خلافات تقسم حكومة إسرائيل بشأن مؤتمر الخريف
تحفظت أغلبية الحكومة الإسرائيلية على "سرعة" سير المفاوضات مع الفلسطينيين، حسب ما تكشف في ختام الجلسة الأسبوعية التي عقدتها الحكومة الأحد.
وعارضت الأغلبية " تقديم تنازلات" في مؤتمر الخريف المقبل المزمع عقده في الولايات المتحدة برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي جورج بوش. واتضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يشكل أقلية داخل حكومته.
ودعا الوزير حاييم رامون المقرب من رئيس الوزراء إلى ضرورة بحث موضوع تقسيم مدينة القدس في المؤتمر المقبل، وأوضح أن "لإسرائيل مصلحة في نقل السيادة الفلسطينية على أحياء عربية في القدس الشرقية كشعفاط والولجة".
وأشار رامون في نقاشات نشبت بين الوزراء أثناء انعقاد جلسة الحكومة إلى أن مدينة القدس ستطرح على جدول أعمال المؤتمر في أنافوليس الشهر المقبل.
وشدد على أهمية طرح أفق سياسي حقيقي للفلسطينيين، وأضاف "هل يعقل أن نتحدث هناك عن أمور إجرائية فحسب؟".
معتدلون ومتطرفون
ليفني تحذر من الانجرار وراء التنازلات (رويترز-أرشيف)
من جهتها أكدت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على ضرورة التقدم نحو حل الدولتين والتمييز بين "المتطرفين والمعتدلين" داخل السلطة الفلسطينية. وحذرت من "الانجرار" وراء التنازل عن عقارات إستراتيجية من أجل التوصل لـ"ورقة" في مؤتمر أنافوليس.
في المقابل لم يختلف موقف ممثلي كتل سياسية مشاركة في الائتلاف، حيث دعا نائب رئيس الحكومة وزير الشؤون الإستراتيجية أفيغدور ليبرمان (حزب إسرائيل بيتنا) في جلسة الحكومة إلى التثبت من عدم تحول مؤتمر الخريف لمحفل دولي ضاغط على إسرائيل.
وفيما دعا وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعازر إلى ضمان عدم خروج إسرائيل خاسرة من مؤتمر الخريف، شدد وزير العمل إبلي يشاي (شاس) على أهمية مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف "التحريض" في المدارس الفلسطينية.
أما زعيم حزب العمل وزير الدفاع إيهود باراك، الذي سبق أن صرح بعدم إمكانية التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين في المرحلة الراهنة لعدم توفر الشريك، فقد دعا في جلسة الأحد إلى توخي الحذر والاتزان في التعامل مع الفلسطينيين.
عصف فكري "
زعيم حزب "العمل" وزير الدفاع إيهود باراك دعا في جلسة اليوم إلى توخي الحذر والاتزان في التعامل مع الفلسطينيين. وكان صرح سابقا بعدم إمكانية التوصل لاتفاق بسبب عدم توفر الشريك الفلسطيني
"
من جهته نفى رئيس الوزراء إيهود أولمرت التوصل إلى اتفاقيات أو تفاهمات مع الرئيس عباس وقال إن كل ما جرى حتى الآن هو بالأساس "عصف فكري"، لافتا إلى أن الطرفين استعرضا القضايا المركزية التي تشكل قاعدة مفاوضات مستقبلية ينبغي أن تقود لحل الدولتين.
وأضاف أولمرت "من لا يتحدث مع المعتدلين برئاسة أبو مازن اليوم من شأنه أن يجد نفسه مقابل حركة حماس في الضفة الغربية أيضا".
يشار إلى أن حزب كاديما الحاكم كان قد بحث قضايا الصراع والحل الدائم لأول مرة في اجتماع داخلي قبل نحو أسبوعين، وجرى اتهام حاييم رامون أثناءه بجر الحزب إلى "يسار" حزب ميرتس اليساري.
اللافت أن مدينة القدس طالما اتفقت القوى الصهيونية على أنها عاصمة "موحدة وأبدية لإسرائيل"، ولكن منذ بدأ الوزير رامون يطرح موضوع تقسيمها، بلور الوزراء تسيبي ليفني وشاؤل موفاز وآفي ديختر (جميعهم من كاديما) جبهة معارضة تهدف إلى إحباط معظم مقترحات رامون.
