إعـــــــلان

تقليص

قوانين منتديات أحلى قلب

قوانين خاصة بالتسجيل
  • [ يمنع ] التسجيل بأسماء مخلة للآداب أو مخالفة للدين الإسلامي أو مكررة أو لشخصيات معروفة.
  • [ يمنع ] وضع صور النساء والصور الشخصية وإن كانت في تصاميم أو عروض فلاش.
  • [ يمنع ] وضع روابط لايميلات الأعضاء.
  • [ يمنع ] وضع أرقام الهواتف والجوالات.
  • [ يمنع ] وضع روابط الأغاني أو الموسيقى في المنتدى .
  • [ يمنع ] التجريح في المواضيع أو الردود لأي عضو ولو كان لغرض المزح.
  • [ يمنع ] كتابة إي كلمات غير لائقة ومخلة للآداب.
  • [ يمنع ] نشر عناوين أو وصلات وروابط لمواقع فاضحة أو صور أو رسائل خاصة لا تتناسب مــع الآداب العامة.
  • [ يمنع ] الإعــلان في المنتدى عن أي منتج أو موقع دون الرجوع للإدارة.

شروط المشاركة
  • [ تنويه ]الإلتزام بتعاليم الشريعة الاسلامية ومنهج "اهل السنة والجماعة" في جميع مواضيع المنتدى وعلى جميع الإخوة أن يتقوا الله فيما يكتبون متذكرين قول المولى عز وجل ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
    وأن يكون هدف الجميع هو قول الله سبحانه وتعالى (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت).
  • [ يمنع ] الكتابة عما حرم الله عز وجل وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم .
  • [ يمنع ] التعرض لكل ما يسىء للديانات السماوية أي كانت أو ما يسيء لسياسات الدول .
  • [ يمنع ] عرض الإيميلات في المواضيع والردود .
  • [ يمنع ] التدخل في شؤون إدارة الموقع سواء في قراراتها أو صلاحيتها أو طريقة سياستها .
  • [ يمنع ] الإستهزاء بالمشرفين أو الإدارة بمجملها .
  • [ يمنع ] التعرض لأي شخص بالإهانة أو الإيذاء أو التشهير أو كتابة ما يتعارض مع القوانين المتعارف عليها .
  • [ يمنع ] التسجيل في المنتديات لهدف طرح إعلانات لمواقع أو منتديات أخرى .
  • [ يمنع ] طرح أي شكوى ضد أي مشرف أو عضو علناً ، و في حال كان لا بد من الشكوى .. راسل المدير العام من خلال رسالة خاصة .
  • [ يمنع ] استخدام الرسائل الخاصة لتبادل الكلام المخل للآداب مثل طلب التعارف بين الشباب و الفتيات أو الغزل وإن إكتشفت الإدارة مثل هذه الرسائل سوف يتم إيقاف عضوية كل من المُرسِل والمُرسَل إليه ما لم يتم إبلاغ المدير العام من قبل المُرسَل إليه والرسائل الخاصة وضعت للفائدة فقط .
  • [ يجب ] احترام الرأي الآخر وعدم التهجم على الأعضاء بأسلوب غير لائق.
  • عند كتابة موضوع جديد يرجى الابتعاد عن الرموز والمد الغير ضروري مثل اأآإزيــــآء هنـــديـــه كـــيـــوووت ~ يجب أن تكون أزياء هندية كيوت
  • يرجى عند نقل موضوع من منتدى آخر تغيير صيغة العنوان وتغيير محتوى الأسطر الأولى من الموضوع

ضوابط استخدام التواقيع
  • [ يمنع ] وضع الموسيقى والأغاني أو أي ملفات صوتية مثل ملفات الفلاش أو أي صور لا تتناسب مع الذوق العام.
  • [ يجب ] أن تراعي حجم التوقيع , العرض لا يتجاوز 550 بكسل والارتفاع لا يتجاوز 500 بكسل .
  • [ يمنع ] أن لا يحتوي التوقيع على صورة شخصية أو رقم جوال أو تلفون أو عناوين بريدية أو عناوين مواقع ومنتديات.
  • [ يمنع ] منعاً باتاً إستخدام الصور السياسية بالتواقيع , ومن يقوم بإضافة توقيع لشخصية سياسية سيتم حذف التوقيع من قبل الإدارة للمرة الأولى وإذا تمت إعادته مرة أخرى سيتم طرد العضو من المنتدى .

الصورة الرمزية للأعضاء
  • [ يمنع ] صور النساء المخلة بالأدب .
  • [ يمنع ] الصور الشخصية .

مراقبة المشاركات
  • [ يحق ] للمشرف التعديل على أي موضوع مخالف .
  • [ يحق ] للمشرف نقل أي موضوع إلى قسم أخر يُعنى به الموضوع .
  • [ يحق ] للإداريين نقل أي موضوع من منتدى ليس من إشرافه لأي منتدى أخر إن كان المشرف المختص متغيب .
  • [ يحق ] للمشرف حذف أي موضوع ( بنقلة للأرشيف ) دون الرجوع لصاحب الموضوع إن كان الموضوع مخالف كلياً لقوانين المنتدى .
  • [ يحق ] للمشرف إنـذار أي عضو مخالف وإن تكررت الإنذارات يخاطب المدير العام لعمل اللازم .

ملاحظات عامة
  • [ يمنع ] كتابة مواضيع تختص بالوداع أو ترك المنتدى وعلى من يرغب في ذلك مخاطبة الإدارة وإبداء الأسباب.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام التعديل على كل القوانين في أي وقت.
  • [ تنويه ] يحق للمدير العام إستثناء بعض الحالات الواجب طردها من المنتدى .

تم التحديث بتاريخ 19\09\2010
شاهد أكثر
شاهد أقل

ما هو الابداع؟؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو الابداع؟؟؟؟

    ماهو الابداع ؟
    من هو المبدع ؟
    كيف تتعرف على المبدعين ؟
    هل يعتمد الابداع على الذكاء ؟
    هل يمنح الابداع السعادة للمبدع ؟
    هل يسعد الابداع الناس ؟
    =============================
    من يحتاج إلى الابتكار؟
    ولماذا ؟
    مقالة للأستاذ الدكتور أنور طاهر رضا
    جامعة ايجة – كلية التربية – رئيس قسم تكنولوجيا التعليم والحاسوب الآلي نشرت في (2002) في مجلة الفيصل السعودية , المجلد 26 العدد (305) , الصفحات 51-65 .


