تويت
الزهار:الحوار غير مقدس ولا نستجديه..ولن نأسف عما حدث في غزة
أكد القيادي البارز حماس, ووزير الخارجية الفلسطيني الأسبق د. محمود الزهار على أنه لم يكن هناك خيارا أمام حركته لحسم الأمور عسكريا مع ما وصفه بالتيار الخياني في السلطة الفلسطينية, مشيرا إلى أن حالة من الأمن والهدوء تسود أجواء قطاع غزة رغم حالة الحصار المشدد المفروض على السكان من قبل السلطات الإسرائيلية.
وقال النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي في مقابلة خاصة مع الجزيرة توك إن حماس لم تكن تتوقع هذه الهجمة الدولية عليها بعد ما قامت بحسم الأمور عسكريا في قطاع غزة. ونفى الزهار أن تكون حماس مستعدة للاعتذار عن حسمها العسكري وعودة الأمور إلى ما قبل 14 يونية, مشددا على أن الحركة لا تستجدي الحوار ولا تلهث وراءه كما يخيل لحركة فتح, على حد قوله ..واليكم نص الحوار..
-هل حماس راضية عما فعلته في قطاع غزة, بعد تشديد الحصار والخناق عليها في الوقت الحالي, وفي ظل الظروف والمعطيات الحالية ؟
القضية ليست رضى أو عدم رضى, حماس كانت مضطرة لهذا الأمر, عندما وصل ذلك إلى حد القتل بالعشرات, في أيام بسيطة على سبيل المثال, من أول يونيو حتى 12 الشهر كان عدد القتلى 83, وعندما وصل الفلتان الأمني إلى أقصى درجة, وتخريب المؤسسات, إطلاق النار على الوزراء ومجلس الوزراء والبيوت الآمنة, لم يكن هناك خيار سوى التخلص من هذا الهم, لضمان أمن وسلامة الناس, كانت اضطرار وليست قضية اختيار.
-هل كنتم تتوقعون أن يكون التشديد والحصار على الحركة بهذه الصورة الحالية ؟
هذا الأمر, لا يحتاج إلى توقع, نحن عايشناه عمليا, بمجرد أن خرجت نتائج الانتخابات التشريعية في يناير2006 حصل الحصار ولكن شدة الحصار تزداد أو ينقص, وهذه ليست سياسة جديدة, لكن هذه المرة كان الحصار بشكل قوي, أكثر من المرات السابقة بشكل لم نتوقعه.
-بعد ضجر الجمهور الفلسطيني جراء الضائقة المالية والحصار الاقتصادي الخانق المفروض عليه, يمكن له أن يقوم بعصيان مدني ضد حركة حماس وحكومة إسماعيل هنية ؟
هذا سيجيب عليه الشارع الفلسطيني, الذي كان لا يشعر بالأمن, هل لديه استعداد العودة مرة أخرى إلى حالة الفلتان والفوضى التي كان يقتل فيها الإنسان على شبه, ومنذ متى أغلقت المعابر في وجه العمال, صحيح أن درجة الحصار تزداد, ولكنها ليست جديدة, وأيضا لم تأتي بها حماس أو ما قامت به في عملية الحسم الأخيرة وإذا كان هناك من يراهن على حالة التمرد الشعبي والعصيان المدني دع الوقت يجيب عن هذا السؤال.
-هل لديكم هواجس في هذا الخصوص؟
نحن لا يحركنا الهاجس و إنما المسؤولية, إذا هناك طبقة تحتاج إلى مساعدة يجب أن تعطى, نحن تجاوزنا مشكلة طلاب الثانوية العامة بينما لم تحل حتى هذه اللحظة في مدينة رام الله, والعمال أيضا منحناهم 100 دولار لكل فرد, وقدمنا مساعدنا لأصحاب البيوت المدمرة في الأحداث الأخيرة, وندير مؤسسة شرطية جديدة, وجهاز قضائي جديد وسلطة كهرباء جديدة, سلطة أراضي, ويتم التحقيق في مظاهر الفساد التي كانت سائدة, وبالتالي الذي يحركنا برنامج إصلاح وليس ما يطلبه الشعب.
