في ليلة حزينة غاضبة، حملت معها كابوسا مزعجا لأبناء القلعة البيضاء ينذر بضياع الحلم الذي طال انتظاره بالفوز بالدوري.

ففي المحطة الثالثة والعشرين من الدوري الممتاز لكرة القدم وأمام خصم جديد لكنه عنيف هو مصر المقاصة، لقي الزمالك هزيمة هي الأسوأ له هذا الموسم ١/صفر، وهي الهزيمة التي جاءت لتساوي الزمالك في نقاطه مع منافسه اللدود وهو الأهلي فأصبح رصيدهما ٦٤ نقطة وان ظل الزمالك في المقدمة بفارق الأهداف فقط.. أما المقاصة فقد ارتفع رصيده إلي ٤٣ نقطة وأصبح في المركز السادس ليصبح قريبا جدا من الدخول ضمن أعضاء المربع الذهبي.
أحرز هدف المباراة الوحيد المغربي عمر نجدي في الدقيقة ٣٣ من الشوط الثاني. أقيمت المباراة باستاد القاهرة وأدارها الحكم السكندري ياسر محمود الذي طرد حسين حمدي من المقاصة في الدقيقة ٥٣ من الشوط الأول.. وجاء اللقاء ساخنا ومثيرا، كان الزمالك هو الأفضل والأقرب للفوز طوال الفترات، لكن الأداء الهادئ والرزين للاعبي المقاصة مكنهم من تحقيق المكسب المشروع.

بطاقة حمراء.. وهدف ملغي
سريعة جدا، جاءت بداية المباراة، ونجح الزمالك منذ اللخظات الأول في فرض سيطرته الميدانية علي الملعب، وساعده في ذلك الحالة البدنية و الفنية العالية التي ظهر عليها لاعبوه ولاسيما الكبار شيكابالا وحسين ياسر المحمدي ومن أمامهما عمرو زكي وأحمد جعفر.. فيما وضح علي أداء لاعبي مصر المقاصة حذرهم الشديد وتأمينهم الدفاعي لحين امتصاص البداية الحماسية التي دخل بها الزمالك المباراة.

وقبل أن تمر الدقائق الخمس الأول من أحداث الشوط الأول كان الزمالك قد نجح في الوصول إلي مرمي مصطفي كمال حارس مرمي المقاصة أكثر من مرة، لكنها لم ترق لمستوي الخطورة، لكن أبرزها كانت المرة التي انطلق فيها شيكابالا من الناحية اليمني وتوغل في نصف ملعب المقاصة إلي أن وصل منطقة المرمي لكنه بالغ في المراوغة فأعطي الفرصة لمدافعي المقاصة لمحاصرته وإفساد الهجمة عليه.

بعدها طالب لاعبو الزمالك بالحصول علي ضربة جزاء عندما لمست عرضية ياسر المحمدي يد معاذ الحناوي لكن الحكم السكندري ياسر محمود لم يحتسبها..

واستمر الحال علي ما هو عليه، سيطرة للزمالك، مقابل تأمين ودفاع للمقاصة، لكن شيئا فشيئا، هدأت حماسة لاعبي الزمالك، بعد أن استنفذوا جميعا معظم مخذونهم من الطاقة، فيما بدأ لاعبو المقاصة يشاركون منافسيهم السيطرة علي أرجاء الملعب وتهديد مرماهم.
وعلي الرغم من المستوي الفني الجيد الذي كانت عليه المباراة، إلا أن الاداء لم يخل من بعض المناوشات والخشونة المتعمدة من بعض اللاعبين، خاصة لاعبي لمقاصة ا لذين كانوا أكثر شدة وعصبية في احتكاكاتهم بلاعبي الزمالك، ونجح المخضرم حسن مصطفي نجم وسط الزمالك في استغلال هذه العصبية في التسبب بطرد حسين حمدي مهاجم المقاصة، عندما الاخير بضرب مصطفي من وراء ظهر الحكم لكن المساعد صبحي راشد أبلغ برؤيته الواقعة الاعتداء، فسارع الحكم وبكل شجاعة إلي طرد حسين حمدي، ليكمل المقاصة بقية المباراة بعشرة لاعبين.

