رام الله-فلسطين برس- أدانت وزارة السياحة والآثار أعمال التدمير الجارية منذ عدة أيام في موقع تل السكن الأثري في غزة.
وأشارت الوزارة في بيان صحفي أن آليات تابعة لجامعة فلسطين الدولية قد قامت بتجريف الجزء الغربي من التل بما تسبب في تدمير سويات ومباني أثرية، منوهة إلى أن الجامعة كانت قد ألتزمت في فترة سابقة بعدم المس بالموقع.
ولفتت الوزارة إلى قيام جامعة غزة للبنات بتجريف أجزاء واسعة من الموقع الأثري في الجهة الشمالية من الموقع امتدت إلى أعماق الموقع الأثري، إضافة إلى أخذ التراب من المنطقة الغربية للموقع الأثري.
وأكدت أن هناك اعتداءات مكثفة على الموقع من قبل بعض المواطنين الذين يقومون بوضع اليد على أجزاء من الموقع الأثري، وإقامة بيوت مؤقتة بدون ترخيص إلى جانب نقل الرمال بدون ترخيص من أرض الموقع الأثري.
وأشارت أن الاعتداءات طالت أجزاء واسعة من الموقع الأثري لتشمل تدمير طبقات حضارية تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ الموقع وهي تتراوح ما بين التدمير الكامل والجزئي وكافة ألأعمال الجارية غير المرخصة من قبل دائرة الآثار والتراث الثقافي.
وأعربت الوزارة عن أسفها لهذا التدمير الذي جاء على يد مؤسسات يفترض بها أن تحافظ على التراث الثقافي، والتي استغلت لظروف السياسية التي تمر بها البلاد، ولم تمتثل للتعليمات الصادرة بوقف أعمال التدمير في الموقع.
ويعتبر تل السكن، الواقع على بعد خمسة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة غزة أحد أهم المواقع الأثرية في محافظات غزة، وجرت فيه تنقيبات فلسطينية، فرنسية مشتركة سنة 1998 وأظهرت التنقيبات العلمية أن الموقع قد سكن في مرحلتين رئيسيتين الأولى في العصر البرونزي المبكر (3200-3000 قبل الميلاد) والثانية في العصر البرونزي المبكر الثالث (2650-2200 قبل الميلاد).
كما بينت التنقيبات الأهمية الكبيرة لهذا الموقع في دراسة التاريخ الحضاري لمدينة غزة والتاريخ الحضاري الفلسطيني بوجه عام، كما ألقت التنقيبات الضوء على العلاقات الحضارية ما بين فلسطين ومصر في هذه الفترة المبكرة.
وحملت الوزارة كافة الجهات المتورطة في هذه الاعتداءات المسؤولية الكاملة عنها وستقوم بالملاحقة القانونية للمعتدين الذين يستغلون الظروف الخاصة التي تمر بها البلاد لتنفيذ اعتداءاتهم بهدف فرض أمر واقع في هذه المنطقة الأثرية الحساسة.
وأهابت الوزارة بكافة الهيئات الوطنية والأكاديمية والأهلية في محافظات غزة أن تقوم بتحمل مسؤولياتها لضمان الوقف الفوري للاعتداء على موقع تل السكن والحفاظ على المواقع الأثرية الأخرى في محافظات غزة.
تعليق