كم من العهود العذبة في وادي النضير
كانت أرق من الزهور من أغاريد الطيور
وألذ من سحر الصبا في بسمة الطفل الغرير
قضيتها مع الحبيب لا رقيب ولا نذير
سوى الطفولة حولنا تلهو مع الحب الصغير
حيث لم نعرف من الدنيا سوى مرح السرور
وتتبع النحل الأنيق وقطف تيجان الزهور
وتسلق الجبل المكلل بالصنوبر والصخور
وبناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيور
نبني فتهدمها الرياح فلا نضج ولا نثور
ونعود نضحك للمروج وللزنابق وللغدير
ونظل نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمر ما بين المروج الخضر في سكر الشعور
نشدو ونرقص كالبلابل للحياة وللحبور
وننثر للفضاء الرحب وللنهر الكبير
ما في الفؤاد من الأحلام ومن حلو الغرور
ونسير ننشد لهونا المعبود في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود وبالحقير
بالسائل الأعمى وبالمعتوه وبالشيخ الكبير
بالقطة البيضاء بالشاه الوديعة بالحمير
بالعشب بالسنابل بالسفير
واللهو والعبث البرئ مطمحنا الأخير
فلا نسأم اللهو الجميل ولا يدركنا الفتور
وكأننا نمشي بأقدام مجنحة نطير
وتمر أيام الحياة بنا كأسراب الطيور
وترفرف الأفراح فوق رؤوسنا أنىّ نسير
وفجأه.......يأخذه الموت
توارى فجري القدسي في ليل الدهور
وهالت أشباح الظلام وراع في داخلي صوت القبور
ودوى اعصار الأسى والموت في تلك الوعور
وتسلقت وحدي جبل الحياة الوعر كالشيخ الضرير
دامي الأكف ممزق الأقدام مغبر الشعور
مترنح الخطوات ما بين المزالق والصخور
ودست أشواك الحياة بقلبي الدامي الكسير
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
فماذا جنيت من الحياة ومن تجاريب الدهور؟
سوى الندامة والأسى والدمع الغزير
هذا حصادي من حقول العالم الرحب الخطير
هذا حصادي كله في يقظة العهد الأخير
لقد كنت في زمن الطفولة والسذاجة والطهور
أحيا كما تحيا البلابل والجداول والزهور
واليوم أحيا مرهق الأعصاب مسلوب الشعور
متأجج الاحساس أحفل بالعظيم وبالحقير
تمشي على قلبي الحياة ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري يا بني الدنيا فما أشقى المصير....!
كانت أرق من الزهور من أغاريد الطيور
وألذ من سحر الصبا في بسمة الطفل الغرير
قضيتها مع الحبيب لا رقيب ولا نذير
سوى الطفولة حولنا تلهو مع الحب الصغير
حيث لم نعرف من الدنيا سوى مرح السرور
وتتبع النحل الأنيق وقطف تيجان الزهور
وتسلق الجبل المكلل بالصنوبر والصخور
وبناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيور
نبني فتهدمها الرياح فلا نضج ولا نثور
ونعود نضحك للمروج وللزنابق وللغدير
ونظل نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمر ما بين المروج الخضر في سكر الشعور
نشدو ونرقص كالبلابل للحياة وللحبور
وننثر للفضاء الرحب وللنهر الكبير
ما في الفؤاد من الأحلام ومن حلو الغرور
ونسير ننشد لهونا المعبود في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود وبالحقير
بالسائل الأعمى وبالمعتوه وبالشيخ الكبير
بالقطة البيضاء بالشاه الوديعة بالحمير
بالعشب بالسنابل بالسفير
واللهو والعبث البرئ مطمحنا الأخير
فلا نسأم اللهو الجميل ولا يدركنا الفتور
وكأننا نمشي بأقدام مجنحة نطير
وتمر أيام الحياة بنا كأسراب الطيور
وترفرف الأفراح فوق رؤوسنا أنىّ نسير
وفجأه.......يأخذه الموت
توارى فجري القدسي في ليل الدهور
وهالت أشباح الظلام وراع في داخلي صوت القبور
ودوى اعصار الأسى والموت في تلك الوعور
وتسلقت وحدي جبل الحياة الوعر كالشيخ الضرير
دامي الأكف ممزق الأقدام مغبر الشعور
مترنح الخطوات ما بين المزالق والصخور
ودست أشواك الحياة بقلبي الدامي الكسير
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
فماذا جنيت من الحياة ومن تجاريب الدهور؟
سوى الندامة والأسى والدمع الغزير
هذا حصادي من حقول العالم الرحب الخطير
هذا حصادي كله في يقظة العهد الأخير
لقد كنت في زمن الطفولة والسذاجة والطهور
أحيا كما تحيا البلابل والجداول والزهور
واليوم أحيا مرهق الأعصاب مسلوب الشعور
متأجج الاحساس أحفل بالعظيم وبالحقير
تمشي على قلبي الحياة ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري يا بني الدنيا فما أشقى المصير....!
تعليق