-برأيك هل هذا كافي ويلبي طموحات الشارع الفلسطيني ؟
في المرحلة الحالية, الأمر يسير في طريقة مقبولة, بالتأكيد هذا ليس طموحنا, كنا نتأمل أن تفتح المعابر والتعامل مع العالم العربي والإسلامي والغربي بصورة اكبر مما هي عليه الآن, ولكن هذا الذي قرره العالم ضدنا, ونحن لسنا مذنبين, لأننا جئنا بانتخابات ولم نأتي على ظهر دبابة وبقرار من الشارع الفلسطيني, وليس بانقلاب خططت له أمريكا.
-رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قال إن الحركة مستعدة للاعتذار ؟
هناك فرق بين الاعتذار عن بعض التجاوزات, وبين الاعتذار عن صناعة سياسية, لا أحد يفهم أننا نعتذر على دخول الانتخابات وفوزنا فيها, وإدارة الحكومة العاشرة, ولا تشكيل حكومة الوحدة الوطنية, ولا اتفاق مكة, ولا معركة الحسم, من يعتذر عن هذه !!! ولكن إن كان هناك شخص في الشرطة أو التنفيذية أساء أو تجاوز حدود عمله بشكل فردي, نعتذر عنه.
-هناك اتهامات موجهة للحركة حول أن ما قامت به هو طموحات بعض الأقطاب المتنفذة داخل الحركة, وكان توجيه الاتهام بشكل مباشر تجاهك ؟
دعنا نقبل بهذا الادعاء, من خرج للإعلام وقال أنا ضد هذا التوجه, من حماس سواء الداخل أو الخارج.
-الأمر يتعلق بما تحدث به أبو مازن حول شريط النفق وقال حينها انه تسلمه من قيادات في حماس, معناه إن هناك من لم يكن راضيا عما قمتم به ؟
أولا هذه كذبة رخيصة, أولا لأن النفق باتجاه الشرق وأبو مازن لا يتجه لتلك الحدود, أما نقول أن حماس تريد أن تغتاله, هل نفذت وسائل حماس, ولا يوجد سوى نفق لاغتياله, لا توجد وسائل أخرى, أبو مازن يتذكر أن فتح نفسها أطلقت عليه النار في بيت عزاء أبو عمار, يمكن رصاصة واحدة ترديه في غزة.
-ألا تلمسون تغيرا في موقف حركة فتح بالنسبة للحوار مع حركة حماس ؟
لا توجد لديهم نية في هذا الموضوع, لأنهم لا يريدوا أن يفقدوا الدعم الأمريكي, والتقارب الصهيوني معهم, والكيان يقول أن أي حكومة وحدة مع حماس يعني قطع المساعدات عنهم, بالتالي هم اختاروا أمريكا وإسرائيل على الشعب الفلسطيني والعالم العربي, وعلاقاتهم الآن ساءت مع بعض الأقطار الدول العربية, (السعودية ومصر وسوريا وقطر).بعض هؤلاء المأجورين عندهم يتحدثون الآن بهستيرية أمام العالم, عندما يخرج ياسر عبد ربه ويشتم البي بي سي ومذيعيها, بهذه الطريقة, هذا يعني إنهم طالما معهم أمريكا وإسرائيل فليسوا بحاجة لأحد سواهما.
-التعنت بالحوار تجدونه في شخص أبو مازن ام بالمحيطين حوله ؟
الحوار ليس عندنا قضية مقدسة ولا نستجديه. إذا ما أردوا الحوار فأهلا بهم , وان لم يشاءوا فهذا أمر يعنيهم وحدهم.
-هناك مبادرات للتوسط بين حماس وفتح , هل تلائم تطلعات حماس وما قامت به؟
هي تحرج وتكشف عورة سياسة أبو مازن , لأنه كل العالم يدعو للحوار ما عدا أمريكا وإسرائيل ,معنى ذلك أنهم يتمحورا في هذا المعسكر العدواني على الشعب العربي والإسلامي ,في المنطقة المحيطة, فخيار أبو مازن هو خيار إسرائيلي أمريكي بحت.
-الشارع الفلسطيني ينتظر حوار جدي بين حماس وفتح لإنهاء الحصار وعودة الأمور الى طبيعتها؟
أنا أتساءل أين هي فتح التي تتحدث عنها , فتح لم تكن في يوم من الأيام تنظيم قوي متماسك له قيادة واحدة , وهي الآن مجموعات, ومن كان يظن أن فتح محمد دحلان أو ياسر عبد ربه , فهو بلا شك مخطيء, زمرة دحلان ذهبت ولم نسمع عن فتح شيء, يحاولون الآن الاستقواء بالجسم الميت , منظمة التحرير..
