أحمد الحصري: نلت الشهادة كما تمنيت
غزة/صابرون - 2007-08-28
"أبومجاهد" بطل فلسطين وغزة هاشم ، عريس في الدنيا وفي الجنة، فارس الثأر والانتقام أحب الجهاد والمقاومة منذ نعومة أظفاره، قدم نفسه رخيصة ابتغاء مرضاة الله، أحمد أنت لم ترحل عنا فأنت في القلب باقٍ، فلقد رحلت ورزقك الله بالشهادة،كم كنت تتمنى فشوارع غزة وأزقتها ومساجدها ،مازالت تذكرك فأثرك خالد في كل مكان.
ولد الشهيد أحمد الحصري "25 عاما" في مدينة غزة وسط عائلة فلسطينية مجاهدة، وترعرع في مسقط رأسه حي الدرج في أحضان مسجد عز الدين القسام، وتزوج قبل استشهاده بأسبوع.
وتلقى تعليمه في مدراس قطاع غزة حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة المعتصم بالله ،وكان من التلاميذ المجتهدين، وأكمل المرحلة الإعدادية في مدرسة اليرموك، وانخرط في نشاطات الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة معروف الرصافي ،وعرف بين أقرانه بنبوغه وسرعة بديهته كما كان يدعو الطلاب إلى المقاومة والجهاد .
وقد التزم الشهيد أحمد في مسجد الشهيد عز الدين القسام بحي الدرج وسط مدينة غزة المجاور لمنزله ، وقد امتاز بالمحافظة على صلاة الفجر في الصفوف الأولى. والتزم بحلقات القرآن الكريم وحضور الدروس الدعوية، وكان يحفظ القرآن لأشبال المسجد ويحثهم عل حفظ القرآن ،وتعلم الدين من فقه وعقيدة ويزرع في قلبوهم حب الوطن والجهاد والمقاومة حتى دحر الاحتلال من كل فلسطين.
واتصف شهيدنا البطل بصفات حميدة، فهو العابد والزاهد والناسك، والبار لله ولوالديه، والمطيع لأحبابه وجيرانه، ولا يخشى في الله لومة لائم. كانت علاقته الاجتماعية بمن حوله تحيطها المحبة والوفاء والمودة والإحسان والتقوى وكان يتميز بالهدوء والصدق.
مشوار الجهاد والمقاومة
وانضم فارسنا المقدام إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ نعومة أظافره، حيث انضم إلى الكتلة الإسلامية وهو في المرحلة الإعدادية وعمل مع إخوانه في مسجد عز الدين القسام ضمن لجنة العمل التطوعي, وكان مسئول العمل الجماهيري في منطقته في مدينة غزة.
تعرف شهيدنا في مسجده على الشهيد القائد ماجد حبشي، القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام في حي الدرج وتأثر به، وفي عام 2003 انضم شهيدنا الى كنائب القسام ليتلقى الدورات العسكرية، ويتعلم فنون الجهاد والمقاومة وينضم الى الوحدة الخاصة في كتائب القسام، ويعتمد عليه اخوانه في الكثير من المهام الصعبة في رصد قوات الاحتلال المتاخمة لحدود القطاع، وفي قصف قذائف الهاون على ارتال الدبابات التي ترابط على اطراف مدينة غزة.
شارك الشهيد أبومجاهد في الكثير من العمليات الجهادية ،حيث كان يتصدى لقوات الاحتلال خلال الاجتياحات وكان من المرابطين على الثغور. ورغم المدة التي لم تتجاوز أربع سنين قضاها شهيدنا في العمل العسكري في كتائب القسام، إلا انه كان نعم الجندي المجاهد والمرابط.
وكان الشهيد أحمد صديق لكثير من الشهداء الكرام وخاصة أبناء القسام، فقد تأثر بهم وأصر على اللحاق بهم والمضي على طريقهم ومنهم محمد التتر، وعمار مشتهى، وتامر حلس، وخالد المصري، ماجد حبشي، ومحمد الخولي، ورائد عبد العال.
وكذلك تأثر الشهيد بعمه خضر الحصري الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيوني،بتاريخ 1-9-2003 داخل سيارة كان يقودها في شارع الوحدة بمدينة غزة، وأيضا ابن عمه عبد الجبار الحصري.
استشهاده
واستشهد القسامي أحمد الحصري في السادس من شهر سبتمبر 2006، خلال الاجتياح الصهيوني لبلدة بيت حانون وحي التفاح، حيث أصر شهيدنا أحمد على التصدي للاجتياح الصهيوني ،مع أنه لم يمض على زواجه سوى أسبوع، ولكنه أبى الجلوس بالبيت بينما قوات الاحتلال الصهيوني تجتاح وتقتل وتدمر وتقصف. فلبس زيه العسكري وحمل سلاحه وذهب للتصدي لقوات الاحتلال بالقرب من جبل الريس، وقام بضرب القوات الخاصة وأسكت نيرانها وأراد أن يضرب أحد الدبابات، ففوجئ بالدبابة تخرج من أحد المواقع وتطلق عليه النيران، فسقط شهيداً.
ويروي أصدقاء وأهل الشهيد لمراسل "صابرون" ان الشهيد أحمد الحصري ظهرت له كرامات بعد استشهاده ،وكانت رائحة دمه مسكا وروائح طيبة ، والابتسامة لم تفارق ووجهه، وكان رافعاً لأصبع السبابة، ونور في وجهه. فرحمك الله يا شهيدنا...و أدخلك الله فسيح جناته.
تعليق