    المقدمة :
    كانت الثورة الصناعية نقطة تحول كبيرة في حياة المجتمعات والأمم . فاستفادت المجتمعات والأمم من هذه الثورة بنسب مختلفة ومتباينة . لقد سبقت بعض المجتمعات والأمم غيرها في مقدار ما استفادت من هذه الثورة ، فأضحت متقدمة ومتطورة ، غنية وقوية فاعلة . وتأخرت غيرها عن ركب هذا التقدم ، فأمست متخلفة وفقيرة ، تعاني كثيرا من المشكلات والويلات في الداخل والخارج . تعيش الدول التي تسمى بالدول الصناعية المتقدمة والدول التي تسمى بالدول المتخلفة النامية قي صراع عنيف ، تبغي الأولى بيع منتجاتها الصناعية والنيل من خيرات الأخيرة المتمثلة بالمواد الخام بشتى الطرائق والوسائل .
    لقد سببت الثورة الصناعية تغيرات كبيرة انسحبت على مجالات الحياة المختلفة جميعا . وأضحت الحياة الحديثة في جوهرها شائكة ومعقدة ، وأصعب من سابقتها ، ذلك لأن تحقيق النجاح إنما يحتاج إلى الكثير من التقدم في مجال العلم والتقانة ( التكنولوجيا ) والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة ، وإلى استخدام الكثير من الذكاء والحيل والابتكار لتحقيق الأهداف التي باتت تتوسع يوما بعد آخر .
    اتخذت الدول المتقدمة العلم والتقانة شعارا لها تستخدمها للنيل من خيرات الدول النامية ، وتستخدم من الوسائل ما هي جديدة ومبتكرة ليس للطرف المقابل عهد سابق بها . فيبهر الطرف المقابل في كل مرة ، ويغلب على أمره . أضف إلى ذلك فإن المجتمعات اليوم تعيش على عدد من المستويات الكثير من المنافسة والتناحر والتصادم نتيجة لاختلاف مصالح الأفراد والشعوب ما لم تعشه من ذي قبل ، وتستخدم من أجل الوصول إلى الأهداف في مثل هذه المجالات الكثير من الجهود الغزيرة والأوقات الوفيرة والأموال الطائلة .
    إن التغيرات التي حصلت في داخل المجتمعات الحديثة بفضل المدنية الحديثة شملت مستويات كثيرة تتناول جوانب الحياة كلها . ومن أجل مجابهة الدول النامية هذه الأوضاع الشائكة المعقدة وإيجاد حلول لمشكلاتها العويصة تحتاج إلى أن تحلّ مشكلاتها في الداخل أولا . ذلك لأن حلّ المشكلات الداخلية يسهّل حلّ المشكلات الخارجية .
    يثار في الذهن هنا عدد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة وافية : ترى ما السرّ الذي يكمن حلّ هذه المشكلات المعقدة ؟ هل الابتكار ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة ؟ من يحتاج إلى الابتكار ؟ ولماذا يحتاج إلى هذا الابتكار ؟ ما المستويات المختلفة التي نحتاج فيها إلى الابتكار ؟

    مستويات الابتكار :
    الابتكار ضرورة من ضرورات الحياة في كل المستويات . على أننا رغبة في تسهيل الأمر ، نتناول منها الفرد نفسه والنظام التربوي والقطاع الصناعي ووسائل الإعلام المختلفة والمجتمع بشكل عام . يكون الابتكار إذن ضروريا على هذه المستويات جميعا :

    1. مستوى الفرد :
    تبرز أهمية الفرد في المجتمع في أنه يمثل نواة الجماعات الإنسانية التي تشكل المجتمعات . ويملك الفرد طاقات وقابليات وقدرات متعددة كامنة . إن استثمار هذه الطاقات والقابليات والقدرات يعود بالنفع على الفرد والمجتمع معا . ومن أجل استثمار هذه الطاقات والقابليات والقدرات فلابد من إخضاع الفرد إلى تربية عامة وإلى تربية خاصة بالابتكار ووسائل تحقيقه . يكون ترك الفرد من دون استثمار هذه الطاقات والقابليات والقدرات هدرا للفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام . ومثل هذا الفرد كمثل فقير يملك خزائن ثمينة مطمورة تحت مسكنه لا يدري عنها شيئا ، فلا يصرف الجهود اللازمة من أجل إخراج هذا الكنز إلى حيّز الوجود . يعيش هذا الفرد حياته فقيرا ويموت فقيرا . يكون الابتكار بذلك ضروريا لكل فرد ، وتبرز أهمية الابتكار بشكل خاص بعد التأكيد الذي برز من أن كل فرد يمكن أن يكون مبتكرا ومبدعا فيما إذا حصل على التربية والتدريب في هذا الخصوص .
    يعيش الفرد الذي يفتقر إلى الابتكار حياة رتيبة تتكرر فيها أمور معينة بشكل مستمر . تكون الحياة مملّة ولا طعم لها على الإطلاق . يكون الفرد قد تقبل ما هو عليه ، ولا يبذل الجهود اللازمة من أجل التغيير نحو الأحسن . وتكون الحياة بذلك من أجل الموت . ويكون أمر انتظار الموت رهيبا لا مهرب منه أبدا .
    الابتكار ضروري على مستوى الفرد نفسه ، ذلك لأن الابتكار إنما يحقق للفرد منافع مادية ومعنوية على السواء . على مستوى المنافع المادية يمكن القول بأن الفرد الذي يعيش في يومنا هذا مختلف عن فرد آخر سبقه بقرن أو بقرنين أو حتى بعقد أو عقدين من الزمان . ذلك لأن المنافسة بينه وبين الأفراد الآخرين قائمة على قدم وساق في كل مجال من مجالات الحياة المختلفة . يحتاج الفرد اليوم إلى الحصول على قدر معقول من التربية ، وصرف سنوات طويلة من حياته في هذا المجال . وهو في هذا يبغي الحصول على مهنة تدرّ له ما يمكنه من مواصلة حياته في مجتمع ازدادت فيه الحاجات كثيرا . وهذه الحاجات في ازدياد مستمر ، وتغير دائب ومتواصل . لقد أضحى الزواج وتكوين الأسرة مثلا ليس بالأمر السهل الميسور في هذه الأيام .
    لقد ارتفعت نسبة البطالة في المجتمعات ارتفاعا واضحا . وأضحى الفرد بحاجة إلى شهادة عالية من أجل الحصول على العمل . ومن المؤسف أن يقال أن البطالة إنما انسحبت على أصحاب الشهادات العالية أيضا . وعلى الرغم من أن الحصول على الشهادة العالية يرفع من احتمال حصول الفرد على وظيفة معينة ، إلا أن الشهادة لا تكفي وحدها . فأصحاب الأعمال إنما يبحثون عن المهارات التي يملكها الفرد في أداء الأعمال ، وعن تلك الخصائص الفريدة الموجودة في الشخص والتي لا يملكها غيرهم من الناس . وكلما كان الإنسان مبتكرا في أداء عمله كلما كان احتمال حصوله على العمل أكثر ، وكلما كان ما يتقاضاه في سوق العمالة الحرة أعلى من غيره . إن المبتكر يكسب الأموال الوافرة تقديرا لابتكاراته عاجلا أو آجلا أكثر من غير المبتكرين . فالمبتكرون بشكل عام يحصلون على أجور عالية موازنة بينهم وبين من هم دون ذلك .
    ومن ناحية أخرى فقد أضحت العمالة في هذه الأيام غالية ومكلفة . يحتاج الإنسان إلى مبالغ طائلة لتشغيل بعض العمال من أجل أداء بعض الأعمال المنزلية البسيطة ، هذا في الوقت الذي لا يجد فيه من يريد ، وبالشكل الذي يريد ، وفي الوقت المناسب ، وبالكلفة المناسبة . ويتجمع لديه بمرور الأيام الكثير من الآلات والأدوات والأجهزة والأشياء العاطلة أو المستعملة التي يمكن الاستفادة منها بشكل أو بآخر في مرفق آخر من مرافق الحياة . كما أضحت الآلات والأدوات من أمثال السكين والمطرقة والفرشاة والمثقب والمنشار التي يمكن استخدامها في التعمير والترميم والتصليح والكشف والإبداع والابتكار بفعل التطور التقاني رخيصة يمكن اقتناؤها من قبل أي فرد . لقد نشرت كتب كثيرة تساعد الفرد على كيفية أداء أعماله المختلفة بنفسه . لذلك أضحى في إمكان الإنسان أن يقوم بكثير من واجباته بنفسه مستخدما مهاراته وابتكاراته ، ومتذوقا طعم الأعمال التي يقوم بها ، ومقتصدا الكثير من الأموال التي تفيده في جوانب أخرى من حياته .
    وعلى مستوى المنافع المعنوية يمكن القول بأن قيام الإنسان بالأعمال المنزلية ، وأداءه كثيرا من مهامه واحتياجاته اليومية يزودانه بالثقة بالنفس ، ويوفران له الاستمتاع بالعمل ، ويجعلان حياته سعيدة . إن أداء الفرد لأعماله بشكل مبتكر يجعله بارزا بين الآخرين ، ومقدَّرا دائما تقديرا عاليا ، ومعروفا بين الناس ، ويشار إليه بالبنان . وهذا أمر مهم بالنسبة إلى كل فرد ، وهو ما يحتاج إليه نفسيا ، ويريحه أيما ارتياح ، ويبعث فيه الطمأنينة النفسية . ليس هناك من أمر يسعد الفرد مثلما يسعده عندما ينتج شيئا مبتكرا ، أو عندما يبتكر شيئا جديدا . يعد الإنتاج مصدر اعتزاز ومبعث مفخرة للفرد ، وخاصة إذا كان هذا الإنتاج شيئا خاصا فريدا به . فالمؤلفون يسعدون كثيرا جدا بإنجاز أعمالهم ، ويرون كتبهم كالأولاد ، ويعتزون بها أيما اعتزاز . وهناك من يضم مؤلفاته على صدره ، معبّرا عن حبه الشديد الجارف . ويرعى المزارعون نباتاتهم كما يرعون أولادهم ، يراقبونها في كل آن وحين . تنشأ علاقات المودة والمحبة بين المزارع والنبات أو الحيوان . ويقال أن النباتات والحيوانات إنما تنمو بالحب والمودة . وكثير منا من يتحدث مع الحيوان والنبات كما يتحدث مع الإنسان .
    إن أداء عمل ما بشكل مبتكر إنما يعتبر تحقيقا للذات التي وضعها ماسلو على أنها حاجة في قمّة هرمه للحاجات الإنسانية . وهو عندما يفعل ذلك إنما يحصل على الشهرة . ومن منا لا يريد أن يكون مشهورا بين الأقران والأحباب بشكل خاص والمجتمع بشكل عام ؟ يوفر الحصول على الشهرة اطمئنانا للنفس لا يضاهيه أي شيء آخر ، وليس هناك من مجال للوصول إلى الشهرة كذلك الذي يصل إليه المبدعون والمبتكرون .
    يذكر هول وويكر ( Hall and Wecker: 1996: 164 ) أن توفير بضاعة أصيلة جديدة ومختلفة يغير أنماط شراء المستهلكين . إن الأفكار الجديدة إنما توفر منافع لم يختبرها أحد من ذي قبل . إن المبتكرين إنما يعرضون دورات جديدة ويكتشفون أرضية جديدة . إن الأوائل في ميادينهم هم ممن يقضون على سلبيات شئ ما . إن الأفكار الأصيلة إنما تثير التعجب وتلقى الاهتمام وتلفت النظر وتشد الانتباه . فكل منا يتذكر أن أول إنسان نزل على سطح القمر هو نيل ارمسترونغ . ولكن المرء يشك في أن أيّا منا يستطيع أن يتذكر اسم شخصين آخرين ممن نزلا على سطح القمر أيضا . إن الانفراد بشيء ما يضع الفرد في موقع مميّز ، ويجعله مركزا لتناقل الأخبار . إنه يوقف الناس على هذا الشيء لكي يسجلوا ملاحظاتهم عنه . إن الأوائل إنما يقطفون ثمار الشهرة ، ويحتلون مركز انتباه الناس ، ويكسبون الأرباح كثيرا . يشير هول وويكر إلى دراسة تمخضت عن أن الأوائل إنما يحصلون على حصة من السوق تعادل 7ر2 مرة مما يحصل عليه المقلِّدون . ولا يقتصر دور المبتكرين على زيادة الثروة الشخصية فحسب ، بل يساهمون في زيادة الثروة الوطنية والثروة العالمية على السواء . يؤيد تورانس ( torrance; 1994; 13 ) الرأي الأخير ويذهب إلى أن المخترعين إنما يزيدون العالم ثراء على ثراء .

