دردشة على فنجان قهوة
نيرون لا يمكن أن يكون بعيداً عن ذهن المتتبع السياسي لما يجري في العراق اليوم، وأنهار الدماء تجري فيه هذا اليوم والغد القادم .
نيرون وقف على تل مرتفع يحتسي الخمر الأحمر وقنانيه تغطي الموائد المحملة بالفواكه والطعام ، وقف بعد أن أمر بحرق روما كاملة وكلما زاد أوار الحريق في روما وزاد لهيب النار ، إزداد نيرون نشوة وأكثر من احتساء المزيد من هذا النبيذ الدموي الأحمر . أما المجموعة الحالية في العراق أشبهها أنا بالنيرونية الجديدة من معممين ، فانهم يسبحون كذباً ويسجدون رياءً ونفاقاً ، عندي ليس هناك فرق في لون العمامة ولا في حجمها ، بل للأسف إن بعض هذه العمائم مصر على ابقاء الحريق في بغداد وابقاء جريان الدماء الزكية ، ومصر على تمكين الاحتلال من البقاء أطول مدة ، ليس كل العمائم ولكن بعضهم تمادى في استغلال شعائر الدين ولم يرحموا أهل العراق ولا أهل العراق ، والمفروض أن العراق وطن الجميع سواء أكانو بعمائم أو بغير عمائم ، وأن قلوب هؤلاء هي قلوب عراقية تغار على من يسكن هذا البلد ، إذ إننا جميعا نكون هذا الشعب .
الدوامة معناها ( الفرران في نقطة واحدة وبؤرة خاصة ) وهذه الدوامة هي أنواع ، هناك الدوامة الفكرية ، وهي التي تطرح نظريات غير واقعية تجعل من يعتقد بها في غيبوبة فكرية ودوامة لا خروج منها .. الا بالاعتداء أو الانتحار أو الموت الجماعي ، والتاريخ ليس بالعراق فقط حتى في أمريكا عندما دعت فئة تملك القدرة على جعل الغير يؤمن بهذه الدوامة الى الانتحار الجماعي ، كما طلب منها المنظّر الأكبر الأب الروحي المقدس معتبراً أن هذا الانتحار هو جزء من عقوبة جماعية للخلاص من دوامة فكرية مركبة على اعتقاد ديني جديد ، استطاع بقدرته الفائقة على تجميع أناس في بؤرة فكرتها وحلقتها الموجودة فيهم الكثير من المجانين ، وهناك أمثلة كثيرة في دول أوربية ، هناك جماعات تدخل في دوامة وفي سبات هذه الدوامة ، ثم تستيقظ على دعوة من رئيسها لعمل أشياء غير مألوفة وغير منطقية وغير مقبولة .
الدوامة الثانية هي الدوامة المذهبية والطائفية ، وهي أقوى الدوامات في التاريخ الحديث ، وقد تبنتها دول لها أطماع بترولية في دول أخرى ، صممت على بثها ونشرها وتطبيقها في كل بقعة من أي بلد يريدون له العبودية والاحتلال ، انهم قادرون على نشر هذه الأفكار التي لا تخدم أحد ، استطاعوا بذرها كما تذر بذور الحنطة في منطقة مطر ديمية ، فوجدوا أن هناك من يتقبل هذه البذرة ويساعد على نمائها سيما وأنها تسقى بالمال الوفير والدولا الكثير الرواج ، وهم يطلبون السلطة والمال.