-تعليقك على جملة مراسيم أبو مازن الأخيرة ؟
على ما يبدو أن أبو مازن سيدخل قائمة غينيس لأكثر رئيس في العالم يتخذ قرارات ومراسيم ,ليس لها رأس أو رجلين , او طعم ولا لون ولا رائحة حتى.
-حتى قرار المنظمة والتمثيل النسبي واستثناء حماس؟.
ضحك..... , حماس لا أحد يستطيع أن يستثنيها لا أبو مازن ولا غيره , ولا فتح, هي محاولات للتنفيس عن الحالة النفسية الداخلية, أما على أرض الواقع ليس لها قيمة.
-لا يمضى يوم الا ونسمع أن حماس أرسلت وثيقة الى دول ما , ما الداعي لذلك؟
أرسلنا حقيبة وثائق إلى كل الناس , الذين تعينهم مجريات التحقيق لما حدث في القطاع, الجمهور يجب أن يدرك ما حدث في غزة. أنت أمام ماكينة أمريكية إسرائيلية ومجموعة من المرتزقة , تسوق لهذه الأكاذيب, لذا يجب إن تضعهم أمام الحقائق , في اليوم الفلاني حدث كذا وكذا وقتل فلان وفلان ... أرسلت لكل العالم , ولكل رؤساء الدول العربية , والجامعة العربية ,منظمة المؤتمر الإسلامي, وكل إنسان يريد ان يعرف الحقيقة .
-المراقبين يصفون الوثائق التي تخرجها حماس الى العلن لا قيمة لها, يمكن ان تدفع حماس الى ما قامت به ؟
يعني من يسرق 3.7 دولار, هذه بسيطة , ثم نحن كنا نتكلم عن فساد الأجهزة الأمنية التي يريد أبو مازن إعادتها إلى قطاع غزة (أمن الرئاسة والوقائي), فأخرجنا له وثائق تدين هذه الأجهزة وما كانت تقوم به في حق الشعب الفلسطيني من فساد ورشوة ومحسوبية , وسرقات ,ولم نتحدث عن كل الفساد في السلطة , أو المنظمة ,او سرقات الوزراء السابقين.والآن لم يعد ليتكلم عن ضرورة إعادة هذه الأجهزة إلى القطاع.
-الوثائق التي ترسلونها الى دول بعينها, هل أثرت على قناعاتها وقراراتها تجاه السلطة من جانب وحركة حماس من جانب أخر؟
نحن لم نعطها للدول, نحن أعطيناها للجمهور ليدرك حجم الفساد ,ونحن لا نرسل هذه الوثائق للمس بامن هذه الدول أو تغيير قناعات الناس, نحن أثبتنا أن جهاز المخابرات ,حول القضية الفلسطينية الى سوق معلومات تعود على الجهاز وأشخاص الجهاز بالنفع, حيث كان يجمع معلومات عن مفاعلات نووية لدولة ما , لصالح أمريكا , نتساءل هنا ما مصلحة الشعب الفلسطيني من هذا الأمر,يجمعون المعلومات لإسرائيل وامريكيا ومن يدفع أكثر.
-هل يمكن ان تشهد الأيام القادمة ان تقوم حماس بإظهار المزيد من الوثائق؟
هذا أمر متوقع .
-حماس كثيرا ما تردد ان هناك انفراج في العلاقات الأوروبية مع حركة حماس هل هذا يتعارض مع هجومك على بعض الدول الأوروبية والأجنبية مثل, كندا ؟
أصلا, كندا لا تمثل العالم الغربي كله , وهي تابع لأمريكا ولم يكن لها دور مؤثر في التاريخ ولا حتى في المستقبل , فعندما تأتي دولة بهذا الحجم وتنحاز بهذه الطريقة , فهذا امر مرفوض. أما الدول التي تريد أن تفهم ما يحدث على الأرض , نحن نشجعها , ولا نقدم لها معلومات خاطئة وإنما نقدم برنامجنا وسياساتنا المعلنة والمكتوبة, وسط هذه الموجة العارمة من الإعلام الأمريكي والصهيوني الكاذب, وهذا فرق بين هذه الدول ,ودول تريد أن تأخذ مواقفا على حساب القضية الفلسطينية دون أن تفهم حقائق الأمور
-من هي هذه الدول؟
هناك دول أوروبية ومحورية أساسية , نحن نحافظ عن هذه العلاقة, وهناك تحركات أوروبية على الساحة نصفها بالايجابية , كموقف ايطاليا و لجنة الخارجية بالبرلمان البريطاني , رغم أن بريطانيا حليفة أمريكيا, فهذا لا يأتي من فراغ وإنما من وعي ودراسة , والدول الاسكندنافية .
