا للنصوص
الشرعية من القرآن الكريم ومن السنة النبوية، وجاء في قوله تعالى:
«ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان
عنه مسؤولاً، ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض
ولن تبلغ الجبال طولا، كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها».الإسراء36، 37.
وقوله سبحانه: «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما». الفرقان63.
كما بين النبي صلى الله عليه وسلم بعضا من حقوق الطريق
وآداب المرور في عدة توجيهات منها: ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إياكم والجلوس في الطرقات» قالوا يا رسول الله مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا
الطريق حقه «قالوا وما حقه قال:«غض البصر وكف الأذى ورد السلام
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ويفسر العلماء المشي والركوب على هون بقولهم إن خلاصة البشر
يمشون في الطريق هوناً، لا تصنُّع ولا تكلف، ولا كبر ولا خيلاء، مشية تعبر
عن شخصية متزنة، ونفس سوية مطمئنة تظهر صفاتها في مشية صاحبها
وقارٌ وسكينةٌ، وجدٌّ وقوةٌ من غير تماوتٍ أو مذلة، تأسياً بالقدوة الأولى
محمد صلى الله عليه وسلم ولا يختلف الحال عمن ركب سيارته فإن
عليه السير باعتدال واطمئنان من غير تهور أو مزاحمة.
وسائق السيارة يلزمه غض صوته فلا يرفع صوت المذياع أو مسجل
السيارة ليسمع من في الشارع ويؤذي المارة من حوله ، كما يلزمه أن
يراعي غيره عند استخدام منبه السيارة فلا يستعمله إلا عند
الحاجة مراعاة لشعور إخوانه المسلمين.
وحزام الأمان سبب في النجاة والاطمئنان وكلنا موقنون أن السلامة
والحفظ هي بيد الله عز وجل «فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين »
ولكن الشرع أمر بأخذ الأسباب والعمل على وفقها لا الاعتماد عليها ، وقد
ثبت بالتجربة القطعية أن حزام الأمان يخفف من فداحة المصيبة أثناء
الحادث ويحمي السائق من هول الاصطدام.
ولا ننسى أن هناك أحزمة معنوية أخرى تقي بإذن الله عز وجل أخطارا
كثيرة بشرط أن تطبق بصدق عقيدة وقوة يقين، مثل: دعاء الركوب
ودعاء السفر وملازمة الأذكار أثناء قيادة السيارات.
م .ن .
أختكم فردوس
تعليق