هو السؤال الذي يسأل اليوم في ذكراه المؤلمة ، في ذكرى اغتيال رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي، ذلك السؤال الذي يقول " لماذا كتم صوت ناجي العلي " لماذا ذهبت صورة حنظلة من أمامنا ؟ ، ومن هو حنظلة الذي غيب عن أعيننا ؟
هو التوقيع الذي كان يوقع به ناجي العلي على رسوماته ، وهو يمثل صبيا ً في العاشرة من عمرة ، أدار وجهة للقارئ العربي عاقدا بدية خلف ظهرة بعد سنة 1973 م ، فولد حنظلة ليكون الإيقونة التي تمثل الانهزام والضعف الفلسطيني للأنظمة العربية .
يقول ناجي العلي عن حنظله "سيظل حنظلة في العاشرة من عمرة حتى يعود إلى فلسطين ثم يبدأ بالكبر ، وعن تكتيف يدية يشير ناجي " كتفته بعد حرب 1973 لان المنطقة شهدت عملية تطويع وتطبيع شاملة وتكتيف الطفل دلالة على رفض حلول التسوية الأميركية ، وسئل ناجي العلي عن موعدة رؤية وجه حنظله فأجاب " عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وانسانيتة ".ولم يكن عند ناجي العلي شخصية حنظله فحسب بل كانت شخصية المرأة الفلسطينية المسماة " فاطمة " فكانت شخصيتها لا تهادن على عكس زوجها ، وكانت تظهر شخصية السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له والذي يمثل القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة ، وكذلك ظهرت شخصية الجندي الإسرائيلي طويل الأنف الذي في اغلب الأحيان يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال وخبيثا ً أمام القيادات الانتهازية .
فمن هو ناجي العلي الذي اظهر هذة الشخصيات المختلفة ، ولد حيث ولد المسيح عليه السلام، بين طبرية في الناصرة في قرية الشجرة بالجليل الشمالي " لا يعرف تاريخ ميلاده بالتحديد ويرجح في عام 1937م ". خرج من هناك بعد عشر سنوات في عام 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان ، وبعد ان عاش في المخيم اعتقلته القوات الإسرائيلية فقضى معظم وقته بالزنزانة يرسم على جدارنها ، واعتقلتة القوات البنانية اكثر من مرة ، وبعد الإفراج عنة من ثم سافر إلى طرابلس ونال على شهادة ميكانيكا السيارات وتزوج من وداد نصر من بلدة صفورية الفلسطينية وأنجب منها أربعة اولاد "خالد واسامة وليال وحسنية .
ومن ثم ذهب إلى الكويت ليرسم في صفحاتها ويعمل محررا ًفي الطليعة الكويتية والسياسة الكويتية والقبس الكويتية والقبس الدولية ، وطرد منها إلى لندن لتكون المحطة النهائية لناجي العلي ، في الفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة الجزيرة قبل فترة يتم التساؤل " من قتل ناجي العلي ؟" يقول خالد بن ناجي العلي إنه لا يبرئ ياسر عرفات من تهمة اغتيال والده، ومن ثم يضيف في موضع آخر قائلا ً "يشرفنا أكثر أن يكون الموساد هو من اغتاله".
رحل ناجي المعلم والمثقف إلى الله ، وترك مأثرة المشرقة ، فترك لنا حنظله وترك لنا فاطمة ، وترك لنا كلماته " لست مهرجاً... ولست شاعر قبيلة. إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث أن تعود، ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا، أنا متهم بالانحياز، وهي تهمة لا أنفيها. أنا لست محايداً، أنا منحاز لمن هم 'تحت' الذين يرزحون تحت نير الأكاذيب، وأطنان التظليلات... وصخور القهر والنهب وأحجار السجون والمعتقلات. أنا منحاز لمن ينامون في مصر بين قبور الموتى، ولمن يقضون لياليهم في لبنان يشحذون السلاح الذي سيستخرجون به شمس الصباح، ولمن يقرؤون كتاب الوطن في المخيمات ".
قال لنا ناجي العلي يوما ً " الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة ، أنها بمسافة الثورة " حقا يا ناجي ان فلسطين قريبة منا بقربنا من ثورتك التي تركت لنا معالمها ، وصدقت يا ناجي يا صاحب القلم الحر عندما قلت " اللي بدو يكتب عن فلسطين، واللي بدو يرسم عن فلسطين،لازم يعرف حاله ميت. أنا مش ممكن أتخلى عن مبادئي ولو على قطع رقبتي " .
