تويت
الزنانة وجميع المعلومات عنها
الزنانة "طائرة الاستطلاع" ... معلومات وصور
الطائرة "بريداتور" predator يمكنها تحمّل الرياح التي لا تزيد سرعتها على 8 عقدات.
• الطائرات الموجهة، كبيرة الحجم، والبعيدة المدى من طراز Predator B،هي التي يمكنها كشف الأهداف وتدميرها .
• تحدد هذه الطائرات الأهداف باستخدام مستشعرات الليزر .
• تحمل طائرة الاستطلاع predator صاروخين من نوع hellfire .
• يتم التحكم بها بواسطة الكمبيوتر من أحد القواعد العسكرية .
• تتحمل بطاريتها 24 ساعة إلى 40 ساعة طيران .
• مزودة بكاميرا (منظار ) ليلي وجهاز استشعار عن بعد .
تاريخ طائرات الاستطلاع
لقد حقق الاختراق الهائل الذي أحدثته تكنولوجيا الإلكترونيات فائقة التطور - في سائر مجالات الحياة- زيادة هائلة في القدرات القتالية للقوات المسلحة خاصة. بل إن الوقت لم يعد مبكرا للمجادلة في أن تأثير هذه التكنولوجيا في المجال العسكري بات أكبر من الاختراق الاستراتيجي الذي أحدثته الأسلحة الصاروخية النووية منذ نصف قرن، لأن توحد الوسائط القتالية التي تستخدم هذه التكنولوجيا في نظام واحد مركب لا يحجب حقيقة تمايز بعض هذه الوسائط في إمكانياتها وأدوارها.
• أبرز الوسائط التي يتكامل أداؤها في نظام واحد مركب هي أنظمة المراقبة الفضائية وشبكات الكمبيوتر وأنظمة الاتصال عبر الأقمار الصناعية والأسلحة الذكية عالية الدقة والمركبات الجوية والطائرات بلا طيارين.. فمتابعة تطور حجم وتأثير دور كل منها على انفراد توضح بجلاء ارتباط سرعة تعاظم دور الطائرات بلا طيارين، وشقيقاتها المركبات الجوية غير المأهولة، بتطور قدراتها القتالية وتنوعها ورفع مستوى أدائها.
• عندما أطلقت الولايات المتحدة مؤخرا أول طائرة بلا طيار بلا وقود، إذ تعمل بأشعة الليزر، كان واضحا أن تطوير مثل هذه الطائرة قد جاء في سياق تركيز واسع ومكثف على تعزيز قدرات الطائرات غير المأهولة، بما يواكب تعزيز دورها القتالي في حروب المستقبل. جرى الاختبار العملي الأول لهذه الطائرة التي يبلغ طولها مترا ونصف المتر في مستودع للطائرات في ألاباما، حيث تم التحكم بتلك الطائرة في رحلتها الأولى من خلال شعاع ليزر ظل منطلقا نحوها من الأرض ليولد طاقة قامت بتشغيل محرك الطائرة بنجاح. تستطيع هذه الطائرة، التي سوف تستخدم مبدئيا لأعمال المراقبة والاتصالات، أن تظل في الجو لمدة غير محدودة، فهي تستمر في الطيران والتحليق ما لم ينقطع شعاع الليزر المنطلق من الأرض، الذي يزودها بالطاقة (1).
• إن هذه الطائرة التي تطير بالليزر هي واحدة من إفرازات عديدة لبرامج تطوير جسدت دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن يوم 15-2-2001م إلى تصميم واختراع نماذج جديدة من الأسلحة والعتاد الحربي، إلى جعل الوسائط القتالية التي تتسلح بها القوات المسلحة الأمريكية أقل حجما وأكثر فاعلية، وأن تتمتع الطائرات بقدرة على إنزال الضربات الأكثر دقة بأهداف أية منطقة في العالم مستخدمة وسائط طائرة موجهة وطائرات ومركبات بلا طيارين (2).
• هذا التركيز الشديد المتزايد لمضاعفة الاعتماد على الطائرات المقاتلة ومتعددة المهام بلا طيارين، قد انعكس على برامج التطوير لمعظم شركات صنع الطائرات الكبرى، تماما مثلما عكسته ميزانيات الدفاع الأمريكية بوضوح منذ العام 2002، مما شكل حافزا لتوجه مماثل في العديد من الدول الأخرى أيقنت أن الدور المستقبلي للمركبات الجوية القتالية غير المأهولة آخذ في التعاظم بتسارع متزايد.
• هكذا بدأت جهود شركة داسو Dassault Aviation الفرنسية مثلا في تطوير مركبتين غير مأهولتين أكثر خفاء، انطلاقا من المركبة الجوية الخفية غير المأهولة Petit Duc التي برهنت في أواخر العام 2000 على كفاءة ما تتمتع به من تكنولوجيا الخفاء ونظم القيادة والتحكم والقدرة على أداء مهامها بنجاح، بدءا من رسم الخرائط الأولية وانتهاء بالطيران السلس.
• ونشير إلى أن الاسم الرسمي للمركبة الخفية بلا طيار Petit Duc هو Aeronef Validation Experimental (AVE) .
• أول المركبتين الجديدتين Moyen Duc بدأ تطويرها في العام 2001 وهي مزودة بنظم استطلاع متقدمة ومعدات حرب إلكترونية وتستطيع تحديد الأهداف ليزريا. أما المركبة الثانية الحربية الأكثر حجما فهي Grand Duc UCAV التي تقوم بمهام الدفاع الجوي SEAD وتتميز بقدرة كبيرة على الإصابة الدقيقة بما يكفل لها صد الهجمات المعادية بكفاءة عالية. وقد أكد تشارلز أيدليستين، رئيس مجلس إدارة شركة داسو، مؤخرا، نية شركته تعزيز الاهتمام بتصميم وإنتاج مركبات القتال الجوية UCAV Demonstrator Prototype بحيث تستفيد المركبات المستقبلية من خبرات النظام الجوي الهجومي FOAS الذي اعتمدته شركة داسو.
• وتظل المركبة القتالية المرتقبة لشركة الدفاعات الفضائية الفرنسية EADS محل اهتمام خاص، وهي مركبة غير مأهولة طولها 12 مترا وباع جناحها 9 أمتار ووزنها 8200 كج.
• كانت شركة فرنسية أخرى هي ساجم SAGEM قد وحدت جهودها مع جنرال موتورز الأمريكية لتطوير نسخ متوسطة الارتفاع من مركبات بريداتور Predator غير المأهولة لاستخدام وزارة الدفاع الفرنسية، بعدما أنتجت (ساجم) طائرة أخرى بلا طيار هي (كريسيريل Crecerelle) التي يستعملها الجيش الفرنسي، والتي تم تطوير نموذج محسن أصغر حجما منها هو مركبة Sperwer التي استخدمتها هولندا والدانمارك والسويد إلى جانب فرنسا، وهي تعمل ليلا ونهارا بصمود ثماني ساعات على ارتفاع خمسة آلاف متر، بينما تتمتع شقيقتها Sperwer- LE بقدرة صمود أطول، إذ تطير لمدة 12 ساعة، أما الشقيقة الأخرى ذات المحرك النفاث Sperwer- HV فتتمتع بسرعة طيران أكبر تزيد على 550 كلم- سا.
