الحكومات الملتحية تحكم بما لم ينزل الله
ما لم يخرج الاسلاميون من وهم الدولة الملتحية، واعادة الخلافة الاسلامية، لن يستطيعوا ان يتصالحوا مع الحياة ويخدموا مجتمعاتهم.
كإسلامي واقعي، انصح اخواني من الاسلاميين، على شتى مشاربهم، الايمان بالدولة المدنية، والانخراط في العصر، بعيدا عن اوهام الدولة الدينية، ومحاولة لي عنق التاريخ لاثبات اقامة الدولة الدينية.
لا يوجد في التراث شيء يثبت اقامة الدولة الثيوقراطية، ونحن اذ نكرس مثل هذه الفكرة في عقول الشباب المسلم، نزيده ابتعادا عن العصر والحداثة، ونمنعه من حيث لا نشعرالاندماج في المواطنة وفي العصر والواقع، او الولاء لارضه، بحجة الاممية الاسلامية. اننا بادعاء الدولة الدينية، نحاصر الدين الجميل، ونقيم عليه اقامة جبرية في زقاق مثل هذا المفهوم.
الاسلام جاء ليرسخ المنظومة القيمية، وليحفظ التوازن الروحي في المجتمع كي لا ينحدر المجتمع في الماديات.
اقول ذلك، وانا اشاهد المعركة المتأججة بين اسلاميي الاردن والحكومة، بسبب انتخابات البلدية.
مشكلة التيار الاسلامي في اكثر من منطقة عربية انه يعتبر نفسه الناطق الرسمي عن الله، وهو من يمتلك صكوك الجنة والنار، وان كل ما يأتي من الحداثة او الدولة المدنية كفر وفسق وزندقة. المشكلة تكمن في ايمان بعض اسلاميي العالم العربي بإقامة دول دينية وقد وقعوا في التناقضات، واصبح اغلبهم يرتدي معطف. المشكلة في بعض الاسلامويين، انهم ينادون باعادة (دولة الاسلام)، لكنك لو اعطيتهم السلطة، تراهم يتعاطون معها كما يتعاطون مع اي خطبة جمعة، يمتلكون اكياسا من العواطف والانفعالات والانشائيات، يلقونها من على المنبر على رؤوس المصلين، في الوقت الذي فيه تحتاج ادارة الحكم والدولة الى رؤية وعقول.
الدولة تعني تدبير شؤون العباد، بعيدا عن فنتازيا الميتافيزيقيا، وهوامات التغيير، او يوتوبيا الاحلام. مشكلة الاسلامويين أنهم يختزلون المشاكل الدولية، وتعقيدات الشرق الاوسط، بما فيها افرازات العولمة والحداثة في الفاظ تبسيطية تسطيحية. انهم حائرون بين رومانسية الثورة ومغريات الدولة.
يتكئون على التاريخ في تفكيك الحداثة، ويستندون على نيستولوجيا فاقعة في قراءتهم لواقع، يحتاج الى قراءة رقمية علمية معرفية.
امراض الاسلامويين في كل منطقة هي هي، لا تتغير. اشعال حرائق مع السلطة لإشباع غريزة جوع الطبقات المهمشة، المزدحمة على ارصفة الفقر والبطالة.
هم لا يطعمون الناس بسكويتا ولاخبزا، وانما اكثر هذه الحرائق تأتي على بقية ديكور العلاقة المتبقية بينهم وبين المجتمع والسلطة. والنتيجة: هي ضياع المصلحة، التي تصبح بمثابة الحمار، تماما كمايقول الشاعر:
ذهب الحمار بام عمر فلا رجعت ولا رجع الحمار.
ما حدث في غزة من استيلاء حماس على السلطة بالقوة أضر بالاسلاميين في كل العالم الاسلامي. هذا الحدث كرس ازمة الثقة التي ترسخت بسبب التجارب ما بين الكثير من الانظمة العربية وبعض الحركات الاسلاموية. وبالطبع المشهد الدراماتيكي التراجيدي الذي حدث في غزة ليس بعيدا عن الاردن او لبنان او مصر او اي احد يطمح بتأسيس جمهورية ملتحية، خصوصا ونحن نشهد صورا مرعبة من اغتيال الحداثة والعصرنة وحقوق الانسان على مذابح الايديولوجيا في العالم الاسلامي.
بعض هؤلاء الاسلاميين كي ينجحوا مع الواقع عليهم اولا مصالحة العصر بلا ديماغوجية. يجب عليهم التقليل من زرع المشانق الايديولوجية، التي ينصبونها ضد كل من يختلف معهم ولو كان هدف نقده مصلحتهم. اذا كنا، نحن كاسلاميين، اصبنا بفوبيا حكم الاسلاميين، لما نشاهده من ترهيب لنا، لاننا نمارس النقد الفكري!
ليس ما اكتبه تبريرا للانظمة، وليس من قبيل مسح الجوخ، او احراق البخور، ولكن الهدف توصيل رسالة، بعد طول تجربة اننا كاسلاميين لو خيرنا بين اي نظام عربي يعاني من ثغرات في حقوق الانسان، وبين حكومة ملتحية، توزع بسكويتا بلاستيكيا على انه من الجنة، سنختار الاول.
