. لدينا اليوم موضوع في غاية الأهمية ..ربما يبدو متخصصاً أو بعيداً عن محور صناعة الحياة وصفاتها..أي بعيداً عن قيود الإعاقة التي تكلمنا عنها .. السلبية ....إهدار الموارد ..فقد الهدف وتضييع الوقت ولكنه في رأيي مع عامل آخر يمثلان العصب الحي النابض للمنظومة بكاملها ... منظومة النجاح... وهما العمق الثقافي وتذوق الفن والجمال.
نعم وحديثنا اليوم عن العمق الثقافي – اللي هو مش موجود –
ما معنى ذلك ولماذا نرفع الثقافة وتذوق الفن لهذه المرتبة العالية من الأهمية مع أنها قد تبدو ترفيهاً إلى حد ما؟
وهذا وحده مفهوم خاطئ ..انظروا معي لتعرفوا المعنى أولاً ثم نحكم بعد ذلك على أهمية هذا العامل.
باختصار الثقافة هي معرفة شيء عن كل شيء
الثقافة هي عصارة الفكر وسلامة الوجدان وينبوع الحضارة ....فهي تحوي كل ما تفتقت عنه العقول الإنسانية في جميع مجالات الحياة , صناعية وزراعية واجتماعية وغيرها. وهي بالتالي المصدر الأساسي لكل الأنشطة الإنسانية المثمرة , ولها تأثيرها الفعال في المجتمع....هكذا قالها الأقدمون بكل هذه البساطة .....فأين المحدثون منها ؟
نكاد نجزم أن الثقافة بمفهومها الأصلي قد اختفت كما اختفت عادة القراءة .... من عالمنا العربي .... معتصم أسامة شاب مصري كان يدرس للحصول على ال Mba وفي إحدى دراساته وجد أن أعلى نسبة للقراءة والتعامل مع الكتاب في الوطن العربي بوجه عام هي بالترتيب كالتالي : اليمن , السودان , العراق ..... بين ملايين الشباب العربي في سائر الدول الأخرى الأغنى والتي تعتبر نفسها أكثر تقدماً ..... وهذه النسبة إذا قورنت بالنسبة العالمية لا تصل إلى 3% من الوقت ..... يعني القارئ العربي الممتاز نسبة القراءة لوقته 3% فقط من النسبة التي يعطيها الياباني والألماني ...... ما شاء الله
سألت مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 20 و36 سنة عن مفهوم الثقافة ...و الجميل أننا لم نختلف على المعنى وأن الثقافة هي أرقى درجات المعرفة ثم سألتهم هل أنتم جيل مثقف فأجاب الجميع : لا
والمتفائل جعل هناك نسبة من الثقافة تصل إلى 40% بين الشباب ....
فكان لابد من السؤال المنطقي التالي : ولماذا ؟؟ وكانت الإجابات داخل الأطر التالية :
- أصل مفيش وقت نقرأ ونتثقف
- أهالينا لم يعودونا على القراءة
- ما صدقنا خلصنا من كتب المدارس
- افتقاد القدوة
- ضعف مستوى التعليم
- انتشار الأمية
- ولماذا نتثقف ؟
وكانت الإجابة الأخيرة سكيناً حاداً غرس في القلب .....:
قال فرنسيس بيكون : المعرفة سلطة .... وفي هذا العالم الذي أصبح قرية واحدة أصبحت أغلى ثرواته هي المعلومة ..هي المعرفة ..فهي تصنع الفرق كل الفرق في اتخاذ القرار وحل المشكلات ..... فكيف يكون تعليق الشباب على غياب الثقافة والمعرفة هو التساؤل عن أهميتها وضرورة وجودها ....
وتعالوا نرفع الواقع فهو أول خطوات الإصلاح , ولنر معاً خطورة الموقف: أنقل أجزاء من نتائج استطلاع قام به الصحفي مختار شعيب من جريدة الأهرام ونشر في صفحة شباب وتعليم في أهرام الاثنين 22مارس 2004:
· عدد لا يستهان به من الشباب عجز عن الإجابة عن أسئلة من نوع متى قامت ثورة 1919 ؟ ومن الذي قام بها؟
· 50% قالوا أن أحمد عرابي هو اسم شارع في المهندسين ...والبعض قال أنه زعيم ثورة 1919 وآخرون قالوا عنه أنه مؤسس بنك مصر
1- عطل في الإرادة لعدم استعمالها لفترات طويلة فقد اعتاد جيل الشباب على مسايرة هواه بلا وعي
3- عدم الجدية والسلبية حتى في مواحهة نفسه
5- وأخيراً التغييب ...... أي الثقة أن كل شيء سيكون على ما يرام وأن مستقبلي سيكون مختلفاً ..وسأكون ناجحاً ثرياً سعيداً .. هكذا بلا مجهود ...يمكن بضربة حظ من أحد أرقام المليون التليفونية ....