• أنتجت شركة فرنسية رابعة هي (ماترا) طائرات (بريفل) و (مارفل) بلا طيارين أيضا. بينما رصدت بريطانيا قبل بضع سنوات مبلغ 35 مليونا من الجنيهات الإسترلينية لدراسة تطوير نظام الهجوم الجوي المستقبلي FOAS ليحل محل طائرات تورنيدو وطائرات GR-4 العاملة في سلاح الجو البريطاني، وشكلت طائرات القتال بلا طيارين البديل الأكثر ترجيحا في هذا الصدد. كما اقتحمت الشركة الإيطالية (إلينا إيرونوتيكا) مجال إنتاج المركبات الجوية بلا طيارين، وحلقت طائرتها الأولى غير المأهولة في العام 2004 بوزن ثمانية آلاف كيلوجرام وبطول 20 قدما وامتداد جناح 19 قدما وسرعة تطواف 6ر0 ماخ وسرعة قصوى 74ر0 ماخ وارتفاع عملياتي يبلغ 33000 قدما. ويتحكم الحاسوب تماما بمهام هذه المركبة وبأنظمة تسليحها والأنظمة البصرية الليزرية فيها وبمعالجة وتنظيم بيانات الأقمار الصناعية الخاصة برحلات المركبة.
• وتنتج شركة ميتيور Meteor الإيطالية سلسلة من مركبات القتال الجوية غير المأهولة مثل Mirach 26، وهي ذات محرك دفع، ومركبة Mirach 150 ذات المحرك النفات، ومركبة Mirach 100/5 ونموذجها الأكثر حداثة وتطورا وسرعة مركبة الاستطلاع عالية السرعة Nibbio، وكذلك المركبة Flaco التي صممت للحلول محل مركبتي M. 28 و M.150. كما تنتج شركة اشتهرت بمركبات الاستطلاع الميدانية غير المأهولة هي Meggitt Defence System مركبة تزن مئتي كلجم وتطير بسرعة 550 كلم هي Voodoo التي كشفت عنها في معرض فانبوره 2002.
• تعمل مصانع مجموعة (ساب) السويدية أيضا، جنبا إلى جنب مع تطوير الجيل الرابع من طائرات جريبين، على تطوير مركبة الاستطلاع القتالي E Skuaderin التي تتمتع بتحليق متواصل لتسع ساعات بسرعة تفوق ضعف سرعة الصوت (2 ماخ) مستفيدة من تقنيات ذكية عالية فائقة التطور تتيح لها مواجهة سائر التهديدات، بما فيها الدفاعات الجوية فائقة التطور، كما تتمتع بدرجة عالية من الاستقلال في تنفيذ مهامها وقدرة فائقة على المناورة وبراعة تكتيكية تتيح لها الإفلات من الصواريخ المعادية والعودة إلى قاعدتها سالمة. تطور شركة STN الألمانية بدورها مركبة الاستطلاع بريفيل، ناهيك عن تطوير مركبة الاستطلاع الألمانية Luna X-2000 التي تستعد لدخول الخدمة، وكذلك العمودية بلا طيار سيموس التي تصلح للعمل من أسطح السفن أو من البر على حد سواء.
• لا تفوتنا الإشارة كذلك إلى المركبة اليابانية بلا طيار Yamaha R-50 التي تتميز أيضا بالإقلاع والهبوط عموديا.
• لم تتخلف روسيا عن الاستجابة لتحدي هذا التدفق الواسع لمركبات القتال الجوية الأمريكية غير المأهولة متعددة المهام، فقد عمدت روسيا إلى تطوير نماذج صاروخية فائقة السرعة قابلة للانطلاق من مركبات جوية غير مأهولة، مثل DR-3 و TU-300 وكذلك Ma-31 الذي يتمتع بفعالية استثنائية الذي انبثق تطويره من الصاروخ البارع المضاد للسفن X-31.
• لا تفوتنا الإشارة إلى المركبات الجوية القتالية غير المأهولة العديدة التي تطورها جنوب أفريقيا، مثل Seeker التي تنتجها شركة Kentron والتي تصمد لتسع ساعات في الجو، والتي تم تحسين قدرتها وتعزيز أدائها بمزيد من الحمل النافع من تجهيزات المراقبة الإلكترونية. أنتجت نفس الشركة مركبة ذات محرك نفات هي Skua التي تطير بسرعة 85ر. ماخ.
• تتعدد النماذج المختلفة لمستجدات إنتاج طائرات بلا طيارين، وتتباين قدرات وميزات كل من هذه النماذج. لكن ما يربط بينها جميعا هو التوسع الكبير في المهام التي يؤديها الجيل الجديد من هذه الطائرات على نحو ما أظهرت الحروب الأخيرة، من كوسوفو إلى أفغانستان ثم العراق، بعد استخدامها المكثف في حرب كوسوفو الجوية التي خاضتها قوات حلف شمال الأطلسي ضد يوغسلافيا السابقة، وبعد استعمالها على نطاق واسع ضد العراق خلال حرب الخليج الثانية في 1991، ثم على امتداد ما تلا من سنوات الحصار والقصف الجوي اللذين مارستهما الولايات المتحدة وبريطانيا ضد العراق إلى أن قامتا بغزوه واحتلاله سنة 2003، بل إن خبرة حرب الخليج الثانية بالذات وما تلاها من عمليات جوية على الساحة العراقية قد\" شكلت- باعتمادها أساسا على الغارات الجوية والصاروخية، التي لعبت الطائرات بلا طيارين والمركبات الجوية غير المأهولة دورا رئيسا فيها -قاعدة التغيير الهام في المذهب الجوي الفضائي للقوى الجوية الأمريكية وفي تطوير نظرية المجال الكوني والقدرة الكونية\" (3).
• شهدنا كذلك- إلى جانب أعمال المراقبة والاستطلاع والتصوير والتشويش الإلكتروني- استخدام طائرات أمريكية بلا طيارين في أفغانستان لتأدية دور مركز قيادة طائر يعمل على تزويد الطائرات المقاتلة والقاذفات والوحدات الأرضية بالمعلومات مباشرة، أولا بأول. كما شهدنا استخدام طائرات أمريكية بلا طيارين في أفغانستان في مهام قصف أهداف مختلفة، وخاصة الأهداف المتحركة، بحيث أدت بكفاءة دور الطائرات المقاتلة في أحيان كثيرة.
• لقد جرى التوافق على اعتبار المركبات والطائرات القتالية غير المأهولة بمثابة نظام تسليح يقع في موقع متوسط بين الصواريخ الجوالة وطائرات القتال التقليدية المأهولة، ذلك لأن الطائرات القتالية غير المأهولة أكثر قدرة على البقاء وإدامة الاستخدم من الصواريخ الجوالة التي تستخدم مرة واحدة، وأقل تكلفة بكثير في الإنتاج والتشغيل والإدامة من طائرات القتال التقليدية المأهولة، ناهيك عن المكاسب الهائلة التي توفرها بتأدية المهام القتالية من غير حاجة إلى مشاركة العنصر البشري من طيارين ومساعدين وفنيي ملاحة واتصالات يتعرضون لمخاطر هائلة ترتفع وتيرة احتمالاتها في المناطق الحساسة المحمية بكثافة. وقد تزايد الاعتماد على الطائرات المقاتلة بلا طيارين لإخماد منظومات الدفاع الجوي المعادية SEAD في بداية الحملة الجوية، تمهيدا لدخول أسراب المقاتلات والقاذفات المأهولة سماء المعركة بعد ذلك بأمان.
• كذلك باتت مهام القصف الافتتاحي (First day of war enabler) في الحرب الشاملة التي تخوضها مختلف أسلحة القوات. وصار معروفا أن القوى الجوية الأمريكية تعتبر أن الدور العملياتي لمركبات UCAV غير المأهولة يجعلها سلاحا لقمع الدفاعات الجوية المعادية في بداية الحرب. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالنموذج التصوري الذي استخدمته بوينج لطائرة القتال الهجومية بلا طيار ذات المحرك الواحد MRF-24 X يؤكد تماثل أدائها وطيرانها مع طائرة F-22 التي تحظر السلطات الأمريكية نشر البيانات الخاصة بها.
