أسطوانة الأوكسجين تلازم الريفي طوال حياته
طفل يصارع الموت والمرض على سرير المستشفيات عشرة سنوات
غزة- ريما عبد القادر
عشرة سنوات، من سرير مستشفى إلى أخر ومن مستشفى إلى أخر ينتقل الطفل مؤمن منير الريفي(11عام) ليستطيع أن يحصل على هواء يتنفسه من داخل أسطوانة أوكسجين التي تجاوره أينما ذهب، بحيث ما من أحد تسأله عن الطفل مؤمن في مستشفيات النصر والشهيد محمد الدرة حتى تجده يعرفه دون عناء للتذكر، ليكون حبيساً داخل جدران المستشفيات لا يقوى على الحراك، ينظر بعيون حزينة ألمتها بعده عن أسرته، والذهاب إلى المدرسة كما يفعل أبناء سنه، بسبب معاناته من ربو شعبي متكرر أدى إلى إصابته بتليف رئوي منذ أن كان عمره ثلاثة شهور حتى وصل لدرجة الاستعصاء على الشفاء، مجلة "الفاتح" زارت مؤمن بمستشفى الشهيد محمد الدرة لتلتمس معاناته محاولة التخفيف عنه عبر قلمها وابتسامته المبعثة بأمل جميل.
رحلة العلاج
ويقول منير الريفي والد الطفل وقد ارتسمت على وجهه معالم التعب والكبر رغم أن سنه لم يتجاوز 40 عام: "رحلة علاج مؤمن بدأت منذ أن كان عمره ثلاثة شهور، فهو يقضي حياته داخل المستشفيات ولا يستطيع أن يأتي إلى المنزل لرؤية إخوته سواء نصف ساعة فقط تكون في العيد".
وعن كيفية الإصابة بالمرض أوضح أن مؤمن وعمره ثلاثة شهور كان يعاني من أزمة صدرية وبدأ بعد ذلك يشعر بنهجه مما زاد لديه التعب شيئاً فشيئاً وبعدها أخبره الأطباء أنه لديه تليف روئي، فكانت الصدمة لديه بأن طفله الصغير يصاب بمثل هذا المرض .
وقد مكث الطفل مؤمن منذ عام 1996م إلى عام 2000م في مستشفى النصر وبعدها أنتقل إلى مستشفى الشهيد محمد الدرة إلى يومنا هذا، كما تم تحويل الطفل إلى مستشفى في الخط الأخضر وكان يقولون الأطباء أن حالته متأخرة ولا يوجد له علاج إلا في أوربا بسبب أن المرض قطع مراحل كبيرة في جسد الطفل وفي رئتيه.
ومن جهته قال د.سامي أبو ضلفة مدير مستشفى الشهيد محمد الدرة :" إن الطفل مؤمن يعاني من تليف رئوي أي توقف في عمل الرئتين مما جعله لا يستغني عن الأوكسجين، وهو يمكث منذ سنوات عديدة في المستشفى" .
وأضاف : لا يوجد إمكانية لعلاج الطفل إلا بعملية استبدال الرئتين بأخرى صالحة للعمل، وهذه العملية صعبة للغاية بأن تقام في الدول العربية.
عاد للمستشفى
وأضاف الريفي بعد رحلة العناء داخل الخط الأخضر وبعد انقضاء الأمل توجه إلى مستشفى فلسطين بالقاهرة بتحويل من وزارة الصحة وتم عرضه على أساتذة طب الأطفال وأساتذة الأمراض الصدرية وكان تشخيصهم وفقاً لتقرير المستشفى أن حالته المرضية سيئة جداً وبعد ذلك عاد إلى فلسطين حيث يتواجد مستشفى الشهيد محمد الدرة ومازال يمكث فيه ليومنا هذا.
وتم الاتصال مع د. محمد الحداد من مستشفى الأمير ممدوح بن عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، حيث شخص حالة مؤمن فأرسل للعديد من مستشفيات لعدد من الدول لمعرفة مدى إمكانية علاجه فتم الإجابة عليه بأن أرسلت له إحدى المستشفيات من الصين بإمكانية علاجه من خلال زراعة رئة للطفل، وتكلف مبلغ وقدره 60ألف دولار .
القلوب الرحيمة
وناشد والد الطفل أصحاب القلوب الرحيمة بأن يساعدوا ولده لتعود له البسمة من جديد قائلاً :" أطلب من كل إنسان رزقه الله تعالى قلب حي بأن ينظر لطفلي مؤمن بأن يساعدوه في التخلص من قيود مرضه الذي لازمه منذ عشرة سنوات الذي جعله أسير سرير المستشفيات لا يقوى على الحراك " .
وأضاف : أتمنى من كل واحد يسمع أو يقرأ عن مؤمن بأن يتخيل ولو للحظة واحده أن هذا الطفل هو فلذة كبده، في تلك اللحظات ماذا سيفعل لطفل يصارع الموت والمرض ليبقى حياً بين أسرته لا بين جدران المتشفيات ؟.
صمت قليلاً لا يقوى على الكلام حيث دموعه خنقت كلماته الدموع التي حاول أن يخفيها حتى لا يراها أو يسمعها أحد إلا انه لم يفلح بذلك كلما تذكر بأن طفله ينظر إليه كل يوم وهو على سرير المستشفى ويريد أن يقول له " بابا أريد أن اخرج لكي ألعب مع إخوتي وأجلس بين أحضان والدتي متسائلاً إلى متى هذا الحال ؟ هل سأخرج من المستشفى وأنام على سريري في البيت بين إخوتي ؟ أم سأموت على فراش سرير المستشفى الذي لازمني طوال حياتي ؟ ".