    2. مستوى النظام التربوي :
    التربية هي كشف طاقات الفرد وقابلياته وقدراته المختلفة ، والعمل من أجل تطويرها وتنميتها إلى أقصى حد ممكن ، لتحقيق منافع مشتركة للفرد والمجتمع معا . فالفرد يملك طاقات وقابليات وقدرات ورثها عن آبائه وأجداده . وإذا ما ترك الفرد من دون تربية فإن هذه الطاقات والقابليات والقدرات تذهب هباء منثورا ، لا يستفيد منها الفرد أو المجتمع . تكون التربية من هذا المنطلق استثمارا طويل المدى لمصلحة الفرد والمجتمع . والتربية عندما تحقق وظيفتها فإنها إنما تحقق ذلك التوازن الفريد بين منافع الفرد الشخصية ومنافع المجتمع العامة . فلا تضحي هذا من أجل ذاك ، ولا تضحي ذاك من أجل هذا . وفي كل بلد نظام تربوي خاص يعمل من أجل تحقيق هذا التوازن الفريد .
    ينبغي أن يكون النظام التربوي دائما وأبدا سبّاقا في كل ميدان من ميادين الحياة من أجل توجيه المجتمع نحو الأفضل والأحسن بشكل دائب ومتواصل . يتطلب هذا الأمر من النظام التربوي أن يؤدي دور الريادة في توجيه المجتمع نحو تحقيق مصالح تعود على المجتمع بما فيه الخير والبركة . وليس هناك من آفة تبتلي بها المجتمعات مثلما تبتلي في تأخر نظامها التربوي عن القطاعات الأخرى الموجودة فيها . يعتمد تطور المجتمعات وتنميتها وتقدمها على عقولها المفكرة وطبقتها العاملة التي تنفذ عصارات هذه العقول . تشكل التربية والتدريب في ميدان الابتكار ذلك الجزء المهمل من التربية العامة لأسباب تعود إلى صعوبات الميدان وعدم تدرّب المعلمين في هذا المجال . وما لم تحصل هذه العقول على التربية والتدريب اللازمين في ميدان الابتكار فلن يكون في الإمكان تطوير المجتمع وتنميته والعمل من أجل تقدمه ، ورفع شأنه إلى المستويات العالية ، ومواجهة تلك الصراعات التي تتسم بها الحياة العصرية .
    يقع عبء إعداد الطاقات (الكوادر) التي تتولى أمر تمشية أمور المجتمع على النظام التربوي ، فالنظام التربوي الذي يعتمد على الاكتفاء بنقل المعلومات الجاهزة وتقليد الآخرين لا يستطيع تغيير الكثير في الحياة العصرية ، ولا يستطيع مجابهة المتطلبات الجديدة التي تفرض نفسها على واقع الحياة . وأمام هذه التحديات أضحى النظام التربوي الذي يوصل العلم إلى الطلبة غير كفء أبدا . ولابد من تشكيل نظام تربوي يعتمد على الابتكار ، ويشجعه ، ويعمل من أجل تحقيقه . ويكون من الضروري جدا إعداد أفراد مبدعين يتولون تطوير المجتمع بشكل مستمر نحو الأفضل والأحسن ، ويتسمون بالابتكار في كل أعمالهم لمجابهة متطلبات هذا العالم المتصارع في داخل البلد وخارجه .
    إننا نعيش في عصر معلومات مكثّفة يعرف بعصر انفجار المعلومات . لقد أضحى أي علم يضاعف نفسه في كل بضع سنين . وتنخفض هذه السنون بتقدم الأيام . وليس هناك من سبيل لتعلم هذا التراكم العلمي إلا بوسائل تعتمد على الابتكار ، وتعمل من أجل تحقيقه .
    إننا نعيش في عصر ثورة تكنولوجية . لقد أضحت التكنولوجيا المتقدمة هي التي تشكّل أساس التنمية والتقدم . واحتلّت تكنولوجيا المعلومات البارزة في تكنولوجيا الآلة المبرمجة ( الحاسب الآلي ) مقدمة القطاعات التي تدرّ الأموال الطائلة لأصحاب الاستثمارات . إن التكنولوجيا أثر من آثار العمل المبتكر الخلاق ، وميدان خصب جدا للابتكار لا ينضب ماؤه أبدا .
    ونتيجة لما حصل من تطور علمي وتكنولوجي هائل في النصف الثاني من القرن العشرين بشكل عام ، وفي العقدين الأخيرين بشكل خاص فإن النظام التربوي بحاجة إلى إعادة النظر في كل جانب من جوانبه المختلفة . فهو بحاجة إلى إعادة النظر في أهدافه وطرائقه التربوية ووسائله التعليمية وفي تقييمه وقياسه .
    إن ترك أمر تحديد الأهداف التربوية يخلق نوعا من العشوائية في النظام التربوي . فالأهداف التربوية الخاصة حسب تصنيف بلوم تنقسم إلى أهداف تربوية ذهنية وعاطفية وعملية . لا يحقق التركيز في الأهداف التربوية الذهنية وحدها الابتكار أبدا . ولا يمكن تحقيق الابتكار بصياغة أهداف من نوع واحد أو من المستويات الدنيا من تلك الأهداف التربوية . لقد أضحى الاهتمام بالمستويات المنخفضة للأهداف التربوية غير كفء لمجابهة هذه الثورة العلمية والتكنولوجية . فقد بات الابتكار مطلبا ملحّا جدا في كل جانب من جوانب هذه الثورة العلمية والتكنولوجية . لذلك ينبغي تحديد الأهداف التربوية العامة للنظام التربوي أولا ، وترجمة هذه الأهداف التربوية العامة إلى أهداف تربوية خاصة واضحة وجليّة لكل من المعلمين والمتعلمين أولا وكل من يهمهم أمر التربية والتعليم في المدارس ثانيا . لقد أضحت صياغة الأهداف التربوية التي تحقق الابتكار مطلبا من المطالب العاجلة التي لابد لكل نظام تربوي وضعه في أولوياته . يحقق الابتكار متى ما تمت صياغة أهداف تربوية خاصة من الأنواع الثلاثة المختلفة . وبصدد هذا الموضوع يؤكد تورانس ( Torrance: 1994: 125 ) في دراسة قام بها عام 1964 و 1965 م أهمية التطبيقات العملية في الابتكار لدى الطلبة . إن الابتكار موجود في المستويات العليا من هذه الأهداف . وجد هذا الباحث أن الطلبة الذين يمرون بتجربة استخدام المختبر العلمي سنة واحدة يتميّزون من غيرهم من الذين لم يمروا بمثل هذه التجربة في النمو الابتكاري والكتابة المبتكرة والأصالة والتخيّل والميل المهني نحو العلوم وفي الاختراع وحبّ المدرسة والدوام المدرسي مع توازي الآخرين في التحصيل الدراسي .
    تشكل طرائق التدريس تلك الوسائل التي يمكن بها توصيل الثورة العلمية والتكنولوجية إلى الأفراد والجماعات ، والتي يساهم فيها الأفراد بإضافة شئ جديد إلى هذه الثورة . تنقسم طرائق التدريس بشكل عام إلى طرائق تركز في المعلمين ، وطرائق أخرى تركز في المتعلمين . إن الطرائق التي تركز في المعلمين تعتمد على إيصال المعلومات الجاهزة بوصفها لقمة سائغة من دون بذل الجهود اللازمة من قبل المتعلمين . تكون هذه الطرائق غير قادرة على تحقيق أهداف من شأنها إجراء التغييرات اللازمة في بنية هذه الثورة العلمية والتكنولوجية ، ذلك لأن الوقت المخصص للتعليم في المدارس محدود إلى درجة ، ولا يكفي لتحقيق مثل هذا الهدف . وليس في الإمكان إيصال المعلومات كل المعلومات بواسطة الطرائق التي تركز في المعلمين . لا يمكن أن يكون الطلبة مبتكرين في تربية لا يساهمون فيها بشكل إيجابي وفعّال .
    يتطلب الابتكار من المتعلمين أن يكونوا مشاركين إيجابيين في التربية والتعليم . ولما كانت التربية تعني بمستقبل المتعلمين فإن المتعلمين ينبغي أن يكونوا فعالين في تربية تخصّ مستقبلهم . لذلك فإن الطرائق التي تركز في المتعلمين تستطيع أن تحقق مثل هذا الهدف ، وتبرز ابتكارات هؤلاء المتعلمين . تؤكد هذه الطرائق الخصائص الفردية للأفراد بتوفير بدائل مختلفة يختار منها المتعلمون ما يشاءون حسب احتياجاتهم وقدراتهم وتحصيلهم وشخصياتهم واتجاهاتهم وميولهم الخاصة .
    إن البيئة الفقيرة التي لا تتضمن وسائل تعليمية كافية لا تستطيع أن تحقق الابتكار . لقد ذكر تورانس عن البيئات الفقيرة أنها لا تستطيع إجراء التطبيقات العلمية الضرورية من أجل تحقيق الابتكار . إن الافتقار إلى التكنولوجيا بشكل عام ، والمتقدمة منها بشكل خاص ، يخلق نوعا من التأخر عن الآخرين الذين يملكون مثل هذه التكنولوجيا . كما لا يمكن المساهمة وإضافة شئ جديد إلى هذه التكنولوجيا ، وحلّ ألغازها ، وكشف أسرارها المختلفة . تحتاج طرائق التدريس المتركّزة في المتعلمين من ناحية أخرى إلى الوسائل التعليمية بالكثرة التي تعطى لكل متعلم القدرة على الوصول إلى هذه الوسائل واستخدامها متى يحتاجون إليها ومتى يشاءون .
    تستخدم الوسائل التعليمية من قبل المعلمين والمتعلمين . تركّز الوسائل التعليمية في الجوانب التطبيقية من العملية التعليمية . يبرز جانب التعلم بالعمل في التربية والتعليم . يحقق العمل مع الوسائل التعليمية المختلفة ابتكارات المتعلمين من عدة وجوه . يبرز الابتكار في إعداد مواد الوسائل التعليمية وخاصة الحقائب التعليمية . يكون المتعلمون بذلك مشاركين في الإنتاج . تؤكد دراسة تورانس التي قام بها عام 1964 و 1965 من ناحية أخرى أهمية استخدام الوسائل التعليمية في زيادة الابتكار لدى الطلبة . وجد هذا الباحث أن طلبة المجموعة التجريبية الذين اختبروا تجربة استخدام المختبر العلمي لمدة سنة واحدة وازوا طلبة المجموعة الضابطة في التحصيل الدراسي وتميّزوا منهم في النمو الابتكاري والكتابة المبتكرة والأصالة والتخيّل والميل المهني نحو العلوم وفي الاختراع وحبّ المدرسة والدوام المدرسي .
    إن الوسط التربوي المبني على التوترات والضغوط والإجبار والإكراه على فعل أشياء معيّنة دون أخذ رغبات المتعلمين لا يخلق الدافعية في التعلم ولا يحقق الابتكار أصلا . ذلك لأن مثل هذا الوسط يخلق ردود الفعل العكسية لدى المتعلمين . إن الجديّة الزائدة في التربية والتعليم يخلق نوعا من التقولب في السلوك ، والذي يعرقل بدوره الابتكار . يكون الوسط التربوي الذي يحدّ مبادرات المتعلمين ومغامراتهم الشخصية غير واف بالابتكار .
    يكون الوسط التربوي الذي يحققّ الابتكار مبنيّا على الديمقراطية ، ومريحا جدا ، وبعيدا عن أي توترات وضغوط من كل الجوانب . يستطيع المتعلم في مثل هذا الوسط أن يعبّر عن آرائه ويعمل بالحرية الكاملة دون أي قيد أو شرط ودون أي نوع من أنواع التهديد والوعيد المختلفة التي تعرقل ابتكاراتهم . يكون المزاح طاغيا في مثل هذا الوسط ، ذلك لأن المزاح يؤدي دورا أساسيا في إبراز ابتكارات المتعلمين ، وتكون المبادرات الشخصية والمبادآت والمغامرات عاملا أساسيا في تحقيق ابتكارات المتعلمين .
    إن التقييم والقياس المبنيين على التهديد والوعيد لا يحققان الابتكار أبدا . ذلك لأن المتعلمين إنما يحاولون أن يسجّلوا تلك الإجابات التي يريدها المعلمون ، وبالشكل الذي يريدونه ، ولا يخرجون عنها أبدا . إنهم يسجّلون في الأوراق الامتحانية ما سمعوه وما قرؤوه بالشكل الذي سمعوه وقرؤوه .
    تزول التهديدات من التقييم والقياس اللذين يجريان في وسط التربية المتركزة في المتعلمين . يربط التقييم والقياس بالأهداف التربوية الخاصة التي روعي فيها أصلا أن تكون من المستويات العالية في تصنيف بلوم . يكون التقييم والقياس بذلك من النوع المفتوح الذي يتطلب التنوع والتعدد والأصالة وإعطاء البدائل الكثيرة في الإجابات ، والتي تكشف جميعا عن الإبداع والابتكار لدى المتعلمين . تكون مساهمات المتعلمين في إعداد مواد التقييم والقياس من النوع الذي يجريه المتعلم بنفسه بدلا من أن يكون مفروضا عليه من قبل الآخرين .
    يؤدي النظام التربوي دورا كبيرا في تحقيق أهداف المجتمع . إن البرامج التي تؤكد الابتكار إنما تنمي الابتكار لدى الأفراد . يذكر تورانس ( Torrance; 1994: 137 ) أن المجتمع الياباني إنما يشجع على الابتكار ابتداء من سنوات رياض الأطفال . إن البرامج جميعها مبنيّة على الابتكار في الفنون الجميلة مع تأكيد العادات التاريخية والعمل في جماعات صغيرة من أجل الحصول على الإجماع .

