الكتابة موهبة تحتاج إلى صقلها بالثقافة والإطلاع المستمر ، والإستفادة من تجارب الآخرين ، والتواضع والصدق مع الذات ...

لذلك يجب على الكاتب أن ينتقي العبارات والموضوعات القيمة والنافعة للناس..

وأن يخط لنفسه خطاً مستقيماً يمشي عليه ..
ونهجاً واضحاً ومفهوماً لدى الجميع..

وليعلم أنه لا يكتب لنفسه بل إنه يكتب لغيره فلا بد أن يراعي ذوق الآخرين
ونهجهم وألا يحدثهم إلا بما يعقلون ويفهمون ..

وما أجمل الكاتب الذي يترفع عن معاقرة الكلام البذيء ، ويربأ بنفسه عن الألفاظ الساقطة والمعاني الجارحة ..

إن مساحات الورق هي الميدان الذي يركض فيه الكُتاب..
ولا شك أن هذا الميدان يقف على ضفافه جماهير منهم المرتقب ومنهم المتربص لأنهم هم المعنيون الحقيقيون..
وهم القراء العابرون أو الدائمون..
فقد يجدوا في مقالتك مسكاً طيباً يحتذى به أو ريحاً خبيثاً يُنفر منه ..

وأنت الخصم والحكم لنفسك ..
فإما أن تسير قلمك بأمانة واخلاص ،وإما أن تتبعه هوى الآخرين وغاياتهم ليعانق فكراً غير فكرك وثقافة غير ثقافتك..

ومما يؤسفني أن الكثير من الكتاب ... لا يعلم أن الحبر قد يكون كالدم
لاينبغي أن يسيل إلا في أمر يربأبالقوم ويعلوا بشأنهم ...

فنجده يكتب كحاطب ليل .. كلما رأى أمرا أو قرأ خبراً أو رغب في شيء
كتب وكأن الصحف والمنتديات دفتر إحتياطي يتسلى فيه كيفما شاء..

ولا يعلم هذا أنه يعرض من خلال مايكتب فكره وعقله وثقافته ومدى إدراكه ووعيه ..
فالقلم شاهد عليه وموضحاً لما يكنه ويخفيه ..

فكم من مستور فضحه قلمه..وأبدى عواره وبواره..
لأن القلم لايرحم حتى صاحبه فلابد أن تكون حذراً عارفاً بما تطرحه وتناقشه ..

والقلم بلا شك أنه يحتاج إلى شجاعة وإقدام..

ومن أجمل الأقلام وأنبلها وأشجعها
ذلك القلم الذي يعترف بخطأه إذا اخطأ..
ويرعوي للحق إذا ظهر ..
ولن يكون هذا إلا بتجرد تام من الهوى وحب الشهرة ...

ولا نشك أن هناك أقلاماً لها ثقلها ووزنها سواء في منتدانا أو في أي مكان آخر فما العيب في الإستفادة منها ومن خبرتها من باب وتشبهوا إن لم تكونو مثلهم ...
فهم بلا شك سلكوا هذا المسلك مع من سبقهم فخرجوا بهذه الفائدة والخبرة التي منحتهم الريادة في هذا المجال ..

فما العيب إن استفدنا منهم ؟

والكاتب الذي ينزل ليزاحم لاشك أنه لن يفيد ولن يستفيد بينما الكاتب الذي
ينزل ليستفيد خبرة وينمي مهاراته هو الذي يستمر وينجح ...
لأن الموهبة لا تأتي بين يوم وليلة بل لابد من العزم والصبر ...
فلن يبلغ الإنسان منتهى الفهم والعلم مهما كان جهده وقوة ذكاءه وحنكته..
ولكنه يجتهد في جمع مايستطيع ومع ذلك يواصل المسير ولا يتوقف لكي لايتقهقر ويعود من حيث أتى فيكون بذلك خسر وقته وجهده بسبب حيرة أو قلة عزيمة ...

فدع قلمك يسير ولكن برفق وروية وحكمة سويه..
لتبلغ من العقول مبلغ الثقة ...
وتسير على طريق صلبة وقاعدة ثابتة..

ولا تجعل قلمك يخالف ضميرك..
فإنها انهزامية مشينة.... وتناقض ساذج.....
؛
؛