-موقفكم من استمرار اغلاق المعابر؟
ما معنى هذه الخيانة , إذا لم يكن تحويل المعبر من رفح إلى معبر العوجا ,ماهو مفهوم الخيانة لغير ذلك, عندما يكون معبر مصري فلسطيني ,لتيم تحويله إلى معبر مصري فلسطيني إسرائيلي, وكأنك تحشر إسرائيل في هذا الموضوع, كي تعتقل من تريد ان تعتقل, وتحصل على معلومات وتستفيد ماليا منه .
-اذا ما استمر الحال عليه ؟
هناك حراكا في الشارع نحاول ضبطه , نخشى ان تنفلت الأمور كما حدث بعد انسحاب إسرائيل , إذا لم يتم تفريغه في اتجاه سليم , يمكن ان ينفجر. لذلك نحن نحاول تنظيم الفعاليات والمناسبات للجمهور , كي لا تتم انفلات مشاعر الغضب تجاه موقف معين او مكان معين .
-هذا ما اعتبرته فصائل منظمة التحرير تكميما للأفواه , ومصادرة حرية الرأي؟.
أولا , هذه الفصائل لا تمثل شريحة كبيرة من الشارع, وليس هناك الكثير, أفواه لنكممها , ونحن لا نريد إتباع سياسة الحكومات السابقة. فعلى سبيل المثال ,تأتي إحدى المنظمات الى رفح وتقوم بافتعال أمر ما يمكن أن يفجر الموقف . ولذلك السلطة السابقة رفضت انطلاقة حركة حماس في ملعب اليرموك. ونحن نريد أن نفرق بين الحرية , والحرية المطلقة المبنية على الكذب والتضليل والتلفيق كتلفزيون فلسطين , لا يمكن أن نسمح لهذا الأمر في غزة, وإنما إن أراد نقل الحقيقة فأهلا به وليعود الى غزة.
-شهدت الفترة الأخيرة تقاربا حقيقيا بين حماس والجهاد ؟
هناك لقاءات متواصلة مع قيادة الجهاد في سوريا وعقدنا اجتماعا هناك بحضور قيادة الحركتين , واتفقنا على تعزيز المواقف, والرؤى, ما أعاق هذه اللقاءات , الأحداث الأخيرة في غزة. وبالتالي ليس جديدا , او ردا على أحد .
-ما السبب لذلك في الوقت الحالي, هل حماس بحاجة الى سند فلسطيني داخلي؟
نحن برنامج إسلامي ومقاومة, وبرنامجنا مفتوح لكافة التنظيمات الإسلامية , بغض النظر عن موقف فتح , نحن الآن نتحدث مع كل أصحاب المشاريع الإسلامية والمقاومة, وتكون منسجمة معا, وكل من يرى بنفسه , تساوقا مع هذا الأمر فالباب مفتوح له على مصراعيه .
-الدير شبيغل الالمانية نقلت تصريحا على لسانك , قلت فيها انه يمكن لنا إقامة إمارة إسلامية في غزة لاحقا, هل لا زلتم على موقفكم ؟
لسنا في حاجة لإمارة إسلامية, نحن نعيش في واقع إسلامي ,والمجلة لم تنقل الصورة واضحة ,وحرفت الأقوال, ونحن نعيش الإسلام منذ قرون , وليس هذا انقلاب على العلمانية لنقيم الإسلام, وحتى المسيحيين.
-هناك بعض المظاهر على الشارع الفلسطيني, كتسيير القوة التنفيذية على شواطيء غزة ,وشوارعها لضبط الظروف ومعاقبة المخالفين تشبيها بجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية ,هذه بوادر الإمارة كما يقول البعض؟
بالعكس , هذا الأمر موجود في كثير من الدول الأوروبية , هل مسموح أن يكون أحد يعاكس فتاة في أمريكا. والآن الأمور مهيأة للناس كي يهنأوا بأوقاتهم , لكننا نحميهم من اللصوص والمخالفين.