    3. مستوى القطاع الصناعي :
    لا يمكن لأي بلد من البلدان النامية أن تظلّ إلى أبد الآبدين سوقا رائجة للبلدان المتقدمة ، تصدر موادها الخام بأسعار رخيصة ، وتستورد بالمقابل بضائع مصنّعة بأسعار غالية . أضف إلى ذلك فإن الاعتماد على الآخرين يتضمن محاذير سياسية واقتصادية . ونعيش في يومنا هذا في حصار اقتصادي مرير فرضته الدول المتقدمة على الكثير من البلدان النامية التي لا تسايرها في سياساتها الخارجية أو الداخلية . ومن هنا يكون من الضروري إنشاء صناعات محلية والعمل على نوع من الاكتفاء الذاتي التي تفيد أيام الأزمات والكوارث بل وحتى في الأيام العادية .
    ومع أن الاكتفاء الذاتي الكامل صعب جدا ، إلا أن هناك من المرافق التي لابد فيها من الاعتماد على النفس والإنتاج المحلي من أجل الحدّ من الضغوط التي تستخدمها البلدان الأخرى . تأتي الحاجة إلى إنتاج الأسلحة والغذاء والملبس في مقدمة هذه المرافق . فالسلاح ضروري من أجل تحقيق الأمن الداخلي والخارجي . والغذاء والملبس ضروريان لإدامة الحياة ، ولا يمكن للمرء أن يستغني عنهما أبدا .
    ومن ناحية أخرى فإن القطاع الصناعي يستخدم المواد الخام المحلية ، ويصنّعها ليبيعها بسعر أغلى لمصلحة أبناء البلد . وهو في ذلك يدفع المنتجين إلى الزيادة في الإنتاج مادام أنهم يجدون لمنتجاتهم سوقا جاهزة وبأسعار مناسبة . ويصحّ ذلك أيضا على المنتجات الزراعية التي يمكن تصنيعها بطرائق مختلفة .
    يوفر القطاع الصناعي من ناحية ثالثة العمل لكثير من الأيدي العاملة المحلية . لقد أضحى توفير العمل للبطالة الناجمة في المجتمع هو الآخر مطلبا من مطالب الحياة الملحّة . فالحكومات بحاجة إلى أن تفكر دائما في إيجاد مجالات جديدة للعمل ، وتوسيع رقعة هذه المجالات . ويشكّل المجال الصناعي أحد أنسب هذه المجالات المهمّة .
    يواجه القطاع الصناعي المحلي في أي بلد من بلدان العالم خيارات ثلاثة لا رابع لها : وهي التقليد والتطوير والكشف أو الاختراع .
    يعني التقليد الاعتماد على البلدان المتقدمة في شراء المعامل التي تنتج بعض المصنوعات المحلية . وهو أمر يتطلب إجراء عقود خاصة مع شركات أجنبية من أجل استيراد الآلات المنتجة ، ويكون مثل هذه العقود مشروطة دائما لمصلحة الشركات الأجنبية . يلزم شراء بعض المواد التي تساهم في الإنتاج من هذه الشركات ، واستخدام علاماتها الفارقة المسجلة الخاصة بها . وهو أمر يضمن رخص الإنتاج موازنة بصرف مبالغ باهظة في البحث والتقصي الذي لا يمكن ضمان نتائجها في كل مرة . على أنه يلزم الاعتماد على الآخرين بشكل مستمر .
    ومهما يكن من أمر فإن هناك محاذير خاصة في التقليد مع أنه أمر لابد منه في البداية . ولا بخلو التقليد من الابتكار ، لأنه يتضمن القليل منه . تستطيع البلدان النامية أن تستفيد من رخص العمالة في هذه البلدان ، وتحقق بعض الامتيازات في الإنتاج . على أن التقليد يجب ألا يستمر طويلا . فالتطوير والتحوير لابد أن يتبعاه .
    التطوير هو الاستفادة من خبرات الآخرين وإضافة الخبرات الخاصّة عليها . وهو تعديل الشيء بناء على الاحتياجات الخاصة . يتضمن التطوير أخذ بعض الشيء من الآخرين وإكمال بعضه الآخر ، الاعتماد على الآخرين في بعض الجوانب ، والاستقلال عنهم في جوانب أخرى . فالتطوير نوع من الاكتفاء النسبي ، ويضمن التطوير الاعتماد على النفس من ناحية ، ويقللّ من الاعتماد على الآخرين نسبيا . التطوير والتعديل والتغيير مطلب ملحّ من مطالب القطاع الصناعي . يتضمن التطوير كفتين متوازيين من التقليد والابتكار في آن واحد .
    يوازن دي بونو ( De Bono: 1993: 40 ) بين الصناعة الغربية والصناعة اليابانية ويشير إلى أن الصناعة الغربية تنتظر تحقيق قفزات كبيرة تتضمن إجراء تغييرات جذرية أو إيجاد مفاهيم جديدة . وهذا ما يدفعها إلى نبذ الابتكار العملي . بينما تحقق الصناعة اليابانية مع مرور الأيام تراكما جيّدا بتلك التطويرات والتعديلات الصغيرة والتحسينات المتواصلة وتوصيل الأشياء المبنية على تقليد خبرات الآخرين بعضها ببعض . وفي هذا الخصوص يشير تورانس ( Torrance: 1994: 146-147 ) إلى أن الصناعيين اليابانيين إنما يجوبون العالم من أجل جمع المعلومات بحيث وصلت طوكيو إلى مرحلة تؤهلها لأن تكون عاصمة عالمية للمعلومات . وبعد توفير هذه المعلومات يدأب هؤلاء الصناعيون إلى اختبار هذه المعلومات وتطويرها بحيث يضمن لهم وضع أشياء جديدة خاصة بهم .
    الاختراع هو المرحلة الأخيرة من الإنتاج ، وهو إنتاج مصادر الإنتاج وامتلاكه ، أي إنتاج الأجهزة والآلات والأدوات الخاصة بالإنتاج . الاختراع هو إنتاج شيء جديد ، والحصول على براءة الاختراع ، ويحتاج الأمر إلى فرق عمل محلية أو أجنبية تضم مهندسين مختصين في الجوانب المختلفة من القطاع الصناعي . ويتضمن الاختراع الشيء القليل من الاعتماد على الآخرين ، ويتطلب الكثير من الابتكار ، مع الاستفادة من خبرات الآخرين .
    تكسب المبادآت والمبادرات في الاستثمارات الجديدة في التصنيع أصحابها أرباحا طائلة . إن الأوائل في الميدان يحصلون دائما على حصة من السوق هي أعلى من غيرهم . إن الصناعة المبتكرة تربح أكثر من الصناعة التي تعتمد على التقليد . يشير هول وويكر ( Hall and Wecker, 1996 ) إلى علاقة الأصالة والفردية بالنجاح المربح . إن نسبة حصول المنتجات الجديدة والمختلفة عن غيرها على الربح هي 69% ، بينما تكون نسبة حصول المنتجات المماثلة أو التي تختلف عن غيرها قليلا على الربح هي 31% . وهذا يعني أن الصناعة الفريدة الجديدة المبتكرة تربح أكثر من ضعف الصناعة المقلِّدة . وفي هذا المجال يشير هول وويكر ( Hall and Wecker, 1996 ) إلى دراسة تمخّضت عن أن المبتكرين الأوائل إنما يحصلون على حصة أعلى من السوق بما يعادل 7ر2 مرة مما يحصل عليه المقلِّدون . ولا يقتصر دور المبتكرين على زيادة ثروتهم الشخصية فحسب ، بل يساهمون أيضا في زيادة الثروة الوطنية والثروة العالمية . يؤيد تورانس ( Torrance; 1994: 134 ) هذا الرأي الخير ، ويذهب إلى أن المخترعين إنما يساهمون أيضا مساهمة فعالة في إثراء العالم . ولا شك أن القطاع الصناعي بشكل خاص هو الذي يساهم في وضع مبتكرات هؤلاء الأفراد المبتكرين قيد التنفيذ كمنتجات في السوق المحلية أو العالمية . وهكذا تكون الاستثمارات المبنية على ابتكارات الأفراد المبدعين والمبتكرين والفرق العاملة ضرورة ملحّة للقطاع الصناعي لتجديد نفسه بشكل مستمر والوقوف صامدا في وجه المنافسات الداخلية والخارجية والحصول على الأرباح العالية .

