وهكذا تعرف الشاب إلى الفتاة وصار يزورها في البيت أمام الجميع ودون حرج من وجوده، كونه زميل البنت في الجامعة. وقد وفّر هذا الامر الجو للأم والشاب ولم يعد من حاجة إلى الالتقاء معاً خارج المنزل، فكل ما يحتاجان إليه من وقت، بات يمكن الحصول عليه داخل البيت وعلى أعين الجميع.
كانت الأم تحدث ألإبنة عن هذا الشاب مادحة مزاياه مثنيةعلى حضوره وشبابه، لتنصح الإبنة بأن لا تدعه يفلت من يدها، لأنها لن تجد أحسن منه عريساً لها!..
في هذا هي محقة تماماً.. من أكثر منها خبرة ومعرفة بهذا الشاب. وكلامها عنه مبعثه تجربتها العميقة بعلاقتها معه وقد عاشت لفترة طويلة بين أحضانه. وعلى يديه كانت تروي شبقها وشهوتها وتعيش امتع اللحظات الحميمة ممددة في فراشه تسرح يداه فوق جسدها مثيراً أنوثتها، ملهباً شهوتها. بجسده المستلقي فوق جسدها يشبع نهمها للجنس الذي لا يعرف حدوداً.
بعد خطوبة الشاب من البنت، لم تترك لهما وقتاً يمضياه معاً دون أن تكون الجليس الثالث.. أو الشيطان المساكن أبداً لخلوة كل رجل وإمرأة بعيداً عن الأعين.
"س..." في البداية لم تُعر هذه التصرفات أي إنتباه، لأنه لم يتبادر إلى ذهنها أن الوالدة حين تقول لها قبّـليه هنا وهنا (وتدلها بالبرهان العملي بحيث كانت الام فعلا تقبله) كانت هي من يريد ذلك. فكانت البنت تضحك كيف أن الوالدة تعلم إبنتها "أن قبليه هنا في رقبته.. وأجلسي هكذا في حضنه.. ومدي يدك هكذا إلى صدره من تحت القميص".
وكأن هذه الوالدة المسكونة بالشيطان لم يكن يكفها جلوسها وإياه لساعات يتبدلان العشق ويمارسان ما يشتهيان من الوان الحب وفنون العشق. وأحياناً كانت بأفعالها هذه متهيئة وتهيء نفسها، للحظة التالية حين تذهب البنت إلى الجامعة ليخلو لهما الجو ليكملا ما بدآه بحضور الأبنة ـ الخطيبة.
وتخرجت البنت من الجامعة وكذلك الشاب وتم الزواج والإنتقال إلى بيت الزوجية.
كانت خشية الأم كبيرة أن يتحول هذا الشاب عنها كون إبنتها تتمتع بالحيوية والشباب والنضارة أكثر منها، فكانت توصي إبنتها أن تعامله بخشونة ولا تتهاون معه وأن تحيل لحظات الفرح إلى تعاسة. كل ذلك كان له هدفاً واحداً عندها وهو أن تبقى على هذا الشاب معلقاً بها من خلال الاغراءات المادية الواسعة ونفوذها المستمد من عائلتها ذات السعة المادية.
"كانت والدتي تطلب مني دائمأً أن أتعامل معه بخشونة وقسوة وأن أبين له دائماً أن هناك فرقاً بين عائلته الفقيرة وعائلتي وعائلة أمي الغنية. وكذلك أن لا اسمح له بالنوم معي ساعة يريد. وكانت تشجعني على ذلك بقولها أن كثرة المعاشرة الجنسية تذهب بنضارة الوجه.. وثانياً "عليه أن يعرف ان الأمر بيدك أنت وليس كلما أراد هو".
كل هذه التوصيات والنصائح كانت الأم تتلوها على مسامع إبنتها لغاية جلية واضحة في نفسها... وهي أن تزيد من نفوره من إبنتها نفسياً.. والإبقاء على طاقته الجنسية لتتمتع هي بها ساعة اللقاء به.
وتماماً كانت توجه ذات النصائح إلى صهرها بأن لا يأبه لهذه المعاملة. ولا داعي للتذمر او الغضب، فكل ما يريده ويشتهيه، هي على استعداد لتأمينه له وبالطريقة التي يرغب ويريد.
