رسالة مفتوحة إلى إسماعيل هنية .. من الكاتبة المغربية نزهة المكي.. تعقيبا على مأساة الجمعة المأساوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ اسماعيل هنية: لقد تميزت الرسالة المحمدية الخالدة بالتخفيف و الرحمة وعدم تكليف الناس بما لا طاقة لهم به لأجل ذلك استوعبت ثقافات الشعوب و أعرافهم و تقاليدهم و أخذت تنقيها و تطهرها من كل ما هو غير مرغوب فيه و يتعارض مع فطرة الإنسان و يهين كرامته أو يقف حجرة عثرة في وجه تقدمه و تحضره ، لكن بشكل مرن يحترم الإرث الثقافي و العقائدي و العرف السائد ،حتى تمكنت من الظهور و الانتشار و تحققت المعجزة ، معجزة تكسير الرؤوس الصلبة و العقول المتحجرة التي كانت تستميت على إرث الأجداد حتى و إن كان إرثا تجلله اللعنة : لعنة التخلف و إهدار كرامة الإنسان بأبشع الأساليب .. ' هذا ما وجدنا عليه آبائنا .. 'كل ذلك بلغة الحوار والتفاهم و الدفع بالتي هي أحسن ' .. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
' من ناحية ثانية أكدت الرسالة النبوية على صيانة كرامة' الإنسان' لم تقل المسلم و إنما' الإنسان' ككل وريث الله على أرضه كيفما كانت ملته و عنصره ، ' إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ..' نعم سيدي إنها بصريح الآية الكريمة ' أكرمكم عند الله أتقاكم ..' فالتقي الورع المؤمن حق الإيمان بربه هو من يحافظ على كرامة الإنسان و لا يخدشها لأي سبب ، حتى إذا استحق هذا الإنسان العقاب لذنب ارتكبه يجب معاقبته طبقا للقانون و بطريقة تحفظ كرامته ، فكرامة الإنسان شيء مقدس لأنه سيد الأرض و خليفة ربه فيها . فأين سياستكم من هذه التعاليم المحمدية ؟ إن ما يصلنا من أخبار مخجلة عن تجاوزات و خروقات لهذه التعاليم و القيم الإنسانية التي قدستها شريعتنا الإسلامية لشيء مؤسف حقا خاصة و أنها ترتكب في أرض مقدسة مهبط كل الرسالات الإلهية أرض فلسطين و على من ؟ على شعبها المرابط أسطورة الجهاد المقدس ! لقد بلغت ذروة المأساة يوم الجمعة ، عيد المؤمنين الذي تحول إلى عيد للبؤس و الشقاء و إهدار لكرامة الإنسان .لقد تأذى ضمير كل مسلم مخلص لدينه بتلك المشاهد بل تأثر بها ضمير الإنسانية جمعاء .. وجوه من قواه ما تسمونه ' بالتنفيذية ' يكسوها الغل و الحقد ، تنهال على العزل بالهراوات ، و تقتاد أعزة القوم عراقة في النسب و النضال و الجهاد أمثال زكريا الأغا الذي ينتمي إلى عائلة فلسطينية عريقة تربى الشعب على احترامها شأنها في ذلك شأن كل العائلات الفلسطينية العريقة التي هي فوق التنظيمات و الفصائل و تمثل إحدى صمامات الأمان عنده . يقاد عزيز القوم في إذلال إلى الحجز دون مراعاة عواقب ذلك اجتماعيا و ما يمكن أن يخلفه من أذى لمشاعر أهله وعشيرته التي ستتفجر بها رغبة الانتقام للكرامة المهدورة ..
هل نسيتم نداء نبي الرحمة و العدالة و الحكمة عند فتحه لمكة ' .. من دخل بيت أبا سفيان فهو آمن .. ' أبا سفيان بكفره و جبروته الذي كان عليه و ظلمه للعباد ..رغم ذلك حفظ كرامته و هيبته و استغل موقعه في قومه ليحقن دماء المسلمين و الكفار على السواء .. ليحقن دماء الإنسانية و لا يدخل الناس في حلقة جديدة من الصراع و التطاحن و الثورة للكرامة ـ و القصد طبعا لم يكن أبا سفيان بعينه ، وإنما تاريخ عائلته و هيبتها و مقامها في مجتمعه ـ وإن ذكرت هاته الحادثة فإنما لأذكر بعرف و تقليد مازال ساريا في مجتمعنا العربي إلى الآن احترمه سيد البشرية و علينا أن نحترمه نحن أيضا مادام ساريا فينا . أتمنى أن يدرك السيد هنية خطورة فعلتة هذه التنفيذية و يصلح ما يمكن إصلاحه في حق عائلة الأغا التي لا تماثل عائلة أبي سفيان قدرا و منزلة في مجتمعها و إنما تفوقها و تتجاوزها بعلو القدر في الإيمان و النضال و تقديم الشهداء للوطن المحتل ..