    4. مستوى وسائل الإعلام :
    يعد التخلص من الجاذبية الأرضية والإفلات إلى الفضاء الخارجي أحد التطورات المهمة التي حدثت في النصف الثاني من القرن العشرين . لقد استطاع السوفيت إرسال المركبة الفضائية سبوتنك إلى الفضاء الخارجي في نهاية الخمسينات من القرن الماضي . لقد خلق هذا الحادث نوعا من سباق إرسال المراكب الفضائية إلى الفضاء الخارجي من قبل السوفييت والأمريكان . تمخّض مثل هذا التقدم العلمي الهائل إرسال مراكب فضائية أخرى من قبل دول أخرى إلى خارج الجاذبية الأرضية وتثبيتها على مدارات تدور فيها لتقوم بمهام كثيرة من مهمات نقل وعكس الموجات الصوتية والضوئية المختلفة من وإلى الأرض . ونتيجة لذلك فقد أضحى الفضاء الخارجي مزدحمة بهذه المراكب الفضائية . ولقد حصل تقدم كبير في جميع ميادين وسائل الاتصال المختلفة من تلفون فاكس وراديو وتلفزيون وآلة مبرمجة (كومبيوتر) وشبكات الانترنت . لقد انعكس مثل هذا التقدم على وسائل الإعلام المختلفة في تسهيل أمور طبع الكتب والمجلات والجرائد ونشرها وتلقي موجات الراديو والتلفزيون وتوصيل شبكات الكومبيوتر إلى القريب الداني والبعيد القاصي . لقد أضحت المنافسة بين هذه الوسائل المحلية منها والدولية في هذا الجو المشحون التي تتضارب فيه مصالح الأفراد والجماعات والمجتمعات أمرا لا مفر منه .
    لقد وفرت التكنولوجيا الحديثة التي تطورت أكثر من ذي قبل وتواصل تطورها في كل آن وحين إمكانات هائلة بفضل الأقمار الاصطناعية ومحطات الإذاعة والقنوات التلفازية الفضائية وشبكات الكومبيوتر . لقد سهّل كل ذلك الوصول إلى المواطنين وهم في عقر دورهم . تكمن خطورة وسائل الإعلام هذه من أنها تعبر الحدود الدولية من دون جوازات سفر ، وتدخل البيوت من دون طلب أي إذن بالدخول . ومن هنا فإنها تربي مواطنينا في عقر دورهم بالشكل الذي قد لا نرغب فيه ، وما هو على عكس تربيتنا الوطنية القومية .
    ولما كانت وسائل الإعلام تؤدي خدمات دورية تجدّد نفسها بشكل منتظم فإنها تحتاج إلى الابتكار أكثر من غيرها من وسائل الاتصال الأخرى . ويبدو أنه كلما كانت هذه الدورة قصيرة كانت الحاجة إلى الابتكار أشد . فالمجلات تحتاج إلى ابتكار أكثر من الكتب ، وتحتاج الجرائد إلى ابتكار أكثر من المجلات . وتحتاج برامج الراديو إلى ابتكار أكثر من كل ذلك . أما الأفلام السينمائية وبرامج التلفزيون والكومبيوتر فهي بحاجة أكثر إلحاحا إلى الابتكار لجمعها بين الاستماع والرؤية . وتحتاج حاجة البرامج إلى الابتكار بطول الفترة التي تشغل فيها الشاشة . وكلّما كانت الفترة أقصر كانت الحاجة إلى الابتكار أشدّ . فالبث الدعائي لقصر فترته أكثر المجالات التي تحتاج إلى الابتكار ، ويظهر فيه هذا الابتكار فعلا . تعدّ الدعايات التي تلجأ هذه الميادين من نشرها لسد بعض من تكاليفها ميدانا خصبا جدا للابتكار .
    تؤدي الوسائل الإعلامية وظيفتها في جانبين مهمين لا يقلان أهمية بعضهما عن بعض . فهي تخاطب المواطنين وتحاول بذلك بثّ روح المواطنة من ناحية ، وتخاطب الأجانب لتصدر إليهم ثقافة بلد معين من ناحية أخرى . لقد أضحى أمر نشر الجرائد والكتب والمجلات في هذا الجو المشحون بالمنافسة يحتاج إلى الكثير من التجديد والابتكار . تتطلب البرامج التي تعد من أجل النشر في الراديو والتلفزيون والكومبيوتر أن تكون جديدة ومبتكرة بشكل مستمر . وإلا فلن تجلب أسماع أو أنظار المستمعين أو المشاهدين ، أو أنها لن تؤدي مهمتها بالشكل المطلوب . ويتحول المستمعون أو المشاهدون المواطنون أو الأجانب نتيجة لذلك إلى غيرها من محطات الراديو أو قنوات التلفزيون أو برامج الكومبيوتر . ومن هنا يعتمد أداء هذه الوسائل مهماتها بالشكل الفعّال الجاذب على مقدار ما يستطيع العاملون فيها من تجديد وتطوير لبرامجهم ، وما يظهرونه من إبداع وابتكار مستمرين في كل إنتاج وبرنامج .