أمور كثيرة كانت تتذرع بها الوالدة كي تصحب صهرها معها الى التسوق او قضاء بعض الامور في المدينة كما تدعي، على أساس أن "زوجها مشغول ولا يجوز أن تذهب وحدها وأن لا أولاد ذكوراً عندها وصهرها هو بمثابة إبنها".
تستحضر "س..." يوم كانت تجهز نفسها للزواج وكيف كانت والدتها تتدخل في كل ما له علاقة بالعريس وثيابه وأشيائه لتختار هي ما يناسبه، حتى ثيابه الداخلية.
ولطالما "كانت تشتري لنفسها مثل الذي اختاره لنفسي وتؤكد أن يكون متوافقاً مع ذوقه بذريعة أن ذوقه جميل وبالتالي مبادلة الحسنى بالحسنى لأنها هي من كان يختار له ثيابه. وأكثر ما يحضرني ان مشترياته تصر على أن يلبسها في البوتيك لترى مقاسها، فكانت تتأمل الطول والعرض وتمد يدها ما بين الساقين لترى إذا كان البنطال مريحاً أم محشوراً، فتلامس يدها موضع رجولته.. وتكرر هذا أكثر من مرة"..
تلتقط أنفاسها وتتناول حبة من قربها على المنضدة.. وتتابع إستعادة ذاك الماضي القاسي وأساليب الغدر التي كانت تمارسها الوالدة "كانت تزورني في بيتي القريب منها وتسألني أن أريها ما أشتراه لي زوجي من هدية خاصة كثياب النوم الداخلية مثلاً، ثم تحاول إرتداءها وتفعل ذلك بحضوره على أساس أنها حماته ولا عيب أو حرام.. هكذا تفسر الأمور كما يحلو لها. أكتشفت فيما بعد أنها هي يوحي اليه فكرة الهدية ونوعها.. ثم علمت انها كانت ترتديها أثناء غيابي عن البيت حين تلتقي به وعلى سريري"..
"كنت الحظ على زوجي التأثر، فيحاول ستر نفسه بأي شيء امامه بحركة غير مبررة. وهي كانت تردد بعض الكلمات عن طريق المزاح ـ هكذا كنت أتصور لأكتشف فيما بعد أنه الغيرة والأنانية ـ فتقول له "من منّا جسدها أجمل أنا أم زوجتك" ؟!.. كنت أستحي أن أسمع هذا الكلام من والدتي فأمسك بيد زوجي ونخرج من الغرفة".
الوالد كان بعيداً عن هذه الأجواء، إنه يعاني تراجعاً في عمله ورأسماله ينفد. هذا الوضع المتدهور مادياً أتاح للزوجة ان تتمادى أكثر في التعالي على زوجها لأنها تنتمي إلى عائلة ميسورة المادة وتحصل على ما تريد من اهلها. هذا الأمر زاد في الهوة بينهما خاصة حين تؤنبه وتعيّره بهذا. كان يجافيها لموقفها هذا، وهي كانت تتقصد الأمر معه لتبعده عنها لأنها كانت عاشقة مولهة لزوج إبنتها.
تحركت "س..." في جلوسها عند حافة السرير في المستشفى الذي كانت تعالج فيه من الصدمة التي أوصلتها إلى هنا غائبة عن الوعي منهارة الأعصاب "أستعيد الآن كل تلك المشاهد التي كانت تحصل امامي بينهما وفي ظني أنها كانت مجرد تصرفات عادية بين حَمى وصهرها من باب التودد البريء.. فقد كانت تجلس على ركبتيه وتلف يدها حول رقبته وهي تردد على مسامعي هكذا تجلس الخطيبة فوق ركبتي خطيبها".. وتمد يدها عبر قميصه إلى صدره وهي تردد ذات النصائح لي... وحين تقوم من مكانها تتظاهر بالعجز، فتضع يدها لتسند نفسها للقيام في مكان محدد تصادفه بين ساقي زوجي وعلى موضع رجولته.. وحين كنا مخطوبين، لم تكن لتدعنا ساعة واحدة منفردين دون أن تكون معنا تشاركنا أحاديثنا"..