• كانت شركتا لوكهيد مارتن Lockheed Martin Tactical Air System و Tractor Flight Systems قد أبرمتا اتفاقية تعاون في تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 في لاس فيغاس لتطوير مشترك لمركبات جوية مقاتلة غير مأهولة UCAV وأهداف جوية مبنية على أساس تصميم وميزات الطائرة المقاتلة F-16 (4). نضيف إلى ما سبق توجه وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن تستبدل بمقاتلات F-18 أيضا طائرات غير مأهولة. وهكذا شهدنا نوعا من الإحلال المتزايد لطائرات قتال بلا طيارين ومركبات جوية قتالية غير مأهولة لتقوم بمهام طائرات القتال المأهولة المتقدمة. يتم هذا الإحلال التدريجي بما حقق توقعات الخبراء العسكريين قبل سنوات قليلة بأن تقوم الطائرات غير المأهولة بالمهام القتالية الخطيرة والدقيقة، بينما يقتصر دور الطائرات القتالية التقليدية عموما على المساندة والدعم، فتزايد تعقيدات العمليات العسكرية مع تعاظم اعتماد معظم أنظمة الأسلحة على المعلوماتية يجعل من الصعب على العسكريين عموما، والطيارين خصوصا، استيعاب فيض المستجدات التكنولوجية في الأسلحة والتجهيزات المختلفة ويزيد بالتالي من احتمالات ومستويات الأخطاء البشرية. كما أن جسم الإنسان لا يتحمل مستويات التسارع وزوايا التفاف الطائرة التي باتت تتيحها التكنولوجيا الأكثر حداثة، الأمر الذي يجعل أجهزة الكمبيوتر التي توجه الطائرات غير المأهولة بديلا ملائما يتحمل نسبة تسارع تصل إلى 20 جي، أي أضعاف الحد الأقصى الذي يتحمله الجسم البشري. وبما أن الاستغناء عن حجرة الطيار وأدواته وتجهيزاته الشخصية يخفض وزن الطائرة غير المأهولة بنسبة قد تصل إلى أربعين في المئة من وزن مثيلتها المأهولة، فإن هذا يتيح مزيدا من سرعة الطيران ومن القدرة على حمل الأسلحة. كذلك فإن إسقاط طائرة مأهولة من قبل قوات العدو يعني مقتل أو أسر أفراد طاقمها. بينما لا يتضمن إسقاط طائرة غير مأهولة أية خسارة بشرية. إضافة إلى ما سبق، يتيح الاعتماد على طائرات قتال غير مأهولة توفيرا ماديا يشمل الاستغناء عن تدريب الطيارين والفنيين وتصفيح حجرة الطيار وتجهيزات الأمان بحيث يصل التخفيض في تكليف تشغيل ودعم الطائرة غير المأهولة إلى ثمانين في المئة مقارنة بتكاليف الطائرة التقليدية (5).
• لكن إحلال طائرات قتال بلا طيارين محل طائرات قتال مأهولة دون إخلال بمستوى القدرات والكفاءة القتالية يتطلب دراسات دقيقة لاحتياجات ساحات القتال المستقبلية من ناحية، وحرصا على عدم الإخلال بمستوى التسليح والأداء من ناحية ثانية. وهكذا اعتمدت شركة بوينج مثلا تقنيات فائقة التطور ومعايير دقيقة في تصميم وتطوير وبناء طائرتي قتال بلا طيارين لاستخدامهما في قمع الدفاعات الجوية المعادية في المناطق التي تمثل تهديدا بالغ الخطورة. وكان الاهتمام شديدا بتصميم وتطوير هاتين الطائرتين غير المأهولتين، لصالح سلاح الجو الأمريكي ووكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة DARPA، بضمان كفاءة قدرات التحكم بهاتين الطائرتين اللتين يتراوح مدى طيرانهما بين خمسمئة ميل بحري وألف ميل بحرى، وتتراوح حمولة كل منهما النافعة من الأسلحة ما بين ألف رطل وثلاثة آلاف رطل. ولكي يتماثل أداؤهما مع أداء مقاتلات F-16 تم اعتماد تسليحهما بنماذج من صواريخ JDAM وأنواع أخرى متقدمة من الأسلحة الذكية عالية الدقة، كما تم اعتماد تقنيات الخفاء الأكثر فعالية وتزويد الطائرتين بمحركات F-124. وقد طبقت الشركة في إنتاج هاتين المقاتلتين غير المأهولتين UCAV كل ما اكتسبته المجتمع خبرة لدى تصميم وبناء النموذجين التجريبيين لطائرة X-32 JSF.
• بعد ثلاث سنوات من إنجاز هاتين الطائرتين المقاتلتين غير المأهولتين ازداد اهتمام شركة بوينج بتطوير مركبة جوية صغيرة بلا طيار ذات لأداء مهام مراقبة واستطلاع وجمع معلومات سرية واستطلاع بقدرات إضافية أطلقت عليها اسم Scan Eagle، بحيث تستخدم كمحطة وسيطة Relay للاتصالات في عمليات فوق الأفق، مستخدمة إلكترونيات الطيران المصغرة والمنمنمات الإلكترونية الفعالة وراداراً يعمل بالأشعة تحت الحمراء وبالليزر معا وتستخدم نظام تحديد الموقع GPS التفاضلي لتعقب نقطة الهدف ضمانا لشرك دقيق بنظام Sky Hook. وتتمتع هذه المركبة كذلك بقدرة.
• الهبوط على مساحة صغيرة لا تتعدى بضعة أقدام على البر أو على قارب لا يتجاوز طوله ستين قدما يستخدم كحاملة للطائرات غير المأهولة.
• سيكون لهذه المركبة نموذجان، أولهما Scan Eagle- A التي تحلق على ارتفاع ألف قدم لمدة 15 ساعة بسرعة ثمانين عقدة، والثاني Scan Eagl- B التي تزيد حمولتها عن الأولى بأكثر من 150% لتستوعب مستشعرات إضافية فائقة التطور وتجهيزات أخرى، ولها محرك أقوى يتيح لها التحليق المتواصل لأربعين ساعة.
• على نسق مواز طورت شركة نورثروب جرومان Northrop Grumman المنافسة مركبة جوية قتالية بلا طيار لسلاحي البحرية والطيران الأمريكيين تستطيع جمع المعلومات السرية ومهاجمة العدو بأسلحة إلكترونية أو متفجرات شديدة الفعالية. اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية -في تعقيبها على قدرات هذه الطائرة المقاتلة بلا طيار الخفية، التي تطلق مع غروب الشمس وتعمل بكفاءة عالية لمدة 12 ساعة طوال الليل فوق ساحة المعركة على ارتفاع خمس وثلاثين ألف قدم وبسرعة 8ر. ماخ- أن المركبات الجوية المقاتلة غير المأهولة هي منصات مفضلة لحمل أسلحة ذات موجات ميكروية قوية جدا بحيث تكون رؤوس الطاقة الكبيرة اللحظية قادرة على تدمير المكونات الإلكترونية المعادية والتشويش الفعال على الذاكرة الكمبيوترية لتجهيزاته.
• تستند نورثروب جرومان في تطوير طائرات قتال بلا طيارين إلى النجاح البارز الذي حققته مركبتها الجوية المميزة بلا طيار جلوبال هوك RQ-4A Global Hawk التي يعادل وزنها لدى الإقلاع وزن الطائرة المقاتلة F-16 (11600 كلج) وتحلق على ارتفاعات شاهقة لمدة طويلة (HALE) في طيران أوتوماتيكي طبقا للإحداثيات المخزنة مسبقا في الكمبيوتر الخاص بها، مؤمنة مراقبة على مدى 24 ساعة في دائرة قطرها 2225 كلم بفضل تسعمئة كيلوجرام من المستشعرات الدقيقة وكاميرات إلكتروبصرية وأخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء وراداراً يعطي صورا فائقة الدقة يفوق المدى الفعال لتغطيته 185 كلم، علما بأن هذه الحمولة قابلة للزيادة إلى ألف وأربعمئة كيلوجرام. كانت شهرة مركبات جلوبال هوك بلا طيار قد انطلقت إلى آفاق جديدة عندما انطلقت إحداها في رحلة من الولايات المتحدة إلى أستراليا قاطعة أربعة عشر ألف كيلومتر في طيران متواصل دام لمئتين وأربع وتثلاثين ساعة، أي أقل قليلا من عشرة أيام.