-أخيرا, في حال إقامة انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة ؟
لماذا تقام الانتخابات من جديد ولم تنتهي المدة الدستورية لنا ,لأن أمريكا تريد استجلاب أناس,وتحضر نتائج انتخابات مزورة .
وقال النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي في مقابلة خاصة مع الجزيرة توك إن حماس لم تكن تتوقع هذه الهجمة الدولية عليها بعد ما قامت بحسم الأمور عسكريا في قطاع غزة. ونفى الزهار أن تكون حماس مستعدة للاعتذار عن حسمها العسكري وعودة الأمور إلى ما قبل 14 يونية, مشددا على أن الحركة لا تستجدي الحوار ولا تلهث وراءه كما يخيل لحركة فتح, على حد قوله ..واليكم نص الحوار..
-هل حماس راضية عما فعلته في قطاع غزة, بعد تشديد الحصار والخناق عليها في الوقت الحالي, وفي ظل الظروف والمعطيات الحالية ؟
القضية ليست رضى أو عدم رضى, حماس كانت مضطرة لهذا الأمر, عندما وصل ذلك إلى حد القتل بالعشرات, في أيام بسيطة على سبيل المثال, من أول يونيو حتى 12 الشهر كان عدد القتلى 83, وعندما وصل الفلتان الأمني إلى أقصى درجة, وتخريب المؤسسات, إطلاق النار على الوزراء ومجلس الوزراء والبيوت الآمنة, لم يكن هناك خيار سوى التخلص من هذا الهم, لضمان أمن وسلامة الناس, كانت اضطرار وليست قضية اختيار.
-هل كنتم تتوقعون أن يكون التشديد والحصار على الحركة بهذه الصورة الحالية ؟
هذا الأمر, لا يحتاج إلى توقع, نحن عايشناه عمليا, بمجرد أن خرجت نتائج الانتخابات التشريعية في يناير2006 حصل الحصار ولكن شدة الحصار تزداد أو ينقص, وهذه ليست سياسة جديدة, لكن هذه المرة كان الحصار بشكل قوي, أكثر من المرات السابقة بشكل لم نتوقعه.
-بعد ضجر الجمهور الفلسطيني جراء الضائقة المالية والحصار الاقتصادي الخانق المفروض عليه, يمكن له أن يقوم بعصيان مدني ضد حركة حماس وحكومة إسماعيل هنية ؟
هذا سيجيب عليه الشارع الفلسطيني, الذي كان لا يشعر بالأمن, هل لديه استعداد العودة مرة أخرى إلى حالة الفلتان والفوضى التي كان يقتل فيها الإنسان على شبه, ومنذ متى أغلقت المعابر في وجه العمال, صحيح أن درجة الحصار تزداد, ولكنها ليست جديدة, وأيضا لم تأتي بها حماس أو ما قامت به في عملية الحسم الأخيرة وإذا كان هناك من يراهن على حالة التمرد الشعبي والعصيان المدني دع الوقت يجيب عن هذا السؤال.
-هل لديكم هواجس في هذا الخصوص؟
نحن لا يحركنا الهاجس و إنما المسؤولية, إذا هناك طبقة تحتاج إلى مساعدة يجب أن تعطى, نحن تجاوزنا مشكلة طلاب الثانوية العامة بينما لم تحل حتى هذه اللحظة في مدينة رام الله, والعمال أيضا منحناهم 100 دولار لكل فرد, وقدمنا مساعدنا لأصحاب البيوت المدمرة في الأحداث الأخيرة, وندير مؤسسة شرطية جديدة, وجهاز قضائي جديد وسلطة كهرباء جديدة, سلطة أراضي, ويتم التحقيق في مظاهر الفساد التي كانت سائدة, وبالتالي الذي يحركنا برنامج إصلاح وليس ما يطلبه الشعب.
-برأيك هل هذا كافي ويلبي طموحات الشارع الفلسطيني ؟
في المرحلة الحالية, الأمر يسير في طريقة مقبولة, بالتأكيد هذا ليس طموحنا, كنا نتأمل أن تفتح المعابر والتعامل مع العالم العربي والإسلامي والغربي بصورة اكبر مما هي عليه الآن, ولكن هذا الذي قرره العالم ضدنا, ونحن لسنا مذنبين, لأننا جئنا بانتخابات ولم نأتي على ظهر دبابة وبقرار من الشارع الفلسطيني, وليس بانقلاب خططت له أمريكا.
-رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل قال إن الحركة مستعدة للاعتذار ؟
هناك فرق بين الاعتذار عن بعض التجاوزات, وبين الاعتذار عن صناعة سياسية, لا أحد يفهم أننا نعتذر على دخول الانتخابات وفوزنا فيها, وإدارة الحكومة العاشرة, ولا تشكيل حكومة الوحدة الوطنية, ولا اتفاق مكة, ولا معركة الحسم, من يعتذر عن هذه !!! ولكن إن كان هناك شخص في الشرطة أو التنفيذية أساء أو تجاوز حدود عمله بشكل فردي, نعتذر عنه.
-هناك اتهامات موجهة للحركة حول أن ما قامت به هو طموحات بعض الأقطاب المتنفذة داخل الحركة, وكان توجيه الاتهام بشكل مباشر تجاهك ؟
دعنا نقبل بهذا الادعاء, من خرج للإعلام وقال أنا ضد هذا التوجه, من حماس سواء الداخل أو الخارج.
-الأمر يتعلق بما تحدث به أبو مازن حول شريط النفق وقال حينها انه تسلمه من قيادات في حماس, معناه إن هناك من لم يكن راضيا عما قمتم به ؟
أولا هذه كذبة رخيصة, أولا لأن النفق باتجاه الشرق وأبو مازن لا يتجه لتلك الحدود, أما نقول أن حماس تريد أن تغتاله, هل نفذت وسائل حماس, ولا يوجد سوى نفق لاغتياله, لا توجد وسائل أخرى, أبو مازن يتذكر أن فتح نفسها أطلقت عليه النار في بيت عزاء أبو عمار, يمكن رصاصة واحدة ترديه في غزة.
-ألا تلمسون تغيرا في موقف حركة فتح بالنسبة للحوار مع حركة حماس ؟
لا توجد لديهم نية في هذا الموضوع, لأنهم لا يريدوا أن يفقدوا الدعم الأمريكي, والتقارب الصهيوني معهم, والكيان يقول أن أي حكومة وحدة مع حماس يعني قطع المساعدات عنهم, بالتالي هم اختاروا أمريكا وإسرائيل على الشعب الفلسطيني والعالم العربي, وعلاقاتهم الآن ساءت مع بعض الأقطار الدول العربية, (السعودية ومصر وسوريا وقطر).بعض هؤلاء المأجورين عندهم يتحدثون الآن بهستيرية أمام العالم, عندما يخرج ياسر عبد ربه ويشتم البي بي سي ومذيعيها, بهذه الطريقة, هذا يعني إنهم طالما معهم أمريكا وإسرائيل فليسوا بحاجة لأحد سواهما.
-التعنت بالحوار تجدونه في شخص أبو مازن ام بالمحيطين حوله ؟
الحوار ليس عندنا قضية مقدسة ولا نستجديه. إذا ما أردوا الحوار فأهلا بهم , وان لم يشاءوا فهذا أمر يعنيهم وحدهم.
-هناك مبادرات للتوسط بين حماس وفتح , هل تلائم تطلعات حماس وما قامت به؟
هي تحرج وتكشف عورة سياسة أبو مازن , لأنه كل العالم يدعو للحوار ما عدا أمريكا وإسرائيل ,معنى ذلك أنهم يتمحورا في هذا المعسكر العدواني على الشعب العربي والإسلامي ,في المنطقة المحيطة, فخيار أبو مازن هو خيار إسرائيلي أمريكي بحت.
-الشارع الفلسطيني ينتظر حوار جدي بين حماس وفتح لإنهاء الحصار وعودة الأمور الى طبيعتها؟
أنا أتساءل أين هي فتح التي تتحدث عنها , فتح لم تكن في يوم من الأيام تنظيم قوي متماسك له قيادة واحدة , وهي الآن مجموعات, ومن كان يظن أن فتح محمد دحلان أو ياسر عبد ربه , فهو بلا شك مخطيء, زمرة دحلان ذهبت ولم نسمع عن فتح شيء, يحاولون الآن الاستقواء بالجسم الميت , منظمة التحرير..
-تعليقك على جملة مراسيم أبو مازن الأخيرة ؟
على ما يبدو أن أبو مازن سيدخل قائمة غينيس لأكثر رئيس في العالم يتخذ قرارات ومراسيم ,ليس لها رأس أو رجلين , او طعم ولا لون ولا رائحة حتى.