و كذلك الشاعر أحمد دحبور الذي ملأت كلماته نفوس الشباب العربي من المحيط للخليج حماسة و ثورة للوطن المحتل و الأرض المقدسة ، هل يستحق هذا الصرح الأدبي أن يداس له طرف و يقتاد للحجز مثل المجرمين و كذلك الكاتب عمر الغول ؟؟ هذا دون أن ننسى الأستاذ وليد العوض الذي اتهم بالكفر و الخروج عن الملة ظلما و عدوانا .. ربما لأنه لا يحمل على جبهته وصمة السجود كما غيره ممن ألف الخنوع و الاستسلام و التواكل و إلصاق جبهته على الأرض تضرعا إلى الله ليكفيه كيد المعتدين و المحتلين !! إن وصمة صلاته مطبوعة على جسده من أثر إصابتين في ساحة الشرف .. و إيمانه يفوق إيمان أي مدعي بقضية الوطن و كرامة شعبه وحريته ..
الكرامة و الحرية التي قدسها الله و جعل احترامها فرض عين على كل إنسان و التي ديست تحت أقدام التنفيذية و أهينت و اغتصبت تحت هراواتها .. فمن من هم المؤمن و الكافر يا سيد هنية ؟؟ سيدي الفاضل .. حضرة الأخ هنية لقد كنت من أشد المؤيدين لحركتكم التي كنا نرجو منها أن تحقق العدل و تحافظ على كرامة الفلسطيني و أمنه ، لكن الآن و بعد سلسلة هاته التجاوزات المخجلة يؤسفني أن أقول لحضرتكم : لقد صارت حركة حماس .. حماس أحمد ياسين أسطورة الجهاد الفلسطيني و سيد شهدائه ، قائد و بطل كل فلسطين ، يؤسف أن أقول لقد صارت هاته الحركة المجيدة بعد اعتلائكم السلطة إلى منظمة سلطوية تحكم بالركل و الهراوات و لا تتورع عن إطلاق الرصاص في وجه العزل و اقتحام منازل الآمنين و ترويع نسائهم و أطفالهم آناء الليل و أطراف النهار دون استئذان و بلا رحمة . و أضحى من كانوا مرابطين في ساحات الجهاد و الدفاع عن الوطن و الشعب إلى جنود فصائليين ، تكفيريين عنصريين يقبعون في ثكنات الغدر منتظرين الإذن و الإشارة لينفروا خفافا للتصدي لإخوانهم في العقيدة و الوطن و المأساة لينالوا من كرامتهم و حريتهم و يزيدونهم بؤسا على بؤس و شقاء على شقاء ..
و لله الأمر من قبل و من بعد ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ اسماعيل هنية: لقد تميزت الرسالة المحمدية الخالدة بالتخفيف و الرحمة وعدم تكليف الناس بما لا طاقة لهم به لأجل ذلك استوعبت ثقافات الشعوب و أعرافهم و تقاليدهم و أخذت تنقيها و تطهرها من كل ما هو غير مرغوب فيه و يتعارض مع فطرة الإنسان و يهين كرامته أو يقف حجرة عثرة في وجه تقدمه و تحضره ، لكن بشكل مرن يحترم الإرث الثقافي و العقائدي و العرف السائد ،حتى تمكنت من الظهور و الانتشار و تحققت المعجزة ، معجزة تكسير الرؤوس الصلبة و العقول المتحجرة التي كانت تستميت على إرث الأجداد حتى و إن كان إرثا تجلله اللعنة : لعنة التخلف و إهدار كرامة الإنسان بأبشع الأساليب .. ' هذا ما وجدنا عليه آبائنا .. 'كل ذلك بلغة الحوار والتفاهم و الدفع بالتي هي أحسن ' .. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
' من ناحية ثانية أكدت الرسالة النبوية على صيانة كرامة' الإنسان' لم تقل المسلم و إنما' الإنسان' ككل وريث الله على أرضه كيفما كانت ملته و عنصره ، ' إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ..' نعم سيدي إنها بصريح الآية الكريمة ' أكرمكم عند الله أتقاكم ..' فالتقي الورع المؤمن حق الإيمان بربه هو من يحافظ على كرامة الإنسان و لا يخدشها لأي سبب ، حتى إذا استحق هذا الإنسان العقاب لذنب ارتكبه يجب معاقبته طبقا للقانون و بطريقة تحفظ كرامته ، فكرامة الإنسان شيء مقدس لأنه سيد الأرض و خليفة ربه فيها . فأين سياستكم من هذه التعاليم المحمدية ؟ إن ما يصلنا من أخبار مخجلة عن تجاوزات و خروقات لهذه التعاليم و القيم الإنسانية التي قدستها شريعتنا الإسلامية لشيء مؤسف حقا خاصة و أنها ترتكب في أرض مقدسة مهبط كل الرسالات الإلهية أرض فلسطين و على من ؟ على شعبها المرابط أسطورة الجهاد المقدس ! لقد بلغت ذروة المأساة يوم الجمعة ، عيد المؤمنين الذي تحول إلى عيد للبؤس و الشقاء و إهدار لكرامة الإنسان .لقد تأذى ضمير كل مسلم مخلص لدينه بتلك المشاهد بل تأثر بها ضمير الإنسانية جمعاء .. وجوه من قواه ما تسمونه ' بالتنفيذية ' يكسوها الغل و الحقد ، تنهال على العزل بالهراوات ، و تقتاد أعزة القوم عراقة في النسب و النضال و الجهاد أمثال زكريا الأغا الذي ينتمي إلى عائلة فلسطينية عريقة تربى الشعب على احترامها شأنها في ذلك شأن كل العائلات الفلسطينية العريقة التي هي فوق التنظيمات و الفصائل و تمثل إحدى صمامات الأمان عنده . يقاد عزيز القوم في إذلال إلى الحجز دون مراعاة عواقب ذلك اجتماعيا و ما يمكن أن يخلفه من أذى لمشاعر أهله وعشيرته التي ستتفجر بها رغبة الانتقام للكرامة المهدورة ..