    5. مستوى المجتمع :
    يذكر تورانس ( Torrance: 1994: 138 ) أن المجتمع الأمريكي ومنذ البداية قد قدّر المغامرات والرغبة في تجربة عدة وظائف والاستقلال في التفكير والحكم والشجاعة في الإيمان والتصنيع والمستوى العالي من الطاقة والعزيمة والثبات والثقة بالنفس وروح المزاح والتنوع والرغبة في تحمل المسؤوليات وحب الاستطلاع . وهذه الخصائص جميعا موجودة في روح الأوائل وتتطلب المستويات العالية من الابتكار . على أنه ـ وبناء على أبحاثه ـ تأكد له أن المجتمع الأمريكي قد تخلى عن بعض هذه الخصائص مثل المغامرات والرغبة في ركوب الصعاب والاستقلال في الحكم والشجاعة في الإيمان ، والثبات والثقة بالنفس والرغبة في تحمل المسؤوليات والتنوع . ومن أجل تحسين جو الابتكار والاختراع القومي لابد من إعادة تأكيد هذه الخصائص وإعطائها الأهمية الكبيرة .
    الفرد نواة الجماعات التي تكوّن المجتمع ، والمجتمع إنما يتكوّن من الأفراد والجماعات . وتنمية الابتكار لدى الأفراد تعني تنمية الابتكار لدى المجتمع . على أن للمجتمع تشكيلا خاصا من العلاقات والتنظيمات والمؤسسات التي تؤثر بدورها هي الأخرى في الأفراد . كما أن الأفراد يحتاجون إلى الابتكار في علاقاتهم المختلفة فإن المجتمع هو الآخر يحتاج إلى الابتكار في تنظيم علاقاته الداخلية والخارجية بتنظيماته ومؤسساته المختلفة . إن العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية في مجتمع ما قد تشوّق أو تعرقل الابتكار عن طريق وسائل مختلفة من الاستحسان والاستهجان . فالمجتمعات التي تحدد الخيال ، وتنبذ الفنون الجميلة والآداب إنما تحدّ الابتكار . أما المجتمعات التي تشوّق الابتكار ، وتشجّع الفنون الجميلة والآداب إنما تنمي الابتكار .
    ولعل إصدار تلك القوانين التي تحمي حقوق المبتكرين والمخترعين يعود بالنفع على الفرد والمجتمع معا . إن تنظيم براءات الاختراع ودعمها إحدى الوسائل المهمة التي ترفع من أعداد المبتكرين والمخترعين في بلد معين . يذكر تورانس ( Torrance: 1994: 133 ) أن السياسات القومية والقوانين المحلية إنما تؤثر في الاختراعات ، ويورد مثلا على ذلك اليابان التي أصدرت في عام 1960 م القوانين اللازمة لحماية المخترعين . وكانت أعداد براءات الاختراع الممنوحة في تلك الفترة في هذا البلد أقلّ بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية . على أن هذه الأعداد بدأت تتزايد نتيجة سنّ هذه القوانين ، فوصلت اليابان مستوى الولايات المتحدة في عام 1967 م . انخفضت براءات الاختراع في الولايات المتحدة نتيجة الإهمال ، بينما ارتفعت في اليابان نتيجة ذلك التشجيع حتى فاقت اليابان الولايات المتحدة في أعداد براءات الاختراع في عام 1978م . وبصدد هذا يقول تورانس ( Torrance: 1994: 134 ) : إنه عندما يخترع الأفراد والشعوب فإنهم إنما يزدادون قوّة على قوّة ، ويستمرون في العيش ، أما عندما يوقفون الاختراعات فإنهم إنما يضعفون ويموتون . وكان هذا الأمر صحيحا منذ بداية التأريخ حتى يومنا هذا .
    إن أمر تشجيع تنظيمات ومؤسسات المجتمع للابتكار مهم جدا في تطور الابتكار لدى أفراد ذلك المجتمع ، ذلك لأن ما يشجعه المجتمع يجده أمامه ، وما يزرعه سيحصده في مستقبل الأيام . وفي هذا الخصوص يورد تورانس ( Torrance : 1994: 132 ) التجربة الأمريكية التي شجّعت فيها الاختراعات في الستينات من القرن العشرين بعد التفوّق الذي أحرزه السوفييت في إرسال القمر الاصطناعي سبوتنك إلى الفضاء الخارجي . لقد زادت براءات الاختراعات التي منحت في هذا البلد نتيجة ذلك التشجيع من 76565 في عام 1958 م إلى 84864 في عام 1962 م . كما زادت براءات الاختراع التي دعمت في تلك الفترة من 43407 إلى 51065 . وعدّت هذه الفترة بحقّ العصر الذهبي للاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية . وبعد عقد من الزمان قلّ التشجيع وقلّت معه براءات الاختراع التي منحت لهذا الغرض . انخفضت النسبة في عام 1978 م بمقدار 15% . ونتيجة لذلك بدأت الولايات المتحدة تشتري التكنولوجيا المتقدمة من بلدان أخرى كاليابان وألمانيا ودول أخرى بدلا من أن تطور صناعاتها المحلية . يبدو من ذلك أن سياسة المجتمع في دعم الاختراعات مهمة جدا في رفع أعداد الاختراعات في ذلك البلد . يبدو أن المجتمع الذي يشجع على الابتكار والاختراع ينمّي في أفراده هذه الطاقات تنمية حسنة تعود بالخير على الأفراد والمجتمع في آن واحد . وفي هذا الخصوص أجرى تورانس ( Torrance: 1994: 124 ) دراسة سأل فيها أطفالا من 12 بلدا في عامي 1992 و 1993 م أن يكتبوا قصصا عن مستقبل حياتهم . وحلّل هذه القصص باحثا عن هؤلاء الأطفال الذين يتخيّلون لأنفسهم أن يكونوا مخترعين . لقد اعتلى أطفال اليابان في هذه الدراسة المرتبة الأولى ب 35% . احتلّ أطفال الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا المرتبتين الثانية والثالثة على التوالي 26% و 24% . وكانت هذه النسب متوازية مع أعداد براءات الاختراع التي منحت في هذه البلدان .