ويطالب الوزراء الثلاثة بربط مسألة سرعة التقدم بالمفاوضات مع موضوع قيام الفلسطينيين ببرهنة قدرتهم على محاربة "الإرهاب"، فيما أكد سائر وزراء الحزب الحاكم (سبعة وزراء) رفضهم القاطع لمقترحات رامون.
التطبيع وكسب الوقت
من جهة أخرى تشكك القوى اليسارية في إسرائيل بنوايا حكومة أولمرت تجاه مؤتمر السلام المرتقب.
أفنيري يتهم حكومة إسرائيل بالكذب
على المجتمع الدولي (الجزيرة نت)
ويؤكد رئيس "كتلة السلام" الإسرائيلية النائب السابق والناشط أوري أفنيري في تصريح للجزيرة نت أن المؤتمر لن يجدي نفعا، وأن إسرائيل تسعى من خلاله إلى كسب الوقت فقط، والفوز بتطبيع مع العالم العربي دون مقابل.
وعلّل أفنيري توقعاته لفشل المؤتمر بالإشارة إلى أن حكومة إسرائيل لم تتخذ بعد قرارا بإنجاز تسوية تاريخية مع الشعب الفلسطيني. ولفت إلى أنها تخطط للتطبيع مع المملكة العربية السعودية وسائر بلدان الخليج دون تسديد مستحقات السلام.
وعن سبب غياب القرار لدى إسرائيل بإجراء تسوية تاريخية مع الفلسطينيين قال أفنيري إن الحكومة الحالية تفضل ألا تفعل شيئا حقيقيا كي لا تصنع لنفسها "أعداء وخصوما" من جهة اليمين والمستوطنين.
أما السبب الثاني برأي أفنيري فمرده لحقيقة كون أولمرت رجلا يمينيا وينتمي لعائلة يمينية تاريخيا، منوها إلى أن والد أولمرت عمل نائبا في البرلمان عن الليكود بعد أن نشط سنوات طويلة في حركة يهودية إرهابية قبل 1948 وهي حركة "الإيتسيل".
المصدر: الجزيرة
جنين القسام
تحفظت أغلبية الحكومة الإسرائيلية على "سرعة" سير المفاوضات مع الفلسطينيين، حسب ما تكشف في ختام الجلسة الأسبوعية التي عقدتها الحكومة الأحد.
وعارضت الأغلبية " تقديم تنازلات" في مؤتمر الخريف المقبل المزمع عقده في الولايات المتحدة برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي جورج بوش. واتضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت يشكل أقلية داخل حكومته.
ودعا الوزير حاييم رامون المقرب من رئيس الوزراء إلى ضرورة بحث موضوع تقسيم مدينة القدس في المؤتمر المقبل، وأوضح أن "لإسرائيل مصلحة في نقل السيادة الفلسطينية على أحياء عربية في القدس الشرقية كشعفاط والولجة".
وأشار رامون في نقاشات نشبت بين الوزراء أثناء انعقاد جلسة الحكومة إلى أن مدينة القدس ستطرح على جدول أعمال المؤتمر في أنافوليس الشهر المقبل.
وشدد على أهمية طرح أفق سياسي حقيقي للفلسطينيين، وأضاف "هل يعقل أن نتحدث هناك عن أمور إجرائية فحسب؟".
معتدلون ومتطرفون
ليفني تحذر من الانجرار وراء التنازلات (رويترز-أرشيف)
من جهتها أكدت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على ضرورة التقدم نحو حل الدولتين والتمييز بين "المتطرفين والمعتدلين" داخل السلطة الفلسطينية. وحذرت من "الانجرار" وراء التنازل عن عقارات إستراتيجية من أجل التوصل لـ"ورقة" في مؤتمر أنافوليس.
في المقابل لم يختلف موقف ممثلي كتل سياسية مشاركة في الائتلاف، حيث دعا نائب رئيس الحكومة وزير الشؤون الإستراتيجية أفيغدور ليبرمان (حزب إسرائيل بيتنا) في جلسة الحكومة إلى التثبت من عدم تحول مؤتمر الخريف لمحفل دولي ضاغط على إسرائيل.
