بسم الله الرحمنالرحيم
الحمد الله حمدالشاكرين والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه وامهاتالمؤمنين.
يدعي الملحدون أنالدين هو تقييد للحرية والخضوع لعبادات وطقوس لا تفيد شيئاً، والحمد لله، فإنالدراسات الغربية تظهر يوماً بعد يوم أهمية الإيمان بالله تعالى وأهمية الصلاةالإسلامية! ونقول: إذا كان الإيمان غير ضروري للإنسان فلماذا ينادي به علماء الطب؟وإذا كانت الصلاة لا فائدة منها فلماذا تظهر هذه الفوائد الطبية العجيبة؟
ولذلك فإنالإسلام وضع لنا أهم ركنين وهما: شهادة ألا إله إلا الله وإقام الصلاة، وهذا مايجعل المسلم أكثر صحة وقدرة على مقاومة الأمراض وأكثر سعادة وراحة في الدنيا، ولذلكقال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَلَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].
إذاً المؤمنالحقيقي الذي يلتزم بأوامر الله تعالى (وكلها مفيدة له) فإنه يعيش حياة مطمئنة، علىعكس الملحد الذي غالباً ما يعاني من الاكتئاب والاضطرابات النفسية. وهذا ما أخبرعنه الحق جل وعلا بقوله: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَمُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْبِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
الصلاة تقويعضلات الجسم
إن الصلاة تعتبرمن أفضل أنواع الرياضات لأنها تلازم المؤمن طيلة حياته وبنظام شديد الدقة. وبالتالييتجنب الكثير من الأمراض مثل ترقق العظام والناتج عن قلة الحركة. وتقوس العمودالفقري، وقد ثبت أن المحافظة على الصلوات تعيد للجسم حيويته وتنظم عمليات الجسمالداخلية.
إن الركوعوالسجود في الصلاة يقويان عضلات البطن والساقين والفخذين. كما تزيد حركات الصلاة مننشاط الأمعاء فتقي من الإمساك. كذلك الركوع والسجود يؤديان إلى تقليل ضغط الدم علىالدماغ ليسمح بعودة تدفق الدم إلى كافة أعضاء الجسم.
الصلاة تفيد الأمالحامل
كما أن المرأةالحامل تستفيد من حركات الصلاة في تنشيط حركة عضلاتها ودورتها الدموية وتخفيف الضغطوالثقل الذي يسببه الجنين على القدمين من خلال السجود.
كما أن حركاتالصلاة تعتبر بمثابة تمارين رياضية للحامل وخصوصاً في الأسابيع الأخيرة من الحمل،وهذه الرياضة مهمة لتيسير الولادة الطبيعية.
الصلاة تساعد علىالاستقرار النفسي
هنالك آثار نفسيةعظيمة للصلاة، فعندما يتم المؤمن خشوع الصلاة فإن ذلك يساعده على التأمل والتركيزوالذي هو أهم طريقة لمعالجة التوتر والإرهاق العصبي. كذلك الصلاة علاج ناجع للغضبوالتسرع والتهور فهي تعلم الإنسان كيف يكون هادئاً وخاشعاً وخاضعاً لله عز وجلوتعلمه الصبر والتواضع. هذه الأشياء تؤثر بشكل جيد على الجملة العصبية وعلى عملالقلب وتنظيم ضرباته وتدفق الدم خلاله.
إن الصلاة هي صلةالعبد بربه، فعندما يقف المؤمن بين يدي الله تعالى يحس بعظمة الخالق تعالى ويحسُّبصغر حجمه وقوته أمام هذا الإله العظيم. هذا الإحساس يساعد المؤمن على إزالة كل ماترسب في باطنه من اكتئاب وقلق ومخاوف وانفعالات نفسية لأنها تزول جميعاً بمجرد أنيتذكر المؤمن أنه يقف بين يدي الله وأن الله معه ولن يتركه أبداً ما دام مخلصاً فيعبادته لله عز وجل.
لذلك وبسببالأهمية البالغة لهذه الفريضة، جاء التأكيد على أنه لا يجوز للمؤمن أن يتركها مهماكان السبب فيجوز له أن يصلي قائماً فإن لم يستطع فقاعداً فإن لم يستطع فعلى جنبهحسب ما تسمح به الحالة الصحية له.