    التوصيات :
    في أدناه التوصيات المفيدة التالية :
    • ينبغي الاهتمام بالفرد باعتباره نواة المجتمع في كشف قابلياته وقدراته وطاقاته الكامنة المختلفة وتنمية كل ذلك وتوجيهها من أجل تفجير هذه الطاقات باعتبار التربية استثمارا يعود بالنفع أضعافا مضاعفة لكل من الفرد والمجتمع والإنسانية .
    • ينبغي توجيه التربية نحو كل ما من شأنه تحقيق تفتيق طاقات الأفرد إلى أعلى حد ممكن . وهذا لا يتم بالتربية التقليدية ذات الأهداف المحدودة مطلقا . ينبغي وضع تلك الأهداف التي تحقق الابتكار وتوفير الأجواء اللازمة والتركيز على طرائق التدريس المركزة حول الطالب واستخدام مصادر التعلم المتعددة أينما كانت وتوفير التكنولوجيا الحديثة واستعمال وسائل التقييم والقياس المفتوحة .
    • ينبغي رفع شأن القطاع الصناعي بما يضمن نوعا من الاكتفاء الذاتي وخاصة في تلك المجالات التي تمس ضمان استقلال البلد عن تلك القيود الأجنبية .
    • ينبغي رفع مستوى وسائل الاعلام بالشكل الذي تستطيع فيها أداء واجباتها في زرع بذور المواطنة الصالحة في نفوس أبناء البلد وتعريف الثقافة القومية إلى العالم أجمع .
    • ينبغي توجيه مؤسسات المجتمع المختلفة بالشكل الذي تجعل محور أعمالها تشجيع ودعم وتنمية الابتكار في مواطني البلد وتوفير الامكانات اللازمة من أجل تحقيق ذلك .