إن العقل من أجلِّ النعم على الإطلاق التى امتاز بها الإنسان عن سائر المخلوقات، فهو موضع خطاب الإنسان وهو موضع الإدراك والتمييز ...هو المستشار المؤتمن إذا أحسن صاحبه تغذيته وهو الذي يرتفع به إلى أعلى المقامات أو يهبط به إلى درك السفلة – بمعنى الذين يعيشون في الأسفل على فتات المتقدمين وتحت أقدامهم- هو أمانة ورزق يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة.
قالوا إن الناس ثلاثة :
عالم ومتعلم والثالث همج لا خير فيه ....
فلماذا نرضى أن نكون من الهمج الذي لا خير فيه، أو كما يسمينا الكبار جبراً للخاطر العالم النامي ..... أي نمو هذا بعد حضارة جابت الآفاق ؟؟؟؟ وحكمت العالم من الصين للسين ؟؟
مطلوب من الشباب أن يعقدوا العزم على شحذ الإرادة بكل تصميم .. فالوقت لم يفت و البداية في طريق الثقافة لا عمر لها وهذه ميزة – وسوف تستجيب الإرادة المخدرة على قدر التصميم ...المهم المحاولة وإعادة المحاولة ومع تكرار المحاولات سوف يتم إنجاز المطلوب ....
أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيبقى في الأرض ....
يا شباب لن يسعنا التحليق بأجنحة مستعارة زائفة فترة طويلة ...لو لم نصنع جناحينا من داخل عقولنا وطاقاتنا فنسنسقط.
ستنهار مجتمعات المستقبل قبل أن تبدأ .. لا تجعلوا السطحية والمظهرية تسيطر على مناحي الأمور ...
لابد للإنسان أن يأخذ حياته بجدية ..فحياتنا ليست عبثاً، ونحن مسؤولون عنها في الدنيا قبل الآخرة ..والذي لا يصدق ذلك سوف يرتطم بصخور التخلف ولن ينفعه الندم حين تدوسه أقدام السائرين
بسم الله الرحمن الرحيم " كل امرئ بما كسب رهين " الطور 21 .
واجب عملي :
قرروا معي ماهو ؟
هل نحدد كتباً معينة نقرؤها ونناقشها ؟؟
أم ؟؟؟ ... أنتظر تعليقاتكم
جنين القسام
نعم وحديثنا اليوم عن العمق الثقافي – اللي هو مش موجود –
ما معنى ذلك ولماذا نرفع الثقافة وتذوق الفن لهذه المرتبة العالية من الأهمية مع أنها قد تبدو ترفيهاً إلى حد ما؟
وهذا وحده مفهوم خاطئ ..انظروا معي لتعرفوا المعنى أولاً ثم نحكم بعد ذلك على أهمية هذا العامل.
باختصار الثقافة هي معرفة شيء عن كل شيء
الثقافة هي عصارة الفكر وسلامة الوجدان وينبوع الحضارة ....فهي تحوي كل ما تفتقت عنه العقول الإنسانية في جميع مجالات الحياة , صناعية وزراعية واجتماعية وغيرها. وهي بالتالي المصدر الأساسي لكل الأنشطة الإنسانية المثمرة , ولها تأثيرها الفعال في المجتمع....هكذا قالها الأقدمون بكل هذه البساطة .....فأين المحدثون منها ؟
نكاد نجزم أن الثقافة بمفهومها الأصلي قد اختفت كما اختفت عادة القراءة .... من عالمنا العربي .... معتصم أسامة شاب مصري كان يدرس للحصول على ال Mba وفي إحدى دراساته وجد أن أعلى نسبة للقراءة والتعامل مع الكتاب في الوطن العربي بوجه عام هي بالترتيب كالتالي : اليمن , السودان , العراق ..... بين ملايين الشباب العربي في سائر الدول الأخرى الأغنى والتي تعتبر نفسها أكثر تقدماً ..... وهذه النسبة إذا قورنت بالنسبة العالمية لا تصل إلى 3% من الوقت ..... يعني القارئ العربي الممتاز نسبة القراءة لوقته 3% فقط من النسبة التي يعطيها الياباني والألماني ...... ما شاء الله
سألت مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 20 و36 سنة عن مفهوم الثقافة ...و الجميل أننا لم نختلف على المعنى وأن الثقافة هي أرقى درجات المعرفة ثم سألتهم هل أنتم جيل مثقف فأجاب الجميع : لا
والمتفائل جعل هناك نسبة من الثقافة تصل إلى 40% بين الشباب ....