بقلم : ضياء الموسوي
ما لم يخرج الاسلاميون من وهم الدولة الملتحية، واعادة الخلافة الاسلامية، لن يستطيعوا ان يتصالحوا مع الحياة ويخدموا مجتمعاتهم.
كإسلامي واقعي، انصح اخواني من الاسلاميين، على شتى مشاربهم، الايمان بالدولة المدنية، والانخراط في العصر، بعيدا عن اوهام الدولة الدينية، ومحاولة لي عنق التاريخ لاثبات اقامة الدولة الدينية.
لا يوجد في التراث شيء يثبت اقامة الدولة الثيوقراطية، ونحن اذ نكرس مثل هذه الفكرة في عقول الشباب المسلم، نزيده ابتعادا عن العصر والحداثة، ونمنعه من حيث لا نشعرالاندماج في المواطنة وفي العصر والواقع، او الولاء لارضه، بحجة الاممية الاسلامية. اننا بادعاء الدولة الدينية، نحاصر الدين الجميل، ونقيم عليه اقامة جبرية في زقاق مثل هذا المفهوم.
الاسلام جاء ليرسخ المنظومة القيمية، وليحفظ التوازن الروحي في المجتمع كي لا ينحدر المجتمع في الماديات.
اقول ذلك، وانا اشاهد المعركة المتأججة بين اسلاميي الاردن والحكومة، بسبب انتخابات البلدية.
مشكلة التيار الاسلامي في اكثر من منطقة عربية انه يعتبر نفسه الناطق الرسمي عن الله، وهو من يمتلك صكوك الجنة والنار، وان كل ما يأتي من الحداثة او الدولة المدنية كفر وفسق وزندقة. المشكلة تكمن في ايمان بعض اسلاميي العالم العربي بإقامة دول دينية وقد وقعوا في التناقضات، واصبح اغلبهم يرتدي معطف. المشكلة في بعض الاسلامويين، انهم ينادون باعادة (دولة الاسلام)، لكنك لو اعطيتهم السلطة، تراهم يتعاطون معها كما يتعاطون مع اي خطبة جمعة، يمتلكون اكياسا من العواطف والانفعالات والانشائيات، يلقونها من على المنبر على رؤوس المصلين، في الوقت الذي فيه تحتاج ادارة الحكم والدولة الى رؤية وعقول.
الدولة تعني تدبير شؤون العباد، بعيدا عن فنتازيا الميتافيزيقيا، وهوامات التغيير، او يوتوبيا الاحلام. مشكلة الاسلامويين أنهم يختزلون المشاكل الدولية، وتعقيدات الشرق الاوسط، بما فيها افرازات العولمة والحداثة في الفاظ تبسيطية تسطيحية. انهم حائرون بين رومانسية الثورة ومغريات الدولة.
يتكئون على التاريخ في تفكيك الحداثة، ويستندون على نيستولوجيا فاقعة في قراءتهم لواقع، يحتاج الى قراءة رقمية علمية معرفية.
امراض الاسلامويين في كل منطقة هي هي، لا تتغير. اشعال حرائق مع السلطة لإشباع غريزة جوع الطبقات المهمشة، المزدحمة على ارصفة الفقر والبطالة.
هم لا يطعمون الناس بسكويتا ولاخبزا، وانما اكثر هذه الحرائق تأتي على بقية ديكور العلاقة المتبقية بينهم وبين المجتمع والسلطة. والنتيجة: هي ضياع المصلحة، التي تصبح بمثابة الحمار، تماما كمايقول الشاعر:
ذهب الحمار بام عمر فلا رجعت ولا رجع الحمار.
ما حدث في غزة من استيلاء حماس على السلطة بالقوة أضر بالاسلاميين في كل العالم الاسلامي. هذا الحدث كرس ازمة الثقة التي ترسخت بسبب التجارب ما بين الكثير من الانظمة العربية وبعض الحركات الاسلاموية. وبالطبع المشهد الدراماتيكي التراجيدي الذي حدث في غزة ليس بعيدا عن الاردن او لبنان او مصر او اي احد يطمح بتأسيس جمهورية ملتحية، خصوصا ونحن نشهد صورا مرعبة من اغتيال الحداثة والعصرنة وحقوق الانسان على مذابح الايديولوجيا في العالم الاسلامي.
بعض هؤلاء الاسلاميين كي ينجحوا مع الواقع عليهم اولا مصالحة العصر بلا ديماغوجية. يجب عليهم التقليل من زرع المشانق الايديولوجية، التي ينصبونها ضد كل من يختلف معهم ولو كان هدف نقده مصلحتهم. اذا كنا، نحن كاسلاميين، اصبنا بفوبيا حكم الاسلاميين، لما نشاهده من ترهيب لنا، لاننا نمارس النقد الفكري!
ليس ما اكتبه تبريرا للانظمة، وليس من قبيل مسح الجوخ، او احراق البخور، ولكن الهدف توصيل رسالة، بعد طول تجربة اننا كاسلاميين لو خيرنا بين اي نظام عربي يعاني من ثغرات في حقوق الانسان، وبين حكومة ملتحية، توزع بسكويتا بلاستيكيا على انه من الجنة، سنختار الاول.
تعليق