• تابعت شركة أمريكية أخرى هي D-Star للهندسة، المتخصصة بالتكنولوجيا العالية، تطوير محرك خفيف الوزن ذي مروحة لها مسارب تتيح الإقلاع والهبوط عموديا V/STOL للطائرات بلا طيارين مختلفة الأحجام والأوزان. يمنح هذا المحرك مناورة قوية للطائرة ومرونة في أدائها في البيئات المدنية، كما يسمح لها بتجنب الحواجز كالأشجار بسهولة، ويخفض تأثير الرياح العاصفة.
• من ناحية أخرى، اختبر المختبر الحربي للمركبة الجوية غير المأهولة UAVB التابعة لسلاح الجو الأمريكي مؤخراً قدرة لمنصة طويلة الصمود تحمل حاضن نظام استهداف الصاروخ المضاد للإشعاع عالي السرعة HTS, HARM على تأمين استعلام إلكتروني
• متواصل ELINT. وقد جرى الاختبار على المركبة Bright Eagle المبنية بالكامل من مواد تركيبية، وهي من فئة طائرات Berkut وتتمتع بأداء عال جدا وحملها النافع ستمئة كيلوجرام، كما أنها قابلة للتشغيل بدون طيار أو بطيار.
• كذلك تركز عدة شركات على تطوير مركبات غير مأهولة قادرة على التحليق المتواصل لعدة أيام، أو حتى لعدة أسابيع، دون حاجة للعودة إلى قاعدتها، بينما تركز شركات أخرى على تطوير مركبات غير مأهولة تقدر على العمل من ارتفاعات شاهقة جدا لا تتجرأ الطائرات المأهولة على بلوغها(6).
• تربط عدة خصائص مشتركة بين الطائرات غير المأهولة والطائرات التقليدية والصواريخ، أبرزها: تقنيات التحكم عن بعد بالجسم الطائر، اعتمادا على البرمجة المسبقة سواء عبر الطيار الآلي Auto Pilot في الطائرات المأهولة وغير المأهولة أو غير مبرمجة مسار الصاروخ كمبيوتريا، أو اعتمادا على توجيه لاسلكي أرضي كما في الطائرات المسيرة وكذلك في حالات استثنائية عندما يتم توجيه الطيار من قبل برج المراقبة أو غرفة العمليات.
• لعل البداية المبكرة للتفكير بابتكار الطائرات والمركبات غير المأهولة قد كانت اقتراح ضابط المدفعية الفرنسي رينيه لوران Rene Lorin استخدام قنابل طائرة Flying Bombs لمهاجمة الأهداف البعيدة في عمق أرض العدو. ولم يلبث الفرنسيان فكتور كارافودين وجورج ماركونيت أن اخترعا طائرة بلا طيار فعلا في مطلع القرن الماضي، كما أنجزت بريطانيا تصميم طائرات بلا طيارين يتم التحكم بها لاسلكياً بواسطة جهاز إرسال (راديو) في العام 1916م، أي في ذروة احتدام الحرب العالمية الأولى. لكن إنتاجها لم يستمر طويلا وخاصة بعد تلاحق صعوبات تقنية وتعقيدات تطبيقية، فجرى صرف النظر عنها بعدما تم إنتاج صواريخ موجهة على شكل قنابل انزلاقية في العام 1915 (7).
• ظهرت الطائرات بلا طيارين Unmanned Air Crafts (UAC) بعد ذلك بنوعيها الرئيسين: المحمولة جوا Drone والموجهة Remotely Piloted في أعقاب ظهور استعمال القنابل الألمانية الطائرة V-1، V-2 أثناء الحرب العالمية الثانية. ومع تطوير الطائرات بلا طيارين ظهرت المركبات الجوية غير المأهولة Unmanned Aerial Vehicles (UAV) مثل جلوبال هوك بعيدة المدى وشادو وفاير سكاوت والمقاتلة النفاثة الاستراتيجية الخفية بلا طيار داركستر DARCESTERE التي تحلق على ارتفاع ثلاثة عشر ألف متر لمدى يزيد عن ألف وخمسمئة كيلومتر، بحمولة نافعة تبلغ خمسمئة كيلوجراما، ورابتو التي تحلق ليومين متتاليين بلا انقطاع على ارتفاعات شاهقة حاملة أربعة صواريخ من طراز تالون Talon وزن كل منها عشرون كلج وسرعته 3ر3 كلم-ثا، بحيث تلائم التصدي للصواريخ البالستية .
• معروف أن المركبة بلا طيار، أو غير المأهولة، أكثر تعقيدا من الطائرة المأهولة بالطيار عموما، على الرغم من التطابق بينهما الذي قد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى، فالمركبة غير المأهولة نظام يتكون من محطة أرضية وهندسة اتصالات وجسم المركبة الطائرة، وأحيانا عدة مركبات طائرة في نظام واحد، كما في نظام بريداتور Bredatore الذي يضم أربع مركبات طائرة تطير لخمسين ساعة طيرانا متواصلا بسرعة 120 كلم- سا، ويتم توجيه مسار طيرانها والتحكم به من بعيد. نشير هنا إلى استخدام مركبات بريداتور لإطلاق صواريخ جو- أرض من طراز Hellfire على العديد من الأهداف في أفغانستان خلال الشهور الأولى من الغزو الأمريكي. وقد تم إنتاج نماذج أكثر تطورا من هذه المركبة، مثل بريداتور- ب Mq-9A Predator B التي حلقت للمرة الأولى في مطلع العام 2001 بوزن إقلاع يبلغ 2900 كلج وارتفاع عملياتي يصل إلى 13000 متر، وإن كان صمودها الأقصى قد تم تخفيضه من أربعين ساعة إلى أربع وعشرين ساعة. ويبلغ حملها النافع 340 كلج داخل الطائرة و 1360 كلج خارجها، بحيث تضاف إلى تسليحها أسلحة أخرى متطورة، بما فيها صواريخ ستينجر Stinger جو- جو.
• تصنف المركبات غير المأهولة عموما حسب المهام المؤهلة لأدائها، أو حسب أحجامها، أو حسب مدى طيرانها، أو حسب طريقة إقلاعها واستعادتها، أو مدى ارتفاعها، أو مقدرتها الاستيعابية للأسلحة والتجهيزات، إلخ... لكن تعدد نماذج أجيالها المتعاقبة قد حدا بالدول الأكثر استخداما لها إلى وضع معايير للطائرات المستقبلية بلا طيارين، كما فعل الجيش الأمريكي مثلا عندما وقع مع وزارة الدفاع البريطانية مذكرة نوايا بشأن الاستخدام المستقبلي للطائرة التكتيكية بلا طيار TUAV لاختيار هذه الطائرات والمشاركة في التقنيات المتعلقة بها لضمان العملانية المشتركة وفق أفضل المعايير المشتركة التي تضمن حسن استخدامها في البلدين.
• شملت الخطوط العريضة لهذه المعايير تحويم الطائرة بلا طيار لأربع ساعات على الأقل على مسافة لا تقل عن خمسين كيلومترا عن مركز انطلاقها، وأن يتم انطلاقها وعودتها على أرض غير مجهزة للطائرات، وأن تنقل حمولة نافعة من المستشعرات الإلكترونية- البصرية والأشعة تحت الحمراء (EO/IR)، وأن تستطيع الاتصال بنظم القيادة والتحكم والاتصالات والكمبيوتر والاستخبارات C41، وقابليتها للنقل بطائرة C-130 Hercules خلال 72 ساعة من صدور الأوامر
الصوووووور في المرفقات
الطائرة "بريداتور" predator يمكنها تحمّل الرياح التي لا تزيد سرعتها على 8 عقدات.