فكان لابد من السؤال المنطقي التالي : ولماذا ؟؟ وكانت الإجابات داخل الأطر التالية :
- أصل مفيش وقت نقرأ ونتثقف
- أهالينا لم يعودونا على القراءة
- ما صدقنا خلصنا من كتب المدارس
- افتقاد القدوة
- ضعف مستوى التعليم
- انتشار الأمية
- ولماذا نتثقف ؟
وكانت الإجابة الأخيرة سكيناً حاداً غرس في القلب .....:
قال فرنسيس بيكون : المعرفة سلطة .... وفي هذا العالم الذي أصبح قرية واحدة أصبحت أغلى ثرواته هي المعلومة ..هي المعرفة ..فهي تصنع الفرق كل الفرق في اتخاذ القرار وحل المشكلات ..... فكيف يكون تعليق الشباب على غياب الثقافة والمعرفة هو التساؤل عن أهميتها وضرورة وجودها ....
وتعالوا نرفع الواقع فهو أول خطوات الإصلاح , ولنر معاً خطورة الموقف: أنقل أجزاء من نتائج استطلاع قام به الصحفي مختار شعيب من جريدة الأهرام ونشر في صفحة شباب وتعليم في أهرام الاثنين 22مارس 2004:
· عدد لا يستهان به من الشباب عجز عن الإجابة عن أسئلة من نوع متى قامت ثورة 1919 ؟ ومن الذي قام بها؟
· 50% قالوا أن أحمد عرابي هو اسم شارع في المهندسين ...والبعض قال أنه زعيم ثورة 1919 وآخرون قالوا عنه أنه مؤسس بنك مصر
1- عطل في الإرادة لعدم استعمالها لفترات طويلة فقد اعتاد جيل الشباب على مسايرة هواه بلا وعي
3- عدم الجدية والسلبية حتى في مواحهة نفسه
5- وأخيراً التغييب ...... أي الثقة أن كل شيء سيكون على ما يرام وأن مستقبلي سيكون مختلفاً ..وسأكون ناجحاً ثرياً سعيداً .. هكذا بلا مجهود ...يمكن بضربة حظ من أحد أرقام المليون التليفونية ....
إن العقل من أجلِّ النعم على الإطلاق التى امتاز بها الإنسان عن سائر المخلوقات، فهو موضع خطاب الإنسان وهو موضع الإدراك والتمييز ...هو المستشار المؤتمن إذا أحسن صاحبه تغذيته وهو الذي يرتفع به إلى أعلى المقامات أو يهبط به إلى درك السفلة – بمعنى الذين يعيشون في الأسفل على فتات المتقدمين وتحت أقدامهم- هو أمانة ورزق يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة.
قالوا إن الناس ثلاثة :
عالم ومتعلم والثالث همج لا خير فيه ....
فلماذا نرضى أن نكون من الهمج الذي لا خير فيه، أو كما يسمينا الكبار جبراً للخاطر العالم النامي ..... أي نمو هذا بعد حضارة جابت الآفاق ؟؟؟؟ وحكمت العالم من الصين للسين ؟؟
مطلوب من الشباب أن يعقدوا العزم على شحذ الإرادة بكل تصميم .. فالوقت لم يفت و البداية في طريق الثقافة لا عمر لها وهذه ميزة – وسوف تستجيب الإرادة المخدرة على قدر التصميم ...المهم المحاولة وإعادة المحاولة ومع تكرار المحاولات سوف يتم إنجاز المطلوب ....
أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيبقى في الأرض ....
يا شباب لن يسعنا التحليق بأجنحة مستعارة زائفة فترة طويلة ...لو لم نصنع جناحينا من داخل عقولنا وطاقاتنا فنسنسقط.
ستنهار مجتمعات المستقبل قبل أن تبدأ .. لا تجعلوا السطحية والمظهرية تسيطر على مناحي الأمور ...
لابد للإنسان أن يأخذ حياته بجدية ..فحياتنا ليست عبثاً، ونحن مسؤولون عنها في الدنيا قبل الآخرة ..والذي لا يصدق ذلك سوف يرتطم بصخور التخلف ولن ينفعه الندم حين تدوسه أقدام السائرين
بسم الله الرحمن الرحيم " كل امرئ بما كسب رهين " الطور 21 .
واجب عملي :
قرروا معي ماهو ؟
هل نحدد كتباً معينة نقرؤها ونناقشها ؟؟
أم ؟؟؟ ... أنتظر تعليقاتكم
جنين القسام
تعليق