وكأنها تتذكر شيئاً من الماضي تتمتم بإسم معين، استوضح منها الإسم ومن هي صاحبة هذا الإسم، تجيبني أنها صديقتها وجارتها التي اخبرتها يوما بانها شاهدت أمراً غريباً من نافذة المطبخ بين والدتها وخطيبها.. أنه كان يضمها إليه ويقبلها ثم يغيبا عن أنظارها برهة لتلمحه يسوي ثيابه وكأنه يرتديها في الوقت الذي تظهر فيه الوالدة منحنية وكأنها ترتدي سروالها.. يومها لم أصدق وأنكرت هذا الأمر ونهرت صديقتي لما تقوله، لكن لا أنكر ان شيئاً من الشك تسرب إلى نفسي دون أن اعلق عليه لأن دورة المياه في منزلنا مدخلها من المطبخ ففسرت الأمر على انه ربما خارج من دورة المياه".
تدخل الممرضة باسمة تردد كلمات تهنئة: مبروك (مبارك) غداً ستخرجين من المستشفى.. لقد وقّع الطبيب الأوراق.. تستأذن مني لأنها تريد أن تحقنها أبرة في فخذها.. أغادر الغرفة وأنا أستعيد هذا الشريط الرهيب من حياة هذه الفتاة التي قُضيَ على حياتها وهي في ربيعها الرابع بعد العشرين.. وعلى يد من؟!.. على يد والدتها التي باعت نفسها وعقلها وروحها إلى الشيطان وتملكت بها الأنانية والغيرة بأن تدمر حياة إبنتها، بل أسرتها جميعاً.
لطالما كانت الأم عنواناً لحصانة البيت الادبية وسمعته الأخلاقية وتحمي بظلها اولادها وتضيء لهم الطريق نحو الخير وترشدهم إلى النور كي لا يقعوا في حبائل الفساد ودروب الشيطان والانحطاط الأخلاقي.
لقد أودع الله في المرأة سر الوجود وطريق الحياة وجعل من أحشائها موطناً للتكاثر وإعمار هذا الكون، فكانت الأمومة من أكبر عناوينها في الحياة. لكن هذه الأمومة إذا لم تكن محصنة بنور المعرفة ومهيئة بزاد العلم، لا يمكن أن تقوم بدورها كما هو مرجو منها. كذلك العلم وحده دون حصانة اخلاقية مستمدة من الوجدان العقيدي، يبقى ناقصاً لأن الغريزة لا يكبح جماحها سوى الحصانة الاخلاقية المستمدة من الوعي ومعرفة الذاتوان الانسان قيمة إلهية بذاته.
أشارت لي الممرضة أنه يمكنني الدخول فتبسمت "س..." معتذرة وسألتها إذا كانت ترغب بالحديث ام أعود في وقت آخر، رفضت وأشارت لي بالجلوس وهي تردد: "هذا ما أوصلتني إليه أمي" قالتها بتنهيدة عميقة وحزن يملأ القلب.. "لا أصدق أنني إبنتها... وربما هي مجنونة"..
وتابعت "كثرت الهواجس في نفسي حين دخلت يوماً إلى غرفتي، وكنت آتية من زيارة إلى خالتي، فوجدت أحد سراويلي الداخلية التي كان أهداني إياه زوجي مؤخراً، على الأرض قرب حافة السرير، أستغربت الأمر لأنني كنت متأكدة من وضعه في درج خزانتي.. وحين أستوضحت الأمر منهما وكانا يجلسان في غرفة الضيوف، بادرت والدتي بإرتباك.. "ربما، حبيبتي، وقع من يدك (تنظر إليه) أمس حين كنت تريني إياه".. الآن أعرف ما الذي حصل، وأعرف أنها كانت ترتدي ثيابي الداخلية التي كانت توعز لزوجي بتقديمها لي كهدايا، لترتديها هي حين يلتقيان ببعضهما لأنني وجدت عليه بعض الآثار.. فهمت كل هذا بعد تلك الليلة وأعدت قراءة كل تصرفاتها التي كانت تدل على غيرتها وأنانيتها:.
حينها قررت "س....." مراقبة تصرفات زوجها وأمها لأن الشك تسرب إلى نفسها وراحت تراجع كل الماضي وحكاية صديقتها وكيف رأتهما في المطبخ.. إلى حين طلبت منها والدتها أن ترافق شقيقتها إلى صالون الحلاقة في القرية القريبة من قريتهم، وكانت تطلب منها مرات عدة لكن شكها هذه المرة جعلها توافق ظاهرياً لكنها أضمرت في نفسها أمراً حسبته بوحي من هذا الشك، خاصة ان زوجها كان غائباً لأكثر من ثلاثة أيام في بيروت وعاد اليوم.