وحتى عندما يكونالمؤمن على فراش الموت فلا يجوز له أن يترك الصلاة، بل هل هنالك أجمل من أن يختمالمؤمن أعماله في هذه الدنيا بركعات يتصل بها مع الله تعالى؟ بل إن أول صفة للمتقينفي القرآن هي الإيمان بالغيب ثم الصلاة، يقول تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَفِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَالصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [البقرة: 2-3].
واستمعوا معيلهذا النداء الإلهي الرائع: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوابِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 153]. فالصبرإذا امتزج مع الصلاة كانا شفاء قوياً لأي مرض، وبخاصة إذا أقام المؤمن الصلاة بخشوعتام ولم يفكر بشيء من أمور الدنيا بل كان همه أن يرضي اللهتعالى.
الصلاة برمجةللدماغ
عندما يقفالإنسان بين يدي الله في صلاته متوجهاً بقلبه إلى خالقه وهو يتخيل الجنة والناروأحداث يوم القيامة وما يتلوه من معاني، ويتدبر الآيات التي يقرأها وإذا مرَّ بآيةدعاء كررها، فإن هذه الصلاة ليست مجرد عبادة بل هي شفاء بحق. لأن الدماغ سوف يتلقىكمية كبيرة من المعلومات والأوامر القرآنية من خلال تلاوة القرآن أثناء الصلاة،وهذه الأوامر ستكون بمثابة إعادة شحن وبرمجة وإصلاح وتأهيل لما تعطل منخلايا!
دراسات علميةجديدة
يصرح بعضالباحثين المهتمين بموضوع الشفاء بالصلاة أن أي نوع من أنواع الصلاة إذا تمت بخشوعوتأمل يكون لها تأثير جيد على شفاء الأمراض، وفي مقالة نشرتها جريدةwashingtonpostأكد فيها الباحثون أن الذين يحافظون على الصلاة بغضالنظر عن دياناتهم يتمتعون بصحة أفضل وباستقرار نفسي ولا يعانون من اضطراباتنفسية.
فممارسة العبادةوالتأمل يخفض من ضغط الدم وهرمونات الإجهاد ويبطئ معدل نبضات القلب بالإضافة إلىمفعول مهدئ. ويؤكد بعض الباحثين أن ممارسة الصلاة والعبادة في جميع الأديان يؤديإلى تحسن أداء النظام المناعي للإنسان.
وفي دراسة أُجريتفي جامعة كاليفورنيا شملت أناس متدينين من مختلف الأديان، وجد الباحثون أن الإنسانالمتدين لديه نسبة أقل من خطر الموت المفاجئ والأمراض المزمنة، وفي دراسة ثانيةأُجريت في جامعة روشستر تبيَّن أن معظم الأمريكيين (85 % ) يقتنعون بأن الصلاةتساعد على شفاء الأمراض.
بعض الباحثينوجدوا أن الدعاء للمرضى يمكن أن يساهم في تخفيف مرضهم، فقد قام أحد الأطباء وهو منسان فرانسيسكوRandolph Byrdبطلب الدعاء لأجل مئتي مريض قلب، ووجد تحسناً في حالتهمأكثر من أولئك الذين تُركوا من دون دعاء. وقد قام باحث آخر هوWilliam S. Harrisبنفسالتجربة على ألف مريض قلب، ولاحظ أن المرضى الذين دعا لهم أصدقاؤهم بالشفاء أكثرتحسناً من أولئك الذي تُركوا من دون دعاء.
وفي دراسة أجريتعام 1988 من قبل العالمRandolph Byrdأظهرت الدراسة مفاجآت غيرمتوقعة، حيث وجد الطبيب الأمريكي أن الدعاء والصلاة من أجل مرضى القلب يؤدي إلىتحسن حالتهم النفسية والصحية.
وهناك دراسةنشرتها مجلة القلب الأمريكية عام 2006 تبين أن الصلاة ليس لها أي تأثير على المرضى،ولكن هذه الدراسة تقوم على الصلاة الشركية التي يدعون فيها المسيح من دون الله،وهذا لا يجوز، وكم تمنيت لو أن علماءنا يقومون بتجارب مماثلة على الدعاء والصلاة،ليثبتوا للعالم كله صدق هذا الدين.
تعليق