وفيما دعا وزير البنى التحتية بنيامين بن إليعازر إلى ضمان عدم خروج إسرائيل خاسرة من مؤتمر الخريف، شدد وزير العمل إبلي يشاي (شاس) على أهمية مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف "التحريض" في المدارس الفلسطينية.
أما زعيم حزب العمل وزير الدفاع إيهود باراك، الذي سبق أن صرح بعدم إمكانية التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين في المرحلة الراهنة لعدم توفر الشريك، فقد دعا في جلسة الأحد إلى توخي الحذر والاتزان في التعامل مع الفلسطينيين.
عصف فكري "
زعيم حزب "العمل" وزير الدفاع إيهود باراك دعا في جلسة اليوم إلى توخي الحذر والاتزان في التعامل مع الفلسطينيين. وكان صرح سابقا بعدم إمكانية التوصل لاتفاق بسبب عدم توفر الشريك الفلسطيني
"
من جهته نفى رئيس الوزراء إيهود أولمرت التوصل إلى اتفاقيات أو تفاهمات مع الرئيس عباس وقال إن كل ما جرى حتى الآن هو بالأساس "عصف فكري"، لافتا إلى أن الطرفين استعرضا القضايا المركزية التي تشكل قاعدة مفاوضات مستقبلية ينبغي أن تقود لحل الدولتين.
وأضاف أولمرت "من لا يتحدث مع المعتدلين برئاسة أبو مازن اليوم من شأنه أن يجد نفسه مقابل حركة حماس في الضفة الغربية أيضا".
يشار إلى أن حزب كاديما الحاكم كان قد بحث قضايا الصراع والحل الدائم لأول مرة في اجتماع داخلي قبل نحو أسبوعين، وجرى اتهام حاييم رامون أثناءه بجر الحزب إلى "يسار" حزب ميرتس اليساري.
اللافت أن مدينة القدس طالما اتفقت القوى الصهيونية على أنها عاصمة "موحدة وأبدية لإسرائيل"، ولكن منذ بدأ الوزير رامون يطرح موضوع تقسيمها، بلور الوزراء تسيبي ليفني وشاؤل موفاز وآفي ديختر (جميعهم من كاديما) جبهة معارضة تهدف إلى إحباط معظم مقترحات رامون.
ويطالب الوزراء الثلاثة بربط مسألة سرعة التقدم بالمفاوضات مع موضوع قيام الفلسطينيين ببرهنة قدرتهم على محاربة "الإرهاب"، فيما أكد سائر وزراء الحزب الحاكم (سبعة وزراء) رفضهم القاطع لمقترحات رامون.
التطبيع وكسب الوقت
من جهة أخرى تشكك القوى اليسارية في إسرائيل بنوايا حكومة أولمرت تجاه مؤتمر السلام المرتقب.
أفنيري يتهم حكومة إسرائيل بالكذب
على المجتمع الدولي (الجزيرة نت)
ويؤكد رئيس "كتلة السلام" الإسرائيلية النائب السابق والناشط أوري أفنيري في تصريح للجزيرة نت أن المؤتمر لن يجدي نفعا، وأن إسرائيل تسعى من خلاله إلى كسب الوقت فقط، والفوز بتطبيع مع العالم العربي دون مقابل.
وعلّل أفنيري توقعاته لفشل المؤتمر بالإشارة إلى أن حكومة إسرائيل لم تتخذ بعد قرارا بإنجاز تسوية تاريخية مع الشعب الفلسطيني. ولفت إلى أنها تخطط للتطبيع مع المملكة العربية السعودية وسائر بلدان الخليج دون تسديد مستحقات السلام.
وعن سبب غياب القرار لدى إسرائيل بإجراء تسوية تاريخية مع الفلسطينيين قال أفنيري إن الحكومة الحالية تفضل ألا تفعل شيئا حقيقيا كي لا تصنع لنفسها "أعداء وخصوما" من جهة اليمين والمستوطنين.
أما السبب الثاني برأي أفنيري فمرده لحقيقة كون أولمرت رجلا يمينيا وينتمي لعائلة يمينية تاريخيا، منوها إلى أن والد أولمرت عمل نائبا في البرلمان عن الليكود بعد أن نشط سنوات طويلة في حركة يهودية إرهابية قبل 1948 وهي حركة "الإيتسيل".
المصدر: الجزيرة
جنين القسام
تعليق