• الطائرات الموجهة، كبيرة الحجم، والبعيدة المدى من طراز Predator B،هي التي يمكنها كشف الأهداف وتدميرها .
• تحدد هذه الطائرات الأهداف باستخدام مستشعرات الليزر .
• تحمل طائرة الاستطلاع predator صاروخين من نوع hellfire .
• يتم التحكم بها بواسطة الكمبيوتر من أحد القواعد العسكرية .
• تتحمل بطاريتها 24 ساعة إلى 40 ساعة طيران .
• مزودة بكاميرا (منظار ) ليلي وجهاز استشعار عن بعد .
تاريخ طائرات الاستطلاع
لقد حقق الاختراق الهائل الذي أحدثته تكنولوجيا الإلكترونيات فائقة التطور - في سائر مجالات الحياة- زيادة هائلة في القدرات القتالية للقوات المسلحة خاصة. بل إن الوقت لم يعد مبكرا للمجادلة في أن تأثير هذه التكنولوجيا في المجال العسكري بات أكبر من الاختراق الاستراتيجي الذي أحدثته الأسلحة الصاروخية النووية منذ نصف قرن، لأن توحد الوسائط القتالية التي تستخدم هذه التكنولوجيا في نظام واحد مركب لا يحجب حقيقة تمايز بعض هذه الوسائط في إمكانياتها وأدوارها.
• أبرز الوسائط التي يتكامل أداؤها في نظام واحد مركب هي أنظمة المراقبة الفضائية وشبكات الكمبيوتر وأنظمة الاتصال عبر الأقمار الصناعية والأسلحة الذكية عالية الدقة والمركبات الجوية والطائرات بلا طيارين.. فمتابعة تطور حجم وتأثير دور كل منها على انفراد توضح بجلاء ارتباط سرعة تعاظم دور الطائرات بلا طيارين، وشقيقاتها المركبات الجوية غير المأهولة، بتطور قدراتها القتالية وتنوعها ورفع مستوى أدائها.
• عندما أطلقت الولايات المتحدة مؤخرا أول طائرة بلا طيار بلا وقود، إذ تعمل بأشعة الليزر، كان واضحا أن تطوير مثل هذه الطائرة قد جاء في سياق تركيز واسع ومكثف على تعزيز قدرات الطائرات غير المأهولة، بما يواكب تعزيز دورها القتالي في حروب المستقبل. جرى الاختبار العملي الأول لهذه الطائرة التي يبلغ طولها مترا ونصف المتر في مستودع للطائرات في ألاباما، حيث تم التحكم بتلك الطائرة في رحلتها الأولى من خلال شعاع ليزر ظل منطلقا نحوها من الأرض ليولد طاقة قامت بتشغيل محرك الطائرة بنجاح. تستطيع هذه الطائرة، التي سوف تستخدم مبدئيا لأعمال المراقبة والاتصالات، أن تظل في الجو لمدة غير محدودة، فهي تستمر في الطيران والتحليق ما لم ينقطع شعاع الليزر المنطلق من الأرض، الذي يزودها بالطاقة (1).
• إن هذه الطائرة التي تطير بالليزر هي واحدة من إفرازات عديدة لبرامج تطوير جسدت دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن يوم 15-2-2001م إلى تصميم واختراع نماذج جديدة من الأسلحة والعتاد الحربي، إلى جعل الوسائط القتالية التي تتسلح بها القوات المسلحة الأمريكية أقل حجما وأكثر فاعلية، وأن تتمتع الطائرات بقدرة على إنزال الضربات الأكثر دقة بأهداف أية منطقة في العالم مستخدمة وسائط طائرة موجهة وطائرات ومركبات بلا طيارين (2).
• هذا التركيز الشديد المتزايد لمضاعفة الاعتماد على الطائرات المقاتلة ومتعددة المهام بلا طيارين، قد انعكس على برامج التطوير لمعظم شركات صنع الطائرات الكبرى، تماما مثلما عكسته ميزانيات الدفاع الأمريكية بوضوح منذ العام 2002، مما شكل حافزا لتوجه مماثل في العديد من الدول الأخرى أيقنت أن الدور المستقبلي للمركبات الجوية القتالية غير المأهولة آخذ في التعاظم بتسارع متزايد.
• هكذا بدأت جهود شركة داسو Dassault Aviation الفرنسية مثلا في تطوير مركبتين غير مأهولتين أكثر خفاء، انطلاقا من المركبة الجوية الخفية غير المأهولة Petit Duc التي برهنت في أواخر العام 2000 على كفاءة ما تتمتع به من تكنولوجيا الخفاء ونظم القيادة والتحكم والقدرة على أداء مهامها بنجاح، بدءا من رسم الخرائط الأولية وانتهاء بالطيران السلس.
• ونشير إلى أن الاسم الرسمي للمركبة الخفية بلا طيار Petit Duc هو Aeronef Validation Experimental (AVE) .
• أول المركبتين الجديدتين Moyen Duc بدأ تطويرها في العام 2001 وهي مزودة بنظم استطلاع متقدمة ومعدات حرب إلكترونية وتستطيع تحديد الأهداف ليزريا. أما المركبة الثانية الحربية الأكثر حجما فهي Grand Duc UCAV التي تقوم بمهام الدفاع الجوي SEAD وتتميز بقدرة كبيرة على الإصابة الدقيقة بما يكفل لها صد الهجمات المعادية بكفاءة عالية. وقد أكد تشارلز أيدليستين، رئيس مجلس إدارة شركة داسو، مؤخرا، نية شركته تعزيز الاهتمام بتصميم وإنتاج مركبات القتال الجوية UCAV Demonstrator Prototype بحيث تستفيد المركبات المستقبلية من خبرات النظام الجوي الهجومي FOAS الذي اعتمدته شركة داسو.
• وتظل المركبة القتالية المرتقبة لشركة الدفاعات الفضائية الفرنسية EADS محل اهتمام خاص، وهي مركبة غير مأهولة طولها 12 مترا وباع جناحها 9 أمتار ووزنها 8200 كج.
• كانت شركة فرنسية أخرى هي ساجم SAGEM قد وحدت جهودها مع جنرال موتورز الأمريكية لتطوير نسخ متوسطة الارتفاع من مركبات بريداتور Predator غير المأهولة لاستخدام وزارة الدفاع الفرنسية، بعدما أنتجت (ساجم) طائرة أخرى بلا طيار هي (كريسيريل Crecerelle) التي يستعملها الجيش الفرنسي، والتي تم تطوير نموذج محسن أصغر حجما منها هو مركبة Sperwer التي استخدمتها هولندا والدانمارك والسويد إلى جانب فرنسا، وهي تعمل ليلا ونهارا بصمود ثماني ساعات على ارتفاع خمسة آلاف متر، بينما تتمتع شقيقتها Sperwer- LE بقدرة صمود أطول، إذ تطير لمدة 12 ساعة، أما الشقيقة الأخرى ذات المحرك النفاث Sperwer- HV فتتمتع بسرعة طيران أكبر تزيد على 550 كلم- سا.
• أنتجت شركة فرنسية رابعة هي (ماترا) طائرات (بريفل) و (مارفل) بلا طيارين أيضا. بينما رصدت بريطانيا قبل بضع سنوات مبلغ 35 مليونا من الجنيهات الإسترلينية لدراسة تطوير نظام الهجوم الجوي المستقبلي FOAS ليحل محل طائرات تورنيدو وطائرات GR-4 العاملة في سلاح الجو البريطاني، وشكلت طائرات القتال بلا طيارين البديل الأكثر ترجيحا في هذا الصدد. كما اقتحمت الشركة الإيطالية (إلينا إيرونوتيكا) مجال إنتاج المركبات الجوية بلا طيارين، وحلقت طائرتها الأولى غير المأهولة في العام 2004 بوزن ثمانية آلاف كيلوجرام وبطول 20 قدما وامتداد جناح 19 قدما وسرعة تطواف 6ر0 ماخ وسرعة قصوى 74ر0 ماخ وارتفاع عملياتي يبلغ 33000 قدما. ويتحكم الحاسوب تماما بمهام هذه المركبة وبأنظمة تسليحها والأنظمة البصرية الليزرية فيها وبمعالجة وتنظيم بيانات الأقمار الصناعية الخاصة برحلات المركبة.
