لا تستغرب حين نمزقك بقواطعنا
تمادت حماس بتصويرها لفيلمها الشنيع بحق أبناء حركة فتح مقللة من تاريخهم النضالي العريق، عندما صورت أبناء الحركة على أنهم ' فئران ' تجري أمام الاسد الكبير، وكأن غزة أصبحت غابة والبقاء فيها للأقوى.
وعلى الرغم من كل الدلالات السلبية التي يحملها هذا الفيلم الكرتوني وما فيه من تطاول على حركة تحرير وطنية عمدت تاريخها النضالي بآلاف الشهداء قبل أن تولد تلك الحركة الفتية التي لا يتجاوز عمرها العقدين الأخيرين من الزمن، إلا أن هذا الفيلم يعطي تعبيراً صادقاً من ناحية اخرى عن طبيعة الفكر الذي تحمله حركة حماس ضد أبناء شعبها حين تصورهم بأنهم فئران وبالتالي فهي تتطاول على جزء كبير من أبناء هذا الشعب واصفة إياهم بالفئران، فكما هو معروف بأن حركة فتح من أكبر حركات التحرر الفلسطينية على الساحة ولا تضاهيها أي من الفصائل الأخرى من حيث النشأة أو من حيث عدد الأعضاء.
ويتسائل البعض – والعبد الفقير لله منهم – أين كان ذلك الأسد حين كانت ثعابين الإحتلال تعيث في الأرض خراباً ؟ ولماذا لم يستأسد حين انهالت تلك الثعابين تفتك بأبناء غابته وتعيث فيها فساداً ؟
ربما كان مخرجوا ذلك الفيلم قد قرأو لقصة كليلة ودمنة لصاحبها ابن المقفع ( رحمه الله ) حين صور الحياة في مدينته مثل الغابة التي يفترس فيها الحيوان القوي من هو أضعف منه باعتبار أن الحياة في غابة ابن المقفع قائمة على منطق القوة.
أو ربما كان مخرجوا هذا الفيلم والقائمين على القناة التي أخرجته قارئين لكتاب الأمير لصاحبه ميكافيلي وحكمته الشهيرة بأن الخوف من الحاكم أفضل للحاكم من حب الرعية له، فيجب على الحاكم أن يستأسد أمام أبناء عشيرته دون أي اعتبار لأي منطق أخلاقي أو قانوني سوى قانون القوة وقانون الغاب.
ولكن ربما غاب عن ذلك الفكر الحمساوي العتيد بأن ذلك الأسد عند إبن المقفع قد تساقطت أنيابه وهرمت مخالبه وتحولت قواطعه إلى اياد ناعمة غير قادرة على فعل شيئ وفي ذلك الوقت تطاولت عليه جميع سكان (حيوانات) الغابة، فأصبح أسداً من ورق لا يحصد ولا يجني سوى تطاول الذئاب عليه بكل مكر ودهاء.
ولم يقرأ مخرجوا الفيلم قوانين التطور التاريخي لدى ابن خلدون أو لدى نيتشة أو أي ممن درسوا تاريخ تطور المجتمعات الإنسانية منها والحيوانية ليدركوا أن عجلة الزمن تدور رحاها، بل نكاد نجزم بأن البعض منهم لم يقرأ سوى تلك البطولات الأسطورية في الميثيولوجيا الإغريقية القديمة ونسجوا حولها أحلامهم باستمرار تلك اللحظة التاريخية التي وجدوا أنفسهم فيها.
فلتقف أيها الأسد حذراً من تلك الفئران فلربما بقيت قواطعها أشد فتكاً من أنيابك ومخالبك، ولتعتذر وتنحني أمامها فهي بركان ثائر في غابتك المصونة
عمان فراس برس: كتب أسير الوطن
تمادت حماس بتصويرها لفيلمها الشنيع بحق أبناء حركة فتح مقللة من تاريخهم النضالي العريق، عندما صورت أبناء الحركة على أنهم ' فئران ' تجري أمام الاسد الكبير، وكأن غزة أصبحت غابة والبقاء فيها للأقوى.
وعلى الرغم من كل الدلالات السلبية التي يحملها هذا الفيلم الكرتوني وما فيه من تطاول على حركة تحرير وطنية عمدت تاريخها النضالي بآلاف الشهداء قبل أن تولد تلك الحركة الفتية التي لا يتجاوز عمرها العقدين الأخيرين من الزمن، إلا أن هذا الفيلم يعطي تعبيراً صادقاً من ناحية اخرى عن طبيعة الفكر الذي تحمله حركة حماس ضد أبناء شعبها حين تصورهم بأنهم فئران وبالتالي فهي تتطاول على جزء كبير من أبناء هذا الشعب واصفة إياهم بالفئران، فكما هو معروف بأن حركة فتح من أكبر حركات التحرر الفلسطينية على الساحة ولا تضاهيها أي من الفصائل الأخرى من حيث النشأة أو من حيث عدد الأعضاء.
ويتسائل البعض – والعبد الفقير لله منهم – أين كان ذلك الأسد حين كانت ثعابين الإحتلال تعيث في الأرض خراباً ؟ ولماذا لم يستأسد حين انهالت تلك الثعابين تفتك بأبناء غابته وتعيث فيها فساداً ؟
ربما كان مخرجوا ذلك الفيلم قد قرأو لقصة كليلة ودمنة لصاحبها ابن المقفع ( رحمه الله ) حين صور الحياة في مدينته مثل الغابة التي يفترس فيها الحيوان القوي من هو أضعف منه باعتبار أن الحياة في غابة ابن المقفع قائمة على منطق القوة.
أو ربما كان مخرجوا هذا الفيلم والقائمين على القناة التي أخرجته قارئين لكتاب الأمير لصاحبه ميكافيلي وحكمته الشهيرة بأن الخوف من الحاكم أفضل للحاكم من حب الرعية له، فيجب على الحاكم أن يستأسد أمام أبناء عشيرته دون أي اعتبار لأي منطق أخلاقي أو قانوني سوى قانون القوة وقانون الغاب.
ولكن ربما غاب عن ذلك الفكر الحمساوي العتيد بأن ذلك الأسد عند إبن المقفع قد تساقطت أنيابه وهرمت مخالبه وتحولت قواطعه إلى اياد ناعمة غير قادرة على فعل شيئ وفي ذلك الوقت تطاولت عليه جميع سكان (حيوانات) الغابة، فأصبح أسداً من ورق لا يحصد ولا يجني سوى تطاول الذئاب عليه بكل مكر ودهاء.
ولم يقرأ مخرجوا الفيلم قوانين التطور التاريخي لدى ابن خلدون أو لدى نيتشة أو أي ممن درسوا تاريخ تطور المجتمعات الإنسانية منها والحيوانية ليدركوا أن عجلة الزمن تدور رحاها، بل نكاد نجزم بأن البعض منهم لم يقرأ سوى تلك البطولات الأسطورية في الميثيولوجيا الإغريقية القديمة ونسجوا حولها أحلامهم باستمرار تلك اللحظة التاريخية التي وجدوا أنفسهم فيها.
فلتقف أيها الأسد حذراً من تلك الفئران فلربما بقيت قواطعها أشد فتكاً من أنيابك ومخالبك، ولتعتذر وتنحني أمامها فهي بركان ثائر في غابتك المصونة
تعليق