    الخاتمة :
    الابتكار ضروري في جميع مجالات الحياة وعلى مستويات مختلفة . يأتي الفرد والنظام التربوي والقطاع الصناعي ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع في طليعة هذه المستويات . تكون الحياة بفضل الابتكار تجديدا مستمرا وتطويرا متواصلا وقوة عظيمة . وتكون من دونه رتيبة ومملّة وضعيفة واهنة . إن أمر تقدم المجتمعات مرهون بمقدار دعم الأعمال المبتكرة والمبتكرين على المستويين المادي والمعنوي .
    تبرز أهمية الفرد في المجتمع في أنه يمثل نواة الجماعات الإنسانية التي تشكل المجتمعات . ويملك الفرد طاقات وقابليات وقدرات متعددة كامنة . إن استثمار هذه الطاقات والقابليات والقدرات يعود بالنفع على الفرد والمجتمع معا . ومن أجل استثمار هذه الطاقات والقابليات والقدرات فلابد من إخضاع الفرد إلى تربية عامة وإلى تربية خاصة بالابتكار ووسائل تحقيقه . يكون ترك الفرد من دون استثمار هذه الطاقات والقابليات والقدرات هدرا للفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام . ومثل هذا الفرد كمثل فقير يملك خزائن ثمينة مطمورة تحت مسكنه لا يدري عنها شيئا ، فلا يصرف الجهود اللازمة من أجل إخراج هذا الكنز إلى حيّز الوجود . يعيش هذا الفرد حياته فقيرا ويموت فقيرا . يكون الابتكار بذلك ضروريا لكل فرد ، وتبرز أهمية الابتكار بشكل خاص بعد التأكيد الذي برز من أن كل فرد يمكن أن يكون مبتكرا ومبدعا فيما إذا حصل على التربية والتدريب في هذا الخصوص .
    إننا نعيش في عصر ثورة تكنولوجية . لقد أضحت التكنولوجيا المتقدمة هي التي تشكّل أساس التنمية والتقدم . واحتلّت تكنولوجيا المعلومات البارزة في تكنولوجيا الآلة المبرمجة ( الحاسب الآلي ) مقدمة القطاعات التي تدرّ الأموال الطائلة لأصحاب الاستثمارات . إن التكنولوجيا أثر من آثار العمل المبتكر الخلاق ، وميدان خصب جدا للابتكار لا ينضب ماؤه أبدا .
    يواجه القطاع الصناعي المحلي في أي بلد من بلدان العالم خيارات ثلاثة لا رابع لها : وهي التقليد والتطوير والكشف أو الاختراع . الاختراع هو المرحلة الأخيرة من الإنتاج ، وهو إنتاج مصادر الإنتاج وامتلاكه ، أي إنتاج الأجهزة والآلات والأدوات الخاصة بالإنتاج . الاختراع هو إنتاج شيء جديد ، والحصول على براءة الاختراع . يحتاج الأمر إلى فرق عمل محلية أو أجنبية تضم مهندسين مختصين في الجوانب المختلفة من القطاع الصناعي . ويتضمن الاختراع الشيء القليل من الاعتماد على الآخرين ، ويتطلب الكثير من الابتكار ، مع الاستفادة من خبرات الآخرين . تكسب المبادآت والمبادرات في الاستثمارات الجديدة في التصنيع أصحابها أرباحا طائلة . إن الأوائل في الميدان يحصلون دائما على حصة من السوق هي أعلى من غيرهم . إن الصناعة المبتكرة تربح أكثر من الصناعة التي تعتمد على التقليد .
    لقد وفرت التكنولوجيا الحديثة التي تطورت أكثر من ذي قبل وتواصل تطورها في كل آن وحين إمكانات هائلة بفضل الأقمار الاصطناعية ومحطات الإذاعة والقنوات التلفازية الفضائية وشبكات الكومبيوتر . لقد سهّل كل ذلك الوصول إلى المواطنين وهم في عقر دورهم . تكمن خطورة وسائل الإعلام هذه من أنها تعبر الحدود الدولية من دون جوازات سفر ، وتدخل البيوت من دون طلب أي إذن بالدخول . ومن هنا فإنها تربي مواطنينا في عقر دورهم بالشكل الذي قد لا نرغب فيه ، وما هو على عكس تربيتنا الوطنية القومية .
    الفرد نواة الجماعات التي تكوّن المجتمع ، والمجتمع إنما يتكوّن من الأفراد والجماعات . وتنمية الابتكار لدى الأفراد تعني تنمية الابتكار لدى المجتمع . على أن للمجتمع تشكيلا خاصا من العلاقات والتنظيمات والمؤسسات التي تؤثر بدورها هي الأخرى في الأفراد . كما أن الأفراد يحتاجون إلى الابتكار في علاقاتهم المختلفة فإن المجتمع هو الآخر يحتاج إلى الابتكار في تنظيم علاقاته الداخلية والخارجية بتنظيماته ومؤسساته المختلفة . إن أمر تشجيع تنظيمات ومؤسسات المجتمع للابتكار مهم جدا في تطوير الابتكار لدى أفراد ذلك المجتمع ، ذلك لأن ما يشجعه المجتمع يجده أمامه ، وما يزرعه سيحصده في مستقبل الأيام


    م
    ن
    ق
    و
    ل


    للإفادة

    تحياتي...

    ..)( حاصل علي شهادة شكر وعرفان من منتديات احلاقلب )(..

  • #2
    رد: ما هو الابداع؟؟؟؟

    مرسي عالمعلومات

    اكثير عجبني

    منقول متميز اخي

    بس ما بعرف اظن الموضوع مو مكانو هون

    المهم تشوفو الاخت تسنيم او الاخ امير

    اح ـترامي

    .,

    سـ أكْتفي بـ الصّمْت و حسبْ !

    ,.

    تعليق


    • #3
      رد: ما هو الابداع؟؟؟؟

      موووضوع مميييز ومعـلومـات راقيـة

      نقـلة وتمييزة

      حبيبـى بحـر الشووق

      دمتـ بكـل ود

      احتتـرمـى

      تعليق


      • #4
        رد: ما هو الابداع؟؟؟؟

        موضوع متميز اخي وتفارق واضح بين العصور

        وشكراً ليك خيي

        بس متل ما قالت فردوس الموضوع مكانه في العام او التقنيات مش عارفة هو كله علوم ههههه

        مرسي وان شاء الله حانقله

        تحيتي
        ...




        إن كنتَ تتغنَّى بالجمال، ولو كنتَ وحيداً في قلب الصحراء، فإنك ستجد من يصغي إليك .. !

        (( جبرآن خليــــــــل جبرآن .. ))

        تعليق


        • #5
          رد: ما هو الابداع؟؟؟؟

          موضوع مميز جدا

          قرأت اجزاء متفرقة منه نظرا لطول المقال

          شكرا لك علي النقل المميز اخي




          لا اله الا الله محمد رسول الله

          ..)( حاصله علي شهادة شكر وعرفان من منتديات قلب غزه )(..

          تعليق


          • #6
            رد: ما هو الابداع؟؟؟؟

            شكرا لك اختي على الملاحظة بس هاد الموضوع يخص الابداع وهاد قسم الابداع

            بس ما الي اي قرار القرار الكم بنقلوا او لا


            تحياتي..


            تحيايت...

            ..)( حاصل علي شهادة شكر وعرفان من منتديات احلاقلب )(..

            تعليق


            • #7
              رد: ما هو الابداع؟؟؟؟

              مشكور لموروك ناظر

              تحياتي..

              ..)( حاصل علي شهادة شكر وعرفان من منتديات احلاقلب )(..

              تعليق


              • #8
                رد: ما هو الابداع؟؟؟؟

                مشكور لمورور جمال الروح

                تحياتي..

                ..)( حاصل علي شهادة شكر وعرفان من منتديات احلاقلب )(..

                تعليق

                يعمل...
                X