ركبت "س..." السيارة وغادرت لتوصيل شقيقتها، وبالفعل أوصلتها بسرعة ولم تبق كعادتها تنتظرها. عادت أدراجها مسرعة فوصلت بداية إلى بيت أهلها تتفقد والدتها ليقول لها والدها مستغرباً أنها ذهبت عندها!! ودون أن تعلق قفلت عائدة إلى منزلها ودخلت مباشرة إلى غرفة نومها لتصعق من مشهد زوجها وهو يمارس الجنس مع والدتها في مشهد أذهب بعقلها لتقع أرضاً مغشياً عليها.. وكانت الصدمة الأكبر للأب الذي هاله خروج إبنته بهذه السرعة والأرباك الذي بدى عليها، ليتبعها، فكان هذا لحسن حظ الابنة المخدوعة، إذ تلقاها وأنطلق بها فوراً إلى المستشفى.
بعد ايام على وجودها في السمتشفى لم تفلح معها أساليب العلاج العادية، بحيث اشار الطبيب إلى حاجتها لعلاج بالكهرباء نتيجة الصدمة النفسية التي أفقدتها توازنها الذهني وتحول إلى حالة من الجنون.
الأم و"صهرها" فرّا إلى جهة مجهولة علم فيما بعد أنهما أستأجرا شقة في بيروت وعاشا معاً..
الضحية الثانية لهذا كانت البنت الثانية لهذه الأم الشيطان والتي ما زالت تعاني من حالة نفسية صعبة نتيجة ما حصل من والدتها ومن نظرة الناس اليها.
"س..." بعد خروجها من المصح كانت تعاني من نوبات عصبية، فتثور على كل ما حولها، لدرجة أنها كانت تشكل خطراً عليهم في تلك الحالة. وفي لحظة ضاقت الدنيا بها فأقدمت على الانتحار بأن احرقت نفسها لتضع حداً لحياتها.
اما الأم و "الصهر" ضاقت بهما الأحوال ولم يعدا يملكا مالاً.. وقد نبذها اهلخا وطلقها زوجها، فلم يعد من مداخيل يعيلان نفسهما، فصار" صهرها" يحضر لها الزبائن لممارسة الدعارة ليعتاشا منها.
كانت الأم تحدث ألإبنة عن هذا الشاب مادحة مزاياه مثنيةعلى حضوره وشبابه، لتنصح الإبنة بأن لا تدعه يفلت من يدها، لأنها لن تجد أحسن منه عريساً لها!..
في هذا هي محقة تماماً.. من أكثر منها خبرة ومعرفة بهذا الشاب. وكلامها عنه مبعثه تجربتها العميقة بعلاقتها معه وقد عاشت لفترة طويلة بين أحضانه. وعلى يديه كانت تروي شبقها وشهوتها وتعيش امتع اللحظات الحميمة ممددة في فراشه تسرح يداه فوق جسدها مثيراً أنوثتها، ملهباً شهوتها. بجسده المستلقي فوق جسدها يشبع نهمها للجنس الذي لا يعرف حدوداً.
بعد خطوبة الشاب من البنت، لم تترك لهما وقتاً يمضياه معاً دون أن تكون الجليس الثالث.. أو الشيطان المساكن أبداً لخلوة كل رجل وإمرأة بعيداً عن الأعين.
"س..." في البداية لم تُعر هذه التصرفات أي إنتباه، لأنه لم يتبادر إلى ذهنها أن الوالدة حين تقول لها قبّـليه هنا وهنا (وتدلها بالبرهان العملي بحيث كانت الام فعلا تقبله) كانت هي من يريد ذلك. فكانت البنت تضحك كيف أن الوالدة تعلم إبنتها "أن قبليه هنا في رقبته.. وأجلسي هكذا في حضنه.. ومدي يدك هكذا إلى صدره من تحت القميص".
وكأن هذه الوالدة المسكونة بالشيطان لم يكن يكفها جلوسها وإياه لساعات يتبدلان العشق ويمارسان ما يشتهيان من الوان الحب وفنون العشق. وأحياناً كانت بأفعالها هذه متهيئة وتهيء نفسها، للحظة التالية حين تذهب البنت إلى الجامعة ليخلو لهما الجو ليكملا ما بدآه بحضور الأبنة ـ الخطيبة.