• وتنتج شركة ميتيور Meteor الإيطالية سلسلة من مركبات القتال الجوية غير المأهولة مثل Mirach 26، وهي ذات محرك دفع، ومركبة Mirach 150 ذات المحرك النفات، ومركبة Mirach 100/5 ونموذجها الأكثر حداثة وتطورا وسرعة مركبة الاستطلاع عالية السرعة Nibbio، وكذلك المركبة Flaco التي صممت للحلول محل مركبتي M. 28 و M.150. كما تنتج شركة اشتهرت بمركبات الاستطلاع الميدانية غير المأهولة هي Meggitt Defence System مركبة تزن مئتي كلجم وتطير بسرعة 550 كلم هي Voodoo التي كشفت عنها في معرض فانبوره 2002.
• تعمل مصانع مجموعة (ساب) السويدية أيضا، جنبا إلى جنب مع تطوير الجيل الرابع من طائرات جريبين، على تطوير مركبة الاستطلاع القتالي E Skuaderin التي تتمتع بتحليق متواصل لتسع ساعات بسرعة تفوق ضعف سرعة الصوت (2 ماخ) مستفيدة من تقنيات ذكية عالية فائقة التطور تتيح لها مواجهة سائر التهديدات، بما فيها الدفاعات الجوية فائقة التطور، كما تتمتع بدرجة عالية من الاستقلال في تنفيذ مهامها وقدرة فائقة على المناورة وبراعة تكتيكية تتيح لها الإفلات من الصواريخ المعادية والعودة إلى قاعدتها سالمة. تطور شركة STN الألمانية بدورها مركبة الاستطلاع بريفيل، ناهيك عن تطوير مركبة الاستطلاع الألمانية Luna X-2000 التي تستعد لدخول الخدمة، وكذلك العمودية بلا طيار سيموس التي تصلح للعمل من أسطح السفن أو من البر على حد سواء.
• لا تفوتنا الإشارة كذلك إلى المركبة اليابانية بلا طيار Yamaha R-50 التي تتميز أيضا بالإقلاع والهبوط عموديا.
• لم تتخلف روسيا عن الاستجابة لتحدي هذا التدفق الواسع لمركبات القتال الجوية الأمريكية غير المأهولة متعددة المهام، فقد عمدت روسيا إلى تطوير نماذج صاروخية فائقة السرعة قابلة للانطلاق من مركبات جوية غير مأهولة، مثل DR-3 و TU-300 وكذلك Ma-31 الذي يتمتع بفعالية استثنائية الذي انبثق تطويره من الصاروخ البارع المضاد للسفن X-31.
• لا تفوتنا الإشارة إلى المركبات الجوية القتالية غير المأهولة العديدة التي تطورها جنوب أفريقيا، مثل Seeker التي تنتجها شركة Kentron والتي تصمد لتسع ساعات في الجو، والتي تم تحسين قدرتها وتعزيز أدائها بمزيد من الحمل النافع من تجهيزات المراقبة الإلكترونية. أنتجت نفس الشركة مركبة ذات محرك نفات هي Skua التي تطير بسرعة 85ر. ماخ.
• تتعدد النماذج المختلفة لمستجدات إنتاج طائرات بلا طيارين، وتتباين قدرات وميزات كل من هذه النماذج. لكن ما يربط بينها جميعا هو التوسع الكبير في المهام التي يؤديها الجيل الجديد من هذه الطائرات على نحو ما أظهرت الحروب الأخيرة، من كوسوفو إلى أفغانستان ثم العراق، بعد استخدامها المكثف في حرب كوسوفو الجوية التي خاضتها قوات حلف شمال الأطلسي ضد يوغسلافيا السابقة، وبعد استعمالها على نطاق واسع ضد العراق خلال حرب الخليج الثانية في 1991، ثم على امتداد ما تلا من سنوات الحصار والقصف الجوي اللذين مارستهما الولايات المتحدة وبريطانيا ضد العراق إلى أن قامتا بغزوه واحتلاله سنة 2003، بل إن خبرة حرب الخليج الثانية بالذات وما تلاها من عمليات جوية على الساحة العراقية قد\" شكلت- باعتمادها أساسا على الغارات الجوية والصاروخية، التي لعبت الطائرات بلا طيارين والمركبات الجوية غير المأهولة دورا رئيسا فيها -قاعدة التغيير الهام في المذهب الجوي الفضائي للقوى الجوية الأمريكية وفي تطوير نظرية المجال الكوني والقدرة الكونية\" (3).
• شهدنا كذلك- إلى جانب أعمال المراقبة والاستطلاع والتصوير والتشويش الإلكتروني- استخدام طائرات أمريكية بلا طيارين في أفغانستان لتأدية دور مركز قيادة طائر يعمل على تزويد الطائرات المقاتلة والقاذفات والوحدات الأرضية بالمعلومات مباشرة، أولا بأول. كما شهدنا استخدام طائرات أمريكية بلا طيارين في أفغانستان في مهام قصف أهداف مختلفة، وخاصة الأهداف المتحركة، بحيث أدت بكفاءة دور الطائرات المقاتلة في أحيان كثيرة.
• لقد جرى التوافق على اعتبار المركبات والطائرات القتالية غير المأهولة بمثابة نظام تسليح يقع في موقع متوسط بين الصواريخ الجوالة وطائرات القتال التقليدية المأهولة، ذلك لأن الطائرات القتالية غير المأهولة أكثر قدرة على البقاء وإدامة الاستخدم من الصواريخ الجوالة التي تستخدم مرة واحدة، وأقل تكلفة بكثير في الإنتاج والتشغيل والإدامة من طائرات القتال التقليدية المأهولة، ناهيك عن المكاسب الهائلة التي توفرها بتأدية المهام القتالية من غير حاجة إلى مشاركة العنصر البشري من طيارين ومساعدين وفنيي ملاحة واتصالات يتعرضون لمخاطر هائلة ترتفع وتيرة احتمالاتها في المناطق الحساسة المحمية بكثافة. وقد تزايد الاعتماد على الطائرات المقاتلة بلا طيارين لإخماد منظومات الدفاع الجوي المعادية SEAD في بداية الحملة الجوية، تمهيدا لدخول أسراب المقاتلات والقاذفات المأهولة سماء المعركة بعد ذلك بأمان.
• كذلك باتت مهام القصف الافتتاحي (First day of war enabler) في الحرب الشاملة التي تخوضها مختلف أسلحة القوات. وصار معروفا أن القوى الجوية الأمريكية تعتبر أن الدور العملياتي لمركبات UCAV غير المأهولة يجعلها سلاحا لقمع الدفاعات الجوية المعادية في بداية الحرب. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالنموذج التصوري الذي استخدمته بوينج لطائرة القتال الهجومية بلا طيار ذات المحرك الواحد MRF-24 X يؤكد تماثل أدائها وطيرانها مع طائرة F-22 التي تحظر السلطات الأمريكية نشر البيانات الخاصة بها.