طفل يصارع الموت والمرض على سرير المستشفيات عشرة سنوات
غزة- ريما عبد القادر
عشرة سنوات، من سرير مستشفى إلى أخر ومن مستشفى إلى أخر ينتقل الطفل مؤمن منير الريفي(11عام) ليستطيع أن يحصل على هواء يتنفسه من داخل أسطوانة أوكسجين التي تجاوره أينما ذهب، بحيث ما من أحد تسأله عن الطفل مؤمن في مستشفيات النصر والشهيد محمد الدرة حتى تجده يعرفه دون عناء للتذكر، ليكون حبيساً داخل جدران المستشفيات لا يقوى على الحراك، ينظر بعيون حزينة ألمتها بعده عن أسرته، والذهاب إلى المدرسة كما يفعل أبناء سنه، بسبب معاناته من ربو شعبي متكرر أدى إلى إصابته بتليف رئوي منذ أن كان عمره ثلاثة شهور حتى وصل لدرجة الاستعصاء على الشفاء، مجلة "الفاتح" زارت مؤمن بمستشفى الشهيد محمد الدرة لتلتمس معاناته محاولة التخفيف عنه عبر قلمها وابتسامته المبعثة بأمل جميل.
رحلة العلاج
ويقول منير الريفي والد الطفل وقد ارتسمت على وجهه معالم التعب والكبر رغم أن سنه لم يتجاوز 40 عام: "رحلة علاج مؤمن بدأت منذ أن كان عمره ثلاثة شهور، فهو يقضي حياته داخل المستشفيات ولا يستطيع أن يأتي إلى المنزل لرؤية إخوته سواء نصف ساعة فقط تكون في العيد".
وعن كيفية الإصابة بالمرض أوضح أن مؤمن وعمره ثلاثة شهور كان يعاني من أزمة صدرية وبدأ بعد ذلك يشعر بنهجه مما زاد لديه التعب شيئاً فشيئاً وبعدها أخبره الأطباء أنه لديه تليف روئي، فكانت الصدمة لديه بأن طفله الصغير يصاب بمثل هذا المرض .
وقد مكث الطفل مؤمن منذ عام 1996م إلى عام 2000م في مستشفى النصر وبعدها أنتقل إلى مستشفى الشهيد محمد الدرة إلى يومنا هذا، كما تم تحويل الطفل إلى مستشفى في الخط الأخضر وكان يقولون الأطباء أن حالته متأخرة ولا يوجد له علاج إلا في أوربا بسبب أن المرض قطع مراحل كبيرة في جسد الطفل وفي رئتيه.
ومن جهته قال د.سامي أبو ضلفة مدير مستشفى الشهيد محمد الدرة :" إن الطفل مؤمن يعاني من تليف رئوي أي توقف في عمل الرئتين مما جعله لا يستغني عن الأوكسجين، وهو يمكث منذ سنوات عديدة في المستشفى" .
وأضاف : لا يوجد إمكانية لعلاج الطفل إلا بعملية استبدال الرئتين بأخرى صالحة للعمل، وهذه العملية صعبة للغاية بأن تقام في الدول العربية.
عاد للمستشفى
وأضاف الريفي بعد رحلة العناء داخل الخط الأخضر وبعد انقضاء الأمل توجه إلى مستشفى فلسطين بالقاهرة بتحويل من وزارة الصحة وتم عرضه على أساتذة طب الأطفال وأساتذة الأمراض الصدرية وكان تشخيصهم وفقاً لتقرير المستشفى أن حالته المرضية سيئة جداً وبعد ذلك عاد إلى فلسطين حيث يتواجد مستشفى الشهيد محمد الدرة ومازال يمكث فيه ليومنا هذا.
وتم الاتصال مع د. محمد الحداد من مستشفى الأمير ممدوح بن عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، حيث شخص حالة مؤمن فأرسل للعديد من مستشفيات لعدد من الدول لمعرفة مدى إمكانية علاجه فتم الإجابة عليه بأن أرسلت له إحدى المستشفيات من الصين بإمكانية علاجه من خلال زراعة رئة للطفل، وتكلف مبلغ وقدره 60ألف دولار .
القلوب الرحيمة
وناشد والد الطفل أصحاب القلوب الرحيمة بأن يساعدوا ولده لتعود له البسمة من جديد قائلاً :" أطلب من كل إنسان رزقه الله تعالى قلب حي بأن ينظر لطفلي مؤمن بأن يساعدوه في التخلص من قيود مرضه الذي لازمه منذ عشرة سنوات الذي جعله أسير سرير المستشفيات لا يقوى على الحراك " .
وأضاف : أتمنى من كل واحد يسمع أو يقرأ عن مؤمن بأن يتخيل ولو للحظة واحده أن هذا الطفل هو فلذة كبده، في تلك اللحظات ماذا سيفعل لطفل يصارع الموت والمرض ليبقى حياً بين أسرته لا بين جدران المتشفيات ؟.
صمت قليلاً لا يقوى على الكلام حيث دموعه خنقت كلماته الدموع التي حاول أن يخفيها حتى لا يراها أو يسمعها أحد إلا انه لم يفلح بذلك كلما تذكر بأن طفله ينظر إليه كل يوم وهو على سرير المستشفى ويريد أن يقول له " بابا أريد أن اخرج لكي ألعب مع إخوتي وأجلس بين أحضان والدتي متسائلاً إلى متى هذا الحال ؟ هل سأخرج من المستشفى وأنام على سريري في البيت بين إخوتي ؟ أم سأموت على فراش سرير المستشفى الذي لازمني طوال حياتي ؟ ".
تعليق