-حتى قرار المنظمة والتمثيل النسبي واستثناء حماس؟.
ضحك..... , حماس لا أحد يستطيع أن يستثنيها لا أبو مازن ولا غيره , ولا فتح, هي محاولات للتنفيس عن الحالة النفسية الداخلية, أما على أرض الواقع ليس لها قيمة.
-لا يمضى يوم الا ونسمع أن حماس أرسلت وثيقة الى دول ما , ما الداعي لذلك؟
أرسلنا حقيبة وثائق إلى كل الناس , الذين تعينهم مجريات التحقيق لما حدث في القطاع, الجمهور يجب أن يدرك ما حدث في غزة. أنت أمام ماكينة أمريكية إسرائيلية ومجموعة من المرتزقة , تسوق لهذه الأكاذيب, لذا يجب إن تضعهم أمام الحقائق , في اليوم الفلاني حدث كذا وكذا وقتل فلان وفلان ... أرسلت لكل العالم , ولكل رؤساء الدول العربية , والجامعة العربية ,منظمة المؤتمر الإسلامي, وكل إنسان يريد ان يعرف الحقيقة .
-المراقبين يصفون الوثائق التي تخرجها حماس الى العلن لا قيمة لها, يمكن ان تدفع حماس الى ما قامت به ؟
يعني من يسرق 3.7 دولار, هذه بسيطة , ثم نحن كنا نتكلم عن فساد الأجهزة الأمنية التي يريد أبو مازن إعادتها إلى قطاع غزة (أمن الرئاسة والوقائي), فأخرجنا له وثائق تدين هذه الأجهزة وما كانت تقوم به في حق الشعب الفلسطيني من فساد ورشوة ومحسوبية , وسرقات ,ولم نتحدث عن كل الفساد في السلطة , أو المنظمة ,او سرقات الوزراء السابقين.والآن لم يعد ليتكلم عن ضرورة إعادة هذه الأجهزة إلى القطاع.
-الوثائق التي ترسلونها الى دول بعينها, هل أثرت على قناعاتها وقراراتها تجاه السلطة من جانب وحركة حماس من جانب أخر؟
نحن لم نعطها للدول, نحن أعطيناها للجمهور ليدرك حجم الفساد ,ونحن لا نرسل هذه الوثائق للمس بامن هذه الدول أو تغيير قناعات الناس, نحن أثبتنا أن جهاز المخابرات ,حول القضية الفلسطينية الى سوق معلومات تعود على الجهاز وأشخاص الجهاز بالنفع, حيث كان يجمع معلومات عن مفاعلات نووية لدولة ما , لصالح أمريكا , نتساءل هنا ما مصلحة الشعب الفلسطيني من هذا الأمر,يجمعون المعلومات لإسرائيل وامريكيا ومن يدفع أكثر.
-هل يمكن ان تشهد الأيام القادمة ان تقوم حماس بإظهار المزيد من الوثائق؟
هذا أمر متوقع .
-حماس كثيرا ما تردد ان هناك انفراج في العلاقات الأوروبية مع حركة حماس هل هذا يتعارض مع هجومك على بعض الدول الأوروبية والأجنبية مثل, كندا ؟
أصلا, كندا لا تمثل العالم الغربي كله , وهي تابع لأمريكا ولم يكن لها دور مؤثر في التاريخ ولا حتى في المستقبل , فعندما تأتي دولة بهذا الحجم وتنحاز بهذه الطريقة , فهذا امر مرفوض. أما الدول التي تريد أن تفهم ما يحدث على الأرض , نحن نشجعها , ولا نقدم لها معلومات خاطئة وإنما نقدم برنامجنا وسياساتنا المعلنة والمكتوبة, وسط هذه الموجة العارمة من الإعلام الأمريكي والصهيوني الكاذب, وهذا فرق بين هذه الدول ,ودول تريد أن تأخذ مواقفا على حساب القضية الفلسطينية دون أن تفهم حقائق الأمور
-من هي هذه الدول؟
هناك دول أوروبية ومحورية أساسية , نحن نحافظ عن هذه العلاقة, وهناك تحركات أوروبية على الساحة نصفها بالايجابية , كموقف ايطاليا و لجنة الخارجية بالبرلمان البريطاني , رغم أن بريطانيا حليفة أمريكيا, فهذا لا يأتي من فراغ وإنما من وعي ودراسة , والدول الاسكندنافية .