• كانت شركتا لوكهيد مارتن Lockheed Martin Tactical Air System و Tractor Flight Systems قد أبرمتا اتفاقية تعاون في تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 في لاس فيغاس لتطوير مشترك لمركبات جوية مقاتلة غير مأهولة UCAV وأهداف جوية مبنية على أساس تصميم وميزات الطائرة المقاتلة F-16 (4). نضيف إلى ما سبق توجه وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن تستبدل بمقاتلات F-18 أيضا طائرات غير مأهولة. وهكذا شهدنا نوعا من الإحلال المتزايد لطائرات قتال بلا طيارين ومركبات جوية قتالية غير مأهولة لتقوم بمهام طائرات القتال المأهولة المتقدمة. يتم هذا الإحلال التدريجي بما حقق توقعات الخبراء العسكريين قبل سنوات قليلة بأن تقوم الطائرات غير المأهولة بالمهام القتالية الخطيرة والدقيقة، بينما يقتصر دور الطائرات القتالية التقليدية عموما على المساندة والدعم، فتزايد تعقيدات العمليات العسكرية مع تعاظم اعتماد معظم أنظمة الأسلحة على المعلوماتية يجعل من الصعب على العسكريين عموما، والطيارين خصوصا، استيعاب فيض المستجدات التكنولوجية في الأسلحة والتجهيزات المختلفة ويزيد بالتالي من احتمالات ومستويات الأخطاء البشرية. كما أن جسم الإنسان لا يتحمل مستويات التسارع وزوايا التفاف الطائرة التي باتت تتيحها التكنولوجيا الأكثر حداثة، الأمر الذي يجعل أجهزة الكمبيوتر التي توجه الطائرات غير المأهولة بديلا ملائما يتحمل نسبة تسارع تصل إلى 20 جي، أي أضعاف الحد الأقصى الذي يتحمله الجسم البشري. وبما أن الاستغناء عن حجرة الطيار وأدواته وتجهيزاته الشخصية يخفض وزن الطائرة غير المأهولة بنسبة قد تصل إلى أربعين في المئة من وزن مثيلتها المأهولة، فإن هذا يتيح مزيدا من سرعة الطيران ومن القدرة على حمل الأسلحة. كذلك فإن إسقاط طائرة مأهولة من قبل قوات العدو يعني مقتل أو أسر أفراد طاقمها. بينما لا يتضمن إسقاط طائرة غير مأهولة أية خسارة بشرية. إضافة إلى ما سبق، يتيح الاعتماد على طائرات قتال غير مأهولة توفيرا ماديا يشمل الاستغناء عن تدريب الطيارين والفنيين وتصفيح حجرة الطيار وتجهيزات الأمان بحيث يصل التخفيض في تكليف تشغيل ودعم الطائرة غير المأهولة إلى ثمانين في المئة مقارنة بتكاليف الطائرة التقليدية (5).
• لكن إحلال طائرات قتال بلا طيارين محل طائرات قتال مأهولة دون إخلال بمستوى القدرات والكفاءة القتالية يتطلب دراسات دقيقة لاحتياجات ساحات القتال المستقبلية من ناحية، وحرصا على عدم الإخلال بمستوى التسليح والأداء من ناحية ثانية. وهكذا اعتمدت شركة بوينج مثلا تقنيات فائقة التطور ومعايير دقيقة في تصميم وتطوير وبناء طائرتي قتال بلا طيارين لاستخدامهما في قمع الدفاعات الجوية المعادية في المناطق التي تمثل تهديدا بالغ الخطورة. وكان الاهتمام شديدا بتصميم وتطوير هاتين الطائرتين غير المأهولتين، لصالح سلاح الجو الأمريكي ووكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة DARPA، بضمان كفاءة قدرات التحكم بهاتين الطائرتين اللتين يتراوح مدى طيرانهما بين خمسمئة ميل بحري وألف ميل بحرى، وتتراوح حمولة كل منهما النافعة من الأسلحة ما بين ألف رطل وثلاثة آلاف رطل. ولكي يتماثل أداؤهما مع أداء مقاتلات F-16 تم اعتماد تسليحهما بنماذج من صواريخ JDAM وأنواع أخرى متقدمة من الأسلحة الذكية عالية الدقة، كما تم اعتماد تقنيات الخفاء الأكثر فعالية وتزويد الطائرتين بمحركات F-124. وقد طبقت الشركة في إنتاج هاتين المقاتلتين غير المأهولتين UCAV كل ما اكتسبته المجتمع خبرة لدى تصميم وبناء النموذجين التجريبيين لطائرة X-32 JSF.
• بعد ثلاث سنوات من إنجاز هاتين الطائرتين المقاتلتين غير المأهولتين ازداد اهتمام شركة بوينج بتطوير مركبة جوية صغيرة بلا طيار ذات لأداء مهام مراقبة واستطلاع وجمع معلومات سرية واستطلاع بقدرات إضافية أطلقت عليها اسم Scan Eagle، بحيث تستخدم كمحطة وسيطة Relay للاتصالات في عمليات فوق الأفق، مستخدمة إلكترونيات الطيران المصغرة والمنمنمات الإلكترونية الفعالة وراداراً يعمل بالأشعة تحت الحمراء وبالليزر معا وتستخدم نظام تحديد الموقع GPS التفاضلي لتعقب نقطة الهدف ضمانا لشرك دقيق بنظام Sky Hook. وتتمتع هذه المركبة كذلك بقدرة.
• الهبوط على مساحة صغيرة لا تتعدى بضعة أقدام على البر أو على قارب لا يتجاوز طوله ستين قدما يستخدم كحاملة للطائرات غير المأهولة.
• سيكون لهذه المركبة نموذجان، أولهما Scan Eagle- A التي تحلق على ارتفاع ألف قدم لمدة 15 ساعة بسرعة ثمانين عقدة، والثاني Scan Eagl- B التي تزيد حمولتها عن الأولى بأكثر من 150% لتستوعب مستشعرات إضافية فائقة التطور وتجهيزات أخرى، ولها محرك أقوى يتيح لها التحليق المتواصل لأربعين ساعة.
• على نسق مواز طورت شركة نورثروب جرومان Northrop Grumman المنافسة مركبة جوية قتالية بلا طيار لسلاحي البحرية والطيران الأمريكيين تستطيع جمع المعلومات السرية ومهاجمة العدو بأسلحة إلكترونية أو متفجرات شديدة الفعالية. اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية -في تعقيبها على قدرات هذه الطائرة المقاتلة بلا طيار الخفية، التي تطلق مع غروب الشمس وتعمل بكفاءة عالية لمدة 12 ساعة طوال الليل فوق ساحة المعركة على ارتفاع خمس وثلاثين ألف قدم وبسرعة 8ر. ماخ- أن المركبات الجوية المقاتلة غير المأهولة هي منصات مفضلة لحمل أسلحة ذات موجات ميكروية قوية جدا بحيث تكون رؤوس الطاقة الكبيرة اللحظية قادرة على تدمير المكونات الإلكترونية المعادية والتشويش الفعال على الذاكرة الكمبيوترية لتجهيزاته.
• تستند نورثروب جرومان في تطوير طائرات قتال بلا طيارين إلى النجاح البارز الذي حققته مركبتها الجوية المميزة بلا طيار جلوبال هوك RQ-4A Global Hawk التي يعادل وزنها لدى الإقلاع وزن الطائرة المقاتلة F-16 (11600 كلج) وتحلق على ارتفاعات شاهقة لمدة طويلة (HALE) في طيران أوتوماتيكي طبقا للإحداثيات المخزنة مسبقا في الكمبيوتر الخاص بها، مؤمنة مراقبة على مدى 24 ساعة في دائرة قطرها 2225 كلم بفضل تسعمئة كيلوجرام من المستشعرات الدقيقة وكاميرات إلكتروبصرية وأخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء وراداراً يعطي صورا فائقة الدقة يفوق المدى الفعال لتغطيته 185 كلم، علما بأن هذه الحمولة قابلة للزيادة إلى ألف وأربعمئة كيلوجرام. كانت شهرة مركبات جلوبال هوك بلا طيار قد انطلقت إلى آفاق جديدة عندما انطلقت إحداها في رحلة من الولايات المتحدة إلى أستراليا قاطعة أربعة عشر ألف كيلومتر في طيران متواصل دام لمئتين وأربع وتثلاثين ساعة، أي أقل قليلا من عشرة أيام.