وتخرجت البنت من الجامعة وكذلك الشاب وتم الزواج والإنتقال إلى بيت الزوجية.
كانت خشية الأم كبيرة أن يتحول هذا الشاب عنها كون إبنتها تتمتع بالحيوية والشباب والنضارة أكثر منها، فكانت توصي إبنتها أن تعامله بخشونة ولا تتهاون معه وأن تحيل لحظات الفرح إلى تعاسة. كل ذلك كان له هدفاً واحداً عندها وهو أن تبقى على هذا الشاب معلقاً بها من خلال الاغراءات المادية الواسعة ونفوذها المستمد من عائلتها ذات السعة المادية.
"كانت والدتي تطلب مني دائمأً أن أتعامل معه بخشونة وقسوة وأن أبين له دائماً أن هناك فرقاً بين عائلته الفقيرة وعائلتي وعائلة أمي الغنية. وكذلك أن لا اسمح له بالنوم معي ساعة يريد. وكانت تشجعني على ذلك بقولها أن كثرة المعاشرة الجنسية تذهب بنضارة الوجه.. وثانياً "عليه أن يعرف ان الأمر بيدك أنت وليس كلما أراد هو".
كل هذه التوصيات والنصائح كانت الأم تتلوها على مسامع إبنتها لغاية جلية واضحة في نفسها... وهي أن تزيد من نفوره من إبنتها نفسياً.. والإبقاء على طاقته الجنسية لتتمتع هي بها ساعة اللقاء به.
وتماماً كانت توجه ذات النصائح إلى صهرها بأن لا يأبه لهذه المعاملة. ولا داعي للتذمر او الغضب، فكل ما يريده ويشتهيه، هي على استعداد لتأمينه له وبالطريقة التي يرغب ويريد.
أمور كثيرة كانت تتذرع بها الوالدة كي تصحب صهرها معها الى التسوق او قضاء بعض الامور في المدينة كما تدعي، على أساس أن "زوجها مشغول ولا يجوز أن تذهب وحدها وأن لا أولاد ذكوراً عندها وصهرها هو بمثابة إبنها".
تستحضر "س..." يوم كانت تجهز نفسها للزواج وكيف كانت والدتها تتدخل في كل ما له علاقة بالعريس وثيابه وأشيائه لتختار هي ما يناسبه، حتى ثيابه الداخلية.
ولطالما "كانت تشتري لنفسها مثل الذي اختاره لنفسي وتؤكد أن يكون متوافقاً مع ذوقه بذريعة أن ذوقه جميل وبالتالي مبادلة الحسنى بالحسنى لأنها هي من كان يختار له ثيابه. وأكثر ما يحضرني ان مشترياته تصر على أن يلبسها في البوتيك لترى مقاسها، فكانت تتأمل الطول والعرض وتمد يدها ما بين الساقين لترى إذا كان البنطال مريحاً أم محشوراً، فتلامس يدها موضع رجولته.. وتكرر هذا أكثر من مرة"..
تلتقط أنفاسها وتتناول حبة من قربها على المنضدة.. وتتابع إستعادة ذاك الماضي القاسي وأساليب الغدر التي كانت تمارسها الوالدة "كانت تزورني في بيتي القريب منها وتسألني أن أريها ما أشتراه لي زوجي من هدية خاصة كثياب النوم الداخلية مثلاً، ثم تحاول إرتداءها وتفعل ذلك بحضوره على أساس أنها حماته ولا عيب أو حرام.. هكذا تفسر الأمور كما يحلو لها. أكتشفت فيما بعد أنها هي يوحي اليه فكرة الهدية ونوعها.. ثم علمت انها كانت ترتديها أثناء غيابي عن البيت حين تلتقي به وعلى سريري"..
"كنت الحظ على زوجي التأثر، فيحاول ستر نفسه بأي شيء امامه بحركة غير مبررة. وهي كانت تردد بعض الكلمات عن طريق المزاح ـ هكذا كنت أتصور لأكتشف فيما بعد أنه الغيرة والأنانية ـ فتقول له "من منّا جسدها أجمل أنا أم زوجتك" ؟!.. كنت أستحي أن أسمع هذا الكلام من والدتي فأمسك بيد زوجي ونخرج من الغرفة".