اقوال ناجي العلي
"أرسم لأصل فلسطين"
لقد كنت قاسياً على الحمامة لأنها ترمز للسلام ..والمعروف لدى كل القوى ماذا تعنيهالحمامة ،
إني أراها أحيناً ضمن معناها أنها غراب البين الحائم فوق رؤوسنا ، فالعالم أحبالسلام وغصن الزيتون ، لكن هذا العالم تجاهل حقنا في فلسطين لقد كان ضمير العالم ميتاً والسلام الذي يطالبوننا به هوعلى حسابنا ، لذا وصلت بي القناعة إلى عدم شعوري ببراءة الحمامة"
ناجي العلي
كانت هناك أشياء كثيرة تدعو لليأس ، في تلك اللحظة كان هناك لون رمادي يحيط بالأفقلكنني شعرت بتحفز داخلي غريب ، إن حواسي تصبح أكثر وضوحاً أن أشير إلى نافذة مفتوحةفي الأافق يبدو منها خيط من النور وأن أعري أولئك الذين لا يكفون عن الضجيج بأنالظلمة تشمل كل شيء وأن التسول هو لغة استرجاع الحق ، كل هذا أقل ما أستطيع أن أفعلدفاعاً عن كرامة الذين ضحوا في لبنان وفي فلسطين دفاعاً عن الحق الحلال في الحلمبالمستقبل) .
ناجي العلي
بالصدفة أصبحت رسام كاريكاتير ، كان لدي توجه في بداية شبابي لأن أتعامل مع المسرح، كنت أريد أن أصرخ بالكلمة التي تنقل مشاعري واحساساتي .. دفعتني الظروف للعمل في المجال الصحفي واكتشفت أن الكاريكاتير هو الأداة المناسبة للتوصيل ...)
ناجي العلي
أنا من عين الحلوة مثل أي مخيم أخر أبناء المخيمات هم أبناء ارض فلسطين لم يكونوا تجارا و ملاكاً , كانوا مزارعين فقدوا الأرض و فقدوا حياتهم فذهبوا إلى المخيمات. أبناء المخيمات هم الذين تعرضوا للموت و لكل المهانة و لكل القهر . و هناك عائلات كاملة استشهدت في مخيماتنا.
إن شخصية حنظلة كانت بمثابة أيقونة روحي من السقوط كلما شعرت بشيء من التكاسل . انه كالبوصلة بالنسبة لي وهذه البوصلة تشير دائماً الى فلسطين.
قدمته للقراء واسميته حنظلة كرمز للمرارة في البداية قدمته كطفل فلسطيني ، لكنه مع تطور وعيه اصبح له افق قومي ثم افق كوني انساني .
ناجي العلي
قدمته للقراء وأسميته حنظلة كرمز للمرارة في البداية . قدمته كطفل فلسطيني لكنه مع تطور وعيه اصبح له أفق قومي ثم أفق كونيّ وإنساني. أما عن سبب إدارة ظهره للقراء، فتلك قصة تروي في المراحل الأولى رسمته ملتقياً وجهاً لوجه مع الناس وكان يحمل الكلاشينكوف وكان أيضا دائم الحركة وفاعلا وله دور حقيقي . يناقش باللغة العربية والإنكليزية بل أكثر من ذلك ، فقد كان يلعب الكاراتيه.....يغني الزجل ويصرخ ويؤذن ويهمس ويبشر بالثورة .
ناجي العلي
أن علينا أن نغلق ملف القضية الفلسطينية، وان نحلها كما يريدون لنا أن نحلها،وأقول لهم أنكنتم تعبتم ففارقونا!
ناجي العلي
" أريد أن أؤذن في آذانالناس واقول لهم أين قضيتهم ، وإلى أين وصلت ؟ أردي أن أرسم للناس البسطاء الذين يفكون والذين لا يقرأون ولا يكتبون "
ناجي العلي
لم أسع من خلاله للتميز... فهو في العاشرة وسيظل في العاشرة حتى يعود الوطن ، عندهافقط يكبر حنظلة و يبدأ في النمو " و كان يقول عنه أيضاً " هذا المخلوق الصغير الذيابتدعته لن ينتهي من بعدي بالتأكيد و ربما لا أبالغ إن قلت أنني سأستمر به بعد موتي"
ناجي العلي
تعليق