• تابعت شركة أمريكية أخرى هي D-Star للهندسة، المتخصصة بالتكنولوجيا العالية، تطوير محرك خفيف الوزن ذي مروحة لها مسارب تتيح الإقلاع والهبوط عموديا V/STOL للطائرات بلا طيارين مختلفة الأحجام والأوزان. يمنح هذا المحرك مناورة قوية للطائرة ومرونة في أدائها في البيئات المدنية، كما يسمح لها بتجنب الحواجز كالأشجار بسهولة، ويخفض تأثير الرياح العاصفة.
• من ناحية أخرى، اختبر المختبر الحربي للمركبة الجوية غير المأهولة UAVB التابعة لسلاح الجو الأمريكي مؤخراً قدرة لمنصة طويلة الصمود تحمل حاضن نظام استهداف الصاروخ المضاد للإشعاع عالي السرعة HTS, HARM على تأمين استعلام إلكتروني
• متواصل ELINT. وقد جرى الاختبار على المركبة Bright Eagle المبنية بالكامل من مواد تركيبية، وهي من فئة طائرات Berkut وتتمتع بأداء عال جدا وحملها النافع ستمئة كيلوجرام، كما أنها قابلة للتشغيل بدون طيار أو بطيار.
• كذلك تركز عدة شركات على تطوير مركبات غير مأهولة قادرة على التحليق المتواصل لعدة أيام، أو حتى لعدة أسابيع، دون حاجة للعودة إلى قاعدتها، بينما تركز شركات أخرى على تطوير مركبات غير مأهولة تقدر على العمل من ارتفاعات شاهقة جدا لا تتجرأ الطائرات المأهولة على بلوغها(6).
• تربط عدة خصائص مشتركة بين الطائرات غير المأهولة والطائرات التقليدية والصواريخ، أبرزها: تقنيات التحكم عن بعد بالجسم الطائر، اعتمادا على البرمجة المسبقة سواء عبر الطيار الآلي Auto Pilot في الطائرات المأهولة وغير المأهولة أو غير مبرمجة مسار الصاروخ كمبيوتريا، أو اعتمادا على توجيه لاسلكي أرضي كما في الطائرات المسيرة وكذلك في حالات استثنائية عندما يتم توجيه الطيار من قبل برج المراقبة أو غرفة العمليات.
• لعل البداية المبكرة للتفكير بابتكار الطائرات والمركبات غير المأهولة قد كانت اقتراح ضابط المدفعية الفرنسي رينيه لوران Rene Lorin استخدام قنابل طائرة Flying Bombs لمهاجمة الأهداف البعيدة في عمق أرض العدو. ولم يلبث الفرنسيان فكتور كارافودين وجورج ماركونيت أن اخترعا طائرة بلا طيار فعلا في مطلع القرن الماضي، كما أنجزت بريطانيا تصميم طائرات بلا طيارين يتم التحكم بها لاسلكياً بواسطة جهاز إرسال (راديو) في العام 1916م، أي في ذروة احتدام الحرب العالمية الأولى. لكن إنتاجها لم يستمر طويلا وخاصة بعد تلاحق صعوبات تقنية وتعقيدات تطبيقية، فجرى صرف النظر عنها بعدما تم إنتاج صواريخ موجهة على شكل قنابل انزلاقية في العام 1915 (7).
• ظهرت الطائرات بلا طيارين Unmanned Air Crafts (UAC) بعد ذلك بنوعيها الرئيسين: المحمولة جوا Drone والموجهة Remotely Piloted في أعقاب ظهور استعمال القنابل الألمانية الطائرة V-1، V-2 أثناء الحرب العالمية الثانية. ومع تطوير الطائرات بلا طيارين ظهرت المركبات الجوية غير المأهولة Unmanned Aerial Vehicles (UAV) مثل جلوبال هوك بعيدة المدى وشادو وفاير سكاوت والمقاتلة النفاثة الاستراتيجية الخفية بلا طيار داركستر DARCESTERE التي تحلق على ارتفاع ثلاثة عشر ألف متر لمدى يزيد عن ألف وخمسمئة كيلومتر، بحمولة نافعة تبلغ خمسمئة كيلوجراما، ورابتو التي تحلق ليومين متتاليين بلا انقطاع على ارتفاعات شاهقة حاملة أربعة صواريخ من طراز تالون Talon وزن كل منها عشرون كلج وسرعته 3ر3 كلم-ثا، بحيث تلائم التصدي للصواريخ البالستية .
• معروف أن المركبة بلا طيار، أو غير المأهولة، أكثر تعقيدا من الطائرة المأهولة بالطيار عموما، على الرغم من التطابق بينهما الذي قد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى، فالمركبة غير المأهولة نظام يتكون من محطة أرضية وهندسة اتصالات وجسم المركبة الطائرة، وأحيانا عدة مركبات طائرة في نظام واحد، كما في نظام بريداتور Bredatore الذي يضم أربع مركبات طائرة تطير لخمسين ساعة طيرانا متواصلا بسرعة 120 كلم- سا، ويتم توجيه مسار طيرانها والتحكم به من بعيد. نشير هنا إلى استخدام مركبات بريداتور لإطلاق صواريخ جو- أرض من طراز Hellfire على العديد من الأهداف في أفغانستان خلال الشهور الأولى من الغزو الأمريكي. وقد تم إنتاج نماذج أكثر تطورا من هذه المركبة، مثل بريداتور- ب Mq-9A Predator B التي حلقت للمرة الأولى في مطلع العام 2001 بوزن إقلاع يبلغ 2900 كلج وارتفاع عملياتي يصل إلى 13000 متر، وإن كان صمودها الأقصى قد تم تخفيضه من أربعين ساعة إلى أربع وعشرين ساعة. ويبلغ حملها النافع 340 كلج داخل الطائرة و 1360 كلج خارجها، بحيث تضاف إلى تسليحها أسلحة أخرى متطورة، بما فيها صواريخ ستينجر Stinger جو- جو.
• تصنف المركبات غير المأهولة عموما حسب المهام المؤهلة لأدائها، أو حسب أحجامها، أو حسب مدى طيرانها، أو حسب طريقة إقلاعها واستعادتها، أو مدى ارتفاعها، أو مقدرتها الاستيعابية للأسلحة والتجهيزات، إلخ... لكن تعدد نماذج أجيالها المتعاقبة قد حدا بالدول الأكثر استخداما لها إلى وضع معايير للطائرات المستقبلية بلا طيارين، كما فعل الجيش الأمريكي مثلا عندما وقع مع وزارة الدفاع البريطانية مذكرة نوايا بشأن الاستخدام المستقبلي للطائرة التكتيكية بلا طيار TUAV لاختيار هذه الطائرات والمشاركة في التقنيات المتعلقة بها لضمان العملانية المشتركة وفق أفضل المعايير المشتركة التي تضمن حسن استخدامها في البلدين.
• شملت الخطوط العريضة لهذه المعايير تحويم الطائرة بلا طيار لأربع ساعات على الأقل على مسافة لا تقل عن خمسين كيلومترا عن مركز انطلاقها، وأن يتم انطلاقها وعودتها على أرض غير مجهزة للطائرات، وأن تنقل حمولة نافعة من المستشعرات الإلكترونية- البصرية والأشعة تحت الحمراء (EO/IR)، وأن تستطيع الاتصال بنظم القيادة والتحكم والاتصالات والكمبيوتر والاستخبارات C41، وقابليتها للنقل بطائرة C-130 Hercules خلال 72 ساعة من صدور الأوامر
الصوووووور في المرفقات
تعليق