-موقفكم من استمرار اغلاق المعابر؟
ما معنى هذه الخيانة , إذا لم يكن تحويل المعبر من رفح إلى معبر العوجا ,ماهو مفهوم الخيانة لغير ذلك, عندما يكون معبر مصري فلسطيني ,لتيم تحويله إلى معبر مصري فلسطيني إسرائيلي, وكأنك تحشر إسرائيل في هذا الموضوع, كي تعتقل من تريد ان تعتقل, وتحصل على معلومات وتستفيد ماليا منه .
-اذا ما استمر الحال عليه ؟
هناك حراكا في الشارع نحاول ضبطه , نخشى ان تنفلت الأمور كما حدث بعد انسحاب إسرائيل , إذا لم يتم تفريغه في اتجاه سليم , يمكن ان ينفجر. لذلك نحن نحاول تنظيم الفعاليات والمناسبات للجمهور , كي لا تتم انفلات مشاعر الغضب تجاه موقف معين او مكان معين .
-هذا ما اعتبرته فصائل منظمة التحرير تكميما للأفواه , ومصادرة حرية الرأي؟.
أولا , هذه الفصائل لا تمثل شريحة كبيرة من الشارع, وليس هناك الكثير, أفواه لنكممها , ونحن لا نريد إتباع سياسة الحكومات السابقة. فعلى سبيل المثال ,تأتي إحدى المنظمات الى رفح وتقوم بافتعال أمر ما يمكن أن يفجر الموقف . ولذلك السلطة السابقة رفضت انطلاقة حركة حماس في ملعب اليرموك. ونحن نريد أن نفرق بين الحرية , والحرية المطلقة المبنية على الكذب والتضليل والتلفيق كتلفزيون فلسطين , لا يمكن أن نسمح لهذا الأمر في غزة, وإنما إن أراد نقل الحقيقة فأهلا به وليعود الى غزة.
-شهدت الفترة الأخيرة تقاربا حقيقيا بين حماس والجهاد ؟
هناك لقاءات متواصلة مع قيادة الجهاد في سوريا وعقدنا اجتماعا هناك بحضور قيادة الحركتين , واتفقنا على تعزيز المواقف, والرؤى, ما أعاق هذه اللقاءات , الأحداث الأخيرة في غزة. وبالتالي ليس جديدا , او ردا على أحد .
-ما السبب لذلك في الوقت الحالي, هل حماس بحاجة الى سند فلسطيني داخلي؟
نحن برنامج إسلامي ومقاومة, وبرنامجنا مفتوح لكافة التنظيمات الإسلامية , بغض النظر عن موقف فتح , نحن الآن نتحدث مع كل أصحاب المشاريع الإسلامية والمقاومة, وتكون منسجمة معا, وكل من يرى بنفسه , تساوقا مع هذا الأمر فالباب مفتوح له على مصراعيه .
-الدير شبيغل الالمانية نقلت تصريحا على لسانك , قلت فيها انه يمكن لنا إقامة إمارة إسلامية في غزة لاحقا, هل لا زلتم على موقفكم ؟
لسنا في حاجة لإمارة إسلامية, نحن نعيش في واقع إسلامي ,والمجلة لم تنقل الصورة واضحة ,وحرفت الأقوال, ونحن نعيش الإسلام منذ قرون , وليس هذا انقلاب على العلمانية لنقيم الإسلام, وحتى المسيحيين.
-هناك بعض المظاهر على الشارع الفلسطيني, كتسيير القوة التنفيذية على شواطيء غزة ,وشوارعها لضبط الظروف ومعاقبة المخالفين تشبيها بجماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية ,هذه بوادر الإمارة كما يقول البعض؟
بالعكس , هذا الأمر موجود في كثير من الدول الأوروبية , هل مسموح أن يكون أحد يعاكس فتاة في أمريكا. والآن الأمور مهيأة للناس كي يهنأوا بأوقاتهم , لكننا نحميهم من اللصوص والمخالفين.
-أخيرا, في حال إقامة انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة ؟
لماذا تقام الانتخابات من جديد ولم تنتهي المدة الدستورية لنا ,لأن أمريكا تريد استجلاب أناس,وتحضر نتائج انتخابات مزورة .
[/URL]
تعليق