التاريخ السياسي .. هذا العلم الوحيد الذى يعيد الأحداث القديمة ويربطها بالأحداث الجديدة .. هذا العلم الوحيد وهو التاريخ السياسي هو الذى يجدد جلده كجلد الأفعى .. الأحداث القديمة تعود الى متشابهة كما ولو كانت أحداث حدثت فى وقتنا الحاضر ..
سوف أثبت لكم أن الأحداث القديمة تتشابه بالاحداث الجديدة ... وأن سقوط بغداد عام 656هـ .
تشبة الى حد كبير ما حصل فى وقتنا الحاضر ..
نذكر قصة سقوط بغداد على يد المغول ..
كان هجوم المغول فى ذلك الوقت متجهاً نحو الشمال من مناطق أسيا الوسطى والصين ومناطق أعالى بحر قزوين وبحر إيجه .. ولم يفكروا المغول فى الهجوم على بغداد ثم على باقى المناطق الإسلامية إلا بعد أن حصل مناوشات بين الدولة الخوارزمية التى تعتبر دولة شيعية مسيطرة على الخلافة العباسية .. حيث وصلت سيطرتها على الخلافة العباسية انها كانت تعزل خليفة وتُنصب خليفة ثم تعود وتعزله فى يومٍ واحد .. هذه الدولة الخوارزمية تعتبر من أقوى الدول فى المشرق وهى البوابة الاولى لحماية بغداد خطأها أنها تناوشت مع المغول مع العلم ان المغول لم يكن يفكر فى غزوها بسبب قوتها وضخامة الجيش الخوارزمى مما جعل تيمورلنك فى ذلك الوقت يعيد حسابات الغزو ويغير سير جيشه الى خوارزم هذه الدولة الخوارزمية وتعنتها وغطرستها تحركت جحافل المغول بعد تدمير خوارزم عاصمة هذه الدولة .. بالإتجاه نحو بغداد ..
وهنا نقول ماذا حصل اليوم ... حصل أننا ساعدنا صدام حسين بكل ما أوتينا من مال وقوة .. حتى أُنهكت أرواح عديدة فى حرب ضروس كانت بين فكر إيرانى ثورى جديد ينادى لمذهبه ويحاول أن يفرضه بكل اصقاع الأرض .. وبين فكر بعثى ملحد لا يعطى لحقوق أى إنسان مقدار ووزن لإنسانيته ..
قامت تلك الحرب بين إيران والعراق .. مع العلم ومع كل العلم لنا أن هناك من المحللين السياسيين وشيوخ العلم من حذرنا من أن كلا الطريفين إذا خرجا من هذه المعركة منتصراً سوف يكون إلتفافة الى العرب وبالذات لمن كان له تدخل فى هذه الحرب من قريب او من بعيد .... وكانت أكبر مصيبة على العرب وكل وجه الارض قاطبة بعد هذه الحربالأيرانية والعراقية .. حرب الخليج بكل الاعيبها ....
ثم أتت أمريكا بكل جحافلها .. ولم تترك العراق حتى أنهكته بمعاونة المعارضة فى الخارج الذين كانوا منتشرين فى العواصم الاوربية .. إلى وقتنا الحاضر وحتى وقت زوال حكم صدام مازلوا هناك ولم ياتوا الى العراق .. أعجبهم المكوث فى العواصم الأوروبية وأرسلوا مناديباً لهم ليحكموا العراق مع أمريكا ...
خلاصة قولى وهو الاهم فى هذا ... أن الاحداث مازالت تتكرر لأن إيران مازالت فى تعنتها فى قضية المفاعل النووى .. وأحسب أن بعد أنتهاء قضية كوريا الشمالية التى وافقت على إنهاء ملفها النووى لدى الأمم المتحدة وبالذات أمريكا .. سوف تكون إيران فى الساحة لوحدها .. وما أظن أن روسيا تستمر فى دعم إيران لأنها كانت من قبل تدعم صدام فى قضيتة أمام الحصار وتخلت عنه ببعض من اموالٍ أخذتها من طاولات الكواليس لتنعش جزء من إقتصادها المنهار ...
ماذا يبقى لنا ... بغداد وقد دخلها كل من هب ودب مهربون الآثار وأخذوا بقية حضارات الأمم السابقة وسلبت ونهبت .. وسال دمائها أمام أعيننا فى ظرف إسبوع ..
ماذا يبقى لنا بعد التعنت الايرانى الأن هل سيحصل حربٌ ضروس فى منطقة الخليج ؟! لو حصل أعتقد أنه هذا ما جنته أيدينــــــا .. فى حق سياساتنا واخطائنا التى لم نتداركها إلا بعد فوات الاوان .. وهنا ألتجئ الى ربى أن يحمينا .. من كل الشرور ..
أعوذ بالله مما يحصل لنــــــا ... واعوذ بالله من هوجاس فكرى هذا ...
تعليق