الوالد كان بعيداً عن هذه الأجواء، إنه يعاني تراجعاً في عمله ورأسماله ينفد. هذا الوضع المتدهور مادياً أتاح للزوجة ان تتمادى أكثر في التعالي على زوجها لأنها تنتمي إلى عائلة ميسورة المادة وتحصل على ما تريد من اهلها. هذا الأمر زاد في الهوة بينهما خاصة حين تؤنبه وتعيّره بهذا. كان يجافيها لموقفها هذا، وهي كانت تتقصد الأمر معه لتبعده عنها لأنها كانت عاشقة مولهة لزوج إبنتها.
تحركت "س..." في جلوسها عند حافة السرير في المستشفى الذي كانت تعالج فيه من الصدمة التي أوصلتها إلى هنا غائبة عن الوعي منهارة الأعصاب "أستعيد الآن كل تلك المشاهد التي كانت تحصل امامي بينهما وفي ظني أنها كانت مجرد تصرفات عادية بين حَمى وصهرها من باب التودد البريء.. فقد كانت تجلس على ركبتيه وتلف يدها حول رقبته وهي تردد على مسامعي هكذا تجلس الخطيبة فوق ركبتي خطيبها".. وتمد يدها عبر قميصه إلى صدره وهي تردد ذات النصائح لي... وحين تقوم من مكانها تتظاهر بالعجز، فتضع يدها لتسند نفسها للقيام في مكان محدد تصادفه بين ساقي زوجي وعلى موضع رجولته.. وحين كنا مخطوبين، لم تكن لتدعنا ساعة واحدة منفردين دون أن تكون معنا تشاركنا أحاديثنا"..
وكأنها تتذكر شيئاً من الماضي تتمتم بإسم معين، استوضح منها الإسم ومن هي صاحبة هذا الإسم، تجيبني أنها صديقتها وجارتها التي اخبرتها يوما بانها شاهدت أمراً غريباً من نافذة المطبخ بين والدتها وخطيبها.. أنه كان يضمها إليه ويقبلها ثم يغيبا عن أنظارها برهة لتلمحه يسوي ثيابه وكأنه يرتديها في الوقت الذي تظهر فيه الوالدة منحنية وكأنها ترتدي سروالها.. يومها لم أصدق وأنكرت هذا الأمر ونهرت صديقتي لما تقوله، لكن لا أنكر ان شيئاً من الشك تسرب إلى نفسي دون أن اعلق عليه لأن دورة المياه في منزلنا مدخلها من المطبخ ففسرت الأمر على انه ربما خارج من دورة المياه".
تدخل الممرضة باسمة تردد كلمات تهنئة: مبروك (مبارك) غداً ستخرجين من المستشفى.. لقد وقّع الطبيب الأوراق.. تستأذن مني لأنها تريد أن تحقنها أبرة في فخذها.. أغادر الغرفة وأنا أستعيد هذا الشريط الرهيب من حياة هذه الفتاة التي قُضيَ على حياتها وهي في ربيعها الرابع بعد العشرين.. وعلى يد من؟!.. على يد والدتها التي باعت نفسها وعقلها وروحها إلى الشيطان وتملكت بها الأنانية والغيرة بأن تدمر حياة إبنتها، بل أسرتها جميعاً.
لطالما كانت الأم عنواناً لحصانة البيت الادبية وسمعته الأخلاقية وتحمي بظلها اولادها وتضيء لهم الطريق نحو الخير وترشدهم إلى النور كي لا يقعوا في حبائل الفساد ودروب الشيطان والانحطاط الأخلاقي.
لقد أودع الله في المرأة سر الوجود وطريق الحياة وجعل من أحشائها موطناً للتكاثر وإعمار هذا الكون، فكانت الأمومة من أكبر عناوينها في الحياة. لكن هذه الأمومة إذا لم تكن محصنة بنور المعرفة ومهيئة بزاد العلم، لا يمكن أن تقوم بدورها كما هو مرجو منها. كذلك العلم وحده دون حصانة اخلاقية مستمدة من الوجدان العقيدي، يبقى ناقصاً لأن الغريزة لا يكبح جماحها سوى الحصانة الاخلاقية المستمدة من الوعي ومعرفة الذاتوان الانسان قيمة إلهية بذاته.