نجدي فجر المفاجأة

بنفس حماس الشوط الأول، دخل الزمالك الشوط الثاني، وفي دقائق قليلة جدا من بداية الشوط، نجح لاعبوه في تهديد مرمي ضيوفهم، وكاد الساحر الأسمر شيكابالا ان يحرز هدفا أول في الدقيقة الثالثة عندما تلقي كرة داخل منطقة مرمي المقاصة، راوغ بها رقيبه احمد رؤوف، لكنه لم يمر من معاذ الحناوي الذي نجح في إفساد الهجمة لكن شيكابالا قبل ان يصبح في مواجهة تامة بالمرمي.. أما المقاصة فقد وضح تأثره باللعب بعشرة لاعبين ووضح من خلال أداء لاعبيه تلقيهم لتعليمات مشددة من مديرهم الفني طارق يحيي بزيادة التأمين الدفاعي، وعدم الاندفاع للهجوم.
أسهم حازم إمام الذي دفع به حسام حسن المدير الفني للزمالك في بداية الشوط مكان ابراهيم صلاح في زيادة الفاعلية الهجومية للزمالك ونجح اللاعب بما يملكه من مهارة علي المراوغة في بناء أكثر من هجمة علي مرمي المقاصة، كلها تمكن دفاع المقاصة من ابعادها.

وفي مبادرة جديدة من حسام حسن لتفعيل الهجوم إلي أهداف، دفع بالجزائري محمد عودية بدلا من أحمد جعفر الذي كان مستسلما تماما للرقابة المفروضة عليه.. وبعده مباشرة رد طارق يحيي بتغييره الأول بنزول المغربي عمر نجدي بدلا من محمد ثابت صاروخ الذي خشي عليه مدربه من الطرد.. ثم سرعان ما رد حسام حسن بتغيير ثالث وأخير بنزول عاشور الأدهم بدلا من عمر جابر.

وفي الدقيقة ٣٢ كاد المقاصة يفجر المفاجأة باحراز هدف أول عندما أهدي فؤاد سلامة تمريرة رائعة لأحمد رؤوف وضعت الأخير في انفراد تام بمرمي الزمالك لكن المتألق عبدالواحد السيد خرج عليه كالأسد وأنقذ مرماه من فرصة أخري أكثر خطورة من سابقاتها.

ثم يجري طارق يحيي تغييره الثاني بنزول سامح العيدروسي بدلا من أوسونان، وبعد أقل من دقيقة واحدة علي التغيير، وقعت المفاجأة بنجاح المقاصة في احراز الهدف الأول في الدقيقة ٢٣ عن طريق المغربي عمر نجدي الذي تلقي كرة عرضية من فؤاد سلامة سهلها له محمد عبدالشافي الذي ترك الكرة تذهب لمنافسه وكان بإمكانه تشتيتها بالرأس، فراحت لنجدي وسددها أرضية في مرمي عبدالواحد.

جاء الهدف بمثابة الصدمة للاعبي الزمالك الذين أصيبوا بالارتباك والتوتر لعدة دقائق، لم يفيقوا منها إلا بعد التسديدة الرائعة التي سددها شيكابالا من ضربة ثابتة حولها مصطفي كامل إلي ضربة ركنية.. قبلها كان الحكم ياسر محمود قد طرد ابراهيم حسن مدير الكرة بالزمالك لكثرة اعتراضاته ومطالباته المتكررة بالحصول علي ضربة جزاء.

وبعد انتهاء الوقت الرسمي للمباراة، احتسب الحكم ست دقائق كاملة وقتا بدلا من الضائع أعطت الأمل من جديد إلي جماهير لاعبي الزمالك في تحسين الموقف بالفوز أو علي أسوأ الفروض التعادل.. ويحاول طارق يحيي استهلال بعضا من الوقت المحتسب بدلا من الضائع بإجراء تغيير ثالث وأخير بنزول ايهاب محروس بدلا من محمود توبة.. وبالفعل يمر الوقت دون حدوث أي جديد لتنتهي المباراة بتحقيق المقاصة للمكسب المشروع بهدف نظيف.