هل نسيتم نداء نبي الرحمة و العدالة و الحكمة عند فتحه لمكة ' .. من دخل بيت أبا سفيان فهو آمن .. ' أبا سفيان بكفره و جبروته الذي كان عليه و ظلمه للعباد ..رغم ذلك حفظ كرامته و هيبته و استغل موقعه في قومه ليحقن دماء المسلمين و الكفار على السواء .. ليحقن دماء الإنسانية و لا يدخل الناس في حلقة جديدة من الصراع و التطاحن و الثورة للكرامة ـ و القصد طبعا لم يكن أبا سفيان بعينه ، وإنما تاريخ عائلته و هيبتها و مقامها في مجتمعه ـ وإن ذكرت هاته الحادثة فإنما لأذكر بعرف و تقليد مازال ساريا في مجتمعنا العربي إلى الآن احترمه سيد البشرية و علينا أن نحترمه نحن أيضا مادام ساريا فينا . أتمنى أن يدرك السيد هنية خطورة فعلتة هذه التنفيذية و يصلح ما يمكن إصلاحه في حق عائلة الأغا التي لا تماثل عائلة أبي سفيان قدرا و منزلة في مجتمعها و إنما تفوقها و تتجاوزها بعلو القدر في الإيمان و النضال و تقديم الشهداء للوطن المحتل ..
و كذلك الشاعر أحمد دحبور الذي ملأت كلماته نفوس الشباب العربي من المحيط للخليج حماسة و ثورة للوطن المحتل و الأرض المقدسة ، هل يستحق هذا الصرح الأدبي أن يداس له طرف و يقتاد للحجز مثل المجرمين و كذلك الكاتب عمر الغول ؟؟ هذا دون أن ننسى الأستاذ وليد العوض الذي اتهم بالكفر و الخروج عن الملة ظلما و عدوانا .. ربما لأنه لا يحمل على جبهته وصمة السجود كما غيره ممن ألف الخنوع و الاستسلام و التواكل و إلصاق جبهته على الأرض تضرعا إلى الله ليكفيه كيد المعتدين و المحتلين !! إن وصمة صلاته مطبوعة على جسده من أثر إصابتين في ساحة الشرف .. و إيمانه يفوق إيمان أي مدعي بقضية الوطن و كرامة شعبه وحريته ..
الكرامة و الحرية التي قدسها الله و جعل احترامها فرض عين على كل إنسان و التي ديست تحت أقدام التنفيذية و أهينت و اغتصبت تحت هراواتها .. فمن من هم المؤمن و الكافر يا سيد هنية ؟؟ سيدي الفاضل .. حضرة الأخ هنية لقد كنت من أشد المؤيدين لحركتكم التي كنا نرجو منها أن تحقق العدل و تحافظ على كرامة الفلسطيني و أمنه ، لكن الآن و بعد سلسلة هاته التجاوزات المخجلة يؤسفني أن أقول لحضرتكم : لقد صارت حركة حماس .. حماس أحمد ياسين أسطورة الجهاد الفلسطيني و سيد شهدائه ، قائد و بطل كل فلسطين ، يؤسف أن أقول لقد صارت هاته الحركة المجيدة بعد اعتلائكم السلطة إلى منظمة سلطوية تحكم بالركل و الهراوات و لا تتورع عن إطلاق الرصاص في وجه العزل و اقتحام منازل الآمنين و ترويع نسائهم و أطفالهم آناء الليل و أطراف النهار دون استئذان و بلا رحمة . و أضحى من كانوا مرابطين في ساحات الجهاد و الدفاع عن الوطن و الشعب إلى جنود فصائليين ، تكفيريين عنصريين يقبعون في ثكنات الغدر منتظرين الإذن و الإشارة لينفروا خفافا للتصدي لإخوانهم في العقيدة و الوطن و المأساة لينالوا من كرامتهم و حريتهم و يزيدونهم بؤسا على بؤس و شقاء على شقاء ..
و لله الأمر من قبل و من بعد ..
الكاتبة المغربية نزهة المكي المملكة المغربية
تعليق