أشارت لي الممرضة أنه يمكنني الدخول فتبسمت "س..." معتذرة وسألتها إذا كانت ترغب بالحديث ام أعود في وقت آخر، رفضت وأشارت لي بالجلوس وهي تردد: "هذا ما أوصلتني إليه أمي" قالتها بتنهيدة عميقة وحزن يملأ القلب.. "لا أصدق أنني إبنتها... وربما هي مجنونة"..
وتابعت "كثرت الهواجس في نفسي حين دخلت يوماً إلى غرفتي، وكنت آتية من زيارة إلى خالتي، فوجدت أحد سراويلي الداخلية التي كان أهداني إياه زوجي مؤخراً، على الأرض قرب حافة السرير، أستغربت الأمر لأنني كنت متأكدة من وضعه في درج خزانتي.. وحين أستوضحت الأمر منهما وكانا يجلسان في غرفة الضيوف، بادرت والدتي بإرتباك.. "ربما، حبيبتي، وقع من يدك (تنظر إليه) أمس حين كنت تريني إياه".. الآن أعرف ما الذي حصل، وأعرف أنها كانت ترتدي ثيابي الداخلية التي كانت توعز لزوجي بتقديمها لي كهدايا، لترتديها هي حين يلتقيان ببعضهما لأنني وجدت عليه بعض الآثار.. فهمت كل هذا بعد تلك الليلة وأعدت قراءة كل تصرفاتها التي كانت تدل على غيرتها وأنانيتها:.
حينها قررت "س....." مراقبة تصرفات زوجها وأمها لأن الشك تسرب إلى نفسها وراحت تراجع كل الماضي وحكاية صديقتها وكيف رأتهما في المطبخ.. إلى حين طلبت منها والدتها أن ترافق شقيقتها إلى صالون الحلاقة في القرية القريبة من قريتهم، وكانت تطلب منها مرات عدة لكن شكها هذه المرة جعلها توافق ظاهرياً لكنها أضمرت في نفسها أمراً حسبته بوحي من هذا الشك، خاصة ان زوجها كان غائباً لأكثر من ثلاثة أيام في بيروت وعاد اليوم.
ركبت "س..." السيارة وغادرت لتوصيل شقيقتها، وبالفعل أوصلتها بسرعة ولم تبق كعادتها تنتظرها. عادت أدراجها مسرعة فوصلت بداية إلى بيت أهلها تتفقد والدتها ليقول لها والدها مستغرباً أنها ذهبت عندها!! ودون أن تعلق قفلت عائدة إلى منزلها ودخلت مباشرة إلى غرفة نومها لتصعق من مشهد زوجها وهو يمارس الجنس مع والدتها في مشهد أذهب بعقلها لتقع أرضاً مغشياً عليها.. وكانت الصدمة الأكبر للأب الذي هاله خروج إبنته بهذه السرعة والأرباك الذي بدى عليها، ليتبعها، فكان هذا لحسن حظ الابنة المخدوعة، إذ تلقاها وأنطلق بها فوراً إلى المستشفى.
بعد ايام على وجودها في السمتشفى لم تفلح معها أساليب العلاج العادية، بحيث اشار الطبيب إلى حاجتها لعلاج بالكهرباء نتيجة الصدمة النفسية التي أفقدتها توازنها الذهني وتحول إلى حالة من الجنون.
الأم و"صهرها" فرّا إلى جهة مجهولة علم فيما بعد أنهما أستأجرا شقة في بيروت وعاشا معاً..
الضحية الثانية لهذا كانت البنت الثانية لهذه الأم الشيطان والتي ما زالت تعاني من حالة نفسية صعبة نتيجة ما حصل من والدتها ومن نظرة الناس اليها.
"س..." بعد خروجها من المصح كانت تعاني من نوبات عصبية، فتثور على كل ما حولها، لدرجة أنها كانت تشكل خطراً عليهم في تلك الحالة. وفي لحظة ضاقت الدنيا بها فأقدمت على الانتحار بأن احرقت نفسها لتضع حداً لحياتها.
اما الأم و "الصهر" ضاقت بهما الأحوال ولم يعدا يملكا مالاً.. وقد نبذها اهلخا وطلقها زوجها، فلم يعد من مداخيل يعيلان نفسهما، فصار" صهرها" يحضر لها الزبائن لممارسة الدعارة ليعتاشا منها.
تعليق