أما الدوامة الثالثة ، وهي دوامة الصراع على السلطة أولاً والصراع على الكراسي السيادية ( الوزارات ) ثانياً ، والداخلية خط أحمر بالنسبة لقائمة الائتلاف لا ترضى باشغالها بمن لا توافق عليه ، والخارجية هي حصر للأكراد وهي اذن خط أحمر تلوح به الى قائمة الائتلاف ، أما الدفاع وهو يملك القوة الضاربة فيبى بيد الاحتلال ليحمي المصالح النفطية ، التي هي أساس مجيء الاحتلال ودخوله العراق ، وبناء قواعد عسكرية لا تضاهيها قواعد في العالم ، وهكذا تتشابك الخطوط الحمراء ولكن نبقى نحن المهتمين بالشان العراقي ، ويبقى الشعب ( المقرود ) مع جميع الحركات السياسية في دوامة ليس لها قرار أو نهاية ، إن الدوامة إن هي الا كرة ثلج تبدأ بصراع بين الطائفتين وحول موضوع معين ، وهذه الكرة تبدأ في التوسع كلما مر وقت على هذا الصراع ، وتأخر القرار الواجب طرحه بشأ هذه الدوامة ، وللأسف أن انحرت مسارات هذه الدوامات ومثال ذلك في الشمال ، فللأكراد دوامة يتغنون بها ويعملون لأجلها وهي كركوك وكيف يستطيعون الاستيلاء عليها وعلى نفطها ، فتارة يتمسكون بتطبيق الدستور في مادته 58 ، ومرة أخرى بطلب تسريع عملية التطبيع الديمغرافي لاحتساب عدد السكان المتواجدين ونسبة السكان الأكراد في المدينة ، وكانوا يحثون سكرتير الحزب الشيوعي العراقي باكمال هذه العملية ، متألمين من الدكتور ابراهيم الجعفري لأنه يتباطأ في تنفيذ هذا الاتفاق ، فنرى الأكراد على الساحة العراقية يساومون على هذه القضية الجوهرية ، وينثرون الوعود لقوائم أخرى مثل قائمة الائتلاف في فسح المجال لهم بإنشاء فدرالية الجنوب تطبيقاً لنظرية ( حك ظهري وأحكلك ظهرك ) ، أيتصور أي انسان في العالم أن هناك ابتعاد عن مصلحة العراق العليا وتقسيمه بفدراليات مثل هذا العمل الذي يقدمون عليه ، ولكن من يستطيع أن يلوم لاعبي السياسة إن استغلوا وجود الاحتلال ووجدوا تتطابقاً بين أفكارهم وطموحاتهم السياسية وبين ما هو مكتوب في السجل الخفي للاحتلال الأمريكي ، إنهم كرداً وإئتلافاً يقايضون العراق جزءًا بجزء وكأنهم بائع ومشتري ، ومصلحة الشعب شيء آخر . هل يستطيع التاريخ أن يهضم مثل هذه التجاوزات على المصلحة ، وهل يستطيع الخلف من الأجيال أن يغفر لهؤلاء إن قسموا العراق غدراً ، إنها لعبة الدوامات وهي مستمرة على أنغام لعلعة أسلحة الاحتلال ، وهدير زنجيراته ودباباته في شوارع العاصمة ، لا ولكنهم هم والاحتلال وقوته لا شيء أمام إرادة الشعب ، صحيح قد يستمرون في اللعب الى حين وصحيح أن تستمر هذه اللعبة بين سنة أو سنين ، ولكن التاريخ صادق بما يكتب .
إن من المحال دوام الحال .. وسيكون هناك شروقاً للحرية في العراق ، وشروقاً لوحدة التراب والطوائف والأهداف والسياسة ، وسيبقى العراق يحمل راية عالية السارية ، وإن كانت مخضبة بالدماء وستذهب وستتلاشى جميع الدوامات والى الأبد
نيرون لا يمكن أن يكون بعيداً عن ذهن المتتبع السياسي لما يجري في العراق اليوم، وأنهار الدماء تجري فيه هذا اليوم والغد القادم .
نيرون وقف على تل مرتفع يحتسي الخمر الأحمر وقنانيه تغطي الموائد المحملة بالفواكه والطعام ، وقف بعد أن أمر بحرق روما كاملة وكلما زاد أوار الحريق في روما وزاد لهيب النار ، إزداد نيرون نشوة وأكثر من احتساء المزيد من هذا النبيذ الدموي الأحمر . أما المجموعة الحالية في العراق أشبهها أنا بالنيرونية الجديدة من معممين ، فانهم يسبحون كذباً ويسجدون رياءً ونفاقاً ، عندي ليس هناك فرق في لون العمامة ولا في حجمها ، بل للأسف إن بعض هذه العمائم مصر على ابقاء الحريق في بغداد وابقاء جريان الدماء الزكية ، ومصر على تمكين الاحتلال من البقاء أطول مدة ، ليس كل العمائم ولكن بعضهم تمادى في استغلال شعائر الدين ولم يرحموا أهل العراق ولا أهل العراق ، والمفروض أن العراق وطن الجميع سواء أكانو بعمائم أو بغير عمائم ، وأن قلوب هؤلاء هي قلوب عراقية تغار على من يسكن هذا البلد ، إذ إننا جميعا نكون هذا الشعب .
الدوامة معناها ( الفرران في نقطة واحدة وبؤرة خاصة ) وهذه الدوامة هي أنواع ، هناك الدوامة الفكرية ، وهي التي تطرح نظريات غير واقعية تجعل من يعتقد بها في غيبوبة فكرية ودوامة لا خروج منها .. الا بالاعتداء أو الانتحار أو الموت الجماعي ، والتاريخ ليس بالعراق فقط حتى في أمريكا عندما دعت فئة تملك القدرة على جعل الغير يؤمن بهذه الدوامة الى الانتحار الجماعي ، كما طلب منها المنظّر الأكبر الأب الروحي المقدس معتبراً أن هذا الانتحار هو جزء من عقوبة جماعية للخلاص من دوامة فكرية مركبة على اعتقاد ديني جديد ، استطاع بقدرته الفائقة على تجميع أناس في بؤرة فكرتها وحلقتها الموجودة فيهم الكثير من المجانين ، وهناك أمثلة كثيرة في دول أوربية ، هناك جماعات تدخل في دوامة وفي سبات هذه الدوامة ، ثم تستيقظ على دعوة من رئيسها لعمل أشياء غير مألوفة وغير منطقية وغير مقبولة .
الدوامة الثانية هي الدوامة المذهبية والطائفية ، وهي أقوى الدوامات في التاريخ الحديث ، وقد تبنتها دول لها أطماع بترولية في دول أخرى ، صممت على بثها ونشرها وتطبيقها في كل بقعة من أي بلد يريدون له العبودية والاحتلال ، انهم قادرون على نشر هذه الأفكار التي لا تخدم أحد ، استطاعوا بذرها كما تذر بذور الحنطة في منطقة مطر ديمية ، فوجدوا أن هناك من يتقبل هذه البذرة ويساعد على نمائها سيما وأنها تسقى بالمال الوفير والدولا الكثير الرواج ، وهم يطلبون السلطة والمال.
أما الدوامة الثالثة ، وهي دوامة الصراع على السلطة أولاً والصراع على الكراسي السيادية ( الوزارات ) ثانياً ، والداخلية خط أحمر بالنسبة لقائمة الائتلاف لا ترضى باشغالها بمن لا توافق عليه ، والخارجية هي حصر للأكراد وهي اذن خط أحمر تلوح به الى قائمة الائتلاف ، أما الدفاع وهو يملك القوة الضاربة فيبى بيد الاحتلال ليحمي المصالح النفطية ، التي هي أساس مجيء الاحتلال ودخوله العراق ، وبناء قواعد عسكرية لا تضاهيها قواعد في العالم ، وهكذا تتشابك الخطوط الحمراء ولكن نبقى نحن المهتمين بالشان العراقي ، ويبقى الشعب ( المقرود ) مع جميع الحركات السياسية في دوامة ليس لها قرار أو نهاية ، إن الدوامة إن هي الا كرة ثلج تبدأ بصراع بين الطائفتين وحول موضوع معين ، وهذه الكرة تبدأ في التوسع كلما مر وقت على هذا الصراع ، وتأخر القرار الواجب طرحه بشأ هذه الدوامة ، وللأسف أن انحرت مسارات هذه الدوامات ومثال ذلك في الشمال ، فللأكراد دوامة يتغنون بها ويعملون لأجلها وهي كركوك وكيف يستطيعون الاستيلاء عليها وعلى نفطها ، فتارة يتمسكون بتطبيق الدستور في مادته 58 ، ومرة أخرى بطلب تسريع عملية التطبيع الديمغرافي لاحتساب عدد السكان المتواجدين ونسبة السكان الأكراد في المدينة ، وكانوا يحثون سكرتير الحزب الشيوعي العراقي باكمال هذه العملية ، متألمين من الدكتور ابراهيم الجعفري لأنه يتباطأ في تنفيذ هذا الاتفاق ، فنرى الأكراد على الساحة العراقية يساومون على هذه القضية الجوهرية ، وينثرون الوعود لقوائم أخرى مثل قائمة الائتلاف في فسح المجال لهم بإنشاء فدرالية الجنوب تطبيقاً لنظرية ( حك ظهري وأحكلك ظهرك ) ، أيتصور أي انسان في العالم أن هناك ابتعاد عن مصلحة العراق العليا وتقسيمه بفدراليات مثل هذا العمل الذي يقدمون عليه ، ولكن من يستطيع أن يلوم لاعبي السياسة إن استغلوا وجود الاحتلال ووجدوا تتطابقاً بين أفكارهم وطموحاتهم السياسية وبين ما هو مكتوب في السجل الخفي للاحتلال الأمريكي ، إنهم كرداً وإئتلافاً يقايضون العراق جزءًا بجزء وكأنهم بائع ومشتري ، ومصلحة الشعب شيء آخر . هل يستطيع التاريخ أن يهضم مثل هذه التجاوزات على المصلحة ، وهل يستطيع الخلف من الأجيال أن يغفر لهؤلاء إن قسموا العراق غدراً ، إنها لعبة الدوامات وهي مستمرة على أنغام لعلعة أسلحة الاحتلال ، وهدير زنجيراته ودباباته في شوارع العاصمة ، لا ولكنهم هم والاحتلال وقوته لا شيء أمام إرادة الشعب ، صحيح قد يستمرون في اللعب الى حين وصحيح أن تستمر هذه اللعبة بين سنة أو سنين ، ولكن التاريخ صادق بما يكتب .
إن من المحال دوام الحال .. وسيكون هناك شروقاً للحرية في العراق ، وشروقاً لوحدة التراب والطوائف والأهداف والسياسة ، وسيبقى العراق يحمل راية عالية السارية ، وإن كانت مخضبة بالدماء وستذهب وستتلاشى جميع الدوامات والى الأبد
تعليق